@ الرد العشرون / على المعتزلي عدنان إبراهيم @

الرد العشرون  / على المعتزلي عدنان إبراهيم في ثناءه على علم الكلام.


علم الكلام من العلوم التي يثني عليها عدنان إبراهيم ويثني على أهل هذا العلم ويحث على تعلمه وتعليمه.

وعلم الكلام هو علم الفلسفة  ، وهو من العلوم المذمومة التي ذمها السلف وعابوها وليس هو من العلوم الممدوحة الذي يمدح متعلمها.

 وأهل الكلام قوم سوء ، يتكلمون في الغيبيات فعطلوا أسماء الله تعالى وصفاته ، كما حصل لأهل الكلام من الجهمية والمعتزلة والروافض وغيرهم ممن تمسك بفلسفة اليونان وأعرض عن الكتاب والسنة ، ولهذا نهى علماء السلف عن علم الكلام وعن مجالسة أهله.


وقال عمر رضي الله عنه: ( اتقوا الرأي في دينكم)

رواه ابن عبدالبر في الجامع(١٤٣٩)بسند صحيح



قال الإمام الشافعي:( لأن ألقى الله بكل ذنب ما عدا الشرك أحب إلي من أن ألقاه بعلم الكلام)

رواه البيهقي في السنن الكبرى(١٠/٢٠٦)


قال الإمام البربهاري في شرح السنة(١١٦): وإياك والنظر في الكلام ، والجلوس إلى أصحاب الكلام ، وعليك بالآثار وأهل الآثار وإياهم فاسأل ومعهم فاجلس ومنهم فاقتبس.اهـ


وعلم الكلام مما يفسد القلوب الصحيحة ويفسد الفطر السلمية ويفسد العقول الرشيدة ، لأنه علم مبني على اتباع الهوى والإعراض عن الأدلة الشرعية.


قال تعالى( أفريت من اتخذ إلهه هوىـٰه وأضله الله على علمـ وختمـ على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشـٰوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون)


قال الإمام الشافعي:( مثل الذي ينظر في الرأي ثم يتوب منه مثل المجنون الذي عولج ثم برئ فأعقل ما يكون قد هاج به)

رواه ابن عبدالبر في الجامع(١٤٥٨) صحيح


وقال الإمام أحمد:( لا تكاد ترى أحداً نظر في هذا الرأي إلا وفي قلبه دغل) يعني:فساد.

رواه ابن عبدالبر في الجامع(١٤٥٩)صحيح



فينبغي للمسلم أن يعرض عن العلم المذموم 

وهو علم الكلام الذي يجلب عليه الوسوسة والتشكيك في الدين كما حصل لطائفة من المتفلسفين

ويقبل على العلم الممدوح وهو العلم الشرعي ، علم الكتاب والسنة


قال مالك بن مغول: قال لي الشعبي:( ما حدثوك هؤلاء عن رسول الله عليه الصلاة والسلام فخذ به ، وما قالوه برأيهم فألقه في الحش)

رواه الدارمي في مسنده(٢٠٦) ورجاله ثقات.


وقال الشعبي رحمه الله: ( إنما هلك من كان قبلكم حين تشعبت بهم السبل وحادوا عن الطريق فتركوا الآثار وقالوا في الدين برأيهم فضلوا وأضلوا)

رواه ابن عبدالبر في الجامع(١٤٥١) وسنده صحيح.



قال الإمام ابن مفلح في الآداب الشرعية(٢/٦٢):

وقال سفيان الثوري: إنما العلم كله بالآثار.

وقال الأوزاعي: عليك بالأثر وإن رفضك الناس وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوه بالقول فإن الأمر ينجلي وأنت فيه على طريق مستقيم.

وقال الأوزاعي أيضاً: إذا بلغك عن رسول الله عليه الصلاة والسلام حديث فإياك أن تأخذ بغيره فإنه كان مبلغاً عن الله عزوجل.اهـ


قال الإمام ابن مفلح أيضاً في الآداب الشرعية(٢/٤٠):

قال أحمد في رواية المروذي: ليس قوم عندي خيراً من أهل الحديث ليس يعرفون إلا الحديث.

وقال أحمد في رواية أبي الحارث: أهل الحديث أفضل من تكلم في العلم.اهـ



كتبه:

بدر بن محمد البدر

١٤٣٦/٦/٢هـ

@ الرد التاسع عشر / على المعتزلي عدنان إبراهيم @

الرد التاسع عشر /  على المعتزلي عدنان إبراهيم

بطعنه في النصوص الشرعية بحجة مخالفتها للعقل.



يستعمل عدنان إبراهيم دائماً في خطبه ومحاضراته قول: ( العقل لا يصدق هذا) وقول:

( العقل لا يقبل هذا) وقول : (عقلاً ليس كذا)

وقول: (فكروا بعقولكم هل هذا يعقل) وغير ذلك من العبارات 

إذا كان الدليل الشرعي لا يوافق معتقدة الباطل فيرد النصوص الشرعية

بدعوى أن العقل لا يستطيع تصديق هذه الأحاديث.


وتقديم العقل على النقل أصل من أصول أهل الكلام ورثوه من فلاسفة اليونان.


 ويستدل أهل الكلام في تقديم العقل على كل شيء ، بحديث باطل وهو حديث

(أول ما خلق الله العقل قال له: أقبل ،

فأقبل ، فقال له: أدبر ، فأدبر ، فقال: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقاً أكرم عليّ منك ، فبك آخذ وبك أعطي وبك الثواب وبك العقاب)

الحديث:

رواه ابن عدي في الكامل(٢/٣٩٠)

والطبراني في الأوسط(١٨٤٥) 

والبيهقي في شعب الإيمان(٤٦٣٣)

عن أبي هريرة مرفوعاً.

وهو حديث موضوع ، كما نص على ذلك

ابن الجوزي في الموضوعات(٣٦٦)

وقال شيخ الإسلام في الصفدية(٢٤١):

هذا الحديث موضوع وكذب عند أهل العلم بالحديث كما ذكر أبو حاتم البستي وأبو الفرج بن الجوزي وغيرهما.اهـ


وقال الشوكاني في الموضوعات(٤٩٨): قال ابن عدي: باطل منكر آفته ، محمد بن وهب الدمشقي

وقال في الميزان: صدق ابن عدي في أن الحديث باطل.اهـ


وله شاهد من حديث أبي أمامة

رواه العقيلي في الضعفاء(١١٦٩)

وذكره ابن الجوزي في الموضوعات(٣٦٨)


وشاهد آخر عن عائشة

رواه أبو نعيم في الحلية(٧/٣١٨)

 ولا يصح.


وله شاهد مرسل  عن الحسن البصري.

 رواه البيهقي في الشعب(٤٦٣٢) وقال: هذا من قول الحسن ، وقد روي عن النبي عليه الصلاة والسلام بإسناد غير قوي.اهـ


والأحاديث الواردة في فضل العقل لا يصح منها شيء.

قال الإمام ابن القيم في المنار المنيف(٦٤):

أحاديث العقل كلها كذب ، قال أبو الفتح الأزدي: لا يصح في العقل حديث ، وقاله العقيلي وأبو حاتم بن حبان.اهـ


ونص على وضعها طائفة من الحفاظ منهم:

ابن الجوزي في كتابه الموضوعات (١/٢٧٤) والهيثمي في اللآلي المصنوعة (١/١٢٩) 

وابن عراق تنزيه الشريعة (١٣١)

والشوكاني في الموضوعات (٤٩٨)

وعلي القاري في الموضوعات (٤٨)



– حقيقة العقل:


لفظ العقل في لغة المسلمين ليس هو لفظ العقل في لغة فلاسفة اليونان ومن سلك مسلكهم.

فالعقل  صفة للشخص العاقل ، يقال(فلان عاقل) أي له عقل يعقل به فهو صفة للشخص ، وليس هو عيناً قائمة بنفسها كما يقوله الفلاسفة.


قال شيخ الإسلام في الفتاوى(٩/١٤٥):

العقل في كتاب الله وسنة رسوله وكلام الصحابة والتابعين وسائر أئمة المسلمين هو أمر يقوم بالعاقل ، سواء سمي عرضاً أو صفة ، وليس هو عيناً قائمة بنفسها سواء سمي جوهراً أو جسماً أو غير ذلك ، وإنما يوجد التعبير باسم(العقل) عند الذات العاقلة التي هي جوهر قائم بنفسه في كلام طائفة من المتفلسفة الذين يتكلمون في العقل والنفس ويدعون ثبوت عقول عشرة كما يذكر ذلك من يذكره من أتباع أرسطو أو غيره من المتفلسفة المشائين ، ومن تلقى ذلك عنهم من المنتسبين إلى الملل.اهـ


وقال أيضاً(٩/١٥٣):

اسم العقل عند المسلمين وجمهور العقلاء إنما هو صفة ، وهو الذي يسمى عرضاً قائماً بالعاقل

وعلى هذا دل القرآن في قوله تعالى( لعلكم تعقلون) وقوله( أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها)

وقوله( قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون)

ونحو ذلك مما يدل على أن العقل مصدر عقل يعقل عقلا ، وإذا كان كذلك فالعقل لا يسمى به مجرد العلم الذي لم يعمل به صاحبه ولا العمل بلا علم ، بل إنما يسمى به العلم الذي يعمل به والعمل بالعلم ولهذا قال أهل النار ( لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير)

وقال تعالى( أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها).اهـ



– مذهب العقلانية:

العقلانية مذهب فكري فلسفي جاء به فلاسفة اليونان ، كسقراط وأرسطو 

ويزعم العقلانيون أنه يمكن الوصول إلى معرفة طبيعة الكون والوجود عن طريق الاستدلال العقلي بدون الاستناد إلى دليل من كتاب أو سنة.


وتأثر المعتزلة بالمذهب الفلسفي العقلاني ، حيث اعتمدوا على عقولهم وجعلوها أساس تفكيرهم ، وهي المرجع عندهم في إثبات العقيدة ، وقالوا: إن 

ما اقتضى العقل إثباته من صفات الله فهو ثابت وما لم يقتضِ العقل إثباته من صفات الله فإنه لا يثبت ، ويسلكون في ذلك إحدى طريقين:

الأول: إن كان يمكنهم الطعن في الدليل أي في ثبوت هذا الدليل طعنوا فيه  وقالوا لا يصح.


الطريق الثاني: إذا صح الدليل ولم يمكنهم الطعن في صحته أولوه بتأويلاتهم الباطلة.


 لذا تجد المعتزلة يطعنون في النصوص الشرعية التي تخالف عقولهم الفاسدة يأولونها تارة ويضعفونها تارة أخرى ، بحجة أن العقل لا يصدق ذلك

فجعلوا العقل هو المرجع الوحيد في معرفة الحسن والقبيح ، وهو المرجع الوحيد إلى طريق الاستدلال بدون الرجوع إلى الكتاب والسنة.


وأخذ المعتزلي عدنان إبراهيم من العقل مطعناً في الأحاديث الصحاح المخرجة في الصحيحين بحجة مخالفتها للعقل وأن العقل لا يصدق ذلك

فقال عن حديث (خلق الله آدم على صورته) وهو مخرج في الصحيحين

قال عدنان :( كيف يقال خلقه على صورته هذا لا يعقل هذا تشبيه…)

فرد الحديث بحجة أنه لا يعقل.

ورد حديث عائشة أن النبي عليه الصلاة والسلام بنى بها بالمدينة وهي بنت تسع سنين.

والحديث مخرج في الصحيحين.

قال عدنان إبراهيم عنه: (هذا لا يصح كيف يتزوجها وهي بنت تسع بل تزوجها وهي بنت إحدى وعشرين سنة)

وهكذا يفعل بالنصوص الشرعية

بحجة أنها لا تصدق وأنها تخالف عقله السقيم ، فسلك فيها مسلك أصحابه المعتزلة فروخ الجهمية ، وهو الطعن في النصوص الشرعية المخالفة لعقولهم الفاسدة.

وهذا دليل على جهلهم وعدم علمهم.


قال الحافظ الذهبي في السير(٢١/١٢٩):

إذا رأيت المتكلم المبتدع يقول: دعنا من الكتاب والأحاديث وهات العقل فاعلم أنه جاهل.اهـ




كتبه/

بدر بن محمد البدر

١٤٣٦/٥/٢٨هـ

@ الرد الثامن عشر / على المعتزلي عدنان إبراهيم @

الرد الثامن عشر / على المعتزلي عدنان إبراهيم 

بقوله إنه يعشق الفلسفة


قال عدنان إبراهيم: (بأنه يعشق علم الفلسفة كثيراً).



 لا شك أنه لا يعتنق الفلسفة ، ويعظمها ، إلا من لم يعرف العقيدة الصحيحة ، فمن رزقه الله تعالى العقيدة الصحيحة المبنية على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة ، عَرف فساد الفلسفة وضلال أهلها.

وسوف أُبين بإذن الله تعالى في ردي عليه عدة أمور.

أولاها:ما هي الفلسفة

ثانيها: مراحل الفلسفة اليونانية

ثالثها: مدارس الفلاسفة

رابعها: بيان بعض عقائد الفلاسفة

وخامسها: ذكر أسماء بعض مَن تأثر بالفلسفة.


نقول وبالله التوفيق:


أولاً: ما هي الفلسفة:

الفلسفة : كلمة يونانية مركبة من كلمتين

(فيلا) ومعناها الإيثار.

و(سوفيا) ومعناها الحكمة.

والفيلسوف مشتق من الفلسفة بمعنى(مؤثر الحكمة)

والفلسفة عند الفلاسفة هي: (النظر العقلي المتحرر من كل قيد وسلطة تفرض عليه من الخارج)

وقال أرسطو: الفلسفة هي البحث عن علل الأشياء ومبدائها الأول.



ثانياً: مراحل الفلسفة اليونانية:

مرت الفلسفة اليونانية بثلاث مراحل:

المرحلة الأولى: مرحلة البحث في عالم الطبيعة لمعرفة الأساس الذي عليه يطرأ تغير الأشياء إلى أضدادها.

وأشهر الفلاسفة في هذه المرحلة:

طاليس ، وانكسيمندريس ، وهرقليطس.


المرحلة الثانية: مرحلة اهتمت بالنظر والتأمل في جانبي التفكير والإدارة في الإنسان ، مما سبب ظهور القضايا الأخلاقية والمنطقية والنفسية.

وأشهر الفلاسفة في هذه المرحلة:

سقراط.


المرحلة الثالثة: مرحلة جمعت بين المرحلة الأولى والثانية.

وأشهر الفلاسفة فيها:

أفلاطون ، وأرسطو.



ثالثاً: مدارس الفلاسفة:

للفلاسفة ثلاث مدارس:

المدرسة الأولى: الطبيعيون: وهم الذين أكثروا البحث في عالم الطبيعة.

وهؤلاء ينكرون الحشر واليوم الآخر من جنة ونار وغيرها.


الثانية: الدهرية: وهم الذين جحدوا الخالق والعياذ بالله.


الثالثة: الإلهيون: وهؤلاء وثنيون.



رابعاً: نبذة عن عقيدة الفلاسفة:


١- من عقائد الفلاسفة: عدم إيمانهم بأركان الإيمان.

فالفلاسفة لا يؤمنون بأركان الإيمان التي جاءت في حديث ابن عمر رضي الله عنه عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال:(الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره) رواه مسلم(١)


قال شيخ الإسلام في الفتاوى(٩/٥٨):

وذهب الفلاسفة أهل المنطق إلى جهالات قولهم: إن الملائكة هي العقول العشرة ، وأنها قديمة أزلية ، وإن العقل رب ما سواه ، وهذا شيء لم يقل مثله أحد من اليهود والنصاري ومشركي العرب ، ولم يقل أحد إن ملكاً من الملائكة رب العالم كله.

ويقولون إن العقل الفعال مبدع كل ما تحت فلك القمر ، وهذا أيضاً كفر لم يصل إليه أحد من كفار أهل الكتاب ومشركي العرب ، ويقولون إن الرب لا يفعل بمشيئته وقدرته وليس عالماً بالجزئيات ، ولا يقدر أن يغير العالم ، بل العالم فيض فاض عنه بغير مشيئته وقدرته وعلمه ، وأنه إذا توجه المستشفع إلى من يعظمه من الجواهر العالية كالعقول والنفوس والكواكب والشمس والقمر فإنه يتصل بذلك المعظم المستشفع به فإذا فاض على ذلك ما يفيض من جهة الرب فاض على هذا من جهة شفيعه.اهـ


قال ابن أبي العز في شرح الطحاوية(٢٩٧): 

وأعظم الناس إنكاراً للملائكة هم الفلاسفة المسمون عند من يعظمهم بالحكماء ، فإن من علم حقيقة قولهم علم أنهم لم يؤمنوا بالله ولا رسله ولا كتبه ولا ملائكته ولا باليوم الآخر.

فإن مذهبهم أن الله موجود لا ماهية له ولا حقيقة فلا يعلم الجزئيات بأعيان ، وكل موجود في الخارج فهو جزئي ، ولا يفعل عندهم بقدرته ومشيئته وإنما العلم عندهم لازم له أزلاً وأبداً 

وإن سموه مفعولاً له  فمصانعة ومصالحة للمسلمين في اللفظ وليس عندهم بمفعول ولا مخلوق ولا مقدور عليه وينفون عنه سمعه وبصره وسائر صفاته ! فهذا إيمانهم بالله.

وأما كتبه عندهم ، فإنهم لا يصفونه بالكلام فلا يكلم ولا يتكلم ولا قال ولا يقول ، والقرآن عندهم فيض فاض من العقل الفعال على قلب بشر زاكي النفس طاهر متميز عن النوع الإنساني بثلاث خصائص: قوة الإدراك وسرعته لينال من العلم أعظم ما يناله غيره وقوة النفس ليؤثر بها في هيولى العالم يقلب صورة إلى صورة ! وقوة التخييل ليخيل بها القوى العقلية في أشكال محسوسة وهي الملائكة عندهم! وليس في الخارج ذات منفصلة تصعد وتنزل وتذهب وتجيء وترى وتخاطب الرسول ، وإنما ذلك عندهم أمور ذهنية لا وجودية.

وأما اليوم الآخر ، فهم أشد الناس تكذيباً وإنكاراً له في الأعيان وعندهم أن هذا العالم لا يخرب ولا تنشق السموات ولا تنفطر ولا تنكدر النجوم ولا تكور الشمس والقمر ولا يقوم الناس من قبورهم ويبعثون إلى جنة ونار ، كل هذا عندهم أمثال مضروبة لتفهم العوام ، لا حقيقة لها في الخارج كما يفهم منها أتباع الرسل.

فهذا إيمان هذه الطائفة- الذليلة الحقيرة- بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر.اهـ


٢- ومن عقائدهم: نفي صفات الله.

الفلاسفة الإلهيين أمثال أرسطو ليس من أصلهم وصف الله بصفات الإثبات بل إنما يصفونه بالنفي أو الإضافات كقولهم: إن الله مبدأ الكائنات وعلة الموجودات.

 وكذا قال الشيعة الباطنية أمثال الفيلسوف ابن سيناء والصوفية الباطنية أمثال ابن عربي.


٣- ومن عقائدهم: تسمية الرب سبحانه وتعالى

(عقلاً وجوهراً) وهو عندهم لا يعلم شيئاً سوى نفسه

ولا يريد شيئاً ولا يفعل شيئاً، ويسمونه( المبدأ)

 و( العلة الأولى)

(ينظر فتاوى شيخ الإسلام -٩/١٤٨)


٤- ومن عقائدهم: أن كلام الله مخلوق.

(ينظر فتاوى شيخ الإسلام-٩/١٤٩)


٥- ومن عقائدهم: في الروح أنها لا حقيقة لها.

فيقولون في الروح: أنها ليست داخل البدن ولا خارجة ولا مباينة ولا مداخلة ولا متحركة ولا ساكنة ولا تصعد ولا تهبط ولا هي جسم ولا عرض.


٦- ومن عقائدهم: نفي معجزات الأنبياء.

ينكر الفلاسفة معجزات الأنبياء بحجة أنها غير معلومة لهم.

(ينظر فتاوى شيخ الإسلام-٩/٥٨)



٧- ومن عقائدهم: إنكارهم بما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام عن أمور معينة مما كان وسيكون.

وليس في ذلك يمكن معرفته بقياسهم لا البرهاني ولا غيره ، فإن أقيستهم لا تفيد إلا أموراً كلية وهذه أمور خاصة.

(ينظر فتاوى شيخ الإسلام -٩/١٣٤)


٨- ومن عقائدهم: أن الفلاسفة أفضل من الأنبياء.

قال أرسطو اليوناني الذي يسميه الفلاسفة:

(المعلم الأول) : الفيلسوف أعلى درجة من النبي لأن النبي يدرك عن طريق المخيلة بينما الفيلسوف يدرك عن طريق العقل والتأمل.

والمخيلة عند الفلاسفة درجة أدنى من التأمل ، وتابع الفارابي أرسطو في جعل الفيلسوف فوق النبي.

وقولهم هذا مثل قول الصوفية: إن الأولياء أفضل من الأنبياء.


قال شيخ الإسلام في النبوات(٢٨٠): فهؤلاء المتفلسفة ما قدروا النبوة حق قدرها.اهـ


٩- ومن عقائدهم: مخالفة الكتاب والسنة والعقل.

قال شيخ الإسلام في النبوات(٩٣):

والمتفلسفة أشد مخالفة للعقل والسمع.اهـ


١٠- ومن عقائدهم: أن النبوة لا تنقطع بل يبعث الله بعد كل نبي نبياً دائماً ، وأن محمداً عليه الصلاة والسلام ليس خاتم الأنبياء.

قال شيخ الإسلام في الصفدية(٥٢):

وهؤلاء الملاحدة من المتفلسفة والقرامطة ومن وافقهم يقولون: إن النبوة لها ثلاث خصائص مَن قامت به فهو نبي ، والنبوة عندهم لا تنقطع بل يبعث الله بعد كل نبي نبياً دائماً ، وكثير منهم يقول إنها مكتسبة ، وكان السهروردي المقتول منهم يطلب أن يصير نبياً ، وكذلك ابن سبعين كان يطلب أن يصير نبياً وكانوا يَعْلمون من السحر والسِّيماء ما يُضلون به من يُلبسون عليه.اهـ

(السيماء) نوع من أنواع السحر ، وهو: إحداث خيالات لا وجود لها في الحس وهو علم أسرار الحروف. قاله ابن خلدون في مقدمته(٤/١٢٧١)



١١- ومن عقائدهم: نفي الجن.

الفلاسفة ينفون الجن ويقولون إن الجن قوى نفسية.

( ينظر الصفدية لشيخ الإسلام-١٨٤)



خامساً: ذكر بعض مَن تأثر بالفلسفة ممن يُطلق عليهم (بالفلاسفة الإسلاميين):


تأثر بالفلسفة كثير من أهل الإسلام ، أمثال: الكندي والفارابي وابن الهيثم والسهروردي

وابن رشد والغزالي والرازي وابن سينا وغيرهم

وتعلقوا بالفلسفة تعلقاً شديداً وتكلم بعضهم بأمور فلسفية لم يتكلم بها فلاسفة اليونان.

قال شيخ الإسلام في الفتاوى(٩/٧٣) عن ابن سينا: وابن سينا تكلم في إشياء من الإلهيات والنبوات والشرائع لم يتكلم فيها سلفه ولا وصلت إليها عقولهم ولا بلغتنا علومهم فإنه استفادها من المسلمين وإن كان إنما أخذ عن الملاحدة المنتسبين إلى الإسلام كالإسماعيلية ، وكان هو وأهل بيته وأتباعهم معروفين عند المسلمين بالإلحاد.اهـ



– ولم يستفد الفلاسفة من الفلسفة إلا الحيرة والضياع والتشكيك في الدين ، وكان هذا سبب لتراجع كثير من الفلاسفة عما كانوا عليه.


قال الرازي في آخر مصنفاته: لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيتها تشفي عليلاً ولا تروي غليلاً ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن ، اقرأ في الإثبات( إليه يصعد الكلم الطيب)

(الرحمن على العرش استوى)

واقرأ في النفي( ليس كمثله شيء)

(ولا يحيطون به علماً)

قال: ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي.

(ذكره شيخ الإسلام في النبوات-٩٨)


وينقل عن أبي حامد الغزالي الذي تعمق في علم الفلسفة وذمه العلماء على ذلك ذماً شديداً

ثم تراجع عن الفلسفة في آخر حياته وندم 

وألف كتاباً في ذم الفلاسفة سماه(تهافت الفلاسفة) كشف فيه عوار الفلاسفة ، ووافقهم في بعض المواضع ظناً منه أن ذلك حق أو موافق للملة.


– وهنا خطأ شائع يخطأ به البعض وهو قولهم:(الفلسفة الإسلامية) وهذا خطأ ، لأن الإسلام ليس فيه فلسفة.

قال شيخ الإسلام في الفتاوى(٩/١٠١):

ليس الفلاسفة من المسلمين ، كما قالوا لبعض أعيان القضاة الذين كانوا في زماننا: ابن سينا من فلاسفة الإسلام؟ فقال: ليس للإسلام فلاسفة.



ختاماً: هذه هي الفلسفة التي يعشقها عدنان إبراهيم  كما يقول ، علم لا يعرف إلا العقل ، والعقل عندهم مقدم على النقل ، فهم يقدمون عقولهم السقيمة على الكتاب والسنة

فعارضوا بعقولهم الفاسدة ما جاء به الأنبياء.


كتبه/

بدر بن محمد البدر

١٤٣٦/٥/٢٦هـ

@ الرد السابع عشر / على المعتزلي عدنان إبراهيم @

-الرد السابع عشر /  على المعتزلي عدنان إبراهيم في زعمه أن الصحيحين فيها اسرائليات.

 

 

قال المعتزلي عدنان إبراهيم: ( والصحيحان فيهما أحاديث اسرائلية )

 

يجاب على فريته بما يلي:

 

أولاً :  ما هي الاسرائليات:

 الاسرائليات لغة : جمع إسرائيلية ، نسبة إلى إسرائيل وهو يعقوب عليه السلام.

وقيل إن النسبة فيها إلى بني إسرائيل وهم أبناء يعقوب.

 

واصطلاحاً: هي الأخبار المنقولة عن بني إسرائيل من اليهود النصارى.

 

قولنا: (الأخبار المنقولة عن بني إسرائيل)

أي أن الاسرائليات هي ما نقل عن كتب بني إسرائيل ، وخرج بهذا ما أخبر به النبي عليه الصلاة والسلام عن بني إسرائيل عن طريق الوحي فهذا لا يسمى اسرائليات ، وإنما هو إخبار عن الأمم السابقة تلقاه النبي عليه الصلاة والسلام عن طريق الوحي كحديث (دخلت النار امرآة في هرة) وحديث ( المرأة البغي التي سقت كلباً فغفر الله لها) وغيرها من الأحاديث المخرجة في الصحيحين ، فهذه ليست من الاسرائليات ، لأن الاسرائليات هي ما نُقل عن كتب بني إسرائيل ، وأما ما حدث به النبي عليه الصلاة والسلام عن الأمم السابقة فهذا لا يسمى اسرائليات ، هذا إخبار عن بني إسرائيل تلقاه عن طريق الوحي.

 

 والواجب على كل مسلم أن يصدق بما أخبر به النبي عليه الصلاة والسلام لأنه حق فهو الصادق المصدوق ، وتصديقه فيما أخبر  داخل في معنى شهادة(أن محمداً رسول الله)

قال الإمام محمد بن عبدالوهاب في الأصول الثلاثة(٧٨): ومعنى شهادة أن محمداً رسول الله: طاعته فيما أمر ، وتصديقه فيما أخبر ، واجتناب ما عنه نهى وزجر ، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع.اهـ

 

 

– ثانياً: يقال لعدنان إبراهيم: ما هي الأحاديث الإسرائليلة التي في الصحيحين ؟ ومَن سبقك بهذا القول؟ وكيف عرفت إنها من الاسرائليات؟

 

فإن أراد بالاسرائليات ما حدث به النبي عليه الصلاة والسلام عن الأمم السابقة ، فليزم من قوله أن القرآن فيه إسرائليات ، لأن الله سبحانه وتعالى أخبر عن الأمم السابقة في القرآن.

وهذا قول باطل وهو ضلال مبين والعياذ بالله.

 

فإن قال: بأنه لا يعني ما حدث به النبي عليه الصلاة والسلام عن الأمم السابقة.

يقال له : ما هي الاسرائليات التي تقول بأنها في الصحيحين ؟ وكيف عرفت إنها اسرائليات؟

 

ومما لاشك فيه أن صحيح البخاري وصحيح مسلم هما أصح كتب الحديث المصنفة على الإطلاق ، ونقل غير واحد من الأئمة الإجماع على صحة كل ما فيهما ، وتلقي العلماء لهما بالقبول.

ولم يقل إمام من الأئمة أن الصحيحين فيهما أحاديث اسرائيلية.

وإنما هذه فرية جاء بها عدنان إبراهيم لأمرين:

الأمر الأول: ليطعن في الأئمة النقاد أهل الحديث والآثر بأنه لم يميزوا حديث النبي عليه الصلاة والسلام من حديث غيره ، وهذا باطل مردود عليه، ومن نظر في كتب العلل عرف قدر أهل الحديث ، وأنهم هم أعلم الناس بحديث النبي عليه الصلاة والسلام.

 

 والأمر الثاني: ليطعن في الصحيحين ،

لكي يقال : بأن الصحيحين أُدخل فيها ما ليس من كلام النبي عليه الصلاة والسلام ، ليشكك الناس في دينهم  ويلبس عليهم ، وهذا هو مراد الفلاسفة التشكيك في الدين والتلبيس على المسلمين.

 

 

ثالثاً: أقسام الاسرائيليات:

تنقسم الاسرائليات إلى ثلاثة أقسام:

 

القسم الأول: ما أقره الإسلام وشهد بصدقه فهذا حق صحيح.

مثاله ما رواه البخاري(٤٨١١) ومسلم(٢٧٨٦)عن ابن مسعود رضي الله عنه قال:جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام فقال:يا محمد إنا نجد أن الله يجعل السماوات على إصبع والأرضين على إصبع والشجر على إصبع والماء والثرى على إصبع وسائر الخلائق على إصبع فيقول: أنا الملك ، فضحك النبي عليه الصلاة والسلام تصديقاً لقول الحبر ثم قرأ رسول الله عليه الصلاة والسلام(وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيـٰمة والسمـٰوٰت مطويـٰت بيمينه سبحـٰنه وتعـٰلى عما يشركون)

 

الثاني: ما أنكره الإسلام وشهد بكذبه فهو باطل ويجب علينا أن نكذبه.

مثاله: ما رواه البخاري(٤٥٢٨) ومسلم(١٤٣٥)

عن جابر رضي الله عنه قال: كانت اليهود تقول : إذا جامعها من ورائها -جاء الولد أحول ، فنزلت(نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم)

يعني كانوا يقولون: إذا جامع الرجل امرأته في قبلها من الخلف ولد الولد أحول.

 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الإقتضاء(٤٨١):

وفي هذه الإسرائليات ما هو كذب على الأنبياء أو ما هو منسوخ في شريعتنا ما لا يعلمه إلا الله.اهـ

 

 

 

الثالث: ما لم يقره الإسلام ولم ينكره ، فيجب التوقف فيه.

مثاله: ما رواه البخاري(٤٤٨٥) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان أهل الكتاب يقرءون التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام ، فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام( لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم ، وقولوا(ءامنا بالله وما أنزل)الآيه.

 

 

وقال شيخ الإسلام في الإستقامة(١/٢٠١)

الإسرائليات التي لم يُعرف أنها حق أو باطل لم يُصدق بها ولم يكذب ومثل هذه لا يعتمد عليها في الدين بحال.اهـ

 

وقال الحافظ ابن كثير في مقدمة تفسيره(١١): تجوز حكاية – الاسرائليات المسكوت عنها -وغالب ذلك مما لا فائدة فيه تعود إلى أمر ديني.اهـ

 

قال العلامة ابن عثيمين في شرح أصول التفسير(٢٠٨):

التحديث بهذا النوع من الاسرائليات مما لم يقره الإسلام ولم ينكره  جائز إذا لم يخش محذور لقول النبي عليه الصلاة والسلام( بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج)رواه البخاري ، وغالب ما يروى عنهم من ذلك ليس بذي فائدة في الدين كتعيين لون كلب أصحاب الكهف ونحوه ، وأما سؤال أهل الكتاب عن شيء من أمور الدين فإنه حرام .اهـ

 

وهذا النوع الثالث – أعني ما لم يقره الإسلام ولم ينكره – إذا حدث فيه الأئمة فإنهم يبينون أنه من الاسرائيليات ، أو ينص إمام من الأئمة النقاد أنه من الاسرائليات وهذه الاسرائيليات تذكر في التفاسير والزهد والمواعظ والترغيب والترهيب ، ومضان ما حدث به الأئمة عن بني إسرائيل ، كتب ابن أبي الدنيا وكتاب الزهد لأحمد وكتاب الزهد لأبي داود

وغيرها من المصنفات التي جمعت بين المرفوع والموقوف والمقطوع والصحيح والحسن والضعيف والموضوع وما لا أصل له والاسرائليات.

 

 

كتبه:

بدر بن محمد البدر

١٤٣٦/٥/٢٥

@ الرد السادس عشر / على المعتزلي عدنان ابراهيم @

الرد السادس عشر / على المعتزلي عدنان إبراهيم

بنفيه علو الله تعالى.

 

 

قال المعتزلي عدنان إبراهيم: إن الله ليس في العلو وأما قوله تعالى( يخافون ربهم من فوقهم)

وقوله( وهو الذي في السماء) وغيرها من الآيات هذه آيات مشابهة.

 

 

يجاب عليه :

 

بأن علو الله سبحانه وتعالى  من الصفات الذاتية التي دل عليها الكتاب والسنة والإجماع والعقل والفطر السليمة.

قال شيخ الإسلام كما في النقض(١/٣٦٨): قد ثبت بالفطرة التي اتفق عليها أهل الفطر السليمة وبالنقول المتواترة عن المرسلين من الأخبار وما نطقت به كتب الله واتفق عليه المؤمنون بالرسل قبل حدوث البدع : أن الله تعالى فوق العالم ، وثبت أيضاً بالكتاب والسنة والإجماع أنه استوى على العرش ، فالعلو على العالم معروف بالفطرة والمعقول وبالشرع والمنقول.اهـ

 

وأما قوله: (بأن الله ليس في العلو)

 

فهذا قول باطل فاسد مخالف للكتاب والسنة المتواترة والإجماع والعقل والفطر السليمة.

 

قال شيخ الإسلام في الفتاوى الكبرى(٦/٣٥٥)في رده على من قال إن الله ليس في العلو : هذا معلوم الفساد بالضرورة الفطرية والعقلية وبالأدلة النظرية وبالضرورة الإيمانية السمعية الشرعية وبالنقول المتواترة المعنوية عن خير البرية وبدلالة القرآن على ذلك في آيات تبلغ مئين وبالأحاديث المتلقاة بالقبول من علماء الأمة في جميع القرون وبما اتفق عليه سلف الأمة وأهل الهدى من أئمتها وبما اتفق عليه الأمم بجبلتها وفطرتها.اهـ

 

 

الأدلة الواردة في علو الله تعالى:

 

١- الكتاب:

قال تعالى( يخافون ربهم من فوقهم)

وقال تعالى( وهو العلي العظيم)

وقال تعالى( سبح اسم ربك الأعلى)

وقال تعالى( إليه يصعد الكلم الطيب) 

الصعود إلى أعلى لأنه سبحانه وتعالى عالٍ على خلقه.

وقال تعالى( وهو القاهر فوق عباده)

وقال تعالى( تعرج الملائكة والروح إليه)

والعروج يكون إلى فوق لأنه سبحانه عالٍ على خلقه.

وقال تعالى( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض)

 

٢- السنة:

تواترت الأحاديث في إثبات علو الله تعالى فوق خلقه وممن حكى تواترها الذهبي في العلو(١/٢٤٩) وابن القيم في اجتماع الجيوش(٩٨)

 

ومن هذه الأحاديث:

 

روى البخاري(٧٤٢٢) ومسلم(٢٧٥١) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال( ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء)

 

وروى مسلم(٧٧٣) عن حذيفة رضي الله عنه أنه سمع النبي عليه الصلاة والسلام يقول إذا سجد(سبحان ربي الأعلى)

 

وروى مسلم(٥٣٧) عن معاوية بن الحكم رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال للجارية

( أين الله؟ فقال: في السماء. فقال:اعتقها فإنها مؤمنة)

 

 

٣- الإجماع:

قال الأوزاعي رحمه الله: ( كنا والتابعون متوافرون نقول إن الله تعالى ذكره فوق عرشه ونؤمن بما جاءت به السنة من الصفات )

رواه البيهقي في الأسماء والصفات(٤٠٨)

وصححه شيخ الإسلام في الفتوى الحموية(٤٣)

وابن القيم في اجتماع الجيوش(٤٣) وقال الألباني في مختصر العلو(١٨٣):رواته أئمة ثقات.

 

وقال الدارمي: ثم إجماع من الأولين والآخرين العالمين منهم والجاهلين أن كل واحد 

ممن مضى وممن غبر إذا استغاث بالله تعالى أو دعاه أو سأله يمد يديه وبصره إلى السماء يدعوه منها ، ولم يكونوا يدعوه من أسفل منهم من تحت الأرض ولا من أمامهم ولا من خلفهم ولا عن أيمانهم ولا عن شمائلهم إلا من فوق السماء لمعرفتهم أنه فوقهم ، حتى اجتمعت الكلمة من المصلين في سجودهم (سبحان ربي الأعلى) لا ترى أحداً يقول( سبحان ربي الأسفل).اهـ

( الرد على الجهمية-٣٥)

 

 

قال الدارمي أيضاً: وقد اتفقت الكلمة من المسلمين والكافرين أن الله في السماء إلا المريسي الضال وأصحابه ، حتى الصبيان الذين لم يبلغوا الحنث قد عرفوه بذلك إذا حزب الصبي شيء يرفع يديه إلى ربه يدعوه في السماء دون ما سواه.اهـ ( نقض الدارمي على المريسي-١/٢٢٨)

 

 

وقال أبو الحسن الأشعري في كتابه الإبانة(١١٦) يقول: ورأينا المسلمين جميعاً يرفعون أيديهم إذا دعوا نحو السماء لأن الله عزوجل مستوٍ على العرش الذي هو فوق السموات فلو لا أن الله عزوجل على العرش لم يرفعوا أيديهم نحو العرش كما لا يحطونها إذا دعوا إلى الأرض.اهـ

 

 

٤- العقل:

دل العقل على وجوب صفة الكمال لله تعالى وتنزيهه عن النقص ، والعلو صفة كمال ، والسفل صفة نقص ، فوجب لله تعالى صفة العلو وتنزيهه عن ضده.

 

 

٥- الفطر السليمة:

دلت الفطر السليمة على علو الله تعالى ، فإذا دعا داعٍ رفع يديه إلى السماء واتجه إلى العلو 

فلا تجد أحداً إذا دعا يلتفت يميناً وشمالاً وتحت وفوق  ولا يلوح بيده في كل جهه ، هذا لا يفعله أحد قط.

 

 

– وقول عدنان ( بأن آيات الواردة في علو الله تعالى من المتشابه)

 

فهذا قول من لا يعرف المحكم من المتشابه

الآيات الوادرة في علو الله تعالى محكمة قطعية الدلالة ، ليست من المتشابه في شيء.

فقوله تعالى(سبح اسم ربك الأعلى) هذا نص محكم في علو الله ، وقوله تعالى: (يخافون ربهم من فوقهم) وهذا نص محكم في علو الله ، فأين المتشابه في هذه الآيات.

 

كتبه:

بدر بن محمد البدر

١٤٣٦/٥/٢٤هـ

@ الرد الخامس عشر / على المعتزلي عدنان إبراهيم @

الرد الخامس العشر / على المعتزلي عدنان إبراهيم في قوله بنظرية داروين في تطور الإنسان من قرد إلى إنسان.

 

قال المعتزلي عدنان إبراهيم وهو يقرر نظرية داورين: لا ينكر نظرية التطور الإنساني إلا جاهل لا يعرف التطور.

 

يجاب عليه بما يلي:

 

أولاً: هذا القول معارض لما جاء في كتاب الله

قال تعالى( ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم)

قال ابن عباس رضي الله عنه: ( في أحسن تقريم) في أعدل خلق.

وقال إبراهيم وأبو العالية ومجاهد وقتادة: (في أحسن تقويم)في أحسن صورة.

وقال مجاهد أيضاً: في أحسن خلق.

رواه عنهم الطبري في تفسيره(١٢/٦٣٦)

فبيّن سبحانه وتعالى  بأنه خلق الإنسان في أحسن صورة وأجمل خلق ، ولم يخلقه قرداً كما ادعى هذا المعتزلي مقرراً لنظرية داروين.

 

ثانياً: يقال لهذا المعتزلي: كيف عرفت أن أصل الإنسان قرد ، فإن قال إنه شاهد أول الخلق فهذا تكذب لقوله تعالى ( ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم) ، وادعى علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله قال تعالى: (قل لا يعلم من في السمـٰوات والأرض الغيب إلا الله) ، فإن قال إنه لم يشاهد أول الخلق يقال له: فمن أين أتيت بهذا القول الذي لم تشاهده أنت ولا غيرك من الخلق؟

 

ثالثاً: يقال لهذا المعتزلي: إن نظرية داروين التي تقول بها ، لم يقل بها أحد من أهل الملة قط ، فإقرارك بهذه النظرية مخالف للكتاب والسنة وما عليه أهل الملة.

 

وقد سئلت اللجنة الدائمة برئاسة العلامة ابن باز

السؤال التالي رقم(٥١٦٧): س: هناك من يقول إن الإنسان منذ زمن بعيد كان قرداً وتطور فهل هذا صحيح وهل من دليل؟

الجواب: هذا القول ليس بصحيح ، والدليل على ذلك أن الله بيّن في القرآن خلق آدم فقال تعالى(إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب) ثم إن هذا التراب بُل حتى صار طيناً لازباً يعلق بالأيدي ، فقال تعالى( ولقد خلقنا الإنسـٰن من سلـٰلة من طين) وقال تعالى(إنا خلقنـهم من طين لازب) ثم صار حمأ مسنوناً ، قال تعالى(ولقد خلقنا الإنسـٰن من صلصـٰل من حمإ مسنون)

ثم لما يبس صار صلصالاً كالفخار ، قال تعالى(خلق الإنسـٰن من صلصـٰل كالفخار)

وصوره الله على الصورة التي أرادها ونفخ فيه من روحه ، قال تعالى(فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له سـٰجدين)

هذه هي الأطوار التي مرت على خلق آدم من جهة القرآن ، وأما الأطوار التي مرت على خلق ذريتة آدم فقال تعالى( ولقد خلقنا الإنسـٰن من سلـٰلة من طين ثم جعلنـٰه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظـٰما فكسونا العظـٰمـ لحماً ثم أنشأنـٰه خلقاً

ءاخر فتبارك الله أحسن الخـٰلقين)

وأما زوجة آدم ( حواء ) فقد بيّن الله تعالى أنه خلقها منه فقال تعالى( يـٰأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكمـ من نفس وٰحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء) وبالله التوفيق.اهـ

 

ختاماً: أثبت الطب الوراثي الحديث ، خلاف نظرية التطور التي جاء بها داروين ، وصنفت مجموعة من الأبحاث والرسائل لعدة من الأطباء في نقض هذه النظرية ، وبيان كذب من قال بها.

 

كتبه

بدر محمد البدر

١٤٣٦/٥/٢٢هـ

@ صيغتان غير مشتهرة في التدليس @

مباحث في علم مصطلح الحديث

 صيغتان غير مشتهرة في التدليس


١- قول الحسن البصري: (أخبرنا أبو هريرة)

أو(خطبنا ابن عباس)


إذا قال الحسن أخبرنا أبو هريرة أو خطبنا ابن عباس فهذا تدليس أراد به قومه أهل البصرة أي أخبر أبو هريرة أهل البصرة وخطب ابن عباس أهل البصرة.

وقيل إن الحسن جاء بهذا التدليس الذي لا يعرف

من حديث الرجل الذي يقول للدجال في آخر الزمن: ( أنت الدجال الذي أخبرنا عنك رسول الله عليه الصلاة والسلام) أي أخبر عنك المسلمين.


قال الحافظ ابن حجر في التهذيب(٢/٢٤٥): قول الحسن خطبنا ابن عباس بالبصرة. قال:إنما أراد خطب أهل البصرة ، كقول ثابت قدم علينا عمران بن حصين. وكذا قال أبو حاتم.اهـ

وقال أيضاً في التهذيب(٢/٢٤٧): قال البزار في مسنده: سمع الحسن من جماعة وروى عن آخرين لم يدركهم وكان يتأول فيقول: حدثنا وخطبنا ، يعني قومه الذين حُدثوا وخُطبوا بالبصرة.


وقال الحافظ العراقي في تحفة التحصيل(٦٩): قال أبو حاتم: لم يسمع الحسن من ابن عباس ، وقوله: خطبنا ابن عباس يعني خطب أهل البصرة.اهـ



٢- قول الدارقطني: (قرئ على البغوي حدثكم فلان)

إذا قال الإمام الدارقطني ( قرئ على البغوي حدثكم فلان ) وسكت ، فهذا تدليس منه لما لم يسمعه من البغوي ، بخلاف قوله: (قرئ على البغوي وأنا أسمع حدثكم فلان)

وهذه الصيغة استعملها الدارقطني في سننه غير مرة.

قال الحافظ أبو الفضل بن طاهر: عن أبي الحسن الدارقطني أنه كان يقول فيما لم يسمع من البعوي:( قرئ على أبي القاسم البغوي: حدثكم فلان) ويسوق السند إلى آخره ، بخلاف ما هو سمعه فإنه يقول فيه(قُرئ على أبي القاسم وأنا أسمع ، أو أخبرنا أبو القاسم قراءة).

ينظر:(جامع التحصيل-١١٤)و(تعريف أهل التقديس٨٨)

و(المجموع للمعلمي-١٥/٢٦٤)


كتبه:

بدر بن محمد البدر

١٤٣٦/٥/٢٢هـ

@ الرد الرابع عشر / على المعتزلي عدنان إبراهيم @

الرد الرابع عشر /  على المعتزلي عدنان إبراهيم بنفيه صفات الله تعالى بدعوى التشبيه.

 

– قال المعتزلي عدنان إبراهيم عن حديث الصورة

( هذا تشبيه هذا ليس بحديث )

 

يجاب على تعطيله بما يلي:

 

أولاً: يقال لهذا المعتزلي: هل أنت أعلم بصفات الله من الله؟

فإن قال إنه أعلم بالله من الله ! فهذا هو الضلال المبين ، وإذا قال إنه ليس بأعلم بالله من الله ،

نقول له: إذا كنت تقر أن الله تعالى أعلم منك فلماذا تنفي ما أثبته لنفسه من صفات. والله سبحانه وتعالى يقول(أأنتم أعلم أم الله)

 

 

ثانياً: يقال لهذا المعتزلي: هل أنت أعلم بصفات الله من رسول الله عليه الصلاة والسلام ؟

فإن قال إنه أعلم بالله من رسول الله عليه الصلاة والسلام فهذا هو الضلال المبين ، وإذا قال إن رسول الله عليه الصلاة والسلام أعلم منه بالله، فنقول له: إذا كنت تقر أن رسول الله عليه الصلاة والسلام أعلم منك بالله ، فلماذا تنفي ما أثبته لربه وهو أعلم منك بربه. وقد قال سبحانه تعالى عن رسوله عليه الصلاة والسلام(وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى)

 

 

ثالثاً: الواجب على المسلم أن يثبت ما أثبته الله تعالى لنفسه من الصفات وما أثبته له نبيه عليه الصلاة والسلام من الصفات ، من غير تشبيه ولا تمثيل ومن غير تكييف ولا تمثيل ، قال تعالى( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) وقال تعالى(ولم يكن له كفؤا أحد)

وها هم  الصحابة رضي الله عنهم كان يسمعون من النبي عليه الصلاة والسلام النصوص الواردة في الصفات ولا ينكرونها وهذا إجماع سكوتي منهم.

قال العلامة عبدالله بن الإمام محمد بن عبدالوهاب

كما في الدرر السنية(٣/٣١): الذي عليه أكثر الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة أن الأمر إذا اشتهر بين الصحابة رضي الله عنهم فلم ينكره منهم أحد كان إجماعاً.اهـ

فهل أنت أيها المعتزلي أعلم من الصحابة رضي الله عنهم.

 

قال الآجري في الشريعة(٢/٢٩٧):

حديث ابن عمر( خلق الله ابن آدم صورة الرحمن)

هذه من السنن التي يجب على المسلمين الإيمان بها ولا يقال فيها كيف ولما بل تستقبل بالتسليم والتصديق وترك النظر كما من تقدم من أئمة المسلمين.اهـ

 

وإثبات صفات ربنا سبحانه وتعالى مما أجمع عليه السلف.

قال الإمام الأوزاعي( كنا والتابعون متوافرون نقول: إن الله تعالى ذكره فوق سماواته ونؤمن بما وردت السنة به من صفاته)

رواه البيهقي في الأسماء والصفات(٥١٥) وصححه شيخ الإسلام في بيان تلبيس الجهمية(٢/٣٧)

 

وقال الإمام ابن عبدالبر في التمهيد(٧/١٤٥):

أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن والسنة والإيمان بها وحملها على الحقيقة لا على المجاز.اهـ

 

 

رابعاً: قولكم في إثبات الصفات: (هذا تشبيه)

يجاب عنه:

أ- أن هذا جناية على النصوص الشرعية  ، حيث جعلها هذا المعطل دالة على معنى باطل لا يليق بالله سبحانه وتعالى.

 

ب- أن هذا قول على الله بغير علم.

قال تعالى( ولا تقف ما ليس لك به علم)

وقال ( أأنتم أعلم أم الله)

 

ج- أن هذا صرف لكلام الله تعالى عن ظاهره وصرف لكلام رسول الله عليه الصلاة والسلام عن ظاهره.

 

د-  أن التشبيه هو أن تقول: يد الله كيدي وسمع الله كسمعي وبصر الله كبصري وهكذا.

أما إذا قلت: إن الله له يد تليق به وسمع يليق به وبصر يليق به وهكذا في سائر الصفات ، فهذا يسمى إثباتاً لا تشبيهاً.

قال الترمذي في سننه(٦٦٢): قال إسحاق بن راهوية: إنما يكون التشبيه إذا قال: يد كيد أو مثل يدٍ أو سمع كسمع أو مثل سمع ، وأما إذا قال كما قال الله تعالى: يد وسمع وبصر ، ولا يقول كيف ولا يقول مثل سمع ولا كسمع فهذا لا يكون تشبيهاً وهو كما قال الله تعالى في كتابه( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).اهـ

 

كتبه:

بدر بن محمد البدر

21/جمادى الاول/1436هـ

@ وصف الراوي بالحفظ ليس توثيقاً له @

مباحث في علم مصطلح الحديث

– وصف الراوي بالحفظ ليس توثيقاً له –



وصف الراوي بالحفظ ليس توثيقاً له ، فالحفظ شيء والتوثيق شيء آخر ، لذلك قد تجد الراوي موصوفاً بالحفظ وكثرة الرواية لكنه ضعيف ، أو مختلف في توثيقة ،  والأمثلة على ذلك كثيرة منها:


١- سعيد بن بشير الأزدي

قال الحافظ ابن حجر في التهذيب(٤/٩): في ترجمة سعيد بن بشير الأزدي ، قال مروان بن محمد سمعت ابن عيينة يقول: حدثنا سعيد بن بشير وكان حافظاً ،

وقال يعقوب بن سفيان: سألت أبا مسهر عنه فقال: لم يكن في جندنا أحفظ منه وهو ضعيف منكر الحديث.اهـ


٢- عبدالله بن لهيعة المصري.

ذكره الحافظ الذهبي في تذكرة الحفاظ(١/٢٣٧)

قال الذهبي عنه في الكاشف(٣٥٦٣): عبدالله بن لهيعة ، ضُعف ، قال أبو داود: سمعت أحمد يقول: من كان مثل ابن لهيعة بمصر في كثرة حديثه وإتقانه وضبطه؟ قلت: العمل على تضعيف حديثه.اهـ

وقال الحافظ ابن حجر في التهذيب(٥/٣٣٢):

قال حنبل عن أحمد قال: ما حديث ابن لهيعة بحجة.اهـ



٣- نعيم بن حماد الخزاعي.

ذكره الحافظ الذهبي في تذكرة الحفاظ (٢/٤١٨)

قال الذهبي عنه في الكاشف(٧١٦٦): مختلف فيه.

وقال الحافظ ابن حجر في هدي الساري(٦٢٤): نعيم بن حماد ، مشهور من الحفاظ الكبار ، كان أحمد يوثقه وقال ابن معين: كان من أهل الصدق إلا أنه يتوهم الشيء فيخطئ فيه ، وقال العجلي:ثقة، وقال أبو حاتم:صدوق ، وضعفه النسائي والدولابي.اهـ


٤- حجاج بن أرطاة الكوفي

ذكره الحافظ الذهبي في تذكرة الحفاظ(١/١٧٦)

وقال الذهبي عنه في الكاشف(١١١٩): حجاج بن أرطاة ، أحد الأعلام ، على لين فيه ، وقال أحمد: كان من حفاظ الحديث ، وقال أبو حاتم: صدوق يدلس ، وقال النسائي: ليس بالقوي.اهـ


كتبه:

بدر محمد البدر

@ الرد الثالث عشر / على المعتزلي عدنان إبراهيم @

الرد الثالث عشر /  على المعتزلي عدنان إبراهيم

بطعنه في صحة حديث ( خلق الله آدم على صورته )

 

قال المعتزلي عدنان إبراهيم: حديث( إن الله خلق آدم على صورته ) هذا من الإسرائليات التي جاء بها همام بن منبه ، وفي رواية( على صورة الرحمن) كيف يقال خلقه على صورته.

 

 

يجاب على هذا المعتزلي بما يلي:

 

حديث( خلق الله آدم على صورته ) ليس هو من الاسرائليات كما يدعي عدنان ، بل هو من أحاديث الصفات الثابتة في السنة المطهرة.

 

وحديث همام 

رواه أحمد في مسنده(٨١٥٦)والبخاري في صحيحه(٣٣٢٦)

ومسلم في صحيحه(٢٨٤١)وابن حبان في صحيحه(٦١٢٩)

واللالكائي في شرح أصول إعتقاد أهل السنة(٧١٢)

عن عبدالرزاق عن معمر عن همام عن أبي هريرة قال: قال النبي عليه الصلاة والسلام( خلق الله آدم على صورته…)

 

وقد توبع همام على رواية هذا الحديث ، فقد تابعه جملة من الرواة عن أبي هريرة منهم:

 

١- تابعه الأعرج.

رواه عبدالله بن أحمد في السنة(١١٠٠)وابن حبان في صحيحه(٥٦٠٥)والآجري في الشريعة(٧٢١)

عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة به.

 

٢- وتابعه أبي عثمان التبان.

رواه عبد بن حميد في مسنده(١٤٢٧)

وابن خزيمة في التوحيد (٤٣)

عن موسى بن أبي عثمان عن أبيه عن أبي هريرة به.

 

٣- وتابعه أبي أيوب المراغي.

رواه ابن خزيمة في التوحيد(٤٠)

واللالكائي في شرح أصول أعتقاد أهل السنة(٧١٣)

عن قتادة عن أبي أيوب عبدالملك بن مالك المراغي عن أبي هريرة مرفوعاً( إذا قاتل أحدكم فيجتنب الوجه فإن الله خلق آدم على صورته) 

 

٤- وتابعه سعيد المقبري.

رواه أحمد في مسنده (٧٤١٤)ابن أبي عاصم في السنة(٥١٩) وابن خزيمة في التوحيد(٣٥)والآجري في الشريعة(٧٢٣) واللالكائي في شرح أصول أعتقاد أهل السنة(٧١٥)

عن محمد بن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة مرفوعا( لا يقولن أحدكم قبح الله وجهك ولا وجه من أشبه وجهك فإن الله خلق آدم على صورته)

صححه ابن مندة في التوحيد(٩١).

وقال أحمد شاكر في تحقيق(٧٤١٤)إسناده صحيح.

 

 

وله شاهد عن ابن عمر رضي الله عنهما

رواه ابن أبي عاصم في السنة(٥١٨) وعبدالله بن أحمد في السنة(١٥٠) والآجري في الشريعة(٧٢٥) واللالكائي في شرح أصول أهل السنة(٧١٦)

عن جرير عن الأعمش عن حبيب عن عطاء عن ابن عمر مرفوعا( لا تقبحوا الوجه فإن الله خلق آدم على صورته)

ورجاله ثقات سوى عطاء بن السائب اختلط بأخره ولا يدرى متى روى عنه حبيب بن أبي ثابت قبل اختلاطه أم بعده ، وصححه بعض الحفاظ رواية حبيب عن عطاء.

 

وله شاهد مرسل سنده صحيح رواه عبدالله أحمد في السنة(١١٢٢) عن أبيه عن عبدالرزاق عن معمر عن قتادة يبلغ به النبي عليه الصلاة والسلام( خلق الله آدم على صورته)

 

فالحديث لم يتفرد به همام بن منبه كما هو واضح ، بل رواه طائفة عن أبي هريرة رضي الله عنه غير همام ، وله شواهد.

 

قال الحافظ ابن مندة في التوحيد(٩٠): روى هذا الحديث عن أبي هريرة جماعة غير همام منهم:الأعرج وسعيد المقبري وأبو عثمان التبان وأبو سلمة بن عبدالرحمن وأبو أيوب العتكي وأبو رافع الصائغ وأبو صالح وأبو يونس سليم بن جبير ، وروي عن عبدالله بن عمر وأبي سعيد الخدري وجابر بن عبدالله وغيرهم.اهـ

 

وهذا دليل على عدم معرفة هذا المعتزلي بعلم الحديث الشريف وجهله به ، بدعوى تفرد همام بالحديث عن أبي هريرة  ، وإن كان تفرد مثله لا يضر لأنه ثقة حافظ ، ولكن قصد عدنان إبراهيم من طعنه في  هذا الحديث وغيره من الأحاديث ، هو رد السنة الصحيحة الصريحة في إثبات صفات الله تعالى ومنها صفة الصورة، وهذا هو مذهب أهل التعطيل من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة ومن نحا نحوهم من أهل الزيغ والضلال.

 

– والضمير في قوله( على صورته) أي على صورة الله سبحانه وتعالى.

لما رواه ابن أبي عاصم في السنة(٥١٧) وابن خزيمة في التوحيد(٤١) والبيهقي في الأسماء والصفات(٢٩١)

عن جرير عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عطاء عن ابن عمر مرفوعاً( لا تقبحوا الوجوه فإن ابن آدم خلق على صورة الرحمن)

قال الحاكم(٣٢٤٣) : حديث صحيح على شرط الشيخين.

وقال الهيثمي في المجمع(٣/٤١٧): حديث ابن عمر رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير إسحاق بن إسماعيل الطالقاني وهو ثقة وفيه ضعف.اهـ

 

ورواه الدارقطني في الصفات(٤٦)

عن زيد بن أبي الزرقا عن ابن لهيعة عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعاً : ( إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه فإن الإنسان على صورة الرحمن)

وابن لهيعة فيه ضعف.

 

ورواه ابن بطة في الإبانة الكبرى(٢٥٧٥)

عن أبي الأسود عن ابن لهيعة عن أبي يونس عن أبي هريرة مرفوعاً : ( إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه فإنما صورة الإنسان على صورة الرحمن)

وابن لهيعة في ضعف.

 

قال القاضي أبو يعلى في إبطال التأويلات(١/٨١): وقد روى ابن مندة بإسناده عن إسحاق بن راهوية قال: قد صح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال إن آدم خلق على صورة الرحمن.اهـ

 

وقال القاضي أيضاً في إبطال التأويلات(١/٨٨)

: قال أحمد كما في رواية أبي طالب: من قال: إن الله خلق آدم على صورته – يعني صورة آدم – فهو جهمي ، وأي صورة كانت لآدم قبل أن يخلقه.

قال أبو يعلى: وهذا من أحمد دليل على صحته.

 

قال الحافظ الذهبي في الميزان(٢/٤٢٠): حديث صحيح وصححه إسحاق بن راهوية وأحمد بن حنبل.اهـ

 

وقال الحافظ ابن حجر في الفتح(٥/١٨٣): رجاله ثقات.اهـ

 

وصنف العلامة المحدث حماد الأنصاري كتاباً صحح فيه حديث الصورة سماه ( تعريف أهل الإيمان بصحة حديث صورة الرحمن )

 

وقد أجمع السلف على أن الضمير في قوله( خلق الله آدم على صورته) عائد إلى الله.

قال شيخ الإسلام: هذا الحديث لم يكن بين السلف نزاع في أن الضمير عائد إلى الله فإنه مستفيض من طرق متعددة عن عدد من الصحابة وسياق الأحاديث كلها تدل على ذلك.

( عقيدة أهل الإيمان للتويجري-٥٤)

 

قال الإمام الآجري في الشريعة-٥٣- باب الإيمان بأن الله عز وجل خلق آدم على صورته بلا كيف.اهـ

 

وقال الإمام ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث(٢٢١):

والذي عندي والله أعلم بأن الصورة ليست بأعجب من اليدين والأصابع والعين ، وإنما وقع الإلفُ لتلك لمجيئها في القرآن ووقعت الوحشة من هذه لأنها لم تأت بالقرآن ، ونحن نؤمن بالجميع ولا نقول في شيء منه بكيفية ولا حد.اهـ

 

وقال الحافظ الذهبي في الميزان(٢/٤٢٠):

أما معنى حديث الصورة فنرد علمه إلى الله ورسوله ونسكت كما سكت السلف مع الجزم بأن الله ليس كمثله شيء.اهـ

 

وقال العلامة عبدالله أبا بطين كما في الدرر السنية(٣/٢٦٠) : قال بعض أهل التأويل : الضمير في قوله(صورته) راجع إلى آدم ، وقال بعضهم : الضمير راجع على صورة الرجل المضروب ، ورد هذا التأويل بأنه: إذا كان الضمير عائداً على آدم فلا فائدة في ذلك إذ ليس يشك أحد أن الله خالق كل شيء على صورته ، وأنه خلق الأنعام والسباع على صورها فأي فائدة في الحمل على ذلك؟ 

ورد تأويله: بأن الضمير عائد على ابن آدم المضروب بأنه لا فائدة فيه إذ الخلق : عالمون بأن آدم خلق على خلق ولده وأن وجهه كوجوههم

فيرد هذا التأويل كله ، بالرواية المشهورة ( لا تقبحوا الوجه فإن آدم خلق على صورة الرحمن)

وقد نص الإمام أحمد على صحة الحديث وإبطال هذه التأويلات ؛ فقال في رواية إسحاق بن منصور(لا تقبحوا الوجه فإن الله خلق آدم على صورته) صحيح .

واللفظ الذي فيه (على صورة الرحمن) رواه الدارقطني والطبراني وغيرهما بإسناد رواته ثقات قاله ابن حجر عن ابن عمر عن النبي عليه الصلاة والسلام ، وأخرجها ابن أبي عاصم عن أبي هريرة مرفوعاً، وصححه إسحاق ابن راهوية اللفظ فيه (على صورة الرحمن)وأما أحمد فذكر أن بعض الرواة وقفه على ابن عمر وكلاهما حجة.

قال القاضي أبو يعلى: والوجه فيه: أنه ليس في حمله على ظاهره ما يزيل صفاته ولا يخرجها عما تستحقه ، لأننا نطلق الصورة كما أطلقلنا تسمية ذات ونفس لا كالذوات والأنفس ، وقد نص أحمد في رواية يعقوب بن بختان قال(خلق آدم على صورته) لا نفسره ، كما جاء الحديث ، وقال الحميدي لما حدث بحديث (إن الله خلق آدم على صورته) قال: لا نقول غير هذا ، على التسليم والرضى بما جاء به القرآن والحديث ، ولا نستوحش أن كما قال القرآن والحديث.

ثم قال أبابطين: وقد ثبت في الصحيحين عن النبي عليه الصلاة والسلام قال( فأتيهم الله في صورة غير الصورة التي يعرفون ، فيقول أنا ربكم، فيقولون: نعوذ بالله منك هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا فإذا أتانا ربنا عرفناه فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون)

وفي لفظ آخر( صورته التي يعرفون فيقول أنا ربكم فيقولون: أنت ربنا فيعرفونه) الحديث ؛ فالذي ينبغي في هذا ونحوه إمرار الحديث كما جاء ، على الرضى والتسليم مع اعتقاد أنه:(ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).اهـ

 

وصنف العلامة المحدث حمود التويجري كتاباً في بيان إيمان السلف الصالح بحديث الصورة سماه  (عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن)

 

كتبه:

بدر محمد البدر

20/جمادى الاول/1436هـ