@ المؤتلف والمختلف @

-مباحث في علم مصطلح الحديث –    

          – المؤتلف والمختلف –


المؤتلف والمختلف لغة: المؤتلف اسم فاعل من الائتلاف بمعنى الاجتماع

والمختلف اسم فاعل من الاختلاف ضد الاجتماع


واصطلاحاً: هو أن تتفق الأسماء أو الألقاب أو الأنساب ونحوها خطاً وتختلف لفظاً.


أقسام المؤتلف والمختلف:

ينقسم إلى قسمين:

أحدهما: ما ليس له ضابط يُرجع إليه لكثرة كل من القسمين، 

مثل: أَسيد وأُسيد ،

وحِبان وحَبان وجيان

وذلك إنما يعرف بالنقل والحفظ.


ثانيهما: ما ينضبط لقلة أحد.

مثاله: سلّام : كله بتشديد اللام إلا سلام

والد الصحابي عبدالله بالتخفيف.

– شَريك : كله بفتح الشين

– شُريح : كله بضم الشين

عُبيد : كله بالضم

عُبادة : كله بضم العين إلا محمد بن عَبادة شيخ البخاري بالفتح

واقد : كله بالقاف.



فائدة معرفة المؤتلف والمختلف:

فائدته هو تجنب الخطأ في أسماء الرواة.

روى العسكري في تصحيفات المحدثين(١٢) عن علي بن المديني أنه قال(أشد التصحيف ما يقع في الأسماء)


قال الحافظ النووي في الإرشاد(٢/٦٩٦):

هذا فن جليل من لم يعرفه كثر خطوءه ويقبح جهله بأهل العلم لاسيما أهل الحديث وهو ما يأتلف أن يتفق في الخط صورته ويختلف في اللفظ صيغته وهو منتشر لا ضابط له في أكثره وإنما يحفظ تفصيلاً.اهـ


وقال الحافظ السخاوي في فتح المغيث(٤/٢٢٢):

فهو فن واسع من فنون الحديث المهمة الذي يُحتاج إليه في دفع معرة التصحيف ويفتضح العاطل منه حيث لم يعدم مُخجلاً ويكثر عِثاره.اهـ


كتبه/

بدر بن محمد البدر

@ رواية الحديث بالمعنى @

– رواية الحديث بالمعنى –


تنازع أهل العلم في رواية الحديث بالمعنى على قولين مشهورين الجواز والمنع ، والصحيح جواز ذلك إذا لم يخل بالمعنى ، فإن أخل بالمعنى منع من روايته.


قال الحافظ ابن الصلاح في علوم الحديث(٢٠٩):

إذا أراد رواية ما سمعه على معناه دون لفظه فإن لم يكن عالماً عارفاً بالألفاظ ومقاصدها خبيراً بما يحيل معانيها بصيراً بمقادير التفاوت بينها فلا خلاف أنه لا يجوز له ذلك وعليه أن لا يروي ما سمعه إلا على اللفظ الذي سمعه من غير تغيير.

فأما إذا كان عالماً عارفاً بذلك فهذا مما اختلف فيه السلف وأصحاب الحديث وأرباب الفقه والأصول فجوزه أكثرهم ، ولم يجوزه بعض المحدثين وطائفة من الفقهاء والأصوليين من الشافعيين وغيرهم ، والأصح جواز ذلك إذا كان عالماً بما وصفناه قاطعاً بأنه أدى معنى اللفظ الذي بلغه.اهـ


وقال العلامة الصنعاني في إسبال المطر(١٦١):

وأما الرواية بالمعنى فالخلاف فيها شهير والأكثرون على الجواز.اهـ


– أقوال السلف في رواية الحديث بالمعنى:


قال واثلة بن الأسقع:( إذا حدثناكم بالحديث عن معناه فحسبكم)

رواه أحمد في العلل ومعرفة الرجال(١/٨٠)



قال ابن عون:( كان ابن سيرين والقاسم بن محمد يحدثنا كما سمعا ، وكان الحسن والشعبي يحدثان بالمعاني)

رواه أحمد في العلل ومعرفة الرجال(١/٢٨٨)


قال ابن عون ( كان الحسن وإبراهيم والشعبي يحدثون بالحديث مرة هكذا ومرة هكذا ، قال: فذكرت ذلك لابن سيرين فقال: أما أنهم لو كانوا يحدثون كما سمعوه كان خيراً لهم)

رواه أحمد في العلل ومعرفة الرجال(١/٣٤١)


قال سفيان الثوري( إن قلت إني أحدثكم كما سمعت فقد كذبت )

رواه أحمد في العلل(١/٢٠١)


قال ابن عيينة( كان عمرو بن دينار يحدث بالمعاني وإبراهيم بن ميسرة يحدث كما سمع ، وكان إبراهيم فقيهاً)

رواه أحمد في العلل(٢/١١)


كتبه/

بدر بن محمد البدر

١٤٣٦/٧/١٦هـ

@ فائدة في من اسمه عاصم من الرواة @

– مباحث في علم مصطلح الحديث –

– فائدة في من اسمه عاصم من الرواة –


قال بعض أهل العلم أمثال إسماعيل بن علية ويحيى بن سعيد القطان وويحيى بن معين:كل راوٍ اسمه عاصم فيه ضعف.

وانتقد الإمام أحمد وغيره من الأئمة الحفاظ مقولة أن كل عاصم ضعيف.


قال إسماعيل بن علية : من كان اسمه عاصم ففي حفظه شيء. ( الكامل لابن عدي-٢/٢٩٢)


قال يحيى القطان : ما وجدت رجلاً اسمه عاصم إلا وجدته رديء الحفظ. (المغني في الضعفاء-٢٩٩٤) 


وقال المروذي سألت أحمد عن عاصم بن علي ، فقلت: إن يحيى قال: كل عاصم في الدنيا ضعيف، قال أحمد: ما أعلم منه إلا خيراً كان حديثه صحيحاً حديث شعبة والمسعودي ما كان أصحها. ( العلل ومعرفة الرجال لأحمد-١/٣٤)


قال الحافظ ابن رجب في شرح العلل(٣٠٠): قاعدة:  قال إسماعيل بن عليه: من كان اسمه عاصم ففي حفظه شيء.ذكره ابن عدي في كتابه.

وحكى المروذي عن يحيى بن معين قال: كل عاصم في الدنيا ضعيف. ولم يوافق أحمد على ذلك ، فإن: عاصم بن سليمان الأحول عنده ثقة ، وذكر له أن ابن معين تكلم فيه فعجب.

وعاصم بن بهدلة ثقة إلا أن في حفظه اضطراباً.

وعاصم بن عمرو بن قتادة ثقة أيضاً ، متفق على حديثه كعاصم الأحول.

وعاصم بن كليب ثقة ، وثقة ابن معين أيضاً.

وعاصم بن محمد بن زيد بن عبدالله بن عمر ، ثقة متفق على حديثه ، وممن وثقه ابن معين أيضاً.

وأما عاصم بن عمر بن الخطاب فأجل من أن يقال فيه ثقة.

وفوق هؤلاء من اسمه عاصم من الصحابة وهم جماعة ولم يرد ابن معين دخولهم في كلامه قطعاً.اهـ


كتبه/

بدر بن محمد البدر

١٤٣٦/٧/١٥هـ

@ يعرف الثبت بقلة الخطأ في روايته @

– مباحث في علم مصطلح الحديث –

  – يعرف الثبت بقلة الخطأ في روايته –


قول الحفاظ فلان أثبت الناس في فلان

أي أنه بعد سبر مروياته تبين أنه قليل الخطأ في روايته عنه شيخه رغم كثرة مروياته عنه أو لم يخطأ في روايته عنه.


قال أحمد كنت أنا وعلي بن المديني ، فذكرنا أثبت من يروي عن الزهري ، فقال علي: سفيان بن عيينة ، وقلت أنا: مالك بن أنس ، وقلت: مالك أقل خطأ عن الزهري ، وابن عيينة يخطئ في نحو من عشرين حديثاً عن الزهري في حديث كذا وحديث كذا ؛ فذكرت منها ثمانية عشر حديثاً ، وقلت: هات ما أخطأ فيه مالك ، فجاء بحديثين أو ثلاثة فرجعت فنظرت فيما أخطأ فيه ابن عيينة فإذا هي أكثر من عشرين حديثاً.

(العلل ومعرفة الرجال لأحمد-١/٣٢٢)



كتبه/

بدر بن محمد البدر

١٤٣٦/٧/١٤هـ

@ مجرد الرؤيا لا يدل على السماع @

– مباحث في علم مصطلح الحديث –

   – مجرد الرؤيا لا يدل على السماع –


مجرد رؤية الراوي للشيخ  لا تدل على السماع عند المحدثين ما لم يثبت سماعه عنه.


قال المروذي سألت أحمد: سمع ابن عون من أنس شيئاً؟ فقال: قد رآه وأما سماع فلا أعلم.

( العلل ومعرفة الرجال لأحمد-١/١٨)


قال أحمد: عمران بن عمير ، رآه شعبة ولم يسمع منه ، وجواب التيمي ، رآه سفيان ولم يسمع منه شيئاً.

(العلل ومعرفة الرجال لأحمد-١/١٧٥)


قال علي بن المديني: الحسن رأى أم سلمة ولم يسمع منها وكان صغيراً.

( العلل لعلي بن المديني- ٨٨)


قال ابن الجنيد قال رجل ليحيى بن معين وأنا أسمع: الزهري سمع من ابن عمر؟ قال: لا .

قال: فرآه رؤية؟ قال يُشبه.

(سوالات ابن الجنيد لابن معين-٤٨)


كتبه/

بدر بن محمد البدر

@ الرد التاسع والعشرون / على المعتزلي عدنان إبراهيم @

الرد التاسع والعشرون / على عدنان إبراهيم

بعدم الاحتجاج بالسنة.


قال عدنان إبراهيم:( العبرة بالقرآن فقط وأما السنة فلا…)


يجاب عليه:


السنة لغة الطريقة والسيرة ، قال لبيد في معلقته: ((من معشر سنت لهم آباؤهم   ولكل قوم سنة وإمامها)). أي طريقة يسيرون عليها.


واصطلاحاً: ما أضيف إلى النبي عليه الصلاة والسلام من قول أو فعل أو تقرير أو صفة.


فكل ما أضيف إلى النبي عليه الصلاة والسلام من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خَلقية أو خُلقية

يسمى سنة عند المحدثين.


والسنة النبوية هي الأصل الثاني من أصول الشريعة الإسلامية بعد القرآن الكريم وهي وحي أوحى الله عزوجل به إلى نبيه محمد عليه الصلاة والسلام.


قال الله تعالى عن نبيه محمد عليه الصلاة والسلام (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى)


قال الحافظ ابن كثير في تفسيره(٧/٤٤٣):

قوله(وما ينطق عن الهوى) أي ما يقول قولاً عن هوى وغرض (إن هو إلا وحي يوحى) أي إنما يقول ما أُمر به يبلغه إلى الناس كاملاً موفراً من غير زيادة ولا نقصان.اهـ


وقال العلامة الشنقيطي في أضواء البيان(٧/٤٦٢): قوله(إن هو إلا وحي يوحى) معناه أن النبي عليه الصلاة والسلام لا يبلغ عن الله إلا شيئاً أوحى الله إليه أن يبلغه فمن يقول إنه شعر أو سحر أو كهانة أو أساطير الأولين هو أكذب خلق الله وأكفرهم ، ولا ينافي ذلك أنه أذن للمتخلفين عن غزوة تبوك وأسر الأسارى يوم بدر واستغفر لعمه أبي طالب من غير أن ينزل عليه وحي خاص في ذلك ، وقد أوضحنا هذا في غير هذا الموضع.اهـ


وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال(لا أقول إلا حقاً)

رواه أحمد(٢/٣٤٠) والترمذي(١٩٩٠) وصححه.


وعن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً( تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً:كتاب الله وسنتي)

رواه مالك بلاغاً(٢/٨٩٩) وقال ابن عبدالبر في التمهيد(٢٤/٣٣١): هذا محفوظ معروف مشهور عن النبي عليه الصلاة والسلام عند أهل العلم شهرة يكاد يستغنى بها عن الإسناد.اهـ

ورواه الحاكم في المستدرك(١/٩٣) متصلاً وصححه الألباني في صحيح الجامع(٢٩٣٧)


وقال الخطيب في الكفاية(٨): باب ما جاء في التسوية بين حكم كتاب الله تعالى وحكم سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام في وجوب العمل ولزوم التكليف.

وساق بسنده (٥) عن المقدام بن معديكرب رضي الله عنه عن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال:  ( ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه ألا وإن ما حرم رسول الله عليه الصلاة والسلام مثل ما حرم الله عزوجل).اهـ


الحديث رواه الترمذي(٢٦٦٤) وحسنه  ورواه ابن ماجه(١٢) وصححه الألباني.


وعن أبي رافع رضي الله عنه مرفوعاً( لا ألفين أحدكم متكئاً على أريكته يأتيه أمر مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول:لا أدري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه) رواه الترمذي(٢٦٦٨) وقال:حديث حسن صحيح. وصححه الألباني.


وفي الحديث دلالة واضحة في ذم من أعرض عن السنة واكتفى بالقرآن كالقرآنيين والخوارج ومن سلك مسلكهم.


قال الحافظ أبو العلا المباركفوري في تحفة الأحوذي(٧/٧٦): وهذا الحديث من دلائل النبوة وعلامة من علاماتها فقد وقع ما أخبر به فإن رجلاً قد خرج من البنجاب من إقليم الهند وسمى نفسه بأهل القرآن ، وشتان بينه وبين أهل القرآن ، بل هو من أهل الإلحاد وكان قبل ذلك من الصالحين فأضله الشيطان وأغواه وأبعده عن الصراط المستقيم فتفوه بما لا يتكلم به أهل الإسلام فأطال لسانه في رد الأحاديث النبوية بأسرها.اهـ


وقال العلامة الفوزان في شرح أصول الإيمان(٣٦٧): وهذا الحديث من معجزاته عليه الصلاة والسلام حيث أخبر عن شيء سيحصل وحصل كما أخبر به النبي عليه الصلاة والسلام أنه يأتي أناس مترفون على أرائكهم لا يجدون في طلب العلم وإذا ذكر لهم حديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام أخبر بأنه لا يعمل إلا بما في القرآن الكريم فما كان فيه من حلال أو حرام أخذ به ، وأما أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام فهي محل شك عندهم من حيث أسانيدها ورواتها ومتونها فهؤلاء لا يقبلون إلا ما جاء في القرآن الكريم بحجة أنه متواتر وأما السنة فأكثرها آحاد وليست متواترة فيتركونها فهؤلاء ونحوهم يسمون بالقرآنيين الذين يدعون العمل بالقرآن فقط وهي فرقة معروفة في الهند وفي غيرها ، ومثلهم الخوارج الذين ينكرون السنة ويدعون بأنهم لا يعملون إلا بما جاء في القرآن الكريم ، لأنهم جهال بالسنة ولهذا يشككون في أسانيد الأحاديث المتضمنة للسنة فيطعنون في رواتها وحفاظها.اهـ


والذي عليه أهل السنة والجماعة: أن الحديث إذا صح أفاد العلم والعمل ما لم يكن منسوخاً ،  سواء كان متواتراً أو آحاداً ، لأنه وحي من الله عزوجل


قال حسان بن عطية (كان جبريل عليه السلام ينزل على النبي عليه الصلاة والسلام بالسنة كما ينزل بالقرآن) رواه أبو داود في المراسيل(٣٦١) والدارمي في مسنده(٦٠٨) وابن بطة في الإبانة(٢١٩)


وروى مسلم في صحيحه(٢٤٠٨) عن زيد بن أرقم رضي الله عنه مرفوعاً( وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا كتاب الله وتمسكوا به)


قال العلامة الفوزان في شرح أصول الإيمان(٣٠٩): قوله(وأولهما كتاب الله فيه الهدى والنور) وتدخل فيه السنة فهي من كتاب الله عزوجل وهي الوحي الثاني ، فالوصية بكتاب الله وصية بالسنة أيضاً لأن الله تعالى يقول(وما ءاتـٰكم الرسول فخذوه وما نهـٰكم عنه فانتهوا) فالسنة من عند الله عزوجل وهي وحي أوحاه الله إلى رسوله عليه الصلاة والسلام.اهـ


-السنة النبوية تفسر القرآن وتبينه:


السنة النبوية تبين ما أُجمل من القرآن وتفسره

وقد ، بوب الإمام الدارمي في مسنده – باب السنة قاضية على كتاب الله تعالى.

وساق بسنده(٦٠٧) عن يحيى بن أبي كثير قال(السنة قاضية على القرآن وليس القرآن بقاض على السنة) 


وروى ابن عبدالبر في الجامع(١٧٠١) عن مكحول قال: (القرآن أحوج إلى السنة من القرآن إلى السنة).

يعني أن السنة النبوية تفسر القرآن وتبينه

مثاله قوله تعالى( أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة)

بيين لنا النبي عليه الصلاة والسلام صفة الصلاة وشروطها  وبيين لنا نصاب الزكاة والأصناف الزكوية وغير ذلك مما لم يذكر في القرآن الكريم.


قال الإمام ابن عبدالبر في الجامع(٥١٦): والبيان منه عليه الصلاة والسلام على ضربين:

– بيان المجمل في الكتاب: كبيانه للصلوات الخمس في مواقيتها وسجودها وركوعها وسائر أحكامها وكبيانه لمقدار الزكاة ووقتها وما الذي يؤخذ منه من الأموال وبيانه لمناسك الحج ، لأن القرآن إنما ورد بجملة فرض الصلاة والزكاة والحج والجهاد دون تفصيل ذلك.

– وبيان آخر: وهو زيادة على حكم الكتاب كتحريم نكاح المرأة على عمتها وخالتها وكتحريم الحمر الأهلية وكل ذي ناب من السباع ، إلى أشياء يطول ذكرها.اهـ


قال الإمام الشاطبي في الاعتصام(١/١٠٧):

فإن السنة جاءت مفسرة للكتاب فمن أخذ بالكتاب من غير معرفة بالسنة زل عن الكتاب كما زل عن السنة.اهـ


– خطر من رد السنة:


قال سعيد بن جبير قال ابن عباس رضي الله عنهما ( تمتع النبي عليه الصلاة والسلام – أي متعة الحج –  فقال عروة بن الزبير: نهى أبو بكر وعمر عن المتعة ،

فقال ابن عباس: ما يقول عُرية؟ قال:يقول:نهى أبو بكر وعمر عن المتعة ، فقال ابن عباس: أُراهم سيهلكون أقول قال النبي عليه الصلاة والسلام ويقولون نهى أبو بكر وعمر)

رواه أحمد(٣١٢١) وصححه أحمد شاكر.


قال الإمام أبو داود في مسائله(٢٧٦) : قال الإمام أحمد( من رد حديث النبي عليه الصلاة والسلام فهو على شفا هلكة )




كتبه/

بدر بن محمد البدر

١٤٣٦/٧/١٠هـ

@ الرد الثامن والعشرون / على المعتزلي عدنان إبراهيم @

الرد الثامن والعشرون/ على المعتزلي عدنان إبراهيم

 بإنكاره حد الرجم.

قال عدنان إبراهيم: لم يرد بكتاب الله الرجم للزاني المحصن ، والعبرة بالقرآن فقط.


وافق عدنان إبراهيم ، الخوارج في 

عدم رجم الزاني المحصن.

ووافق القرآنيين ، بعدم الاحتجاج بالسنة.

وقوله مخالف للنصوص الشرعية والإجماع.


ويرد عليه بما يلي:


الزنى هو فعل الفاحشة في قبل أو دبر.

وهو من كبائر الذنوب.

والزنى على نوعين:

الأول: الزاني المحصن.

المحصن: هو من وطيء زوجته في قبلها بنكاح صحيح.


وحد المحصن إذا زنى الرجم  إذا كان مكلفاً مختاراً ، دل عليه النص والإجماع.


– النص:

أحاديث رجم الزاني المحصن كثيرة جداً تكاد تبلغ التواتر إن لم تكن متواترة منها:


عن علي رضي الله عنه حين رجم المرأة يوم الجمعة قال( قد رجمتها بسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام) رواه البخاري(٦٨١٢)


وعن الشيباني قال سألت عبدالله بن أبي أوفى هل رجم رسول الله عليه الصلاة والسلام؟

قال( نعم) رواه البخاري(٦٨١٣)


وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه (أن رجلاً من أسلم أتى رسول الله عليه الصلاة والسلام فحدثه أنه قد زنى فشهد على نفسه أربع شهادات فأمر به رسول الله عليه الصلاة والسلام فرجم وكان قد أحصن) رواه البخاري(٦٨١٤)


وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال( أتى رجل رسول الله عليه الصلاة والسلام وهو في المسجد فناداه فقال: يا رسول الله إني زنيت ، فأعرض عنه حتى ردد عليه أربع مرات فلما شهد على نفسه أربع شهادات دعاه النبي عليه الصلاة والسلام فقال: أبك جنون  قال: لا ، قال: فهل أحصنت ، قال: نعم، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: اذهبوا به فارجموه) رواه البخاري(٦٨١٥) ومسلم(١٦٩١)


وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال( أتي رسول الله عليه الصلاة والسلام بيهودي ويهودية قد أحدثا جميعاً فأمر بهما رسول الله عليه الصلاة والسلام فرجما) رواه البخاري(٦٨١٩) ومسلم(١٦٩٩)


وعن البراء بن عازب رضي الله قال(مر على النبي عليه الصلاة والسلام بيهودي محمماً مجلوداً فدعاهم عليه الصلاة والسلام …فأمر به فرجم)

رواه مسلم(١٧٠٠)



وعن ابن عباس رضي الله عنه قال(لما أتى ماعز بن مالك النبي عليه الصلاة والسلام قال له:لعلك قبلت أو غمزت أو نظرت ، قال لا يا رسول الله ، قال: أنكتها؟ قال فعند ذلك أمر برجمه) رواه البخاري(٦٨٢٤)


وعن أبي هريرة وزيد بن خالد الجهني قالا(كنا عند النبي عليه الصلاة والسلام فقام رجل فقال:

أنشدك الله إلا قضيت بيننا بكتاب الله ، فقام خصمه فقال: اقض بيننا بكتاب الله وأذن لي ، فقال( قل ) قال: إن ابني كان عسيفاً على هذا فزنى بامرأته..) فقال النبي عليه الصلاة والسلام(والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب الله على ابنك جلد مائة وتغريب عام ، واغد يا أنيس على امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها)

رواه البخاري(٦٨٢٧)


وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام( لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة) رواه البخاري(٦٤٨٤)ومسلم(١٦٧٦)

قال العلامة الحصني في كفاية الأخيار(٢/٥٦٧): أجمعوا على أن المراد بالثيوبة هنا هو الوطء في النكاح الصحيح.اهـ


وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال:(رأيت ماعز بن مالك حين جيء به إلى النبي عليه الصلاة والسلام فرجمه) رواه مسلم(١٦٩٢)


وعن عمر رضي الله عنه قال(إن الله تعالى بعث محمداً بالحق وأنزل عليه الكتاب فكان فيما أنزل عليه آية الرجم فقرأناها ووعيناها ورجم رسول الله عليه الصلاة والسلام ورجمنا بعده فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل: ما نجد الرجم في كتاب الله  فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله وإن الرجم في كتاب الله 

حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة أو كان الحبل أو الاعتراف) رواه البخاري(٦٨٢٩) ومسلم(١٦٩١) زاد أبو داود(٤٤١٨) (وايم الله لولا أن يقول الناس: زاد عمر في كتاب الله ، لكتبتها)


وعن أبي سعيد رضي الله عنه ( أن رجلاً من أسلم يقال له ماعز بن مالك أتى رسول الله عليه الصلاة والسلام فقال:إني أصبت فاحشة… فأمر النبي عليه الصلاة والسلام أن نرجمه) رواه مسلم(١٦٩٤)


وعن سلمان بن بريدة عن أبيه ( جاء ماعز بن مالك إلى النبي عليه الصلاة والسلام فقال يا رسول الله طهرني… فأمر به فرجم… ثم جاءته امرأة من غامد من الأزد فقالت يا رسول الله طهرني …فرجمها ) رواه مسلم(١٦٩٥)


وعن عمران بن حصين رضي الله عنه (أن امرأة من جهينة أتت النبي عليه الصلاة والسلام وهي حبلى من الزنى ، فقالت:يا نبي الله أصبت حداً فأقمه علي ، فدعا وليها فقال:أحسن إليها فإذا وضعت فأتني بها ، ففعل فأمر بها نبي الله عليه الصلاة والسلام فشكت عليها ثيابها ثم أمر بها فرجمت) رواه مسلم(١٦٩٦)


-الإجماع:


قال الإمام ابن قدامة في المغني(٨/١١٠):

في وجوب الرجم على الزاني المحصن رجلاً كان  أو امرأة قول عامة أهل العلم من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من علماء الأمصار في جميع الأعصار.اهـ


ونقل الإجماع أيضاً الحافظ النووي في شرح مسلم(١٠٨٥)

وشيخ الإسلام ابن تيمية في المنهاج(٤/٥٨٧)

والعلامة الحصني الشافعي في كفاية الأخيار(٢/٥٦٦)

والإمام الصنعاني في السبل(٣/٤١٦)


– ويثبت حد الزنى بشهادة أربعة شهداء 

أو الاعتراف أو قرينة حمل ، عند عامة العلماء.


– ومن زنا فيما دون الفرج عزر ولا يحد.

لحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال(كنت عند النبي عليه الصلاة والسلام فجاءه رجل فقال يا رسول الله إني أصبت حداً فأقمه علي ، قال ولم يسأل عنه ، قال:وحضرت الصلاة  فصلى مع النبي عليه الصلاة والسلام فلما قضى النبي عليه الصلاة والسلام قام إليه الرجل فقال: يا رسول الله إني أصبت حداً فأقم فيّ كتاب الله قال:أليس قد صليت معنا؟ قال:نعم ، قال:فإن الله قد غفر لك ذنبك أو قال حدك) رواه البخاري(٦٨٢٣)


وعن ابن عباس رضي الله عنه قال(لما أتى ماعز بن مالك النبي عليه الصلاة والسلام قال له:لعلك قبلت أو غمزت أو نظرت) رواه البخاري(٦٨٢٤)



والثاني: الزاني غير المحصن.

 وحده مائة جلدة وتغريب عام. دل عليه الكتاب والسنة والإجماع.


قال تعالى( الزانية والزانى فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة)


قال زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام (يأمر فيمن زنى ولم يحصن: جلد مئة وتغريب عام) رواه البخاري(٦٨٣١) وفي الباب عن أبي هريرة رواه البخاري(٦٨٣٣)


وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال رسول الله عليه الصلاة والسلام( البكر بالبكر جلد مائة ونفي سنة ) رواه مسلم (١٦٩٠)


وقال شيخ الإسلام في الفتاوى(٤/٣٠٧):

ثبت بالكتاب والسنة وإجماع السلف أن الزاني غير المحصن يجلد ولا يقتل.اهـ


ومن زنى ببهيمة عزر ولا يحد في أصح قولي العلماء ، وكذا إذا فعلت المرأة السحاق عزرت.

ومن فعل اللواط يحد على الصحيح من أقوال العلماء.


كتبه/

بدر بن محمد البدر

١٤٣٦/٧/٥هـ

@ الرد السابع والعشرون / على المعتزلي عدنان إبراهيم @

الرد السابع والعشرون / على المعتزلي عدنان إبراهيم    

في إنكاره حد الردة.

قال عدنان إبراهيم: لم يرد بكتاب الله حد الردة ، ولا يجوز لنا قتل الناس بغير دليل من كتاب الله والله يقول ( لا إكراه بالدين ) ويقول (لكم دينكم ولي دين)


ويجاب عليه :


بأن حد الردة حكم شرعي دل عليه النصوص الشرعية والإجماع.

والردة هي الرجوع عن دين الإسلام إلى الكفر.

فمن ارتد عن الإسلام وهو بالغ عاقل مختار من الرجال أو النساء يستتاب فإن تاب وإلا قتل ، وقد دل على قتل المرتد النص والإجماع.


– النص:

عن معاذ بن جبل رضي الله عنه – قال في رجل أسلم ثم تهود – لا أجلس حتى يقتل قضاء الله ورسوله عليه الصلاة والسلام فأُمر به فقتل)

رواه البخاري(٦٩٢٣) ومسلم(١٧٣٣)

وفي رواية لأبي داود(٤٣٥٥) (وكان قد استتيب قبل ذلك)


وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام( من بدل دينه فاقتلوه)

رواه البخاري(٦٩٢٢)


وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام( لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة) رواه البخاري(٦٤٨٤)ومسلم(١٦٧٦)


وعن سعيد بن عبدالعزيز ( أن أبا بكر رضي الله عنه قتل أم قرفة الفزارية في ردتها) رواه الدارقطني(٣١٧٧) وقال الصنعاني في السبل(٣/٤١٧): حديث حسن.



وعن علي رضي الله عنه قال(كل مرتد عن الإسلام مقتول إذا لم يرجع ذكراً أو أنثى) رواه الدارقطني(٣١٩٥) بسند حسن.


– الإجماع:


قال الإمام ابن قدامة في المغني(٨/٨٧):

أجمع أهل العلم على وجوب قتل المرتد ، وروي ذلك عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ومعاذ وأبي موسى وابن عباس وخالد وغيرهم ولم ينكر ذلك فكان إجماعاً.اهـ


ونقل الإجماع أيضاً شيخ الإسلام ابن تيمية في المنهاج(١/٣٠٧)


– وقتل المرتد إلى الإمام – أي ولي أمر المسلمين – لا لغيره من عامة الناس ، فإن الإمام هو الذي يقيم الحدود.


– وأما قوله تعالى( لا إكراه بالدين )

معناه: لا نكره أحداً من الكفار على الإسلام.

قال الإمام ابن كثير في تفسيره(١/٦٨٢): قوله( لا إكراه بالدين ) أي لا تكرهوا أحداً على الدخول في دين الإسلام فإنه بين واضح لا يحتاج إلى أن يكره أحد على الدخول فيه.اهـ


وأما من أسلم ثم ارتد عن الإسلام فإنه يستاب وإلا قتل ، كما دلت عليه النصوص الشرعية ، والآية في الكافر الأصلي لا المرتد.


– وقوله تعالى(لكم دينكم ولي دين)

معناه: لكم دينكم الكفري الذي أصررتم على اتباعه ولي ديني ، وهذا تهديد لهم وليس اقراراً لهم على دينهم الكفري.



كتبه/

بدر بن محمد البدر

١٤٣٦/٧/٤هـ

@ الرد السادس والعشرون / على المعتزلي عدنان إبراهيم @

الرد السادس والعشرون / على المعتزلي عدنان إبراهيم 

في طعنه بالصحابة

عدنان إبراهيم معروف بطعنه وسبه للصحابة الكرام فتجده تارة يطعن في عمر رضي الله عنه وتارة في أبي هريرة رضي الله عنه وتارة في عثمان رضي الله عنه وتارة في معاوية رضي الله عنه وتارة في عائشة رضي الله عنها وتارة في غيرهم من الصحابة رضي الله عنه ، وهذا شأن أهل الأهواء الطعن والسب في الصحابة الكرام رضي الله عنهم.


ولا شك  أن الصحابة رضي الله عنهم ، خير الناس بعد الأنبياء والرسل لقوله عليه الصلاة والسلام:(خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)

رواه البخاري(٢٥٠٩)


وقد دل على فضلهم علو مكانتهم وعظم قدرهم الكتاب والسنة والإجماع.


– الكتاب:

قال تعالى( والسـٰبقون الأولون من المهـٰجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسـٰن رضي الله عنهم ورضوا عنه )


وقال تعالى( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثـٰبهم فتحاً قريباً)


وقال تعالى( لا يستوي منكمـ من أنفق من قبل الفتح وقـٰتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقـٰتلو وكلا وعد الله الحسنى)



– السنة:

عن جابر رضي الله عوه قال أخبرتني أم مبشر رضي الله عنها أنها سمعت النبي عليه الصلاة والسلام يقول عند حفصة

(لايدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة أحد الذين بايعوا تحتها)

رواه مسلم(٤/١٩٤٣)


وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام(لايدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة)

رواه أبو داود(٤٦٥٣) والترمذي(٤١٣٣) وصححه.


وعن علي رضي الله عنه مرفوعاً( وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم) رواه مسلم (٢٤٩٤)



وعن عمران بن حصين رضي الله عنه مرفوعاً( خير القرون القرن الذي بعثت فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)

رواه البخاري(٣/١٥١) ومسلم(٤/١٩٦٤)


-الإجماع:

قال شيخ الإسلام في الفتاوى العراقية(١/١١١):

وقد اتفق المسلمون على أن أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام خير طبقات الأمة.اهـ



– الصحابة رضي الله عنهم حملة القرآن والسنة ، والطعن بهم طعن في القرآن والسنة.


قال الإمام أبو زرعة الرازي: فإذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعلم أنه زنديق ، وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة.

(الكفاية للخطيب-٩٨)


قال الإمام النسائي: فمن آذى الصحابة إنما أراد الإسلام.

(تهذيب الكمال للمزي-١/٣٣٩)



قال شيخ الإسلام في الفتاوى العراقية(١/١٣٩):

وهذه الأحاديث مستفيضة بل متواترة في فضائل الصحابة والثناء عليهم وتفضيل قرنهم على من بعدهم من القرون فالقدح فيهم قدح في القرآن والسنة.اهـ


– والطعن بالصحابة رضي الله عنهم طعن في الله ، لأنه عزوجل اختار لنبيه عليه الصلاة والسلام صحبة غير صالحة ، والطعن بالصحابة رضي الله عنهم طعن بالنبي عليه الصلاة والسلام لأنه صاحب صحبة غير صالحة.


قال الإمام مالك – عن هؤلاء الذين يسبون الصحابة –  قال: إنما هؤلاء أقوام أرادوا القدح في النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يمكنهم ذلك، فقدحوا في أصحابه، حتى يقال رجل سوء ولو كان رجلاً صالحاً لكان أصحابه صالحون.

(الصارم المسلول-٥٨٠)



– ومن يطعن بالصحابة فإنه امرؤ سوء لا خير فيه ويتهم على الإسلام.



قال الإمام مالك: الذي يشتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ليس لهم إسم أو قال نصيب في اﻷسلام.

( السنة للخلال-٢/٥٥٧)


وقال الإمام أحمد: إذا رأيت رجلًا يذكر أحدًا من الصحابة بسوء فاتهمه على الإسلام.

(البداية والنهاية  لابن كثير-٨/١٤٢)


وقال ابن الجنيد: سمعت يحيى بن معين يقول: وسئل عن يونس بن خباب؟ فقال: ليس بثقة ، كان يشتم أصحاب النبي ، ومن يشتم أصحاب النبي فليس بثقة.

(سؤالات ابن الجنيد لابن معين-١١٤)



كتبه:

بدر بن محمد البدر

١٤٣٦/٧/٢هـ

@ الرد الخامس والعشرون / على المعتزلي عدنان إبراهيم @

الرد الخامس والعشرون / على المعتزلي عدنان إبراهيم بطعنه في علماء السلف.


اعتاد عدنان إبراهيم في محاضراته وخطبه الطعن والتجريح في أئمة السلف أهل الحديث والأثر أهل الفقه والنظر.


ولا شك أن العلماء هم ورثة الأنبياء ، ورثوا العلم وعملوا به علموه ، والطعن بهم طعن بالعلم الذي حملوه.

وهم أولياء الله ، ومَن حاربهم فقد حارب الله

كما جاء في الحديث  ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام( إن الله قال: من عادي لي ولياً فقد آذنته بالحرب) رواه البخاري(٦٥٠٢)


قال الحافظ ابن حجر في الفتح(١١/٤٣٠):

قوله( من عادي لي ولياً) المراد بولي الله العالم بالله المواظب على طاعته المخلص في عبادته ، وقد استشكل وجود أحد يعاديه لأن المعاداة إنما تقع من الجانبين ومن شأن الولي الحلم والصفح عمن يجهل عليه ، وأُجيب بأن المعاداة لم تنحصر في الخصومة والمعاملة الدنيوية مثلاً بل قد تقع بغض ينشأ عن التعصب كالرافضي في بغضه لأبي بكر ، والمبتدع في بغضه للسني فتقع المعاداة من الجانين.اهـ


– بغض العلماء علامة أهل البدع:

من المعلوم أن الطعن بعلماء السلف ، علامة من علامات أهل الزيغ والأهواء ، الذين أعرضوا عن السنن وطعنوا بأهلها وتمسكوا بالبدع وأثنوا على أهلها.


قال أبو إسماعيل الترمذي: سمعت أحمد وقال له رجل: إن رجلاً قال: إن أصحاب الحديث قوم سوء ، فقال أحمد: هذا زنديق.

(الآداب الشرعية لابن مفلح-٢/٤٠)



وقال الإمام أبو حاتم الرازي: علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر.

(شرح أصول الاعتقاد للاكائي-٢/١٧٩)



وقال الإمام أبو عثمان النيسابوري في عقيدة السلف(٢٩٩): وعلامات البدع على أهلها ظاهرة بادية وأظهر آياتهم وعلاماتهم شدة معاداتهم لحملة أخبار النبي عليه الصلاة والسلام واحتقارهم لهم وتسميتهم إياهم: حشوية وجهلة وظاهرية ومشبهة ، اعتقاداً منهم في أخبار رسول الله عليه الصلاة والسلام أنها بمعزل عن العلم وأن العلم ما يلقيه الشيطان إليهم ، من نتائج عقولهم الفاسدة ، ووساوس صدورهم المظلمة وهواجس قلوبهم الخالية من الخير العاطلة وحججهم بل شبههم الداحضة الباطلة.اهـ



– حب العلماء علامة أهل السنة:

علامة أهل السنة حبهم لعلماء أهل السنة والترحم عليهم وتوقيرهم ، والاعتراف بفضلهم ، ومعرفة قدرهم ، والاعتذار لهم إذا وقع منهم خطأ أو زلل.


عن ابن عباس رضي الله عنه مرفوعاً( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ويأمر بالمعروف وينه عن المنكر ويعرف لعالمنا حقه)

رواه أحمد(١/٢٥٧) والترمذي(١٩٨٦) وصححه ابن حبان(١٩١٣)

وله شاهد عن عبدالله بن عمرو ، رواه أحمد(٢/٢٠٧) والترمذي(١٩٨٥)وصححه

وله شاهد آخر عن عبادة بن الصامت ، رواه أحمد(٥/٣٢٣) والحاكم(١/١٢٢)


قال طاوس رحمه الله( من السنة أن يوقر أربعة: العالم وذو الشيبة والسلطان والوالد )

ذكره البغوي في شرح السنة(١٣/٤٣)


وقال الإمام أبو عثمان النيسابوري في عقيدة السلف(٣٠٧): وإحدى علامات أهل السنة : حبهم لأئمة السنة وعلمائها وأنصارها وأوليائها.اهـ


– لا كرامة لمن يطعن بالسلف:

من ثبت عنه السب واللعن والطعن في علماء أهل السنة ، يهجر ولا يجالس ولا يؤخذ عنه علم ولا يسمع لكلامه ولا كرامة له.


قال الإمام عبدالله بن المبارك: لا تحدثوا عن عمرو بن ثابت فإنه يسب السلف.

رواه أحمد في العلل ومعرفة الرجال(٢/٢٧٨)



كتبه:

بدر بن محمد البدر

١٤٣٦/٦/٣٠هـ