سلسلة ما ليس بحديث (١)

-سلسلة ما ليس بحديث، رقم(١)

١-(آخر العلاج الكي)
ليس بحديث. قال العجلوني في كشف الخفاء(٧): قال في الأصل هو من كلام بعض الناس وليس بحديث.اهـ

٢-(اتقِ شر من أحسنت إليه)
ليس بحديث. قال السخاوي في المقاصد الحسنة(٢٥): لا أعرفه، ويشبه أن يكون من كلام بعض السلف.اهـ
وقال الغزي في الجد الحثيث(٦): ليس بحديث.

٣-(اتقوا شرار النساء، وكونوا من خيارهن على حذر)
ليس بحديث. قال العجلوني في كشف الخفاء(٨٧): هو من كلام بعضهم.اهـ

٤-(إذا أحببتموهم فأعلموهم، وإذا أبغضتموهم فتجنبوهم)
ليس بحديث. قال العجلوني في كشف الخفاء(١٨٢): قال النجم: ليس بحديث.اهـ

٥-(خير الأسماء ما عبد وما حمد)
ليس بحديث. قال العجلوني في كشف الخفاء(٢٤٤): قال السخاوي:ما علمته ، وقال النجم:باطل.اهـ

٦-(إذا سقطت المحبة سقطت شروط الأدب)
ليس بحديث. قال السخاوي في المقاصد الحسنة(٦٦): هو من كلام المبرد.اهـ
وقال الغزي في الجد الحثيث(١٨): ليس بحديث.

٧-(إياك أعني واسمعي يا جارة)
ليس بحديث. قال السخاوي في المقاصد الحسنة(١١٢): هو كلام قاله الحجاج المسكين.اهـ
قال العجلوني في كشف الخفاء(٣٦٥):هو مَثل.اهـ

٨-(أصفِ النية ونم حيث شئت)
ليس بحديث. قال السخاوي في المقاصد الحسنة(١١٩): كلام.اهـ
قال العجلوني في كشف الخفاء(٣٧٩):قال في التمييز وغيره: ليس بحديث.اهـ

٩-(أصل كل داء الرضى عن النفس)
ليس بحديث. قال العجلوني في كشف الخفاء(٣٨٢): قال النجم نقلاً عن السخاوي: ليس بحديث.اهـ

١٠-(الأب أحق بالطاعة، والأم أحق بالبر)
ليس بحديث. قال العجلوني في كشف الخفاء(٢٩): قال النجم: هو من كلام ابن المبارك.اهـ

-كتبه/
بدر بن محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بوزارة الشؤون الإسلامية

١٦ ذو القعدة ١٤٣٩هـ

أصول الخوارج، أصول الإخوان

-كلمات في الدعوة إلى الله.

-الكلمة رقم(٦٨): أصول الخوارج أصول الإخوان.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد :

أيها الأخوة الأفاضل: إن كل فرقة من الفرق لها أصول تعتقدها وتدين الله بها وتدعو إليها وتوالي لأصولها وتعادي عليها.
ومن هذه الفرق فرقة الخوارج ، وهم شر الفرق على الإطلاق.
وقد استفاضت الأحاديث عن النبي عليه الصلاة والسلام في تحذيره من الخوارج ، وبيان زيغهم وضلالهم ، بل وأخبر عليه الصلاة والسلام أنه لو أدركهم ليقتلهم قتل عاد.
وهذه الفرقة الضالة المنحرفة بَنَت معتقدها الضال على عدة أصول فاسدة ، أشهرها أربعة أصول وهي:

– الأصل الأول: تكفير المسلمين.
فإن من أصول الخوارج تكفيرهم لمرتكب الكبيرة
من المسلمين وأنه خالد مخلد في النار ، وتوسع بعض الخوارج وكفر مرتكب الكبيرة والصغيرة.
قال الحافظ محمد الكرجي كما في نكت القرآن الدالة على البيان(١/٢٧٣): الشراة – يعني الخوارج – في باب الذنوب فإنهم يعدون صغيرها وكبيرها كفراً والذنب كفراً.اهـ

وتكفير المسلمين بمجرد من كبائر الذنوب التي دون الكفر ، أمر محرم ، وكبيرة من الكبائر ،
قال الحافظ الذهبي في الكبائر(١٧١):
الكبيرة التاسعة والأربعون: التكفير بالكبائر.اهـ

والخوارج خالفوا بتكفيرهم المسلمين بالكبائر والصغائر وتخليدهم في نار جهنم ، الكتاب والسنة والإجماع

– الكتاب:
قال تعالى : (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ ) أي أنه سبحانه وتعالى يغفر جميع الذنوب صغيرها وكبيرها سوى الشرك فإنه الذنب الذي لا يغفر.

– السنة:
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله عليه الصلاة والسلام ( من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما )
رواه مالك (١٨٤٤) بسند صحيح.

قال الحافظ السيوطي في التنوير(٢/٢٥١): قال الباجي: قوله( من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما ) أي إن كان المقول له كافراً فهو كافر وإن لم يكن خيف على القائل أن يصير كذلك ، وقال ابن عبدالبر: أي احتمل الذنب في ذلك القول أحدهما ، وقال أشهب: سئل مالك عن هذا الحديث قال أرى ذلك في الحرورية الخوارج.اهـ

واستفاضت الأحاديث عن النبي عليه الصلاة والسلام أن الله سبحانه وتعالى يغفر كل ذنب دون الشرك ، منها:
عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال :( من لقي الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة ) رواه مسلم (٩٣)

وعن أنس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول : ( قال الله تعالى : يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة )
رواه الترمذي(٣٥٤٠) وحسنه ، وقال ابن رجب في الجامع(٣٨١): اسناده لا بأس به.
وله شاهد عن أبي ذر رضي الله عنه رواه أحمد(٥/١٦٧)

– الإجماع:
قال الإمام أبو بكر الإسماعيلي في إعتقاد أئمة الحديث(٣٢٤): ويقولون – يعني أهل الحديث أهل السنة والجماعة -: إن أحداً من أهل التوحيد ومن يصلي إلى القبلة لو ارتكب ذنباً أو ذنوباً كثيرة صغائر أو كبائر مع الإقامة على التوحيد لله
والإقرار بما إلتزمه وقبله عن الله فإنه لا يكفر به
ويرجون له المغفرة قال تعالى ( ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )

ونقل الإجماع أيضاً الحافظ ابن أبي حاتم الرازي في عقيدة الرازيين(١٤٢) قال : سألت أبي وأبا زرعة عن مذاهب أهل السنة في أصول الدين وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار وما يعتقدان من ذلك ، قالا: أدركنا العلماء في جميع الأمصار حجازاً وعراقاً ومصراً وشاماً ويمناً فكان من مذهبهم: ولا نكفر أهل القبلة بذنوبهم ونكل سرائرهم إلى الله عز وجل.اهـ

– الأصل الثاني: استباحة دماء المسلمين.
فإن من أصول الخوارج استباحتهم دماء المسلمين المعصومة ، فلا يرون لدم المسلم حرمة.
وخالفوا باستباحتهم دماء المسلمين ، الكتاب والسنة والإجماع.

– الكتاب:
قال تعالى ( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيماً )

– السنة:
عن أبي مالك الأشجعي عن أبيه رضي الله عنه قال : قال رسول الله عليه الصلاة والسلام
( من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله عز وجل )
رواه مسلم (٢٣)

وعن أبي بكرة رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال ( فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا ) رواه البخاري(١٠٥) ومسلم(١٦٧٩)

– الإجماع:
لا خلاف بين أهل العلم على حرمة قتل المسلم بغير حق ، وأن من مقاصد الشريعة الإسلامية حفظ الدماء.
وعد الحافظ الذهبي قتل المسلم بغير حق من كبائر الذنوب.
قال الحافظ الذهبي في كتاب الكبائر(٤٦) الكبيرة الثانية: قتل النفس من كبائر الذنوب.

– الأصل الثالث: الخروج على ولاة المسلمين.
فإن من أصول الخوارج خروجهم على ولاة الأمر فلا يرون لحاكم طاعة ، كحال أهل الجاهلية ، يخرجون عليهم ، منهم من يخرج عليه بالسيف ويقاتله ، ومنهم من يخرج عليه بالقول فتجده يكذب على الحاكم ويقلل من شأنه ويحرض على الخروج عليه ، ومنهم من يخرج على الحاكم بالسيف والقول معاً.
وخالفوا الخوارج بعدم طاعتهم الحاكم ، الكتاب والسنة والإجماع.

– الكتاب:
قال تعالى ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ )

قال الإمام الطبري في تفسيره(٦/٤٢٨):( وأولي الأمر منكم) هم الأمراء على قول الجمهور كأبي هريرة وابن عباس وغيرهم.اهـ

-السنة:
عن ابن عباس رضي الله عنه مرفوعاً( من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر فإنه من فارق الجماعة شبراً فمات فميتة جاهلية ) رواه البخاري(٧٠٥٤) ومسلم(١٨٤٩)

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال ( من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن أطاع أميري فقد أطاعني ومن عصى أميري فقد عصاني )
رواه البخاري(٧١٣٧) ومسلم (١٨٣٥)

– الإجماع:
قال الحافظ ابن أبي حاتم الرازي في عقيدة الرازيين (١٤٥) قال : سألت أبي وأبا زرعة عن مذاهب أهل السنة في أصول الدين وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار وما يعتقدان من ذلك ، قالا: أدركنا العلماء في جميع الأمصار حجازاً وعراقاً ومصراً وشاماً ويمناً فكان من مذهبهم: ولا نرى الخروج على الأئمة ولا القتال في الفتنة ونسمع ونطيع لمن ولاه الله عز وجل أمرنا ولا ننزع يداً من طاعة.اهـ

ونقل الإجماع أيضاً الحافظ النووي في شرح مسلم (١٢/٢٢٩)
وشيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة(٥/٥٢٩)
وعد الحافظ الذهبي الخروج على الحاكم من الكبائر.
قال الحافظ الذهبي في كتاب الكبائر (١٧١) الكبيرة التاسعة والأربعون: الخروج بالسيف والتكفير بالذنوب.

– الأصل الرابع: الطعن في علماء المسلمين.
فإن من أصول الخوارج طعنهم في علماء المسلمين والسخرية منه وتسميتهم بعلماء السلاطين أو علماء حيض ونفاس أو علماء الأموال أو لا يفقهون الواقع وغير ذلك من الألقاب والتهم الكاذبة.
وخالفوا بذلك الكتاب والسنة والإجماع.

– الكتاب:
أمرنا ربنا سبحانه وتعالى بالرجوع إلى العلماء وسؤالهم في غير آية.

قال تعالى ( وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ )

وقال تعالى : (فاسألوا أهل الذِّكر إنْ كنتم لا تَعلمون )
وهذا فيه بيان عظم منزلة العلماء عند الله سبحانه وتعالى.

– السنة:
استفاضت الأحاديث عن النبي عليه الصلاة والسلام في بيان فضل العلماء وعظم قدرهم ورفعة منزلتهم وأن ذهاب العلم بموت العلماء.

عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه قال سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام قال ( إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يترك عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ) رواه البخاري(١٠٠) ومسلم(٢٦٧٣)

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول : ( إن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وإن العلماء هم ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر ) رواه أبو داود (٣٦٤١) والترمذي(٢٦٨٢) وصححه الألباني.

-الإجماع:
أجمع أهل السنة والجماعة على حب العلماء وتوقيرهم وأنهم أهل العلم والفضل.

قال الإمام أبو عثمان النيسابوري في عقيدة السلف(٣٠٧): وإحدى علامات أهل السنة : حبهم لأئمة السنة وعلمائها وأنصارها وأوليائها.اهـ

-أيها الأخوة: هذه أشهر أصول الخوارج ، وهي بعينها أصول جماعة الإخوان المسلمين ، التي جاء بها حسن البنا وسيد قطب وغيرهما ، فينبغي لكل مسلم أن يحذرهم ويحذر منهجهم الضال المخالف للكتاب والسنة والإجماع.

كتبه/
بدر بن محمد البدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بوزارة الشؤون الإسلامية.

٢٥ شوال ١٤٣٩هـ

فضل ذكر الله عز وجل

-كلمات في الدعوة إلى الله.

-الكلمة رقم(٦٧): فضل ذكر الله عزوجل.

-عباد الله: إن من أفضل الأحوال التي ينبغي أن يكون عليها العبد المسلم ، حال ذكره ربه عزوجل ، فإذا ذكر العبدُ ربَه عزوجل ، ذكره اللهُ ، قال تعالى: (فاذكرونى أذكركم).

وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي عليه الصلاة والسلام: (يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرتُه في نفسي،
وإن ذكرني في ملأ ذكرتُه في ملأ خيرٍ منهم)رواه البخاري(٧٤٠٥)ومسلم(٢٦٧٥)

-وأوصى النبيُّ عليه الصلاة والسلام بذكر الله ، وأخبر أنه أحب الأعمال إلى الله.
عن عبدالله بن بسر رضي الله عنه أن رجلاً قال: يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به ، قال: (لا يزال لسانُك رطباً من ذكر الله)رواه الترمذي(٣٣٧٥)وحسنه ، وابن ماجه(٣٧٩٣) وصححه ابن حبان(٨١١)

وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال سألت رسول الله عليه الصلاة والسلام: أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: (أن تموت ولسانُك رطب من ذكر الله)رواه ابن حبان في صحيحه(٨١٥)

-عباد الله: لقد أثنى الله عزوجل على الذين يذكرون الله على كل حال هم عليها ، يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ، وبيّن عزوجل أنهم أصحاب العقول ، قال تعالى: (إن في خلق السمـٰوات والأرض واختلاف الليل والنهار لأيـٰت لأولىِ الألبـٰب الذين يذكرون الله قيـٰماً وقعوداً وعلى جنوبهم) أي أنهم يذكرون الله على كل حال قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم.

وقال تعالى لعباده المؤمنين: (يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً وسبحوه بكرة وأصيلاً)

وعن عائشة رضي الله عنه قالت: (كان رسول الله عليه الصلاة والسلام يذكر الله تعالى على كل أحيانه)رواه مسلم(٣٧٣)

قال الحافظ النووي في شرح مسلم(١/٣٣١): المقصود أنه عليه الصلاة والسلام كان يذكر الله تعالى متطهراً ومحدثاً وحنباً وقائماً وقاعداً ومضطجعاً وماشياً.اهـ

فالنبي عليه الصلاة والسلام كان يكثر من ذكر الله تعالى ، يذكر الله على كل حال هو عليها ، وهكذا ينبغي للعبد المسلم أن يذكر الله في كل وقت وكل مكان ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: (أكثروا ذكر الله حتى يقولوا مجنون) رواه أحمد(١١٦٥٣) وصححه ابن حبان(٨١٧)والحاكم(١/٤٩٩)وقال الهيثمي في المجمع(١٠/٧٥): رواه أحمد وفيه دراج وقد ضعفه جماعة ووثقه غير واحد وبقية رجال أحد إسنادي أحمد ثقات.اهـ

إلا أنه يستثني بعض الأماكن ، كأماكن قضاء الحاجة ونحوها فإنه لا يذكر الله فيها تكريماً لذكر الله عزوجل عن هذه المواضع.
قال أبو ميسرة رحمه الله: (لا يُذكر الله تعالى إلا في مكان طيب)رواه ابن أبي شيبة(١/١٣٩)وابن سعد(٦/١٠٧)

-عباد الله: اعلموا رحمكم الله أن الإكثار من الذكر له فضائل كثيرة دلت عليها الأدلة من الكتاب والسنة فمن فضائله:

١-أن الله عزوجل يذكر عبده إذا ذكره ، قال تعالى: (فاذكرونى أذكركم).

٢-أنه سبب من أسباب المغفرة ، وحصول الأجور العظيمة ، قال تعالى: (والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً)

٣- أنه سبب من أسباب الفلاح للعبد ، قال تعالى: (واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون)
قال العلامة السعدي في تفسيره(١٠١٧): الإكثار من ذكر الله أكبر أسباب الفلاح.اهـ

٤-أنه دأب الأنبياء والصالحين ، قال تعالى لنبيه زكريا عليه السلام: (واذكر ربك كثيراً وسبح بالعشي والإبكار)
وقال تعالى عن موسى عليه السلام: (كي نسبحك كثيراً ونذكرك كثيراً)

٥-أن أهل الذكر هم هم أهل السبق.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: (سبق المفردون) قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: (الذاكرون الله كثيراً والذاكرات)رواه مسلم(٢٦٧٦)

-قال الحافظ النووي في الأذكار(٣٩): قال مجاهد رحمه الله: (لا يكون العبد من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات حتى يذكر الله قائماً وقاعداً ومضطجعاً) ، وقال عطاء رحمه الله: (مَن صلى الصلوات الخمس بحُقُوقها فهو داخل في قول الله تعالى: (والذاكرين الله كثيراً والذاكرات) ، وسُئل الإمام ابن الصلاح رحمه الله عن القدر الذي يصير به من الذاكرين الله كثيراً؟ فقال: (إذا واظب على الأذكار المأثورة المُثبتة صباحاً ومساءاً وفي الأوقات والأحوال المختلفة ليلاً ونهاراً كان من الذاكرين الله تعالى كثيراً).اهـ

-أيها الأخوة: إياكم والغفلة عن ذكر الله ، فإن الغفلة عن الذكر من استحواذ الشيطان على قلب ابن آدم.
قال تعالى: (استحوذ عليهم الشيطـٰن فأنسـٰهم ذكر الله أولـٰئك حزب الشيطـٰن ألا إن حزب الشيطـٰن هم الخـٰسرون)
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره(١٨٤٣): أي استحوذ على قلوبهم الشيطان حتى أنساهم أن يذكروا الله عزوجل ، وكذلك يصنع بمن استحوذ عليه.اهـ

والإعراض عن الذكر ، صفة من صفات أهل النفاق ، قال تعالى: (إن المنـٰفقين يخـٰدعون الله وهو خـٰدعهمـ وإذا قاموا إلى الصلوٰة قاموا كسالى يرآءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلاً).

-والله أعلم.

-كتبه:
بدر بن محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر
٢٢ شوال ١٤٣٩هـ

كلمات في الدعوة إلى الله – ذم ذي الوجهين

كلمات في الدعوة إلى الله.

-الكلمة رقم(٦٦): ذم ذي الوجهين.

-عباد الله: إن من الصفات المذمومة والمحرمة شرعاً ، صفة ذي الوجهين وهو الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه آخر ، كما يفعل المنافقون ، قال تعالى عن المنافقين: (وإذا لقوا الذين ءامنوا قالوا ءامنا وإذا خلوا إلى شيـٰطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون) يعني: أن أهل النفاق إذا اجتمعوا بالمؤمنين قالوا لهم: نحن مؤمنون مثلكم ، وإذا اجتمعوا برؤسائهم وكبرائهم من أهل الكفر قالوا نحن معكم.
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره(١/٩٣): وإذا لقي هؤلاء المنافقون المؤمنين قالوا آمنا أي أظهروا لهم الإيمان والموالاة ، وإذا خلوا إلى شياطينهم يعني مضوا إلى سادتهم وكبراءهم ورؤساءهم من أحبار اليهود ورؤوس المشركين والمنافقين ، قالوا إنا على مثل ما أنتم عليه إنما نحن نستهزئ بالقوم ونلعب بهم.اهـ

-وهذه الصفة المذمومة هي صفة شرار الناس عند الله ، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: (تجدون من شرار الناس ذا الوجهين ، الذي يأتي هؤلاء بوجه ويأتي هؤلاء بوجه)
رواه البخاري(٣٤٩٤) ومسلم(٢٥٢٦)

وفي رواية للترمذي(٢٠٢٥) عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: (إن من شر الناس عند الله يوم القيامة ذا الوجهين) قال الترمذي: حسن صحيح ، وأصله في صحيح البخاري(٦٠٥٨)

قال الحافظ ابن حجر في الفتح(١٠/٥٣٥): قوله(شر الناس) يحمل على عمومه فهو أبلغ في الذم ، وقد وقع في رواية الإسماعيلي:(شر خلق الله ذو الوجهين).اهـ

وقال الحافظ ابن حجر أيضاً(١٠/٥٣٥): قال القرطبي: إنما كان ذو الوجهين شر الناس لأن حاله حال المنافق ، مدخل للفساد بين الناس.اهـ

وقال العلامة ابن عثيمين في شرح الرياض(٤/١٩٦): قوله(تجدون شر الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه)هذا من كبائر الذنوب ، لأن النبي عليه الصلاة والسلام وصف فاعله بأنه شر الناس.اهـ

– عباد الله: إن ذا الوجهين له عدة حالات مع من يأتيهم من الناس:

الحالة الأول: أن يأتي قوم بينهم خصومة ، فيحرش هؤلاء على هؤلاء ، وهؤلاء على هؤلاء ، فيقول لطائفة: إن القوم الفلانيين يقولون فيكم كذا وكذا ، ثم يأتي الطائفة الأخرى ويقول لهم: إن القوم الفلانيين يقولون فيكم كذا وكذا ، يحرش بينهم كي تزداد الخصومة والعداوة بينهما، وهذا من كبائر الذنوب ، قال تعالى: (ويل لكل همزة لمزة) ، وعن حذيفة رضي الله عنه سمعت النبي عليه الصلاة والسلام يقول: (لا يدخل الجنة قتات)رواه البخاري(٦٠٥٦)ومسلم(١٠٥)

الحالة الثانية: أن يأتي إلى شخص ويمدحه في وجهه ، وإذا ذهب من عنده ذمه وعابه في المجالس ، وهذه صفة أهل النفاق.
عن أبي الشعثاء قال: لقي عبد الله بن عمر رضي الله عنه ناساً خرجوا من عند مروان ، فقال: من أين جاء هؤلاء؟ قالوا: خرجنا من عند الأمير مروان ، قال: وكل حق رأيتموه تكلمتم به وأعنتم عليه؟ وكل منكر رأيتموه أنكرتموه ورددتموه عليه؟ قالوا: لا والله ، بل يقول ما يُنكر ، فنقول: قد أصبت أصلحك الله ، فإذا خرجنا من عنده قلنا: قاتله الله ما أظلمه وأفجره ،
قال عبد الله: (كنا نعد ذلك على عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام نفاقاً لمن كان هكذا)رواه أحمد(٥٣٧٣)وأصله عند البخاري(٧١٧٨)بلفظ(قال أُناس لابن عمر: إنا ندخل على سُلطانِنا ، فنقول لهم خلاف ما نتكلم إذا خرجنا من عندهم ، قال: كنا نعُدُّها نفاقاً)

قال العلامة ابن باز في شرح البخاري(١٣/١٧٤٨): هذا من الأمور الخطيرة ، كون الإنسان يمدح السلطان أو الأمير أو القاضي أو نحوهم في وجوههم ، ثم إذا خرج نشر عيوبهم هذا من النفاق كما قال ابن عمر.اهـ

– عباد الله: إن الله عزوجل توعد ذا الوجهين بالعقاب في الآخرة جزاء عمله السيء.
عن عمار بن ياسر رضي الله عنه مرفوعاً: (مَن كان له وجهان في الدنيا ، كان له لسانان من نار يوم القيامة) رواه أبو داود(٤٨٧٣)وصححه ابن حبان(٥٧٢٦)والألباني في الصحيحة(٨٩٢)

وقال ابن مسعود رضي الله عنه: (إن ذا اللسانين له لسانان من نار يوم القيامة)رواه ابن أبي شيبة في المصنف(٢٥٩٧٦)بسند صحيح.

– عباد الله: ينبغي الحذر من هذه الصفة المذمومة ، والحذر من أهل هذه الصفة ، وينبغي للناس ألا يُطلعوا أهل هذه الصفة الذميمة على أسرارهم ، لأنهم ليسوا محل ثقة ، عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: (لا ينبغي لذي الوجهين أن يكون أميناً)رواه أحمد(٧٨٧٧)والبخاري في الأدب المفرد(٣١٣)وصححه الألباني في الصحيحة(٣١٩٧)
فعلى المسلم أن يحفظ لسانه من آفات اللسان ، فإن أكثر الذنوب في اللسان ، قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول: (أكثر خطايا ابن آدم في لسانه)رواه الطبراني(٣/٧٨)وابن أبي الدنيا في الصمت(٤١)
قال المنذري في الترغيب(٨/٤): رواه الطبراني ورواته رواة الصحيح ، وأبو الشيخ في الثواب والبيهقي بإسناد حسن.

قال الحافظ ابن حبان في روضة العقلاء(١٠٤): العاقل لا يكون ذا لونين بل يُوافق سره علانيته وقوله فعله.

-كتبه:
بدر بن محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

٨ شوال ١٤٣٩هـ

الوقت الحقيقي للفجر

🔹-الوقت الحقيقي للفجر🔹

🔸-الحمدُ لله وحده والصلاةُ والسلامُ على من لا نبي بعده وآله وصحبه وبعد:

فقد سألني غير واحد من الأفاضل عن الوقت للحقيقي لصلاة الفجر ، وهل تقاويم الصلاة منضطبة أم لا؟

فأقول مستعيناً بالله عزوجل: هذه الشبهة قديمة وليست حديثة ، قالها أحد المشايخ قديماً من أكثر من أربعين سنة وأفتى ببطلان صلاة من صلى الفجر على التقويم!
كما حدثنا بذلك شيخنا العالم الفلكي صالح العجيري ، قال العجيري: لما أثيرت هذه الشبهة راسلت عدة مراصد فلكية معتمدة في العالم الإسلامي منها مرصد في دبي ومرصد في السعودية ومرصد في مصر واتفقت هذه المراصد على أن وقت الفجر منضبط تماماً وفق ما هو مدون في التقاويم وليس فيه تقديم ولا تأخير.اهـ

وأثيرت أيضاً هذه المسألة في عهد سماحة العلامة ابن باز وأمر رحمه الله بتشكيل لجنتين تتأكد من وقت الفجر ، وجاء الرد أن التقويم منضبط ، وهذا سمعته من شيخنا العلامة صالح الفوزان.

فالتوقيت منضبط ولله الحمد حسب ما جاء في تقارير اللجان الشرعية والفلكية ، وهذا الإشكال الذي يثار الآن ، سببه عدم معرفة وقت الفجر الحقيقي عند من أثار هذه المسألة.

النبي عليه الصلاة والسلام أخبر أن الفجر فجران كما في حديث ابن عباس رضي الله عنه الذي رواه الحاكم في المستدرك(٦٤٣)وصححه

ووضع عليه الصلاة والسلام علامات لهذين الفجرين ، كما في حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه: (فأما الفجر الذي يكون كذنب السرحان فلا يحل الصلاة ولا يحرم الطعام ، وأما الذي يذهب مستطيلاً في الأفق فأنه يحل الصلاة ويحرم الطعام)رواه الحاكم في المستدرك(٦٨٩)والبيهقي في السنن(١٦٤٢)وصححه الألباني في صحيح الجامع(٤٢٧٨)
وفي حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: (لا يغرنكم من سحوركم آذان بلال ولا بياض الأفق المستطيل حتى يستطير هكذا)وحكاه حماد بيديه يعني معترضاً. رواه البيهقي في السنن(١/٣٨٠)

فالفجر الكاذب أشبه بدخان أبيض مختلط بزرقة مرتفع في الأفق كذنب الذئب يخرج من جهة المشرق تحيط به النجوم اللامعة والخافتة من كل مكان ثم تعقبه ظلمه ، وأما الفجر الصادق فهو نور ممتد من جهة الشمال إلى الجنوب كأنه خيط تختفي معه النجوم الخافتة وتبقى اللامعة.

والفترة الزمنية بين الفجرين هي (٢٠) دقيقة ، في الشتاء والصيف ، وهي بقدر أن ينزل بلال ويصعد ابن مكتوم رضي الله عنهم كما في حديث القاسم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (إن بلالاً يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم)قال: ولم يكن بينهما إلا قدر ما ينزل هذا ويرقى هذا. رواه ابن خزيمة في صحيحة(١٩٣٢)

فالفترة الزمنية بين الفجرين هي(٢٠)دقيقة ، وليس كما يقوله البعض أنها من (٣٥)إلى (٤٠)دقيقة ، هذا غير دقيق وهو قريب الإسفار
، لأن الإسفار يبدأ بعد الفجر الصادق بنصف ساعة ، فإذا قلنا أن الفترة الزمنية بين الفجرين من(٣٥)إلى(٤٠)دقيقة ، يكون وقت الفجر عندهم قبيل الإسفار ، والإقامة إذا أسفر جداً ، وهذا ينافي حديث
عائشة رضي الله عنها كن نساء المؤمنات يشهدن مع رسول الله عليه الصلاة والسلام صلاة الفجر متلفعات بمروطهن ثم ينقلبن إلى بيوتهن حين يقضين الصلاة لا يعرفهن أحد من الغلس)رواه البخاري(٥٧٨)ومسلم(٦٤٥)والغلس الظلمة.
وأحياناً كان عليه الصلاة والسلام يطيل القراءة في الفجر فينصرف الرجل وقد عرف جليسه ، كما في حديث أبي برزة رضي الله عنه الذي رواه البخاري(٧٧١)ومسلم(٤٦١)
فالنبي عليه الصلاة والسلام أحياناً كان يطيل القراءة في صلاة الفجر إلى الإسفار ، لذلك استحب جماهير أهل العلم إطالة القراءة في صلاة الفجر.

عموماً: على من يثير هذه الشبهة بين الناس أن يتقي الله عزوجل ولا يُلبس على المسلمين ويشككهم في صلاتهم ، لأن دعواه مبينة على الوهم كما قال لي العالم الفلكي العجيري.

والله أعلم.

🔶-كتبه/
بدر بن محمد البدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بوزارة الشؤون الإسلامية

١٤ رمضان ١٤٣٩هـ

السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية (٢٤٤)

-السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية رقم(٢٤٤)

-كتاب/ فضائل رمضان لابن أبي الدنيا.

كتاب فضائل رمضان للحافظ عبدالله بن محمد ابن أبي الدنيا القرشي البغدادي ، المتوفى سنة(٢٨١هـ) روى فيه بأسانيده جملة من الأحاديث المرفوعة والآثار الموقوفة والمقطوعة في فضائل شهر رمضان.
صدر كتابه بذكر فضائل شهر شعبان ثم أتبعه بفضائل شهر رمضان ، ذكر فضل صيام رمضان وقيامه وفضل السحور.

-عدة أحاديثه:
بلغت أحاديث كتابه(٦٣)حديثاً فيها المرفوع والموقوف والمقطوع ، منها الصحيح والحسن والضعيف.

-كتبه/
بدر بن محمد بدر العنزي
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية

أخطاء دعاء القنوت

-كلمات في الدعوة إلى الله.

-الكلمة رقم(٦٥): أخطاء دعاء القنوت.

أيها الأخوة: هذه بعض الأخطاء التي يقع بها بعض الأئمة والمأمومين في دعاء القنوت ، أذكره على اختصار كي تجتنب وتترك.

الخطأ الأول: إطالت دعاء القنوت إطالة تشق على المصلين.
قال الإمام ابن قيم في بدائع الفوائد(٤/ ١٥٠٢):
اﺧتلف ﻗﻮل الإمام أحمد ﻓﻲ ﻗﺪﺭ اﻟﻘﻴﺎﻡ ﻓﻲ اﻟﻘﻨﻮﺕ؟ ﻓﻌﻨﻪ: ﺑﻘﺪﺭ(ﺇﺫا اﻟﺴﻤﺎء اﻧﺸﻘت)ﺃﻭ ﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ ، ﻭﻗﺪ ﺭﻭﻯ ﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ: ﺳﻤﻌﺖ ﺃﺣﻤﺪ ﺳُﺌﻞ ﻋﻦ ﻗﻮﻝ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ: اﻟﻘﻨﻮﺕ ﻗﺪﺭ: (ﺇﺫا اﻟﺴﻤﺎء اﻧﺸﻘﺖ)
ﻗﺎﻝ: ﻫﺬا ﻗﻠﻴﻞ ، ﻳﻌﺠﺒﻨﻲ ﺃﻥ ﻳﺰﻳﺪ.
ﻭﻋﻨﻪ: ﻛﻘﻨﻮﺕ ﻋﻤﺮ.
ﻭﻋﻨﻪ: ﻛﻴﻒ ﺷﺎء.اهـ

جاء في فتاوى اللجنة الدائمة(٢١٢٦٣): على الداعي ألا يطيل على المأمومين إطالة تشق بل عليه أن يخفف وأن يحرص على جوامع الكلم ، ويترك ما عدا ذلك كما دلت عليه السنة.اهـ

قلت للعلامة اللحيدان هل يشرع إطالة دعاء القنوت؟ قال: لاشك أن الإعتدال في الدعاء مطلوب.

الخطأ الثاني: تلحين الدعاء وتجويده والسجع فيه.
وهذا ليس من هدي النبي عليه الصلاة والسلام ولا هدي صحابته رضي الله عنهم.
قال ابن عباس رضي الله عنه لعكرمة: (انظر السجع من الدعاء فاجتنبه)رواه البخاري(٦٣٣٧)

وقالت عائشة رضي الله عنها: واجتنب السجع في الدعاء فإني عهدت النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يكرهون ذلك. رواه أحمد(٢٥٨٢٠)وصححه ابن حبان(٩٧٨)

وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة(٢١٢٦٣): المشروع للداعي اجتناب السجع وعدم التكلف فيه ، وعلى الداعي أن لا يشبه الدعاء بالقرآن فليتزم قواعد التجويد فإن ذلك لا يعرف من هدي النبي عليه الصلاة والسلام ولا من هدي أصحابه رضي الله عنهم.اهـ

قال لي العلامة اللحيدان: تلحين الدعاء هذا من التنطع ، فينبغي تركه

الخطأ الثالث: الاعتداء في الدعاء ، .
قال تعالى: (إنه لا يحب المعتدين)
قال الإمام ابن جرير في تفسيره(٨/٢٠٧): إن ربكم لا يحب من اعتدى فتجاوز حده الذي حده لعباده في دعائه وفي غير ذلك من الأمور.اهـ
وقال العلامة الطرطوشي في الدعاء(١٥٤): (إنه لا يحب المعتدين) يعني المجاوزين في الدعاء ما أُمروا به.اهـ

عن عبدالله بن مغفل رضي الله عنه أنه سمع ابنه يقول: اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها ، فقال: أي بني سل الله الجنة وتعوذ بالله من النار ، فإني سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول: (سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور والدعاء)رواه أحمد(٤/٨٦)وأبو داود(٩٦)وصححه الألباني في سنن أبي داود(٩٦)وقال الأرنؤوط في زاد المعاد(١/١٨٤): سنده قوي.

قال شيخ الإسلام في الفتاوى(١٤/٤٤٩): الاعتداء في الدعاء تارة بأن يسأل ما لايجوز له سؤاله من المعونة على المحرمات ، وتارة يسأل الله تخليده إلى يوم القيامة أو يطلعه على الغيب أو يجعله من المعصومين أو يهب له ولداً من غير زوجة ونحو ذلك.اهـ

الخطأ الرابع: مسح الوجه باليدين بعد الدعاء.
وهذا روي فيه عن النبي عليه الصلاة والسلام عدة أحاديث ولا يصح منها شيء ، ضعفها كثير من العلماء منهم البيهقي في السنن الكبرى(٢/٢١٢) وشيخ الإسلام في الفتاوى(٢٢/٥١٤)

قال الحافظ ابن المنذر في الأوسط(٥/٢١٧): كان الإمام أحمد بن حنبل يقول: لم أسمع فيه بشيء ، وحكي عنه أنه قال: أما في الصلاة فلا.اهـ
وقال الحافظ البيهقي في السنن الكبرى(٢/٢١٢): مسح اليدين بالوجه عند الفراغ من الدعاء فلست أحفظه عن أحد من السلف في دعاء القنوت…وأما في الصلاة فهو عمل لم يثبت بخبر صحيح ولا أثر ولا قياس فالأولى أن يفعله بدون مسح.اهـ

وقال لي العلامة اللحيدان: لا يمسح الوجه بعد الدعاء ، ولم يصح في مسح الوجه حديث.

كتبه/
بدر بن محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بوزارة الشؤون الإسلامية.

٥ رمضان ١٤٣٩هـ

آداب قرآءة القرآن

-كلمات في الدعوة إلى الله.

-الكلمة رقم(٦٤): آداب قراءة القرآن.

-أيها الأخوة: إن قراءة القرآن أحب القُربات التي يتقرب بها العبد إلى ربه عزوجل ، كما جاء في الحديث عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (إنكم لن ترجعوا إلى الله بشيء أحب إليه من شيء خرج منه-يعني القرآن)رواه الحاكم في المستدرك(١٤٢٧)وقال: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

وقراءة القرآن لها آداب ينبغي لقارئ القرآن أن يتحلى بها وهي:

١-إخلاص النية لله تعالى فيها، لأن تلاوة القرآن عبادة ، والعبادة لابد لها من نية خالصة ، قال الله تعالى: (فادعوا الله مخلصين له الدين) وقال: (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين)

وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اقرؤا القرآن وابتغوا به الله عز وجل)رواه أحمد(١٤٥٦٠)وأبو داود(٨٣٠)وحسنه الألباني في صحيح الجامع(١١٧٦)

٢-يستحب قراءة القرآن على طهارة من الحدث.
عن المهاجر بن قنفذ رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: (إني كرهت أن أذكر الله إلا على طُهر أو قال: على طهارة)
رواه أبو داود(١٧) وابن خزيمة في صحيحه(٢٠٦) وابن حبان في صحيحه(٨٠٠)
وصححه الألباني في صحيح الجامع(٢٤٧٢)
والقرآن ذِكر فيستحب قراءته على طهارة.
قال الحافظ النووي في التبيان(٧٢): يستحب أن يقرأ وهو على طهارة ، فإن قرأ محدثاً جاز بإجماع المسلمين.اهـ

٣-يستحب أن يستاك بسواك رطب قبل القراءة.
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (إن أفواهكم طرق للقرآن فطيبوها بالسواك)رواه ابن ماجه(٢٩١) وصححه الألباني في سنن ابن ماجه(٢٩١)
‏قال الحافظ النووي في التبيان(٧٢): وينبغي لمن أراد القراءة أن ينظف فاه السواك وغيره.اهـ

‏‪‎‬٤-يستحب أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم قبل القراءة.
‏ قال تعالى: (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم)

٥-ويستحب الاتيان بالبسملة بعد الاستعاذة في أول كل سورة سوى سورة التوبة فلا يبدأ بها بالبسملة.
 
٦- ويستحب لقارئ القرآن القراءة بحضور قلب ، وخشوع وتدبر للآيات.
قال تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن) وقال عزوجل: (كتاب أنزلناه عليك مبارك ليدبروا آياته)

‏‪‎‬٧- ويستحب لقارئ القرآن أن يقرأ بترتيل وأن يحسن صوته بالقراءة.
قال تعالى: (ورتل القرآن ترتيلا)

عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (زيِّنوا القرآن بأصواتكم ) رواه أبو داود(١٢٥٩) والنسائي(١٠٠٤) وصححه ابن خزيمة(١٤٧٤)وابن حبان في صحيحه(٧٥٧)

قال الحافظ النووي في التبيان(٨٨): اتفق العلماء على استحباب ترتيل القرآن.اهـ
‏‪‎‎‬ 
 ٨- ويستحب له إذا مر بآية سجدة كبر ويسجد.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد ، اعتزل الشيطان يبكي ويقول: يا ويلتى ، أُمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة ، وأُمرت بالسجود فعصيته فلي النار ) رواه مسلم(٨١)

٩- ويستحب له إذا مر بآية رحمة وقف وسأل الله من فضله ، وإذا مر بآية عذاب وقف وتعوذ.
عن حذيفة رضي الله عنه قال: (صليت مع النبي عليه الصلاة والسلام ذات ليلة)وفيه(إذا مر بآية فيها تسبيح سبح ، وإذا مر بسؤال سأل وإذا مر بتعوذ تعوذ)رواه مسلم(٧٧٢)
ورواه أبو داود(٨٧٣) عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: (قمت مع رسول الله عليه الصلاة والسلام ليلة فقرأ سورة البقرة لا يمر بآية رحمة إلا قف وسأل ، ولا يمر بآية عذاب إلا وقف فتعوذ)

قال الحافظ النووي في التبيان(٩١): ويستحب إذا مر بآية رحمة أن يسأل الله من فضله ، وإذا مر بآية عذاب أن يستعيذ بالله من الشر ومن العذاب…ويستحب هذا السؤال والاستعاذة لكل قارئ سواء كان في الصلاة أو خارجاً منها.اهـ

١٠-يستحب أن يقول بعد الإنتهاء من القراءة: (سبحانك اللهم وبحمدك ، لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك)
عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما جلس رسول الله عليه الصلاة والسلام مجلساً قط ، ولا تلا قرآناً ، ولا صلى صلاة ، إلا ختم ذلك بكلمات ، فقلت: يا رسول الله أراك ما تجلس مجلساً ولا تتلو قرآناً ولا تصلي صلاة إلا ختمت بهذه الكلمات؟ قال: (نعم ، من قال خيراً ختم له طابع على ذلك ، ومن قال شراً كن له كفارة: سبحانك اللهم وبحمدك ، لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك)رواه النسائي في الكبرى(١٠٠٦٧)وبوب له:باب ما تُختم به تلاوة القرآن.
والحديث صححه ابن حجر في النكت(٢/٧٣٣)والألباني في الصحيحة(٧/٤٩٥)والوادعي في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين(٢/١٢٨)

كتبه/
بدر بن محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بوزارة الشؤون الإسلامية.

٣ رمضان ١٤٣٩هـ

كلمات في الدعوة إلى الله – أوقات النهي عن الصلاة ما يستثنى منها

-كلمات في الدعوة إلى الله.

-الكلمة رقم(٦٣): أوقات النهي عن الصلاة وما يستثنى منها.

-عباد الله: كما أن للصلاة أوقاتاً تُصلى فيها ، كما قال تعالى: (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقتاً) يعني لها وقت تُصلى فيه ، كذلك لها أوقات لا يصلى فيها ، وهي ثلاثة أوقات:
الأول: بعد صلاة الفجر حتى ترتفع الشمس قيد رمح. يعني بعد شروقها بخمسة عشر دقيقة تقريباً.

الثاني: إذا قام قائم الظهيرة حتى تزول الشمس .يعني قبيل زوال الشمس بعدة دقائق والأحوط خمسة عشر دقيقة.

الثالث: بعد صلاة العصر حتى تغيب الشمس.يعني حتى يغيب قرص الشمس تماماً.

– دليل ذلك:

عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: ( ثلاث ساعات كان رسول الله عليه الصلاة والسلام ينهانا أن نصلي فيهن وأن نقبر فيهن موتانا: حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع ، وحين يقوم قائم الظهيرة حتى تزول الشمس ، وحين تتضيف الشمس للغروب) رواه مسلم(٨٣١)
ومعنى قوله: (وحين يقوم قائم الظهيرة) يعني حين يقف الظل وقت الظهيرة.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً أتى رسول الله عليه الصلاة والسلام فقال: يا رسول الله أمن ساعات الليل والنهار ساعة تأمرني أن لا أصلي فيها؟
فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (نعم ، إذا صليت الصبح فأقصر عن الصلاة حتى تطلع الشمس فإنها تطلع بين قرني شيطان ثم الصلاة مشهودة محضورة متقبلة حتى ينتصف النهار
فإذا انتصف النهار فأقصر عن الصلاة حتى تميل الشمس فإنه حينئذ تُسعر جهنم وشدة الحر من فيح جهنم
فإذا مالت الشمس فالصلاة محضورة مشهودة متقبلة حتى يصلى العصر فإذا صليت العصر فأقصر عن الصلاة حتى تغرب الشمس)
رواه ابن خزيمة في صحيحه(١٢٧٥) وابن حبان في صحيحه(١٥٤٨)
ورواه مسلم(٨٣٢) عن عمرو بن عبسة رضي الله عنه مرفوعاً: (صل صلاة الصبح ثم أقصر عن الصلاة حتى تطلع الشمس حتى ترتفع فإنها تطلع حين تطلع بين قرني شيطان وحينئذ يسجد لها الكفار ، ثم صل فإن الصلاة مشهودة محضورة حتى يستقل الظل بالرمح ، ثم أقصر عن الصلاة فإن حينئذ تُسجر جهنم ، فإذا أقبل الفيء فصل فإن الصلاة مشهودة محضورة ، حتى تُصلي العصر ثم أقصر عن الصلاة حتى تغرب الشمس فإنها تغرب بين قرني شيطان وحينئذ يسجد لها الكفار).

قال الحافظ النووي في شرح مسلم(٥٤٧): في
أحاديث الباب نهيه عليه الصلاة والسلام عن الصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس ، وبعد الصبح حتى تطلع الشمس ، وبعد طلوعها حتى ترتفع ، وعند استوائها حتى تزول ، وعند اصفرارها حتى تغرب ، وأجمعت الأمة على كراهة صلاة لا سبب لها في هذه الأوقات.اهـ

وقال العلامة ابن باز في شرح البخاري(٢/١٦٥): هذان الوقتان-الصلاة حين تشرق الشمس وحين غروبها-أشد تحريماً من الأوقات الأخرى.اهـ

هذا الوقتان أشد تحريماً ، لأنها تشرق بين قرني شيطان ويسجد لها الكفار ، وتغرب بين قرني شيطان ويسجد لها الكفار.

-عباد الله: إن مما يستثنى من النهي من الصلاة في هذه الأوقات المنهي عنها ، عدة صلوات ، وهي:
– أولاً: قضاء الفرائض.
فمن نام عن الصلاة أو نسيها ، فإنه يصليها إذا ذكرها ، حتى وإن كان في وقت نهي.
عن أنس رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (من نسي صلاة فليصل إذا ذكرها لا كفارة له إلا ذلك ((وأقم الصلاة لذكرى))
رواه البخاري(٥٩٧) ومسلم(٦٨٠) وفي لفظ له(٦٨٤)(من نسي صلاة أو نام عنها فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها).

قال الإمام ابن خزيمة في صحيحه(٢٩٥): أخبار النبي عليه الصلاة والسلام (من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها) دالة وإجماع المسلمين جميعاً على أن الناسي إذا نسي صلاة مكتوبة فذكرها بعد الصبح أو بعد العصر أن عليه أن يصليها قبل طلوع الشمس إن ذكرها بعد الصبح وقبل غروب الشمس إن ذكرها بعد العصر ، لأن النبي عليه الصلاة والسلام إنما نهى من التطوع بعد الصبح قبل طلوع الشمس وبعد العصر قبل غروب الشمس.اهـ

– ثانياً: صلاة ركعتي الطواف.
– ودليل ذلك:
عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام:(يا بني عبد مناف لا تمنعوا أحداً طاف بهذا البيت وصلى أية ساعة شاء من ليل أو نهار)
رواه أحمد(٤/٨٠) وأبو داود(١٨٩٤)
وصححه الترمذي(٨٦٨) وابن خزيمة(٢٧٤٧) وابن حبان(١٥٥٣)
والألباني في صحيح الجامع(٧٩٠٠) والوادعي في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين(٢٥٨)

وله شاهد عن المسور بن مخرمة رضي الله عنه رواه ابن خزيمة في صحيحه(٢٧٤٩)

– ثالثاً: صلوات ذوات الأسباب ، كتحية مسجد أوقضاء سنة راتبة أوصلاة كسوف ، في أصح قولي العلماء ، وهو مذهب الشافعي وإحدى الروايتين عن أحمد واختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وابن باز وابن عثيمين.
– ودليل ذلك:
عن قيس بن عمرو رضي الله عنه قال: رأى رسول الله عليه الصلاة والسلام رجلاً يصلي بعد صلاة الصبح ركعتين فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام:(صلاة الصبح ركعتين)
فقال الرجل: إني لم أكن صليت الركعتين اللتين قبلهما فصليتهما الآن ، فسكت رسول الله عليه الصلاة والسلام)
رواه أبو داود(١٢٦٧) وصححه الألباني في سنن أبي داود(١٢٦٧)

– رابعاً: الصلاة قبيل زوال الشمس يوم الجمعة ، في أصح قولي العلماء وبه قال الشافعي وأصحابه وأبو يوسف صاحب أبي حنيفة ورواية عن الأوزاعي وأهل الشام واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية.
– دليل ذلك:

عن سلمان رضي الله عنه قال: قال النبي عليه الصلاة والسلام: (لا يغتسل رجل يوم الجمعة) وفيه:(ثم يصلي ما كُتب له)
رواه البخاري(٨٨٣)
قوله:(ثم يصلي ما كتب له) هذا عام سواء كان وقت نهي أو غيره.

وعن أبي قتادة رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه كره الصلاة نصف النهار إلا يوم الجمعة ، وقال: (إن جهنم تُسجر إلا يوم الجمعة)
رواه أبو داود(١٠٨٣) وقال: مرسل.
وله شاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه رواه الشافعي في المسند(٢٦٩) وضعفه ابن حجر في التلخيص(٦٣)
وشاهد آخر عن واثلة رضي الله عنه ، رواه الطبراني بسند ضعيف ، كما في نيل الأوطار(١/٥٤٩)

روى الشافعي في المسند(٢٧٠) قال: أنبأنا مالك عن ابن شهاب عن ثعلبة بن أبي مالك أخبره أنهم كانوا في زمان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يصلون حتى يخرج عمر بن الخطاب).
سنده صحيح ، ثعلبة بن أبي مالك ، مختلف في صحبته ، قال ابن حجر في التقريب(٨٤٥): مختلف في صحبته ، وقال العجلي: تابعي ثقة.اهـ
وقال الذهبي في الكاشف(١١٠): له رؤية وسمع عمر.اهـ

قال الإمام الرافعي في شرح المسند(١/٤٩٩):
الحديث يدل على أنه لا تكره الصلاة في وقت الاستواء يوم الجمعة بخلاف سائر الأيام ، ويقوي هذه الروايات ما ورد في الأحاديث الصحيحة في ترغيب النبي عليه الصلاة والسلام في التبكير إلى الجمعة وفي الصلاة إلى خروج الإمام من غير تقييد ولا استثناء ، ويدل عليه ما رواه الشافعي عن فعل الصحابة والتابعين في عهد عمر رضي الله عنه كانوا يصلون إلى أن يجلس الإمام على المنبر فإذا جلس تركوا الصلاة.اهـ

وقال العلامة الصنعاني في سبل السلام(١/١٧٥):
حديث أبي قتادة ضعيف ، إلا أنه أيده فعل أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام فإنهم كانوا يصلون نصف النهار يوم الجمعة ولأنه عليه الصلاة والسلام حث على التبكير إليها ثم رغب في الصلاة إلى خروج الإمام من غير تخصيص ولا استثناء.اهـ

كتبه/
بدر بن محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر
١٨ شعبان ١٤٣٩هـ

السلسة التعريفية بالكتب الحديثية (٢٤٣)

-السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية رقم(٢٤٣)

-كتاب/ المذكر والتذكير والذكر لابن أبي عاصم.

كتاب المذكر والتذكير والذكر للحافظ أبي بكر أحمد بن عمرو بن الضحاك ابن أبي عاصم ، المتوفى سنة(٢٨٧هـ)
جزء صغير روى فيه بأسانيده جملة من الأحاديث في فضل حلق الذكر والمواعظ صفات مَن يعظ الناس.

-عدة أحاديثه:
بلغت أحاديث كتابه (٢٤) حديثاً ، غالبها أسانيدها ضعيفة.

كتبه/
بدر بن محمد بدر العنزي
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية

٤ رجب ١٤٣٩هـ