@ الرد على العقلاني عدنان إبراهيم @

– الرد على العقلاني عدنان إبراهيم –

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد:

أرسل لي بعض المشايخ الفضلاء مقطعاً صوتياً
للعقلاني عدنان إبراهيم ، ذكر في مقطعه
أن النبي عليه الصلاة والسلام تزوج عائشة رضي الله عنها وعمرها إحدى وعشرين سنة لا تسع سنين ، واستدل بأدلة أوهى من بيت العنكبوت ، هي:

قوله: بأن زواج النبي عليه الصلاة والسلام لعائشة وهي بنت تسع هذا يخالف العقل.اهـ

يجاب عنه: أن هذا هو قول عامة أهل الزيغ والضلال يقدمون العقل على النقل ، وهذا من اتباع الهوى.
قال تعالى(أفرءيت من اتخذ إلـٰهه هوىٰه وأضله الله على علمـ وختمـ على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشـٰوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون) فهؤلاء أهل كلام يقدمون أهوائهم على النصوص.
وقوله هذا مخالف لإجماع الأئمة أن النبي عليه الصلاة والسلام تزوج عائشة رضي الله عنها وهي بنت تسع سنين.
قال الإمام ابن عبدالبر في الاستيعاب(٤/٣٥٦): تزوج النبي عليه الصلاة والسلام عائشة وبنى بها وهي بنت تسع لا أعلم مختلف في ذلك.اهـ

قوله: رواية عائشة أن النبي عليه الصلاة والسلام تزوجها وهي بنت تسع سنين ، لم يروها أحد من أهل المدينة من تلاميذ هشام بن عروة وإنما رواها أهل العراق فأين تلاميذ هشام منها؟اهـ

يجاب عنه: بأن الراوي قد يحدث في موضع دون موضع ، وقد يحفظ حديثه بعض طلابه دون بعض.
وهذا ليس بغريب، فكم من حديث لشيخ مكثر لم يروه عنه إلا شخص واحد وكم من شيخ حدث أمام الملأ ولم يحفظ حديثه سوى واحد ،
كحديث عمر رضي الله عنه(إنما الأعمال بالنيات)
قاله على المنبر ولم يروه عنه سوى علقمة بن وقاص الليثي.
وهذا ليس بمستغرب وهو كثير في كتب الحديث ،
يتفرد راوٍ عن راوٍ ويتفرد أهل بلد عن راوٍ ، فتجد المدني يتفرد بالرواية عن شيخ مصري وتجد أهل الشام يتفردون بالرواية عن شيخ مكي ، وهكذا ، ولم َيرد الأئمة هذه التفردات بل قبلوها.

قوله: بأن حديث هشام رواه عنه العراقيون فقط ورواية العراقيين عنه لا تثبت.اهـ

يجاب عنه: بأن رواية العراقيين عن هشام مخرجه في الصحيحين ، وهما أصح كتب الحديث بلا خلاف ، وقد أنعقد الإجماع على صحة كل ما فيهما.

-تخرج حديث هشام وذكر متابعاته وشواهده:
حديث هشام:
رواه البخاري(٣٨٩٦) ومسلم(١٤٢٢)عن أبي أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت(بنى بها النبي عليه الصلاة والسلام وهي بنت تسع سنين)
ورواه البخاري (٣٨٩٤) من طريق علي بن مسهر عن هشام.
ورواه أيضاً(٥١٣٣) من طريق سفيان عن هشام.
ورواه أيضاً(٥١٣٤)من طريق وهيب عن هشام
ورواه مسلم(١٤٢٢)من طريق عبده بن سليمان عن هشام.
ورواه أبو داود(٢١٢١) من طريق حماد بن زيد عن هشام.
ورواه النسائي(٣٢٥٥)من طريق أبي معاوية عن هشام.

– متابعة الزهري لهشام
روى مسلم(١٤٢٢)عن عبدالرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة(أنها زفت للنبي عليه الصلاة والسلام وهي بنت تسع سنين)
وهذه متابعة تامة.

– متابعة إبراهيم النخعي لهشام
رواه مسلم(١٤٢٢) والنسائي(٣٢٥٨) عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت(تزوجها رسول الله عليه الصلاة والسلام وهي بنت ست وبنى بها وهي بنت تسع)
وهذه متابعة قاصرة.

– وله شاهد عن ابن مسعود رضي الله عنه.
رواه ابن ماجه(١٨٧٧) عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن أبيه قال(تزوج النبي عليه الصلاة والسلام وهي بنت سبع وبنى بها وهي بنت تسع)
وهذا رجاله ثقات وفيه انقطاع بين أبي عبيده وأبيه لكنه معتضد بما قبله ، بل وهناك من الحفاظ من قبل رواية أبي عبيدة عن أبيه ، وقالوا بأن أبا عبيدة يروي عن أهل بيته عن أبيه ، وأهل بيت ابن مسعود كلهم ثقات ، فإذا عُلمت الواسطة وكان ثقة قُبل الحديث.

قوله: إن حفظ هشام تغير ، ثم طعن في رواية العراقيين عنه.

يجاب عنه: بأنه قال في أول كلامه(هشام إمام حافظ كبير) ثم بعد ذلك تناقض وطعن في حفظه.
وهذا يدل على أنه يقول ما لا يعلم ويدعي أنه يعلم.
قال ابن حجر في هدي الساري(٤٧١):
هشام بن عروة من صغار التابعين مجمع على تثبته ، إلا أنه في كبره تغير حفظه ، فتغير حديث من سمع منه في قدمته الثالثة إلى العراق ، قال يعقوب بن شيبة: هشام ثبت ثقة لم ينكر عليه شيء إلا بعد ما صار إلى العراق فإنه انبسط في الرواية عن أبيه فأنكر ذلك عليه أهل بلده. والذي نراه أنه كان لا يحدث عن أبيه إلا بما سمع منه فكان تساهله أنه أرسل عن أبيه ما كان يسمعه من غير أبيه عن أبيه. قلت: هذا هو التدليس ، وأما قول ابن خراش كان مالك لا يرضاه ، فقد حكى عن مالك فيه شيء أشد من هذا وهو محمول على ما قال يعقوب ، وقد احتج بهشام جميع الأئمة.اهـ

قوله: (الجارية في اللغة هي من عمرها ١١ سنة)

يجاب عنه: أن الجارية في اللغة هي الفتية من النساء.
قاله ابن منظور في اللسان(٣/١٣٥)
والفيروز آبادي في القاموس(٢٧٥) وغيرهما
والفتية من النساء تشمل من بلغت سن السابعة والثامنة والتاسعة وغير ذلك.

– قوله: (ولدت عائشة قبل البعثة بأربع سنين)

يجاب عنه: أن هذا خلاف ما عليه أهل العلم ، والمعروف أنها ولدت بعد البعثة لا قبلها ولا يعلم أن أحداً من أهل العلم قال بقوله.
قال ابن حجر في الإصابة(٤/٣٥٩): ولدت عائشة رضي الله عنها بعد المبعث بأربع أو خمس سنين.اهـ
قلت وهذا هو المعروف في كتب التراجم.

كتبه
بدر بن محمد البدر

4/جمادى الاول/1436هـ

@ قواعد في التدليس @

قواعد في التدليس

القاعدة الأولى: إذا روى شعبة عن الأعمش أو عن أبي إسحاق السبيعي أو عن قتادة دلت على السماع ولو كانت رواياتهم معنعنة.

قال البيهقي في المعرفة(١/٨٦): روينا عن شعبة قال: كنت أتفقد فم قتادة ، فإذا قال: (حدثنا أو سمعت) حفظته وإذا قال (حدث فلان) تركته.
قال: وروينا عن شعبة أنه قال: كفيتكم تدليس ثلاثة الأعمش وأبي إسحاق وقتادة.اهـ

– القاعدة الثانية:
رواية الليث عن أبي الزبير المكي عن جابر
فهي مما سمعه أبو الزبير عن جابر.

قال العقيلي في الضعفاء(٤/١٣٣): قال سعيد بن أبي مريم حدثنا الليث بن سعد قال: قدمت مكة فجئت أبا الزبير ، فدفع إلي كتابين وانقلبت بهما
ثم قلت في نفسي:لو عاودته فسألته:أسمع هذا كله من جابر؟ فقال: منه ما سمعت ومنه ما حدثناه عنه. فقلت له: أعلم لي ما سمعت؟ فأعلم لي على هذا الذي عندي.اهـ
وقال ابن القطان في بيان الوهم والإيهام(٤/٣٢١):
قال أبو جعفر الوراق البستي:قال الليث أتيت أبا الزبير فقلت له: أخرج إلي كتاب جابر ، فأخرج إلي كتابين ، فقلت له: سمعتهما منه؟ قال: بعض سمعت وبعض لم أسمع. فقلت له: علم لي ما سمعت؟ فعلم لي على شيء.
قال أبو جعفر: فكانت نحواً من ثلاثين.
وقال محمد بن وضاح سمعت الليث يقول ، فذكر مثله وزاد: وهي نحو من سبعة وعشرين أو تسعة وعشرين حديثاً.اهـ

– القاعدة الثالثة:
إذا قال عبدالملك بن جريج قال عطاء ابن أبي رباح فهو مما سمعه من عطاء.
قال ابن حجر في التهذيب(٦/٣٥٥): قال أبو بكر بن أبي خيثمة حدثنا إبراهيم بن عرعرة عن يحيى بن سعيد عن ابن جريج قال: إذا قلت قال عطاء فأنا سمعته منه وإن لم أقل سمعت.اهـ

وهنا مسألة: هل هذا يشمل العنعنة؟
قال المحدث الألباني في الصحيحة(٤/٣٥٢):
عن حديث ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال:قال النبي عليه الصلاة والسلام(إياي والفُرج يعني الصلاة)
إسناده صحيح ، وابن جريج وإن كان مدلساً
فروايته عن عطاء محمولة على السماع لقوله هو نفسه: إذا قلت قال عطاء فأنا سمعته منه وإن لم أقل سمعت.اهـ
فظاهر صنيع المحدث الألباني أنه التسوية بين قال وعن.وهو الصحيح.

كتبه
بدر بن محمد البدر

@ قاعدة في العلل @

– مباحث في علم مصطلح الحديث –

قاعدة في العلل/ تضعيف حديث من يجمع بين الشيوخ في حديث واحد وليس بحافظ متقن.

إذا جمع الراوي بين حديث جماعة من الشيوخ وساق حديثهم سياقة واحدة وألفاظ أحاديثهم مختلفة
فلا يقبل هذا الجمع منهم ، ما لم يكن حافظاً متقناً لحديثه يعرف اتفاق شيوخه واختلافهم كما كان الزهري يجمع بين شيوخ له في حديث الإفك.

قال ابن رجب في شرح العلل(٣٥٨): قال شعبة لابن علية: إذا حدثك عطاء بن السائب عن رجل واحد ، فهو ثقة ، وإذا جمع فقال: زاذان وميسرة وأبو البختري ، فاتقه ، كان الشيخ قد تغير.
وقال الدارقطني في ليث بن أبي سليم ، إنما أنكروا عليه الجمع بين عطاء وطاووس ومجاهد حسب. نقله عنه البرقاني. وهذا أخذه من قول شعبة لليث بن أبي سليم أين اجتمع لك هؤلاء الثلاثة:عطاء وطاووس ومجاهد.
قال أبو نعيم: قال شعبة لليث: كيف سألت عطاء وطاووساً ومجاهداً كلهم في مجلس واحد؟ قال ابن أبي حاتم: يعني كالمنكر عليه اجتماعهم.
قال أحمد في رواية المروزي: ابن إسحاق حسن الحديث ، لكن إذا جمع بين رجلين. قلت: كيف؟ قال: يحدث عن الزهري وآخر ، يحمل حديث هذا على هذا. وكذلك قيل في حماد بن سلمة.اهـ

كتبه:
بدر بن محمد البدر

@ شروط من أجاز العمل بالحديث الضعيف @

مباحث في علم مصطلح الحديث
– شروط من أجاز العمل بالحديث الضعيف –

الحديث الضعيف لا يعمل به مطلقاً في أصح قولي العلماء ، وأجاز البعض العمل به بشروط وهي:
١- أن يكون الضعف غير شديد.
٢- أن يندرج تحت أصل معمول به.
٣- أن لا يعتقد عند العمل به ثبوته.

وهذه الشروط فيها نظر ، لعدة أمور:

أولاً: لم يقل بها فيما أعلم أحد من علماء السلف المتقدمين ، وإنما وجدت في كلام بعض المتأخرين كالعز بن عبدالسلام وغيره.

ثانياً: قولهم: (أن يكون الضعف غير شديد)
هذا الشرط لا يعرفه إلا المحدثون فليس كل أحد يعرف شديد الضعف من يسيره ، فيصعب معرفة مثل هذا الشرط على الكثيرين.

ثالثاً: قولهم: ( أن يكون مندرجاً تحت أصل معمول به)
من المعلوم أن الحديث الضعيف إذا كان ضعفه يسيراً ، وله أصل ثابت فإنه يتقوى به ، وكان الأئمة الحفاظ يرون كل ما في الباب من صحيح وحسن وضعيف وموقوف ليقوي بعضها بعضاً.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الصفدية(٢٨٦):
والأئمة كانوا يرون ما في الباب من الأحاديث التي لم يعلم أنها كذب من المرفوع والمسند والموقوف وآثار الصحابة والتابعين لأن ذلك يقوي بعضها بعضاً كما تذكر المسألة في أصول الدين ويذكر فيها مذاهب الأئمة والسلف، فثمَّ أمور تذكر للاعتماد وأمور تذكر للاعتضاد.اهـ

وقال السخاوي في فتح المغيث(١/١٢٣):
الحسن لغيره هو أن يكون في الإسناد مستور لم تتحقق أهليته ولكنه بالنظر لما ظهر غير مغفل ولا كثير الخطأ في روايته ولا متهم بتعمد الكذب فيها ولا ينسب إلى مفسق آخر واعتضد بمتابع أو شاهد.
ثم قال:وأن يكن ضعف الحديث لكذب في راويه أو شذا أي شذوذ في روايته بأن خالف من هو أحفظ أو أكثر أو قوي الضعف بغيرهما مما يقتضي الرد كفحش الخطأ فلم يجبر ذا أي الضعيف بواحده من هذه الأسباب ولو كثرت طرقه.اهـ

رابعاً : قولهم : (أن لا يعتقد عند العمل به ثبوته)
هذا الشرط مشكل جداً ، فقد يرى العامي ، أهل العلم يعملون بالضعيف ويتابعهم على العمل به معتقداً ثبوته.

كتبه
بدر بن محمد البدر

@ معرفة الوحدان @

– معرفة الوحدان –

الوحدان لغة: بضم الواو جمع واحد
اصطلاحاً: هم الرواة الذين من لم يرو عنهم إلا راوٍ واحد فقط.

– ويسمى المنفردات والآحاد.

مثاله:

– أسامة بن خزيم
لم يرو عنه سوى عبدالله بن شقيق.
قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل(٢/٢٨٣):
قال أبي: حدث عنه ابن شقيق وحده.

– الربيع بن البراء بن عازب.
لم يرو عنه سوى أبو إسحاق السبيعي.
قال المعلمي في الوحدان(٦٧):لم يذكر له راو إلا أبو إسحاق.

– عمرو بن بُجدان العامري.
لم يرو عنه سوى أبو قلابة.
قال ابن حجر في التهذيب(٧/٨): قال ابن المديني: لم يرو عنه غير أبو قلابة.

– فائدة معرفة الوحدان:
فائدة معرفة هذا النوع من علوم الحديث هو معرفة المجهول إذا لم يكن صحابياً.

– الكتب المصنفة في الوحدان:
١- أسامي الصحابة والوحدان – للبخاري
٢- المنفردات والوحدان – لمسلم بن الحجاج
٣- الوحدان – لأبي حاتم الرازي.
٤- الآحاد والمثاني – لابن أبي عاصم
٥- من ليس له إلا راوٍ واحد – للنسائي

– استدراك:

قال الإمام الحاكم في المدخل في أصول الحديث(٧): والقسم الثاني من الصحيح: الحديث الصحيح بنقل العدل عن العدل رواه الثقات الحافظون إلى الصحابي وليس لهذا الصحابي إلا راوٍ واحد.
ثم قال: ولم يخرج البخاري ومسلم هذا النوع من الأحاديث في الصحيح.اهـ

وقال الإمام البيهقي في السنن الكبرى(٤/١٠٥):
فأما البخاري ومسلم فإنهما لم يخرجاه جرياً على عادتهما في أن الصحابي أو التابعي إذا لم يكن له إلا راوٍ واحد لم يخرجا حديثه في الصحيحين.اهـ

وفي ما قالا نظر ، فإن الصحيحين فيهما جملة من الأحاديث عن صحابة لم يرو عنهم سوى راوٍ واحد.
قال السيوطي في التدريب (١٠١): قال شيخنا ابن حجر: بل في الصحيحين جملة من الأحاديث عن جماعة من الصحابة ليس لهم إلا راوٍ واحد.اهـ

من هذه الأحاديث:
١- عن سعيد بن المسيب عن أبيه رضي الله عنه قال (لما حضرت أبا طالب الوفاة ، جاءه رسول الله عليه الصلاة والسلام وعنده عبدالله بن أبي أمية وأبو جهل فقال له: يا عم قل: لا إله إلا الله ، كلمة أحاج لك بها عند الله…)
رواه البخاري(١٣٦٠) ومسلم (٢٤)
قال النووي في شرح مسلم(٢٤): هذا حديث اتفق البخاري ومسلم على إخراجه في صحيحهيما من رواية سعيد بن المسيب عن أبيه عن رسول الله عليه الصلاة والسلام ولم يروه عن المسيب إلا ابنه سعيد كذا قال الحفاظ ، وفي هذا رد على الحاكم أبي عبدالله بن البيع في قوله: لم يخرج البخاري ولا مسلم عن أحد ممن لم يرو عنه إلا راو واحد ، ولعله أراد من غير الصحابة.اهـ

وقال ابن حجر في التهذيب(١٠/١٣٩):
المسيب بن حزن روى عنه ابن سعيد ، وعده الأزدي وغيره فيمن لم يرو عنه إلا واحد.اهـ

٢- عن الحسن عن عمرو بن تغلب رضي الله عنه (أن رسول الله عليه الصلاة والسلام أُتي بمال أو سبي فقسمه فأعطى رجالاً وترك رجالاً..)رواه البخاري(٩٢٣)
قال ابن حجر في التهذيب(٨/٨): عمرو بن تغلب لم يرو عنه غير الحسن ، قاله غير واحد ، وذكر ابن عبدالبر أن الحكم بن الأعرج روى عنه.
قلت وقد سبق ابن عبدالبر إلى ذلك ابن أبي حاتم ، قال البخاري: لم يذكر له راوياً غير الحسن.اهـ

وقال السيوطي في التدريب(٥٤٢): لم يرو عنه غير الحسن،كما قاله مسلم في الوحدان وغيره ، وإن قال ابن عبدالبر وابن أبي حاتم روى عنه الحكم بن الأعرج. فقد قال العراقي: لم أر رواية عنه في شيء من طرق الحديث.اهـ

– استدراك آخر:

قال الإمام الحاكم في المدخل أيضاً(٨):
والقسم الثالث من الصحيح ، أخبار جماعة من التابعين عن الصحابة والتابعون ثقات إلا أنه ليس لكل واحد منهم إلا الراوي الواحد.
ثم قال: وليس في الصحيح من هذه الروايات شيء وكلها صحيحة.اهـ
ونحوه قال الإمام البيهقي كما في السنن الكبرى(٤/١٠٥)

وهذا أيضاً فيه نظر ، فإن في الصحيحين بعض التابعين لم يرو عنهم سوى واحد.

قال السيوطي في التدريب(١٠١):قال شيخنا ابن حجر: بل في الصحيحين القليل من ذلك.اهـ

من التابعين الذين لم يرو عنهم سوى واحد:

١- عبدالله بن وديعة ، له في صحيح البخاري عن سلمان الفارسي.
قال الذهبي في الكاشف(٣٦٨٨): روى عنه أبو سعيد المقبري.اهـ

٢- عمر بن محمد ، أخرج له البخاري
قال ابن حجر في التهذيب(٧/٤١٩): عمر بن محمد بن جبير ، روى له البخاري حديثاً واحداً.
قلت: ذكر غير واحد إن الزهري تفرد بالرواية عنه.اهـ

٣- ربيعة بن عطاء ، أخرج له مسلم.
قال الذهبي في الكاشف(١٩١٤): روى عنه بكير بن الأشج.

كتبه/
بدر بن محمد البدر

@ أول من جمع الصحيح والحسن والضعيف في مصنف هو الإمام الترمذي @

مباحث في علم مصطلح الحديث
– أول من جمع الصحيح والحسن والضعيف في مصنف هو الإمام الترمذي –

الإمام الترمذي رحمه الله هو أول من جمع الصحيح والحسن والضعيف في مصنف واحد ، وأما من كان قبله من الأئمة فمنهم من صنف في المعلل ونحوها كعلي بن المديني ويعقوب بن شيبة ، ومنهم من صنف في الصحيح المجرد كالبخاري ومسلم ،
ولا نعلم أحداً جمع بين الصحيح والضعيف في مصنف واحد غير الترمذي.

قال الحافظ ابن رجب في شرح العلل(٥٦):
ومنهم من لم يشترط الصحة وجمع الصحيح وما قاربه وما فيه بعض لين وضعف وأكثرهم لم يثبتوا ذلك ولم يتكلموا على التصحيح والتضعيف وأول من علمناه بيّن ذلك أبو عيسى الترمذي رحمه الله.اهـ

كتبه/
بدر محمد البدر

@ فائدة في العلل @

– مباحث في علم مصطلح الحديث
فائدة في العلل

قد يصرح الراوي خطأً بسماع شيخه عن شيخ روى عنه ولم يسمع منه أصلاً.

مثاله: روى أحمد(٤/٤٤٥): عن المبارك بن فضالة عن الحسن البصري قال أخبرني عمران بن حصين رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام(رأى رجلاً في يده حلقة من صفر فقال ماهذه…)الحديث.
وقع في هذا الحديث خطأ ، أخطأ به المبارك بن فضالة فإن الحسن لم يسمع عمران بن حصين ، قاله أحمد وابن معين وأبو حاتم وغيرهم ، كما في المراسيل(٣٨)
وقال الحافظ ابن حجر في التهذيب(١٠/٢٩): قال أبو طالب عن أحمد: كان مبارك بن فضالة يرفع حديثاً كثيراً ويقول في غير حديث عن الحسن حدثنا عمران ، وحدثنا ابن مغفل ، وأصحاب الحسن لا يقولون ذلك . يعني التصريح بالسماع ويذكرونه عندهم بالعنعنة.اهـ

وقال الحافظ ابن رجب في شرح العلل(٢١٨):
ذكروا لأحمد قول من قال عن عراك بن مالك سمعت عائشة!
فقال: هذا خطأ وأنكره ، وقال: عراك من أين سمع من عائشة إنما يروي عن عروة عن عائشة.
وكذلك ذكر أبو حاتم الرازي أن بقية بن الوليد كان يروي عن شيوخ ما لم يسمعه فيظن أصحابه أنه سمعه فيروون عنه تلك الأحاديث ويصرحون سماعه لها من شيوخه ولا يضبطون ذلك ، وحينئذ ينبغي التفطن لهذه الأمور ولا يغتر بمجرد ذكر السماع والتحديث في الأسانيد ، فقد ذكر ابن المديني أن شعبة وجدوا له غير شيء يذكر فيه الأخبار عن شيوخه ويكون منقطعاً.
وقال أحمد أن ابن مهدي حدث بحديث عن هشيم أخبرنا منصور بن زاذان ، قال أحمد: ولم يسمعه منصور من هشيم.اهـ

كتبه/
بدر بن محمد البدر

@ أصناف الوضاعين في الحديث @

– مباحث في علم مصطلح الحديث –
– أصناف الوضاعين في الحديث –

الصنف الأول: قوم ضعوا الأحاديث استخافاً واستهزأ بالدين. وهم الزنادقة.

الصنف الثاني: قوم ضعوا الأحاديث نصرة لمذاهبهم الباطلة. وهم المبتدعة.

الصنف الثالثة: قوم وضعوا الأحاديث صناعة وتسوقاً. كأبي البختري وهب القاضي وسليمان بن عمرو النخعي وغيرهما.

الصنف الرابع: قوم وضعوا الأحادث ليحثوا الناس على الخير ويزجروهم عن الشر. وهم الكرامية.

الصنف الخامس: قوم وضعوا الأحادث لأغراض دنيوية. كالقصاصين والشحاذين.

الصنف السادس: قوم وضعوا الأحاديث حباً في الشهرة والظهور. وهم من يسرق الحديث.

الصنف السابع: قوم وضعوا الأحاديث غلطاً ولم يتعمدوا الوضع. وهم المختلطون ونحوهم.

كتبه
بدر محمد البدر

@ مجالس الإملاء عند المحدثين @

– مباحث في علم مصطلح الحديث –
– مجالس الإملاء عند المحدثين –

الإملاء جمع أمالي ، وهو أن يَجلس الشيخ وحوله طلابه معهم الأقلام والأوراق ، فيتكلم الشيخ بما فتح الله عليه من العلم وطلابه يكتبون ما يملي عليهم.

وممن كان يعقد مجالس إملاء من الأئمة : مالك وشعبة ووكيع.
وأملى البخاري لأهل البصرة
وأملى النسائي لطلابه ذكره تلميذه أبيض بن محمد القرشي قال: حدثنا أبو عبدالرحمن النسائي إملاءً سنة ثلاثمائة.
وأملى الدارقطني كتاب العلل ،
قال الذهبي في السير(١٦/٤٥٥): قال أبو بكر البرقاني:كان الدارقطني يملي علي العلل من حفظه.اهـ
وأملى الحاكم كتاب المستدرك لطلابه ، كما جاء في نسخ المستدرك، أخبرنا الحاكم أبو عبدالله إملاء في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة.

– اتخاذ المستملي في مجالس العلم:
كان المحدثون قديماً يتخذون مستملياً في مجالسهم العلمية.
والمستملي: هو من يقوم بتبليغ كلام الشيخ للطلاب إذا كان المجلس كبيراً والطلاب كُثُر.

وكان بعض السلف يتخذ أكثر من مستملي إذا كثر الطلاب في المجلس.
وقد قيل إن شيخ الإسلام ابن تيمية عنده في مجلسه أكثر من عشرين مستملياً.

– صفات المستملي:
وينبغي أن يكون المستملي عالماً يقظاً.
قال الإمام أحمد كما في العلل ومعرفة الرجال(١/٣٢٠): كان يحيى بن معين يستملي لعمر بن هارون.اهـ

كتبه/
بدر محمد البدر

@ مسألة في الحكم بالتفرد @

– مباحث في علم مصطلح الحديث –
– مسألة في الحكم بالتفرد –

الجزم بالتفرد على حديث ما بقولهم: (لم يروه عن فلان إلا فلان) أو (لا يعرف إلا من هذا الوجه) ونحوهما من العبارات ، تحتاج إلى سعة اطلاع وطول باع في علم الحديث ، فكم من عالم حكم على حديث بأنه فرد وانتقد عليه بأن الحديث رواه غير واحد.

قال الحافظ ابن رجب في التخويف من النار(٨٤):
روى دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال(ويل واد في جهنم يهوي فيه الكفار)
خرجه أحمد والترمذي ولفظه(واد بين جبلين يهوي فيه الكفار) وذكر أنه لا يعرفه إلا من حديث ابن لهيعة عن دراج ، ولكن خرجه ابن حبان والحاكم في صحيحيهما من حديث عمرو بن الحارث عن دراج به.اهـ

قال الحافظ ابن حجر في النكت(٢/١٨٤): من مظان الإحاديث الأفراد مسند أبي بكر البزار فإنه أكثر فيه من إيراد ذلك وبيانه وتبعه أبو القاسم الطبراني في المعجم الأوسط ثم الدارقطني في كتاب الأفراد وهو ينبىء على اطلاع بالغ ويقع عليهم التعقب فيه كثيراً بحسب اتساع الباع وضيقه أو الاستحضار وعدمه، وأعجب من ذلك أن يكون المتابع عند ذلك الحافظ نفسه فقد تتبع العلامة مغلطاي على الطبراني ذلك في
جزء مفرد.اهـ

ومن أدق العبارات وأحسنها في التفرد هي قول الإمام البزار : (لا نعلمه يروى عن فلان إلا من حديث فلان) لأنه لا يعلمه هو فقط دون غيره.

كتبه/
بدر بن محمد البدر