@ توثيق ابن حبان @

– مباحث في علم مصطلح الحديث –

         – توثيق ابن حبان –

اشتهر بين أهل العلم تساهل الحافظ ابن حبان البستي في توثيقه للرواة ، وتوثيقه لا يترك مطلقاً بحجة التساهل ، ولا يقبل مطلقاً ، وإنما يترك ما ثبت تساهله فيه ، ويقبل ما عداه.

وقد قسّم العلامة المحدث عبدالرحمن المعلمي في كتابه التنكيل (١/٤٣٧) توثيق ابن حبان إلى خمسة درجات:

الأولى: أن يصرح به ، كأن يقول ( كان متقناً )

أو ( مستقيم الحديث ) أو نحو ذلك.
الثانية: أن يكون الرجل من شيوخه الذين جالسهم وخبرهم.
الثالثة: أن يكون من المعروفين بكثرة الحديث بحيث يُعلم أن ابن حبان وقف له على أحاديث كثيرة.
الرابعة: أن يظهر من سياق كلامه أنه قد عرف ذاك الرجل معرفة جيدة.
الخامسة: ما دون ذلك.
فالأولى لا تقل عن توثيق غيره من الأئمة ، بل لعلها أثبت من توثيق كثير منهم ، والثانية قريب منها ، والثالثة مقبولة ، والرابعة صالحة ، والخامسة لا يؤمن فيها الخلل.اهـ
قال المحدث الألباني في تعليقه على التنكيل(١/٤٣٨): هذا تفصيل دقيق ، يدل على معرفة المؤلف رحمه الله وتمكنه من علم الجرح والتعديل ، وهو مما لم أره لغيره ، فجزاه الله خيراً غير أنه قد ثبت لدي بالممارسة أن من كان منهم من الدرجة الخامسة فهو على الغالب مجهول لا يعرف.اهـ

كتبه/

بدر بن محمد البدر.

٢١/١١/١٤٣٦هـ

@ صحيح فضائل القرآن (١٣) @

صحيح فضائل القرآن:(١٣)
– سورة الفتح –

سورة الفتح مدنية ، قال عبدالله بن مغفل رضي الله عنه ( قرأ رسول الله عليه الصلاة والسلام عام الفتح في مسيرة سورة ( الفتح ) على راحلته فرجَّع فيها )
رواه أحمد (٢٠٥٤٢) والبخاري (٤٢٨١) ومسلم (٧٩٤)

قال القاضي العليمي في فتح الرحمن (٦/٣٣٠):

سورة الفتح ، مدنية ، نزلت على النبي عليه الصلاة والسلام منصرَفَه من الحديبية ، وهي بهذا في حكم المدني ، وآيها: تسع وعشرون آية ، وحروفها: ألفان وأربع مئة وثمانية وثلاثون حرفاً ، وكلمها: خمس مئة وثلاثون كلمة.اهـ

       – فصل

في فضل سورة الفتح

باب ما جاء في قول النبي عليه الصلاة والسلام عن سورة الفتح : لهي أحب إليّ مما طلعت عليه الشمس.
عن زيد بن أسلم عن أبيه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام كان يسير في بعض أسفاره وعمر بن الخطاب يسير معه ليلاً فسأله عمر عن شيء فلم يُجبه رسول الله ثم سأله فلم يجبه

وقال عمر ثكلتك أمك يا عمر ، نزَّرت رسول الله ثلاث مرات كل ذلك لا يجيبك

قال عمر : فحركت بعيري ثم تقدمت أمام المسلمين خشيت أن ينزل فيّ قرآن ، فما نَشِبت أن سمعت صارخاً يصرخ بي ، فقلت: لقد خشيت أن يكون نزل فيّ قرآن ، وجئت رسول الله فسلمت عليه 

فقال: ( لقد أُنزلت عليّ الليلة سورة ، لهي أَحب إليَّ مما طلعت عليه الشمس ، ثم قرأ ” إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً ” )
رواه مالك في الموطأ (٤٨٨)

والبخاري في صحيحه (٤١٧٧)

قال الحافظ ابن حجر في الفتح(٧/٥١٨):

هذا الحديث صورته مرسل ، ولكن بقيته تدل على أنه عن عمر.اهـ
ورواه أحمد في مسنده (٢٠٩) بسند صحيح ، عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، به.

كتبه/

بدر بن محمد البدر.

٢١/١١/١٤٣٦هـ

@ تعليقات منتقاة من كتاب الاشباه والنظائر @

– تعليقات منتقاة من كتاب الأشباه والنظائر للسيوطي للشيخ العلامة صالح اللحيدان –
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه وبعد :
هذه قواعد منتقاة من كتاب الأشباه والنظائر للسيوطي

كنت قرأتها على الشيخ العلامة صالح اللحيدان على فترات .
١- ( العادة محكمة )

قال الشيخ صالح :

هذه قاعدة وليست بحديث ومعنى محكمة أي معتادة، والمراد:معتاده الناس ورجعوا إليه وليس فيه ما ينكر.

-قلت له: ما الفرق بين العرف والعادة؟

قال: العرف والعادة بينهما تقارب وليس هما بمعنى واحد.

– قلت له ما ضابط العرف؟

قال: ضابط العرف هو ما تعارف عليه الناس ولم ينكروه.
٢- قاعدة( اليقين لا يزول بالشك )

قال الشيخ صالح:

أي أن الشيء المتيقن لا يزول بالظن، وهذه قاعدة وليست حديثاً نبوياً.

– قلت له: متى يزول اليقين؟

قال: اليقين يزول إذا تيقن الشيء وليس ظناً.
٢- قاعدة( الاجتهاد لا ينقض بالاجتهاد )

قال الشيخ صالح:

 معنى القاعدة أنه إذا اجتهد من هو أهل للإجتهاد في مسألة،

ثم اجتهد شخص آخر في نفس المسألة وخالف قوله قول المجتهد الأول،هنا لا يقال إن قول المجتهد الأول منتقض بقول المجتهد الثاني بل كلٌ له قوله، وكذا إذا اجتهد قاض في حكم وخالفه قاض آخر فإنه لا ينقض قوله قول القاضي الآخر.

لكن:الصحابي إذا اجتهد في زمن النبي عليه الصلاة والسلام ثم بيّن النبي عليه الصلاة والسلام خلاف فعل الصحابي فهذا نقض لإجتهاد ذلك الصحابي،مثل تمرغ عمار رضي الله عنه بالصعيد لما احتلم وليس عنده ماء،ثم أخبره النبي عليه الصلاة والسلام صفة التيمم الصحيح.
-قلت له: إذا وجد للإمام أحمد أو الإمام الشافعي قولان هل يقال أحدهما ناقض للآخر؟

– قال : إذا جاء عن الإمام أحمد أو الإمام الشافعي قولان في مسألة فهنا ينظر إذا عرف المتأخر من القولين وقال رجعت عن القول الأول فهنا رجع عن قوله الأول.
٣- قاعدة( إذا اجتمع الحلال والحرام غَلَب الحرام)

قال الشيخ صالح:

 هذه القاعدة ليست بقول النبي عليه الصلاة والسلام ومعناها:إذا اجتمع الحلال والحرام في شيء فإنه قد يجتنب ذلك الشيء وهذا ليس على اطلاقه، وفرق بين الحرام والمصلحة والمفسدة،

الحرام مثل التمولات في الأموال أو في ما يستباح وما لا يستباح.

قلت له: هل يوجد استثناءات لهذه القاعدة؟

قال : لا يوجد لها استثناءات.
٤- قاعدة(الإيثار في القُرب مكروه وفي غيرها محبوب)

قال الشيخ صالح:

أي أن الإنسان لا يقدم عليه أحد في أمور الطاعات مثل الصف الأول في الصلاة فإنه لا يتركه لأحد ويتأخر إلى الصف الثاني، وفي غيرها محبوب أي يجوز أن يقدم في غير القرب بشرط أن يكون يستحق ذلك.

– قلت له: قراءة الكتب العلمية على الشيخ هل فيها إيثار؟

قال: هذا من القُرب العلم من القُرب.
٥- قاعدة(التابع تابع)

قال الشيخ صالح:

 معناها التابع لا يكون تابعاً أي الأصل أن التابع تابع لا ينقلب ويصير هو المتبوع.
٦- قاعدة (الخراج بالضمان)

قال الشيخ صالح:

 أي أن الإنسان إذا كان مالكاً لشيء ما فهو ضامن له.
٧- قاعدة(الخروج من الخلاف مستحب)

قال الشيخ صالح:

أي دع ما يريبك إلى ما لا يريبك هذا معنى هذه القاعدة.

قلت له:إذا كان أحد الأقوال معه دليل والقول الآخر لا دليل معه هل يقال بالقاعدة؟

قال:الذي ليس عنده ألية الترجيح فإنه يرجع إلى العلماء لكي يبينون له القول الراجح.ولا يقل أرجح هذا القول لوجود الدليل بل عليه الرجوع للعلماء ويرجحوا له.
كتبه

بدر محمد البدر.

٢٠/١١/١٤٣٦هـ

@ صحيح فضائل القرآن (١٢) @

صحيح فضائل القرآن:(١٢)
– السور السبع الطوال أو السبع الأول
السور السبع الطوال هي السور السبع الأول في القرآن : وهي سورة البقرة

وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف والتوبة ، وقيل يونس بدل التوبة.
قال المحدث الألباني في الصحيحة(٢٣٠٥):

( السبع الأول ) السور السبع الطوال من أول القرآن وهي: البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف والتوبة.اهـ

              – فصل 

– فضل السبع الطوال أو الأول –
١- باب في قول النبي عليه الصلاة والسلام أعطيت السبع الطّوَل من القرآن مكان التوراة.
عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال : ( أعطيت السبع الطّوَل مكان التوراة … )
رواه أبو عبيد في فضائل القرآن (١٢٠)

والطبراني في الكبير(١٧/١٨٧) والبيهقي في الشعب (٢٢٥٦)

قال المحدث أحمد شاكر في تفسير الطبري(١/١٠٠): إسناده صحيح.

وقال المحدث الألباني في الصحيحة(١٤٨٠): الحديث بمجموع طرقه صحيح.

٢- باب مَن حفظ السبع الأول من القرآن فهو عالم.
عن عائشة رضي الله عنها أن النبي عليه الصلاة والسلام قال ( من أخذ السبع الأول من القرآن فهو حَبر )
رواه أحمد (٢٤٤١٢) ورجاله ثقات سوى حبيب بن هند ، وثق.
ورواه الحاكم (٢١١٤) بلفظ ( من أخذ السبع الأول من القرآن فهو خير ) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
قال المحدث الألباني في السلسلة الصحيحة(٢٣٠٥): الحديث حسن أو قريب منه.اهـ

كتبه/

بدر بن محمد البدر.

٢٠/١١/١٤٣٦هـ

@ عدم تحديث المبتدعة @

مباحث في علم مصطلح الحديث      

       – عدم تحديث المبتدعة –

من صور هجر المبتدع عند السلف ، عدم السماح له بحضور مجالس العلم ، زجراً له ، وتغلظاً عليه ، حتى يتوب من بدعته.

قال الإمام مالك بن أنس لما سأله رجل عن قوله تعالى (الرحمن على العرش استوى ) كيف استوى؟

قال: الاستواء غير مجهول ، والكيف غير معقول ، والسؤال عنه بدعة ، وما أراك إلا ضالاً وأمر به أن يخرج من مجلسه.
رواه أبو عثمان النسيابوري في عقيدة السلف وأصحاب الحديث (١٨١)

وقال الإمام العجلي في الثقات(٤٥٢):

زائدة بن قدامة كان لا يحدث أحداً حتى يسأل عنه فإن كان صاحب سنة حدثه وإلا لم يحدثه.اهـ
وقال الإمام المزي في التهذيب(١٢/٥٧٢):

وقال هشام بن عمار: لقيت شهاب بن خراش وأنا شاب فقال لي: إن لم تكن قدرياً ولا مرجئاً حدثتك

وإلا لم أحدثك ، فقلت: ما فيّ من هذين شيء.اهـ

كتبه/

بدر بن محمد البدر.

١٩/١١/١٤٣٦هـ

@ صحيح فضائل القرآن (١١) @

صحيح فضائل القرآن:(١١)

– سور آل ( حم ) أو ( الحواميم ) –
سور آل ( حم ) أو ( الحواميم ) سبع سور وهي: غافر وفصلت والشورى والزخرف والدخان والجاثية والأحقاف.

وسميت ( حم ) أو ( الحواميم ) لأنها تبتدئ بقوله تعالى: ( حـمـٓ )
– وتسمى العرائس.
قال مِسعر بن كِدام: بلغني أنهن – أي حم – يسمين العرائس.

رواه أبو عبيد في فضائل القرآن(٤٩٢)
وقال سعد بن إبراهيم : كن الحواميم يُسمين العرائس.

رواه ابن أبي شيبة في الصنف(٣٠٢٧٥) والدارمي في مسنده(٣٤٦٥) بسند صحيح.

                     – فصل –

            في فضل سور آل ( حم )
١- باب الشعار في القتال بـ حم لا ينصرون.
عن المهلب بن أبي صفرة قال حدثني من سمع رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول:( إن بيَّتم فليكن شعاركم: حم ، لا ينصرون )
رواه أبو داود (٢٥٩٧) والترمذي (١٦٨٢)

وأبو عبيد في فضائل القرآن (٤٨٩)

قال الحافظ ابن كثير في تفسيره(٧/١٢٧): إسناده صحيح.

وصححه الألباني في سنن أبي داود (٢٥٩٧)
فائدة:
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره(٧/١٢٦):

هذا الكلام يدل على النصر على الأعداء.اهـ
وقال الحافظ أبو العلا المباركفوري في تحفة الأحوذي(٥/٦٩): قال القاضي: معناه بفضل السور المفتتحة بـ (حم) ومنزلتها من الله لا ينصرون.

وقال الجزري في النهاية: قيل: إن السور التي في أولها (حم) سور لها شأن فنبه أن ذكرها لشرف منزلتها مما يستظهر به على استنزال النصر من الله ، وقوله (لا ينصرون) كلام مستأنف كأنه حين قال : قولوا: (حم) ماذا يكون إذا قلنا؟

فقال: لا ينصرون.اهـ
٢- باب ما جاء أن حم ديباج القرآن.
عن مجاهد قال: قال ابن مسعود رضي الله عنه:

( “حـم” ديباج القرآن )
رواه ابن أبي شيبة في المصنف (٣٠٢٧٤) بسند رجاله ثقات.

رواه أبو عبيد في فضائل القرآن(١٣٧)

والحاكم في المستدرك(٣٦٨٦)

والبيهقي في الشعب(٢٤٧١)
فائدة:

قال القاضي العليمي في فتح الرحمن(٦/٩٤):

معنى ( حم ، ديباج القرآن ) لأنها خلت من الأحكام وقصرت على المواعظ والزجر وطرق الآخرة محضاً.اهـ
٣- باب في قول ابن مسعود رضي الله عنه إذا وقعت في آل حم ، وقعت في روضات دمثات أتأنق فيهن.
عن معن بن عبدالرحمن قال : قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: ( إذا وقعت في آل ” حـم” وقعت في روضات دمثات أتأنق فيهن )
رواه ابن أبي شيبة في المصنف(٣٠٢٧٦) ورجاله ثقات.

كتبه/

بدر بن محمد البدر.

١٩/١١/١٤٣٦هـ

@ صحيح فضائل القرآن (١٠) @

صحيح فضائل القرآن (١٠)

– سورة آل عمران

قال القاضي العليمي الحنبلي في فتح الرحمن(١/٤١٤): سورة آل عمران ، مدنية آيها مئتا آية ، وحروفها أربعة عشر ألفاً وخمس مئة وخمسة وعشرون حرفاً ، وكلمها ثلاثة آلاف وأربع مئة وثمانون كلمة.

وحكى النقاش أن اسم هذه السورة في التوراة: طيبة.اهـ
 – فضائل سورة آل عمران
١- باب ما جاء في تعلم سورة آل عمران.
عن عبدالله بن بريدة عن أبيه رضي الله عنه قال : قال رسول الله عليه الصلاة والسلام : ( …. تعلموا سورة آل عمران )
رواه أحمد (٢٢٩٥٠) والدارمي (٢/٣٢٤)

والحاكم (١/٥٦٠) وقال: صحيح على شرط مسلم. 

وقال الحافظ البغوي في شرح السنة(٤/٤٥٣): حديث حسن غريب.

وقال الحافظ البوصيري في الزوائد(٣/١٨٧): رجاله ثقات.

وقال الحافظ الهيثمي في المجمع(٧/١٥٩): رجاله رجال الصحيح.

وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره(١/٢٣٤): إسناده حسن على شرط مسلم.

وقال الحافظ السيوطي في اللآلئ(١/٢٤٤): سنده صحيح.

٢- باب في استحباب قراءة العشر الآواخر من سورة آل عمران عند القيام من النوم.
عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه بات ليلة عند ميمونة زوج النبي عليه الصلاة والسلام وهي خالته ، 

قال : ( فنام رسول الله عليه الصلاة والسلام حتى إذا انتصف الليل أو قَبله بقليل أو بَعده بقليل استيقظ رسول الله عليه الصلاة والسلام

فجلس يَمسح النوم عن وجهه بيده ثم قَرأ العشر الآيات الخواتيم مِن سورة آلِ عمران ، ثم توضأ فأحسن وُضوءه ، ثم قام يُصلي )
رواه البخاري (١٨٣) ومسلم (٧٦٣)

كتبه/

بدر بن محمد البدر.

١٨/١١/١٤٣٦هـ

@ معنى قولهم: ( على يدي عدل ) @

– مباحث في علم مصطلح الحديث –

– معنى قولهم: ( على يدي عدل )

من ألفاظ الجرح نادرة الاستعمال قولهم: ( فلان على يدي عدل ) وعدل هو عدل بن جزء بن سعد العشيرة ، جلاد جاهلي ، يضرب به المثل ، كان على شرطة تُبَّع بن حسان الحميري.

قال الإمام أبو حاتم الرازي في الجرح والتعديل(١/٥٥٠): عن جُبارة بن مغلس الحِماني ، هو على يدي عدل.اهـ

قال الحافظ السخاوي في فتح المغيث(٢/٢٩٩):

وأفاد شيخنا أيضاً أن شيخه الشارخ كان يقول في قول أبي حاتم: ( هو على يدي عدل )

أنها من ألفاظ التعديل ،

وكان ينطق بها هكذا ، بكسر الدال الأولى

بحيث تكون اللفظة للواحد ، ويرفع اللام وينونها.

قال شيخنا: كنت أظن ذلك كذلك ، إلى أن ظهر لي أنها عند أبي حاتم من ألفاظ التجريح

وذلك أن ابنه قال في ترجمة ( جبارة بن المغلس )

سمعت أبي يقول: هو ضعيف الحديث

ثم سألت أبي عنه ، فقال: هو على يدي عدل.

ثم حكى أقوال الحفاظ فيه بالتضعيف

ولم ينقل عن أحد فيه توثيقاً

ومع ذلك فما فهمت معناها ولا اتجه لي ضبطها.

ثم بان لي أنها كناية عن الهالك وهو تضعيف شديد ، ففي كتاب اصلاح المنطق ليعقوب بن السكيت عن ابن الكلبي قال: جزء بن سعد العشيرة بن مالك ، من ولده العدل ، وكان ولي

شرط تبّع ، فكان إذا أراد قتل رجل دفعه إليه

فمن ذلك ، قال الناس: وضع على يدي عدل ، ومعناه هلك.

قلت: ونحوه عند ابن قتيبة في أوائل ( أدب الكاتب) وزاد : ثم قيل ذلك لكل شيء قد يئس منه.اهـ

كتبه/

بدر بن محمد البدر.

١٧/١١/١٤٣٦هـ

@ صحيح فضائل القرآن: (٩) @

صحيح فضائل القرآن: (٩)
– المفصل –
المفصل: هو السور القصيرة التي يكثر فيها الفواصل.

وتنازع العلماء في بداية المفصل والصحيح أنه يبدأ من (سورة ق) وقيل من (سورة الحجرات)
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره (٤/٢٨١):

( سورة ق ) هذه السورة هي أول الحزب المفصل على الصحيح ، وقيل من الحجرات.

وأما ما يقوله العوام إنه من ( عم ) فلا أصل له ولم يقله أحد من العلماء رضي الله عنهم المعتبرين فيما نعلم.اهـ
حدثني الشيخ الفاضل صالح بن محمد اللحيدان قال: المفصل يبتدئ من ( سورة الحجرات ) وقيل من ( سورة ق ).اهـ
– فضل المفصل.
١- باب في قول النبي عليه الصلاة والسلام: فضلت بالمفصل.
عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال : قال رسول الله عليه الصلاة والسلام :( … وفضلت بالمفصل )
رواه أبو عبيد في فضائل القرآن (١٢٠)

والطبراني في الكبير(١٧/١٨٧) والبيهقي في الشعب (٢٢٥٦)

قال المحدث أحمد شاكر في تفسير الطبري(١/١٠٠): إسناده صحيح.

وقال المحدث الألباني في الصحيحة(١٤٨٠): الحديث بمجموع طرقه صحيح.
٢- باب ما جاء أن المفصل لباب القرآن.
عن أبي الأحوص عن عبدالله رضي الله عنه

قال: ( لكل شيء لباب وإن لباب القرآن المفصل ) اللباب يعني الخالص.
رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (٣٠٢٨٥)

والدارمي في مسنده (٢/٤٧٧)

قال المحدث الألباني في السلسلة الصحيحة (٢/١٣٥): إسناده حسن.

كتبه/

بدر بن محمد البدر.

١٧/١١/١٤٣٦هـ

@ حكم الرواية عن المبتدع @

– مباحث في علم مصطلح الحديث –

   – حكم الرواية عن المبتدع –

الذي عليه المحققون من أهل العلم ، أهل الحديث والأثر ، جواز الرواية عن المبتدع صاحب البدعة المفسقة بشرطين:

الأول: أن لا يكون داعية إلى بدعته.

الثاني: أن لا يروي ما يؤيد بدعته.
وهذا أعدل الأقوال في هذه المسألة ، خلافاً لمن منع الرواية عن المبتدع مطلقاً ، ومن أجاز الرواية عنه مطلقاً.
قال الحافظ المروذي في العلل ومعرفة الرجال لأحمد(١/٣٢): سألت أحمد عن عبدالمجيد بن عبدالعزيز بن أبي رواد كيف هو؟

فقال: كان مرجئاً قد كتبت عنه وكانوا يقولون أفسد أباه وكان منافراً لابن عيينة.

قال المروذي: وكان أبو عبدالله يحدث عن المرجئ إذا لم يكن داعية أو مخاصماً.اهـ
قال الإمام أحمد في العلل ومعرفة الرجال(٢/١٦٥): حدثني ابن خلاد قال سمعت عبدالرحمن يقول: ثلاثة لا يحمل عنهم: الرجل المتهم بالكذب ، والرجل كثير الوهم والغلط ، ورجل صاحب هوى يدعو إلى بدعة.اهـ
وقال الحافظ الذهبي في الميزان(٣/٢٧٥) : قيل لابن المبارك : لم رويت عن سعيد وهشام الدستوائي ، وتركت حديث عمرو بن عبيد ورأيهم واحد؟

قال ابن المبارك: كان عمرو بن عبيد يدعو إلى رأيه ، ويظهرالدعوة ، وكانا ساكتين.اهـ
وقال الذهبي أيضاً في الميزان(٣/٢٧٧): قال يحيى بن معين. يترك حديث الداعية إلى بدعته.اهـ
وقال الحافظ ابن حبان في الثقات(٦/١٤٠): وليس بين أهل الحديث من أئمتنا خلاف أن الصدوق المتقن إذا كان فيه بدعة ولم يكن يدعو إليها أن الاحتجاج بأخباره جائز ، فإذا دعا إلى بدعته سقط الاحتجاج بأخباره ، ولهذه العلة ما تركوا حديث جماعة ممن ينتحلون البدع ويدعون إليها وإن كانوا ثقات.اهـ

كتبه/

بدر بن محمد البدر.

١٦/١١/١٤٣٦هـ