– مشروعية الإكتحال للرجال –
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه وبعد:
يظن بعض الناس أن الاكتحال مشروع للنساء دون الرجال وهذا ليس بصحيح
بل هو عام للرجال والنساء.
قال الترمذي: باب ما جاء في الاكتحال
عن ابن عباس مرفوعاً( اكتحلوا بالإثمد فإنه يجلو
البصر وينبت الشعر)
قال الترمذي(١٧٥٧) حديث حسن، وصححه الألباني.
وله شاهد عن علي رواه البخاري في التاريخ وحسنه الألباني في الصحيحة(٦٦٥)
وشاهد أخر عن جابر رواه ابن أبي شيبة وصححه الألباني في الصحيحة(٧٢٤)
وروى الترمذي(٢٠٤٠) وابن ماجه(٣٤٩٧)( كان لرسول الله عليه الصلاة والسلام مكحلة يكتحل بها عند النوم ثلاثاً في كل عين)
قال الترمذي: حديث حسن غريب، وضعفه الألباني.
روى أبو داود(٢٣٧٨) عن عبدالله بن أبي بكر أن (أنس بن مالك كان يكتحل وهو صائم) صححه الألباني
وروى ابن أبي شيبة(٢٣٤٧٧) عن حفصة عن أنس أنه كان يكتحل ثلاثة في كل عين.
وروى ابن أبي شيبة(٢٣٤٧٩) أن ابن سيرين كان يكتحل.
– وذهب بعض أهل العلم إلى سنية الاكتحال
وهو المشهور في مذهب الحنابلة،
قال الإمام ابن قدامة في المغني(١/٨٨): ويستحب أن يكتحل وتراً، قال حنبل رأيت أبا عبدالله وكانت له صينية فيها مرآة ومكحلة ومشط فإذا فرغ من حزبه نظر في المرآة واكتحل وامتشط، وقيل
لأبي عبدالله كيف يكتحل الرجل؟ قال وتراً.اهـ
– قال العلامة ابن عثيمين في فتاوى نور على الدرب(١١/٥٨): الاكتحال نوعان:
أحدهما اكتحال لتقوية البصر وجلاء الغشاوة من العين وتنظيفها بدون أن يكون له جمال فهذا
لا بأس به للرجال.
والثاني ما يقصد به الجمال والزينة فهذا مطلوب للنساء لأن المرأة مطلوب منها أن تتجمل لزوجها وأما الرجال فالاكتحال لتقوية البصر.اهـ
– قال لي العلامة اللحيدان: الاكتحال جائز للرجل
فقد كان النبي عليه الصلاة والسلام يكتحل في كل عين ثلاثاً، والكحل جيد للبصر.
قلت له: هل الاكتحال جائز في كل وقت؟
– قال: نعم الاكتحال جائز في كل وقت ما لم يرد بذلك شهرة أو نحوها.
– فوائد الإثمد:
الإثمد هو حجر الكحل الأسود وله فوائد كثيرة ذكرها ابن القيم في الزاد(٣/١٤٣) والحجاوي في شرح منظومة الأداب(٤٨٣)
منها حفظ الصحة للعين وتقوية النور الباصر وجلاء لها وتلطيف المادة الرديئة واستخراج لها مع الزينة في بعض أنواعه
وله عند النوم مزيد فضل لاشتماله على الكحل
ومن فوائده أيضاً: أنه يذهب باللحم الزائد في الجفون ويُدملها وينقي أوساخها ويجلوها ويذهب الصداع إن اكتحل به مع العسل المائي الرقيق
وهو أجود أكحال العين خصوصاً للمشايخ والذين فد ضعفت أبصارهم إذا جعل معه شيء من المسك.اهـ
كتبه
بدر محمد البدر