٢٨/١٠/٢٠١٣ ١٠:١٥:٢٨ ص: بدر البدر: @- سلسلة الألفاظ المنهية-(١)-@
الحمد لله رب العالمين ١- سب الريح: سب الريح من الأمور المحرمة وهو نظير سب الدهر إلا أن سب الدهر عام في جميع حوادث الدهر وسب الريح خاص بالريح. روى الترمذي عن أبي بن كعب مرفوعاً(لا تسبوا الريح)صححه الترمذي والألباني وله شاهد رواه البخارى في الأدب المفرد عن أبي هريرة، صححه ابن حجر والألباني وحسنه النووي في الأذكار. -قال العلامة عبدالرحمن بن حسن في فتح المجيد:الريح تهب عن إيجاد الله وخلقه لها وأمره لأنه هو الذي أوجدها وأمرها فمسبتها مسبة للفاعل وهو الله تعالى . – فائدة: وصف الريح بالبرودة أو الحرارة أو بالشدة ليس سب لها، قال تعالى(وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية)أي باردة شديدة الهبوب.
٢- سب الزمان: قول بعض الناس(زمن غدار)أو(زمن لا يرحم)أو(أنت والزمن علي)أو(يوم نحس)أو(يوم أسود) وغيرها من الألفاظ المنكرة المحرمة شرعاً لأن سب الزمان سب لخالقه وهو الله تعالى. روى الشيخان عن أبي هريرة مرفوعاً(يؤذيني ابن أدم يسب الدهر وأنا الدهر أقلب الليل والنهار)وفي رواية لمسلم(لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر)أي هو خالق الدهر. – قال العلامة عبدالرحمن بن حسن في فتح المجيد:قال الشافعي وأبو عبيد وغيرهما من الأئمة في تفسير(لا تسبوا الدهر): كانت العرب في جاهليتها إذا أصابهم شدة أو بلاء أو نكبة قالوا: يا خيبة الدهر، فيسندون تلك الأفعال إلى الدهر ويسبونه وإنما فاعلها هو الله فكأنهم إنما سبوا الله لأنه فاعل ذلك في الحقيقة فلهذا نهي عن سب الدهر بهذا الإعتبار . -فائدة: قول يوم حار أو شديد البرد ونحوهما هذا إخبار عن اليوم وليس سب لليوم، قال تعالى(هذا يوم عصيب)أي شديد البلاء.
٣- قسوة القدر: قول بعض الناس(قسوة القدر)أو(لعبة القدر)أو(يلهوا بنا القدر) كل هذا من الألفاظ المحرمة المنافية لكمال التوحيد. قال العلامة ابن باز في الفتاوى(١/١٥١)هذا الكلام مناف لكمال التوحيد وكمال الإيمان بالقدر فإن القدر لا يلهو والزمن لا يعبث وأن كل مايجري في هذه الحياة هو بتقدير الله وعلمه والله هو الذي يقدر السعادة والشقاوة حسب ما تقتضية حكمته وقد تخفى تلك الحكمة على الناس لأن علمهم محدود وعقولهم قاصرة عن إدراك تلك الحكمة الإلهية.
٤- لم تسمح لي الظروف: قول(لم تسمح لي الظروف)أو(لم يسمح لي القدر) قال العلامة ابن عثيمين كما في المناهي(٨٢):استعمال هذه الألفاظ فيه تفصيل إن كان القصد أنه لم يحصل وقت يتمكن فيه من المقصود فلا بأس، وإن كان يقصد أن للوقت تأثير فلا يجوز.
٥-شاءت قدرة الله: قال العلامة ابن عثيمين في المناهي(٦٣):لايصح أن تقول شاءت قدرة الله لأن المشيئة إرادة والقدر معنى والمعنى لا إرادة له وإنما الإرادة للمريد والمشيئة لمن يشاء ولكننا نقول(اقتضت حكمة الله كذا)أو تقول عن الشيئ إذا وقع هذه قدرة الله أي مقدوره كما تقول:هذا خلق الله أي مخلوقه. وأما أن نضيف أمراً يقتضي الفعل الإختياري إلى القدرة فإن هذا لا يجوز، ومثال ذلك قولهم(شاء القدر كذا)هذا لا يجوز لأن القدر والقدرة أمران معنويان لا مشيئة لهما وإنما المشيئة لمن هو قادر ولمن مقدر. – ومثله قول(شاءت الأقدار)أو(شاءت الظروف) هذا لا يجوز لأنها لا مشيئة لها وإنما المشيئة لمن هو قادر.
كتبه: بدر بن محمد البدر.