@ الرد الرابع / على المعتزلي عدنان إبراهيم @

الرد رقم(٤)

إنكار المعتزلي عدنان إبراهيم نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان.

 

أنكر عدنان إبراهيم في تسجيل صوتي له نزول عيسى عليه السلام ، وقال إنه لا يؤمن بهذا ، وإن الإيمان به هو عقيدة اليهود والنصارى.

 

يجاب على قوله السيء بما يلي:

 

أولاً: أن عيسى عليه السلام لم يمت بل رفعه الله حياً إليه إلى السماء.

 

قال تعالى( بل رفعه الله إليه)

 

وقال تعالى( وقولهم إنا قتلنا المسيح ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم)

 

وقال تعالى( إذ قال الله يـٰعسى إني متوفيك ورافعك إلى)

والنوم يسمى وفاة ، قال تعالى( الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها)

وقال تعالى( وهو الذي يتوفىـٰكم باليل ويعلم ما جرحتمـ بالنهار)

 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان تلبيس الجهمية(٢/٤١٩): وأجمعت الأمة على أن الله عزوجل رفع عيسى إليه إلى السماء.اهـ

 

ثانياً: تواتر عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أن عيسى عليه السلام ينزل في آخر الزمان ، حكماً عدلاً ويكسر الصليب ويقتل الدجال  والخنزير.

 

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله عليه الصلاة والسلام( والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم عدلاً فيكسر الصليب ويقتل الخنزير) رواه البخاري(٣٤٤٨)ومسلم(١٥٥)

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي عليه الصلاة والسلام( …وأنا أولى الناس بعيسى ابن مريم وإنه نازل… ويلبث بالأرض أربعين سنة ثم يتوفى) رواه أحمد(٢/٤٠٦) والآجري في الشريعة(٨٨٨) وصححه ابن حجر في الفتح(٦/٥٥٥)والألباني في الصحيحة(٢١٨٢)

 

قال الحافظ ابن كثير في النهاية(١/١٤٢): ثم ينزل عيسى من السماء قبل يوم القيامة كما دلت عليه الأحاديث المتواترة.

 

قال المحدث العظيم آبادي في عون المعبود(١١/٤٥٧): تواتر الأخبار عن النبي عليه الصلاة والسلام في نزول عيسى ابن مريم عليه السلام من السماء بجسده إلى الأرض عند قرب الساعة وهذا هو مذهب أهل السنة.اهـ

 

قال المحدث الألباني في في الطحاوية(٥٠١):

اعلم أن أحاديث الدجال ونزول عيسى عليه السلام متواتر.اهـ

 

وإنكار نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان تكذيب لخبر النبي عليه الصلاة والسلام ، الذي أقسم عليه بقوله: (والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم)

وهذا الأفاك المعتزلي يكذب ما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام عن ربه ، قال تعالى عن نبيه عليه الصلاة والسلام(وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى)

قال تعالى(ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً)

وهذا وعيد شديد لمن يشاقق الرسول.

 

ثالثاً: أجمع أهل السنة والجماعة على نزول عيسى ابن مريم عليه السلام في آخر الزمان.

 

قال الإمام أحمد كما في الطبقات(١/٣٤٤): والدجال خارج في هذه الأمة لا محالة وينزل عيسى بن مريم عليه السلام ويقتله بباب لد.اهـ

 

قال الإمام أبو القاسم الأصبهاني في المجحة(٢/٤٦٣): وأهل السنة يؤمنون بنزول عيسى عليه السلام.اهـ

 

قال القاضي عياض في شرح مسلم(٨/٤٩٢):

ونزول عيسى عليه السلام وقتله الدجال حق صحيح عند أهل السنة لصحيح الآثار الواردة في ذلك ولأنه لم يرد ما يبطله ويضعفه خلافاً لبعض المعتزلة والجهمية ومن رأى رأيهم في إنكار ذلك.اهـ

 

قال العلامة المناوي في فيض القدير(٣٩٤): وأجمعوا على نزول عيسى عليه السلام نبياً لكنه بشريعة نبيناً محمد عليه الصلاة والسلام.اهـ

 

 

وإنكار نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان إنكار لإجماع الأمة على نزوله.

وهذا الأفاك المعتزلي ممن يرد إجماع هذه الأمة ولا يقبله.

قال تعالى(ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً)

قال العلامة القرطبي في تفسيره(٣/٢٤٨): هذه الآية فيها دليل على صحة القول بالإجماع.اهـ

 

وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره(٥٣٣): والذي عول عليه الشافعي رحمه الله في الاحتجاج على كون الإجماع حجة تحرم مخالفته هذه الآية الكريمة.اهـ

 

وأمة النبي عليه الصلاة والسلام لا تجتمع على ضلالة تشريفاً لهم.

 

قال كعب الأشعري أنه سمع النبي عليه الصلاة والسلام يقول( إن الله قد أجار أمتي أن تجتمع على ضلالة)

رواه ابن أبي عاصم في السنة(٧٩) وحسنه بطرقه الألباني في الصحيحة(١٣٣١)

قال الحافظ ابن كثير في تفسيره(٥٣٣): وقد وردت أحاديث صحيحة كثيرة ضمنت لهم العصمة في اجتماعهم من الخطأ ، وقد ذكرنا منها طرفاً صالحاً في كتاب(أحاديث الأصول) ومن العلماء من ادعى تواتر معناها.اهـ

 

كتبه:

بدر بن محمد البدر

7/جمادى الاول/1436هـ

@ الرد الثالث / على المعتزلي عدنان إبراهيم @

– الرد رقم(٣)

طعن المعتزلي عدنان إبراهيم في الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه –

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد:

 

– قال عدنان إبراهيم في تسجيل صوتي له في موقعه وهو يسخر: من عقيدة أهل السنة عدم شتم معاوية ، فهل عدم سب معاوية أصبح من العقيدة.اهـ

 

يجاب عن قوله السيء بما يلي:

 

أولاً: أنه  قد استفاض  عن النبي عليه الصلاة والسلام نهيه عن سب صحابته ، وقد أجمع أهل السنة والجماعة على حُرمة سبهم ، وأن سبهم من علامات المبتدعة كالخوارج والنواصب والروافض وغيرهم.

 

قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال النبي عليه الصلاة والسلام:( لا تسبوا أصحابي فلو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه)رواه البخاري(٣٦٧٣)ومسلم(٢٥٤١)

 

وعن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً: ( من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين) رواه الإسماعيلي كما في صحيح الجامع(٦٢٨٥)

 

قال ابن عمر رضي الله عنهما:( لا تسبوا أصحاب محمد فلمقام أحدهم ساعة خير من عبادة أحدكم أربعين سنة) رواه أحمد في فضائل الصحابة(١/٥٧)  وكذا قال ابن عباس رضي الله عنهما ، رواه عنه ابن بطة بإسناد صحيح كما في شرح الطحاوية لابن أبي العز(٦٦٩)

 

قال الإمام مالك( الذي يشتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ليس لهم إسم أو قال نصيب في اﻷسلام ) السنة للخلال-٢/٥٥٧

 

ثانياً: أن عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة الكرام رضي الله عنهم: حبهم والترضي عليهم  والذب عنهم ، والكف عما شجر بينهم ، ولا يذكرون إلا بجميل ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل ، وهم الذين اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه فنعم الصحب لنبيهم عليه الصلاة والسلام قال ابن مسعود رضي الله عنه( نظر الله في قلوب العباد بعد قلب محمد عليه الصلاة والسلام فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه) رواه أحمد وحسنه الألباني كما في الطحاوية(٦٧٢) ، وهم خير الناس بعد الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام لحديث عمران رضي الله عنه في الصحيحين( خير الناس قرني) 

قال تعالى( والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفرلنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبناً غلاً للذين  ءامنوا)

 

قال الإمام الطحاوي في الطحاوية(٤٦٧): ونحب أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام ولا نفرط في حب أحد منهم ولا نتبرأ من أحد منهم ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم ولا نذكرهم إلا بخير وحبهم دين وإيمان وإحسان وبغضهم كفر ونفاق وطغيان… ومن أحسن القول في أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام وأزواجه الطاهرات من كل دنس وذرياته المقدسين من كل رجس فقد برئ من النفاق.اهـ

قال العلامة ابن أبي العز في شرح الطحاوية(٤٩٠): قوله(فقد برئ من النفاق) لأن أصل الرفض إنما أحدثه منافق زنديق قصده إبطال دين الإسلام والقدح في الرسول عليه الصلاة والسلام.اهـ

 

وقال الإمام البربهاري في شرح السنة(١٣٤): وإذا رأيت الرجل يطعن على أحد من أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام فاعلم أنه صاحب قول سوء وهوى لقول رسول الله عليه الصلاة والسلام(إذا ذكر أصحابي فأمسكوا) قد علم النبي عليه الصلاة والسلام ما يكون منهم من الزلل بعد موته فلم يقل فيهم إلا خيراً ، وقال (ذروا أصحابي لا تفولوا فيهم إلا خيراً.اهـ

 

 

ثالثاً: أن الطعن في معاوية رضي الله عنه طعن في سائر الصحابة رضي الله عنهم.

 

قال الميموني:( سمعت الإمام أحمد يقول: ما لهم ولمعاوية؟ نسأل الله العافية ، وقال لي: يا أبا الحسن إذا رأيت أحداً يذكر أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام بسوء فاتهمه على الإسلام)

رواه ابن بطة في الشرح والإبانة(٢٣١) واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد(٢٣٥٩)

 

وقال المزي في تهذيب الكمال(١/٣٣٩): سُئل أبو عبدالرحمن النسائي عن معاوية بن أبي سفيان صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام فقال: إنما الإسلام كدار لها باب ، فباب الإسلام الصحابة ، فمن آذى الصحابة إنما أراد الإسلام كمن نقر الباب يريد دخول الدار ، قال: فمن أراد معاوية فإنما أراد الصحابة.اهـ

 

ختاماً:

قال إبراهيم بن ميسرة: ( ما رأيت عمر بن عبدالعزيز ضرب إنساناً قط إلا إنساناً شم معاوية فضربه أسواطاً)

رواه اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد(٢٣٨٥)

 

 كتبه:

بدر بن محمد البدر

6/جمادى الاول/1436هـ

@ الرد الثاني / على المعتزلي عدنان إبراهيم @

– الرد رقم(٢):

طعن عدنان إبراهيم  بالصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه –

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد:

 

قال عدنان إبراهيم قبحه الله ساخراً في مقطع صوته له في موقعه: معاوية لا أشبع الله بطنه هذه دعوة النبي عليه الصلاة والسلام عليه وأصابته الدعوة ، فهو ليس له إلا الأكل.اهـ

 

يجاب على قوله من عدة أوجه:

 

أولاً: أن السخرية بالآخرين محرمة.

قال تعالى(يـٰٓأيها الذين ءامنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهمـ) الآية.

والسخرية هي الاستهزاء ، يقال هزئ به واستهزأ.

 

قال الحافظ ابن كثير في تفسيره(١٧٤٧): نهى تعالى عن السخرية بالناس ، وهو احتقارهم والاستهزاء بهم ، والمراد من ذلك: احتقارهم واستصغارهم وهذا حرام فإنه قد يكون المحتقر أعظم قدراً عند الله وأحب إليه من الساخر منه المحتقر له.اهـ

ولاشك أن معاوية رضي الله عنه أعظم قدراً من هذا المستهزيء.

 

ثانياً: أن السخرية بالآخرين من فعل الجهال.

قال تعالى(وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركمـ أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجـٰهلين) 

فعد السخرين من فعل الجاهلين.

قال العلامة السعدي في تفسيره(٤٦): الجاهل هو الذي يتكلم بالكلام الذي لا فائدة فيه وهو الذي يستهزئ بالناس ، وأما العاقل فيرى أن من أكبر العيوب المزرية بالدين والعقل استهزاءه بمن هو آدمي مثله.

 

ثالثاً: أن السخرية بالصالحين من فعل أهل النفاق

قال تعالى( وإذا لقوا الذين ءامنوا قالوا ءامنا وإذا خلوا إلى شيـٰطينهمـ قالوا إنا معكمـ إنما نحن مستهزءون)

قال الإمام القرطبي في تفسيره(١/١٥٠): أنزلت هذه الآية في ذكر المنافقين.اهـ

 

رابعاً: أن السخرية بالصحابة أذية لهم ، وأذية الصحابة مما يؤذي النبي عليه الصلاة والسلام 

قال عبدالله بن المغفل رضي الله عنه: قال النبي عليه الصلاة والسلام: (الله الله في أصحابي لا تتخذوا أصحابي غرضاً من أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله)رواه الترمذي(٣٨٧١)وقال:حديث حسن غريب ، وصححه ابن حبان(٧٢١٢)

 

وآذية الله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام من

كبائر الذنوب ، قال تعالى ( إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذاباً مهيناً)

قال الحافظ ابن كثير في تفسيرة(١٥٢٥): والآية عامة في كل من آذاه بشيء فقد آذى الله.اهـ

 

خامساً: حديث ابن عباس رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال له(اذهب وادع لي معاوية) قال: فجئت فقلت: هو يأكل فقال (لا أشبع الله بطنه) رواه مسلم(٢٦٠٤)

قال الحافظ النووي في شرح مسلم(١٥٥٢): دعاؤه على معاوية: أن لا يشبع حين تأخر ففيه جوابان:

أحدهما: أنه جرى على اللسان بلا قصد

والثاني: أنه عقوبة له لتأخره.اهـ

 

قلت: والقول الأول أرجح ، وأن هذا الكلام يجري على اللسان ولا يراد منه وقوعه ، ونظيره قوله عليه الصلاة والسلام لمعاذ( ثكلتك أمك يا معاذ)

رواه الترمذي(٢٦١٦)وقال حديث حسن صحيح.

قال الحافظ أبو العلا المباركفوري في تحفة الأحوذي(٧/٢٨): قوله(ثكلتك)بكسر الكاف أي فقدتك ، وهو دعاء عليه بالموت على ظاهره ، ولا يراد وقوعه ، بل هو تأديب وتنبيه من الغفلة.اهـ

 

ونظيره أيضاً قوله عليه الصلاة والسلام لصفية رضي الله عنها لما حاضت(عَقرى حَلقى) رواه البخاري(١٧٦٢)

قال الحافظ ابن حجر في الفتح(٣/٦٦٨):

قوله(عقرى حلقى) معناه الدعاء بالعقر والحلق ، 

ثم معنى عقرى عقرها الله أي جرحها وقيل جعلها عاقراً لا تلد وقيل عقر قومها ، ومعنى حلقى حلق شعرها وهو زينة المرأة أو أصابها وجع في حلقها

وحكى القرطبي أنها كلمة تقولها اليهود للحائض ، فهذا أصل هاتين الكلمتين ، ثم اتسع العرب في قولهما بغير إرادة حقيقتهما كما قالوا: قاتله الله ، وتربت يداه ، ونحو ذلك.اهـ

 

كتبه

بدر محمد البدر

5/جمادى الاول/1436هـ

@ الرد على العقلاني عدنان إبراهيم @

– الرد على العقلاني عدنان إبراهيم –

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد:

أرسل لي بعض المشايخ الفضلاء مقطعاً صوتياً
للعقلاني عدنان إبراهيم ، ذكر في مقطعه
أن النبي عليه الصلاة والسلام تزوج عائشة رضي الله عنها وعمرها إحدى وعشرين سنة لا تسع سنين ، واستدل بأدلة أوهى من بيت العنكبوت ، هي:

قوله: بأن زواج النبي عليه الصلاة والسلام لعائشة وهي بنت تسع هذا يخالف العقل.اهـ

يجاب عنه: أن هذا هو قول عامة أهل الزيغ والضلال يقدمون العقل على النقل ، وهذا من اتباع الهوى.
قال تعالى(أفرءيت من اتخذ إلـٰهه هوىٰه وأضله الله على علمـ وختمـ على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشـٰوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون) فهؤلاء أهل كلام يقدمون أهوائهم على النصوص.
وقوله هذا مخالف لإجماع الأئمة أن النبي عليه الصلاة والسلام تزوج عائشة رضي الله عنها وهي بنت تسع سنين.
قال الإمام ابن عبدالبر في الاستيعاب(٤/٣٥٦): تزوج النبي عليه الصلاة والسلام عائشة وبنى بها وهي بنت تسع لا أعلم مختلف في ذلك.اهـ

قوله: رواية عائشة أن النبي عليه الصلاة والسلام تزوجها وهي بنت تسع سنين ، لم يروها أحد من أهل المدينة من تلاميذ هشام بن عروة وإنما رواها أهل العراق فأين تلاميذ هشام منها؟اهـ

يجاب عنه: بأن الراوي قد يحدث في موضع دون موضع ، وقد يحفظ حديثه بعض طلابه دون بعض.
وهذا ليس بغريب، فكم من حديث لشيخ مكثر لم يروه عنه إلا شخص واحد وكم من شيخ حدث أمام الملأ ولم يحفظ حديثه سوى واحد ،
كحديث عمر رضي الله عنه(إنما الأعمال بالنيات)
قاله على المنبر ولم يروه عنه سوى علقمة بن وقاص الليثي.
وهذا ليس بمستغرب وهو كثير في كتب الحديث ،
يتفرد راوٍ عن راوٍ ويتفرد أهل بلد عن راوٍ ، فتجد المدني يتفرد بالرواية عن شيخ مصري وتجد أهل الشام يتفردون بالرواية عن شيخ مكي ، وهكذا ، ولم َيرد الأئمة هذه التفردات بل قبلوها.

قوله: بأن حديث هشام رواه عنه العراقيون فقط ورواية العراقيين عنه لا تثبت.اهـ

يجاب عنه: بأن رواية العراقيين عن هشام مخرجه في الصحيحين ، وهما أصح كتب الحديث بلا خلاف ، وقد أنعقد الإجماع على صحة كل ما فيهما.

-تخرج حديث هشام وذكر متابعاته وشواهده:
حديث هشام:
رواه البخاري(٣٨٩٦) ومسلم(١٤٢٢)عن أبي أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت(بنى بها النبي عليه الصلاة والسلام وهي بنت تسع سنين)
ورواه البخاري (٣٨٩٤) من طريق علي بن مسهر عن هشام.
ورواه أيضاً(٥١٣٣) من طريق سفيان عن هشام.
ورواه أيضاً(٥١٣٤)من طريق وهيب عن هشام
ورواه مسلم(١٤٢٢)من طريق عبده بن سليمان عن هشام.
ورواه أبو داود(٢١٢١) من طريق حماد بن زيد عن هشام.
ورواه النسائي(٣٢٥٥)من طريق أبي معاوية عن هشام.

– متابعة الزهري لهشام
روى مسلم(١٤٢٢)عن عبدالرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة(أنها زفت للنبي عليه الصلاة والسلام وهي بنت تسع سنين)
وهذه متابعة تامة.

– متابعة إبراهيم النخعي لهشام
رواه مسلم(١٤٢٢) والنسائي(٣٢٥٨) عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت(تزوجها رسول الله عليه الصلاة والسلام وهي بنت ست وبنى بها وهي بنت تسع)
وهذه متابعة قاصرة.

– وله شاهد عن ابن مسعود رضي الله عنه.
رواه ابن ماجه(١٨٧٧) عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن أبيه قال(تزوج النبي عليه الصلاة والسلام وهي بنت سبع وبنى بها وهي بنت تسع)
وهذا رجاله ثقات وفيه انقطاع بين أبي عبيده وأبيه لكنه معتضد بما قبله ، بل وهناك من الحفاظ من قبل رواية أبي عبيدة عن أبيه ، وقالوا بأن أبا عبيدة يروي عن أهل بيته عن أبيه ، وأهل بيت ابن مسعود كلهم ثقات ، فإذا عُلمت الواسطة وكان ثقة قُبل الحديث.

قوله: إن حفظ هشام تغير ، ثم طعن في رواية العراقيين عنه.

يجاب عنه: بأنه قال في أول كلامه(هشام إمام حافظ كبير) ثم بعد ذلك تناقض وطعن في حفظه.
وهذا يدل على أنه يقول ما لا يعلم ويدعي أنه يعلم.
قال ابن حجر في هدي الساري(٤٧١):
هشام بن عروة من صغار التابعين مجمع على تثبته ، إلا أنه في كبره تغير حفظه ، فتغير حديث من سمع منه في قدمته الثالثة إلى العراق ، قال يعقوب بن شيبة: هشام ثبت ثقة لم ينكر عليه شيء إلا بعد ما صار إلى العراق فإنه انبسط في الرواية عن أبيه فأنكر ذلك عليه أهل بلده. والذي نراه أنه كان لا يحدث عن أبيه إلا بما سمع منه فكان تساهله أنه أرسل عن أبيه ما كان يسمعه من غير أبيه عن أبيه. قلت: هذا هو التدليس ، وأما قول ابن خراش كان مالك لا يرضاه ، فقد حكى عن مالك فيه شيء أشد من هذا وهو محمول على ما قال يعقوب ، وقد احتج بهشام جميع الأئمة.اهـ

قوله: (الجارية في اللغة هي من عمرها ١١ سنة)

يجاب عنه: أن الجارية في اللغة هي الفتية من النساء.
قاله ابن منظور في اللسان(٣/١٣٥)
والفيروز آبادي في القاموس(٢٧٥) وغيرهما
والفتية من النساء تشمل من بلغت سن السابعة والثامنة والتاسعة وغير ذلك.

– قوله: (ولدت عائشة قبل البعثة بأربع سنين)

يجاب عنه: أن هذا خلاف ما عليه أهل العلم ، والمعروف أنها ولدت بعد البعثة لا قبلها ولا يعلم أن أحداً من أهل العلم قال بقوله.
قال ابن حجر في الإصابة(٤/٣٥٩): ولدت عائشة رضي الله عنها بعد المبعث بأربع أو خمس سنين.اهـ
قلت وهذا هو المعروف في كتب التراجم.

كتبه
بدر بن محمد البدر

4/جمادى الاول/1436هـ

@ قواعد في التدليس @

قواعد في التدليس

القاعدة الأولى: إذا روى شعبة عن الأعمش أو عن أبي إسحاق السبيعي أو عن قتادة دلت على السماع ولو كانت رواياتهم معنعنة.

قال البيهقي في المعرفة(١/٨٦): روينا عن شعبة قال: كنت أتفقد فم قتادة ، فإذا قال: (حدثنا أو سمعت) حفظته وإذا قال (حدث فلان) تركته.
قال: وروينا عن شعبة أنه قال: كفيتكم تدليس ثلاثة الأعمش وأبي إسحاق وقتادة.اهـ

– القاعدة الثانية:
رواية الليث عن أبي الزبير المكي عن جابر
فهي مما سمعه أبو الزبير عن جابر.

قال العقيلي في الضعفاء(٤/١٣٣): قال سعيد بن أبي مريم حدثنا الليث بن سعد قال: قدمت مكة فجئت أبا الزبير ، فدفع إلي كتابين وانقلبت بهما
ثم قلت في نفسي:لو عاودته فسألته:أسمع هذا كله من جابر؟ فقال: منه ما سمعت ومنه ما حدثناه عنه. فقلت له: أعلم لي ما سمعت؟ فأعلم لي على هذا الذي عندي.اهـ
وقال ابن القطان في بيان الوهم والإيهام(٤/٣٢١):
قال أبو جعفر الوراق البستي:قال الليث أتيت أبا الزبير فقلت له: أخرج إلي كتاب جابر ، فأخرج إلي كتابين ، فقلت له: سمعتهما منه؟ قال: بعض سمعت وبعض لم أسمع. فقلت له: علم لي ما سمعت؟ فعلم لي على شيء.
قال أبو جعفر: فكانت نحواً من ثلاثين.
وقال محمد بن وضاح سمعت الليث يقول ، فذكر مثله وزاد: وهي نحو من سبعة وعشرين أو تسعة وعشرين حديثاً.اهـ

– القاعدة الثالثة:
إذا قال عبدالملك بن جريج قال عطاء ابن أبي رباح فهو مما سمعه من عطاء.
قال ابن حجر في التهذيب(٦/٣٥٥): قال أبو بكر بن أبي خيثمة حدثنا إبراهيم بن عرعرة عن يحيى بن سعيد عن ابن جريج قال: إذا قلت قال عطاء فأنا سمعته منه وإن لم أقل سمعت.اهـ

وهنا مسألة: هل هذا يشمل العنعنة؟
قال المحدث الألباني في الصحيحة(٤/٣٥٢):
عن حديث ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال:قال النبي عليه الصلاة والسلام(إياي والفُرج يعني الصلاة)
إسناده صحيح ، وابن جريج وإن كان مدلساً
فروايته عن عطاء محمولة على السماع لقوله هو نفسه: إذا قلت قال عطاء فأنا سمعته منه وإن لم أقل سمعت.اهـ
فظاهر صنيع المحدث الألباني أنه التسوية بين قال وعن.وهو الصحيح.

كتبه
بدر بن محمد البدر

@ قاعدة في العلل @

– مباحث في علم مصطلح الحديث –

قاعدة في العلل/ تضعيف حديث من يجمع بين الشيوخ في حديث واحد وليس بحافظ متقن.

إذا جمع الراوي بين حديث جماعة من الشيوخ وساق حديثهم سياقة واحدة وألفاظ أحاديثهم مختلفة
فلا يقبل هذا الجمع منهم ، ما لم يكن حافظاً متقناً لحديثه يعرف اتفاق شيوخه واختلافهم كما كان الزهري يجمع بين شيوخ له في حديث الإفك.

قال ابن رجب في شرح العلل(٣٥٨): قال شعبة لابن علية: إذا حدثك عطاء بن السائب عن رجل واحد ، فهو ثقة ، وإذا جمع فقال: زاذان وميسرة وأبو البختري ، فاتقه ، كان الشيخ قد تغير.
وقال الدارقطني في ليث بن أبي سليم ، إنما أنكروا عليه الجمع بين عطاء وطاووس ومجاهد حسب. نقله عنه البرقاني. وهذا أخذه من قول شعبة لليث بن أبي سليم أين اجتمع لك هؤلاء الثلاثة:عطاء وطاووس ومجاهد.
قال أبو نعيم: قال شعبة لليث: كيف سألت عطاء وطاووساً ومجاهداً كلهم في مجلس واحد؟ قال ابن أبي حاتم: يعني كالمنكر عليه اجتماعهم.
قال أحمد في رواية المروزي: ابن إسحاق حسن الحديث ، لكن إذا جمع بين رجلين. قلت: كيف؟ قال: يحدث عن الزهري وآخر ، يحمل حديث هذا على هذا. وكذلك قيل في حماد بن سلمة.اهـ

كتبه:
بدر بن محمد البدر

@ شروط من أجاز العمل بالحديث الضعيف @

مباحث في علم مصطلح الحديث
– شروط من أجاز العمل بالحديث الضعيف –

الحديث الضعيف لا يعمل به مطلقاً في أصح قولي العلماء ، وأجاز البعض العمل به بشروط وهي:
١- أن يكون الضعف غير شديد.
٢- أن يندرج تحت أصل معمول به.
٣- أن لا يعتقد عند العمل به ثبوته.

وهذه الشروط فيها نظر ، لعدة أمور:

أولاً: لم يقل بها فيما أعلم أحد من علماء السلف المتقدمين ، وإنما وجدت في كلام بعض المتأخرين كالعز بن عبدالسلام وغيره.

ثانياً: قولهم: (أن يكون الضعف غير شديد)
هذا الشرط لا يعرفه إلا المحدثون فليس كل أحد يعرف شديد الضعف من يسيره ، فيصعب معرفة مثل هذا الشرط على الكثيرين.

ثالثاً: قولهم: ( أن يكون مندرجاً تحت أصل معمول به)
من المعلوم أن الحديث الضعيف إذا كان ضعفه يسيراً ، وله أصل ثابت فإنه يتقوى به ، وكان الأئمة الحفاظ يرون كل ما في الباب من صحيح وحسن وضعيف وموقوف ليقوي بعضها بعضاً.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الصفدية(٢٨٦):
والأئمة كانوا يرون ما في الباب من الأحاديث التي لم يعلم أنها كذب من المرفوع والمسند والموقوف وآثار الصحابة والتابعين لأن ذلك يقوي بعضها بعضاً كما تذكر المسألة في أصول الدين ويذكر فيها مذاهب الأئمة والسلف، فثمَّ أمور تذكر للاعتماد وأمور تذكر للاعتضاد.اهـ

وقال السخاوي في فتح المغيث(١/١٢٣):
الحسن لغيره هو أن يكون في الإسناد مستور لم تتحقق أهليته ولكنه بالنظر لما ظهر غير مغفل ولا كثير الخطأ في روايته ولا متهم بتعمد الكذب فيها ولا ينسب إلى مفسق آخر واعتضد بمتابع أو شاهد.
ثم قال:وأن يكن ضعف الحديث لكذب في راويه أو شذا أي شذوذ في روايته بأن خالف من هو أحفظ أو أكثر أو قوي الضعف بغيرهما مما يقتضي الرد كفحش الخطأ فلم يجبر ذا أي الضعيف بواحده من هذه الأسباب ولو كثرت طرقه.اهـ

رابعاً : قولهم : (أن لا يعتقد عند العمل به ثبوته)
هذا الشرط مشكل جداً ، فقد يرى العامي ، أهل العلم يعملون بالضعيف ويتابعهم على العمل به معتقداً ثبوته.

كتبه
بدر بن محمد البدر

@ معرفة الوحدان @

– معرفة الوحدان –

الوحدان لغة: بضم الواو جمع واحد
اصطلاحاً: هم الرواة الذين من لم يرو عنهم إلا راوٍ واحد فقط.

– ويسمى المنفردات والآحاد.

مثاله:

– أسامة بن خزيم
لم يرو عنه سوى عبدالله بن شقيق.
قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل(٢/٢٨٣):
قال أبي: حدث عنه ابن شقيق وحده.

– الربيع بن البراء بن عازب.
لم يرو عنه سوى أبو إسحاق السبيعي.
قال المعلمي في الوحدان(٦٧):لم يذكر له راو إلا أبو إسحاق.

– عمرو بن بُجدان العامري.
لم يرو عنه سوى أبو قلابة.
قال ابن حجر في التهذيب(٧/٨): قال ابن المديني: لم يرو عنه غير أبو قلابة.

– فائدة معرفة الوحدان:
فائدة معرفة هذا النوع من علوم الحديث هو معرفة المجهول إذا لم يكن صحابياً.

– الكتب المصنفة في الوحدان:
١- أسامي الصحابة والوحدان – للبخاري
٢- المنفردات والوحدان – لمسلم بن الحجاج
٣- الوحدان – لأبي حاتم الرازي.
٤- الآحاد والمثاني – لابن أبي عاصم
٥- من ليس له إلا راوٍ واحد – للنسائي

– استدراك:

قال الإمام الحاكم في المدخل في أصول الحديث(٧): والقسم الثاني من الصحيح: الحديث الصحيح بنقل العدل عن العدل رواه الثقات الحافظون إلى الصحابي وليس لهذا الصحابي إلا راوٍ واحد.
ثم قال: ولم يخرج البخاري ومسلم هذا النوع من الأحاديث في الصحيح.اهـ

وقال الإمام البيهقي في السنن الكبرى(٤/١٠٥):
فأما البخاري ومسلم فإنهما لم يخرجاه جرياً على عادتهما في أن الصحابي أو التابعي إذا لم يكن له إلا راوٍ واحد لم يخرجا حديثه في الصحيحين.اهـ

وفي ما قالا نظر ، فإن الصحيحين فيهما جملة من الأحاديث عن صحابة لم يرو عنهم سوى راوٍ واحد.
قال السيوطي في التدريب (١٠١): قال شيخنا ابن حجر: بل في الصحيحين جملة من الأحاديث عن جماعة من الصحابة ليس لهم إلا راوٍ واحد.اهـ

من هذه الأحاديث:
١- عن سعيد بن المسيب عن أبيه رضي الله عنه قال (لما حضرت أبا طالب الوفاة ، جاءه رسول الله عليه الصلاة والسلام وعنده عبدالله بن أبي أمية وأبو جهل فقال له: يا عم قل: لا إله إلا الله ، كلمة أحاج لك بها عند الله…)
رواه البخاري(١٣٦٠) ومسلم (٢٤)
قال النووي في شرح مسلم(٢٤): هذا حديث اتفق البخاري ومسلم على إخراجه في صحيحهيما من رواية سعيد بن المسيب عن أبيه عن رسول الله عليه الصلاة والسلام ولم يروه عن المسيب إلا ابنه سعيد كذا قال الحفاظ ، وفي هذا رد على الحاكم أبي عبدالله بن البيع في قوله: لم يخرج البخاري ولا مسلم عن أحد ممن لم يرو عنه إلا راو واحد ، ولعله أراد من غير الصحابة.اهـ

وقال ابن حجر في التهذيب(١٠/١٣٩):
المسيب بن حزن روى عنه ابن سعيد ، وعده الأزدي وغيره فيمن لم يرو عنه إلا واحد.اهـ

٢- عن الحسن عن عمرو بن تغلب رضي الله عنه (أن رسول الله عليه الصلاة والسلام أُتي بمال أو سبي فقسمه فأعطى رجالاً وترك رجالاً..)رواه البخاري(٩٢٣)
قال ابن حجر في التهذيب(٨/٨): عمرو بن تغلب لم يرو عنه غير الحسن ، قاله غير واحد ، وذكر ابن عبدالبر أن الحكم بن الأعرج روى عنه.
قلت وقد سبق ابن عبدالبر إلى ذلك ابن أبي حاتم ، قال البخاري: لم يذكر له راوياً غير الحسن.اهـ

وقال السيوطي في التدريب(٥٤٢): لم يرو عنه غير الحسن،كما قاله مسلم في الوحدان وغيره ، وإن قال ابن عبدالبر وابن أبي حاتم روى عنه الحكم بن الأعرج. فقد قال العراقي: لم أر رواية عنه في شيء من طرق الحديث.اهـ

– استدراك آخر:

قال الإمام الحاكم في المدخل أيضاً(٨):
والقسم الثالث من الصحيح ، أخبار جماعة من التابعين عن الصحابة والتابعون ثقات إلا أنه ليس لكل واحد منهم إلا الراوي الواحد.
ثم قال: وليس في الصحيح من هذه الروايات شيء وكلها صحيحة.اهـ
ونحوه قال الإمام البيهقي كما في السنن الكبرى(٤/١٠٥)

وهذا أيضاً فيه نظر ، فإن في الصحيحين بعض التابعين لم يرو عنهم سوى واحد.

قال السيوطي في التدريب(١٠١):قال شيخنا ابن حجر: بل في الصحيحين القليل من ذلك.اهـ

من التابعين الذين لم يرو عنهم سوى واحد:

١- عبدالله بن وديعة ، له في صحيح البخاري عن سلمان الفارسي.
قال الذهبي في الكاشف(٣٦٨٨): روى عنه أبو سعيد المقبري.اهـ

٢- عمر بن محمد ، أخرج له البخاري
قال ابن حجر في التهذيب(٧/٤١٩): عمر بن محمد بن جبير ، روى له البخاري حديثاً واحداً.
قلت: ذكر غير واحد إن الزهري تفرد بالرواية عنه.اهـ

٣- ربيعة بن عطاء ، أخرج له مسلم.
قال الذهبي في الكاشف(١٩١٤): روى عنه بكير بن الأشج.

كتبه/
بدر بن محمد البدر

@ أول من جمع الصحيح والحسن والضعيف في مصنف هو الإمام الترمذي @

مباحث في علم مصطلح الحديث
– أول من جمع الصحيح والحسن والضعيف في مصنف هو الإمام الترمذي –

الإمام الترمذي رحمه الله هو أول من جمع الصحيح والحسن والضعيف في مصنف واحد ، وأما من كان قبله من الأئمة فمنهم من صنف في المعلل ونحوها كعلي بن المديني ويعقوب بن شيبة ، ومنهم من صنف في الصحيح المجرد كالبخاري ومسلم ،
ولا نعلم أحداً جمع بين الصحيح والضعيف في مصنف واحد غير الترمذي.

قال الحافظ ابن رجب في شرح العلل(٥٦):
ومنهم من لم يشترط الصحة وجمع الصحيح وما قاربه وما فيه بعض لين وضعف وأكثرهم لم يثبتوا ذلك ولم يتكلموا على التصحيح والتضعيف وأول من علمناه بيّن ذلك أبو عيسى الترمذي رحمه الله.اهـ

كتبه/
بدر محمد البدر

@ فائدة في العلل @

– مباحث في علم مصطلح الحديث
فائدة في العلل

قد يصرح الراوي خطأً بسماع شيخه عن شيخ روى عنه ولم يسمع منه أصلاً.

مثاله: روى أحمد(٤/٤٤٥): عن المبارك بن فضالة عن الحسن البصري قال أخبرني عمران بن حصين رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام(رأى رجلاً في يده حلقة من صفر فقال ماهذه…)الحديث.
وقع في هذا الحديث خطأ ، أخطأ به المبارك بن فضالة فإن الحسن لم يسمع عمران بن حصين ، قاله أحمد وابن معين وأبو حاتم وغيرهم ، كما في المراسيل(٣٨)
وقال الحافظ ابن حجر في التهذيب(١٠/٢٩): قال أبو طالب عن أحمد: كان مبارك بن فضالة يرفع حديثاً كثيراً ويقول في غير حديث عن الحسن حدثنا عمران ، وحدثنا ابن مغفل ، وأصحاب الحسن لا يقولون ذلك . يعني التصريح بالسماع ويذكرونه عندهم بالعنعنة.اهـ

وقال الحافظ ابن رجب في شرح العلل(٢١٨):
ذكروا لأحمد قول من قال عن عراك بن مالك سمعت عائشة!
فقال: هذا خطأ وأنكره ، وقال: عراك من أين سمع من عائشة إنما يروي عن عروة عن عائشة.
وكذلك ذكر أبو حاتم الرازي أن بقية بن الوليد كان يروي عن شيوخ ما لم يسمعه فيظن أصحابه أنه سمعه فيروون عنه تلك الأحاديث ويصرحون سماعه لها من شيوخه ولا يضبطون ذلك ، وحينئذ ينبغي التفطن لهذه الأمور ولا يغتر بمجرد ذكر السماع والتحديث في الأسانيد ، فقد ذكر ابن المديني أن شعبة وجدوا له غير شيء يذكر فيه الأخبار عن شيوخه ويكون منقطعاً.
وقال أحمد أن ابن مهدي حدث بحديث عن هشيم أخبرنا منصور بن زاذان ، قال أحمد: ولم يسمعه منصور من هشيم.اهـ

كتبه/
بدر بن محمد البدر