٢٨/١٠/٢٠١٣ ٩:١٤:٥٣ م: بدر البدر: @- الإسناد المعنعن -@
الحمد لله رب العالمين:
المعنعن: هو قول (فلان عن فلان) روى مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعاً(إذا شرب الكلب في إناء أحدكم..)
@- حكم الإسناد المعنعن: عنعنة غير المدلس عن شيخ سمع منه محمولة على الاتصال. قال الإمام أبو عمرو الداني في رسالته علوم الحديث:الأحاديث المعنعنة متصلة بإجماع أهل النقل إذا عرف أن الناقل أدرك المنقول عنه إدراكاً بيناً ولم يكن ممن عرف بالتدليس، وكذا قوله قال كذا أو فعل كذا، وكان معروفاً بالرواية عنه سالماً من التدليس فهو أيضاً متصل. والإجماع الذي ذكره أبو عمرو هو في عنعنة الراوي عن شيخه وليس عنعنة الراوي عن من عاصره ولم يسمع منه لذلك نجد الأئمة الحفاظ يفرقون بين المعاصرة والسماع،فيقبلون حديث الراوي الذي تحقق سماعه من شيخه ولا يقبلون الحديث بمجرد المعاصرة،بل لابد من تحقق السماع. قيل للإمام أحمد:عبدالرحمن النخعي سمع من عائشة؟ قال:لا دخل عليها وهو صغير مع أبيه ولم يسمع منها.ذكره العلائي في جامع التحصيل. وقال الترمذي في جامعه(١٤):حديث الأعمش عن أنس(كان النبي عليه الصلاة والسلام إذا أراد الحاجة لم يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض)حديث مرسل،ويقال:لم يسمع الأعمش من أنس وقد نظر إلى أنس وقال:رأيته يصلي. وكلام الأئمة كثير في هذا وهو مسطر في كتب العلل وكتب المراسيل؛ يفرقون بين المعاصرة والسماع فلا يكتفون بقبول الحديث بمجرد المعاصرة بل لابد من تحقق سماع الراوي من شيخه ولو مرة واحدة قال الزركشي في النكت على مقدمة ابن الصلاح(…):قيل للبخاري سمع الحسن من سمرة؟فقال نعم؛ وهذا يدل على أن مذهب البخاري أن الراوي إذا ثبت سماعه من شيخه مرة واحدة يكفي لأن الحسن لم يسمع من سمرة إلا حديث العقيقة. لذلك قال الحافظ ابن حجر في النزهة(١٧١):وقيل يشترط في حمل عنعنة المعاصر على السماع ثبوت لقائهما أي الشيخ والراوي عنه ولو مرة واحدة ليحصل الأمن في باقي العنعنة عن كونه من المرسل الخفي وهو المختار تبعاً لعلي بن المديني والبخاري وغيرهما من النقاد. وبمثل قول ابن حجر،قال النووي في شرح مقدمة مسلم(١/٣٨)وابن رجب في شرح علل الترمذي وغيرهما. وقال ابن عبدالبر في التمهيد(١/١٥)الاعتبار ليس بالحروف(عن -أن)وإنما هو باللقاء والمجالسة والسماع والمشاهدة فإذا كان سماع بعضهم من بعض صحيحاً كان حديث بعضهم عن بعض بأي لفظ ورد محمولاً على الاتصال حتى يتبين فيه علة انقطاع. – قال ابن حجر في الفتح(١/١٤٤):الحديث المعنعن متصل إن تحقق فيه شرطان: ١-أن يثبت لقاء بعضهم بعضاً ٢-أن لا يكون المعنعن مدلساً. @- تحمل العنعنة على الإنقطاع بثلاثة حالات: ١-أن يكون الراوي ليس معاصراً لمن روى عنه ٢-أن يكون الراوي معاصراً لمن روى عنه لكنه لم يسمع منه. ٣-أن يكون الراوي مدلساً.
@- فائدة: قال ابن حجر في مقدمة الفتح(١٢): الإمام مسلم لا يشترط اللقاء بل يكتفي بالمعاصرة والإمام البخاري يشترط اللقاء مع المعاصرة ولو مرة. @- فائدة أخرى: الإمام مسلم رمى من اشترط اللقى بالجهل وقال إن مذهب الأئمة عدم اشتراطه. ولاشك أن الإمام مسلم لم يرد الإمام البخاري والإمام ابن المديني وإنما أراد غيرهم، كما قال أهل العلم. قال النووي في شرح مسلم(١/١١٥):وهذا الذي صار إليه مسلم-أي عدم اعتبار اللقى-قد أنكره المحققون وقالوا:هذا الذي صار إليه ضعيف والذي رده هو المختار الصحيح الذي عليه أئمة هذا الفن علي ابن المديني والبخاري وغيرهما.
@- فائدة ثالثة: المؤنن: هو قول(فلان أن فلاناً قال) قال ابن عبدالبر في مقدمة التمهيد(١/١٥):جمهور أهل العلم على أن(عن-أن)سواء أي في الحكم.
كتبه: بدر بن محمد البدر.