كلمات في الدعوة إلى الله

-كلمات في الدعوة إلى الله:

-الكلمة/ الأشهر الحرُم وفضلها.

عباد الله: إن الله عزوجل خلق الأزمنة والأمكنة ، وفضل بعضها على بعض ، ومن الأزمنة التي فضلها الله عزوجل على غيرها ، الأشهر الحرم ،
والحُرم جمع حرام ، وهي التي يحرم فيها ما لا يحرم في غيرها.
قال تعالى: (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشَرَ شهراً في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حُرم).
والأربع الحرم هي: ذو القعدة وذو الحجة ومحرم ورجب.
جاء في الحديث عن أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض السنة اثنا عشر شهراً منها أربعة حرم ثلاث متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ، ورجب)
رواه البخاري(٥٢٣٠)

-والأشهر الحرم خصها الله عزوجل بخصائص.
فمن خصائصها: أن الله عزوجل عظَّم حرمتها وجعل المعصية فيها أعظم من غيرها.
قال تعالى عن الأشهر الحرم: (فلا تظلموا فيهن أنفسكم).

قال ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى: (فلا تظلموا فيهن أنفسكم) قال: في كل الأشهر ، ثم خص من ذلك أربعة أشهر فجعلهن حُرُماً ، وعظَّم حرماتهن ، وجعل الذنب فيهن أعظم ، والعمل الصالح والأجر أعظم) رواه الطبري في تفسيره(١٦٦٩٦)

وقال قتادة بن دعامة رحمه الله: (الظلم في الأشهر الحرم ، أعظم خطيئة ووزراً ، من الظلم فيما سواها ، وإن كان الظلم على كل حال عظيماً ، ولكنَّ الله يُعظم من أمره ما شاء) رواه الطبري في تفسيره(١٦٦٩٨)

قال بعض أهل العلم: إن المعاصي تضاعف في هذه الأشهر الحرم ، لقوله(فلا تظلموا فيهن أنفسكم).
كما أن المعاصي في البلد الحرام تضاعف ، لقوله تعالى عن البيت الحرام: (ومَن يُرِد فيه بِإِلْحَادٍ بظلم نُذقه من عذاب أليم).
والتحقيق: أن الذنب في الأشهر الحرم أعظم ، من الذنب في غيرها ، وأما تضاعفه ففيه نظر لعدم ورود الدليل الصحيح الدال على تضاعف السيئات في هذه الأشهر.

-ومن خصائصها: أن بعض الأعمال الصالحة في هذه الأشهر لها فضيلة ومنزلة عند الله عزوجل.
منها: العشر الأول من ذي الحجة. جاء في فضلها ما صح عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام يعني أيام العشر)رواه البخاري(٩٦٩) وأبو داود(٢٤٣٨)والترمذي(٧٥٧)

ومنها: صيام شهر محرم.
لما جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (أفضل الصيام بعد شهر رمضان ، شهر الله الذي تدعونه المحرم) رواه مسلم(١١٦٣).

-وقال بعض أهل العلم: إن الأعمال الصالحة تتضاعف في الأشهر الحرم.
وفي ما قالوه نظر ، فإنه لم يرد في حديث صحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام ما يدل على تضاعف الأعمال الصالحة في الأشهر الحرم ، وإنما ورد فضل بعض الأعمال فيها لا كلها ، ولم يَرد تضاعف الأعمال الصالحة لا في بعضها ولا كلها.

ومن خصائصها: أنه يحرم القتال فيها.
قال تعالى(فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم).
أي إذا انقضت الأشهر الحرم التي يَحرم فيها القتال ، فقاتلوا المشركين.
وكانت العرب في الجاهلية يُحرمون القتال في الأشهر الحرم ، حتى لو لقي الرجل عدوه لم يقاتله ، لأن هذه الأشهر يسير فيها الناس إلى الحج ، فحرم فيها القتال.
وقال بعض أهل العلم: يجوز القتال في الأشهر الحرم ، لقوله تعالى: (يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير).

-عباد الله: على المرء أن يُطيع الله عزوجل ويمتثل أوامره ، ولا يعصي الله عزوجل ويرتكب نواهيه ، في هذه الأشهر الحرم ، وفي غيرها من أشهر السنة ، وفي الأشهر الحرم آكد ، لقوله تعالى(فلا تظلموا فيهن أنفسكم)
قال العلامة ابن عثيمين في الضياء اللامع(٩/٧٠٤): وإنكم اليوم تستقبلون الأشهر الحرم الثلاثة فلا تظلموا فيهن أنفسكم ، التزموا حدود الله تعالى ، أقيموا فرائض الله ، واجتنبوا محارمه ، أدوا الحقوق فيما بينكم وبين ربكم، وفيما بينكم وبين عباده.اهـ

كتبه/
بدر محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد

٤ ذو القعدة ١٤٣٨هـ

كلمات في الدعوة إلى الله

-كلمات في الدعوة إلى الله:

-وصية النبي عليه الصلاة والسلام لمعاذ رضي الله عنه.

عباد الله: كان الصحابة الكرام رضي الله عنهم ، يحرصون على طلب الوصية من النبي عليه الصلاة والسلام.
والوصية: هي العهد إلى الشخص بأمر هام.
ولا تُطلب الوصية إلا من أهل الخير والصلاح أهل التقى والعفاف والفلاح.

جاء في الحديث عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله أوصني ، فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (اعبدِ اللهَ ولا تشرك به شيئًا ، واعملْ لله كأنك تراه ، واعْدُدْ نفسَك في الموتى ، واذكرِ اللهَ تعالى عند كلِّ حجر وكلِّ شجر ، وإذا عملتَ سيئةً فاعمل بجنبها حسنةً السرُّ بالسرِّ والعلانيةُ بالعلانيةِ)
رواه الطبراني في المعجم الكبير(٢٠/١٧٥)
والبيهقي في الشعب(٥٤٨)
وحسنه المنذري في الترغيب والترهيب(٤/٤٨)
وحسنه السيوطي في الجامع الصغير(١١٣١)
وحسنه الألباني في صحيح الجامع (١٠٤٠)

-اشتمل هذا الحديث العظيم على عدة وصايا هي من أنفع الوصايا وأفضلها:

-الوصية الأولى: الوصية بالتوحيد والبراءة من الشرك ، (اعبد الله ولا تشرك به شيئاً)
والتوحيد: هو إفراد الله بالعبادة ، وهو أعظم الفرائض ، وهو الذي خلق الله الخلق لأجله ، قال تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)
وهو الذي بعث الله له الرسل ، قال تعالى: (ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا واجتنبوا الطـٰغوت)
وهو أول أمر ، أمر الله عزوجل به في كتابه ، قال تعالى في أول سورة البقرة(يـٰأيها الناس اعبدوا ربَّكمـ الذي خلقكمـ والذين من قبلكمـ لعلكمـ تتقون).
وهو حق الله على العبيد ، كما في حديث معاذ رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال له: (حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يُشركوا به شيئاً وحق العباد على الله أن لا يعذب مَن لا يُشرك به شيئاً) رواه البخاري(١٢٨) ومسلم(٣٢)
والتوحيد أعظم الحسنات ، قال شيخ الإسلام في الفتاوى(١١/٢٥٢): أعظم الحسنات التوحيد.اهـ

وضد التوحيد الشرك ، وهو صرف العبادة لغير الله. وهو أكبر الكبائر ، وأعظم الذنوب ، قال شيخ الإسلام في الفتاوى(١١/٢٥٢): أعظم السيئات الشرك.اهـ
وهو الذنب الذي لا يغفر الله عزوجل لمن مات عليه
قال تعالى: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء).
وهو الذنب التي يحبط العمل ، قال تعالى: (لئن أشركت ليحبطن عملك)
والشرك أول نهي ، نهى الله عزوجل عنه في كتابه ، قال تعالى في أول سورة البقرة(فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتمـ تعلمون).

-والوصية الثانية: الوصية بإخلاص العمل لله عزوجل ، (وعبد الله كأنك تراه)
والإخلاص: مأخوذ من الخلوص وهو التصفية ، والمراد منه: تصفية العمل من الشرك والرياء.
وهو شرط من شرطي قبول العمل ، قال تعالى: (فاعبد الله مخلصاً له الدين ألا لله الدين الخالص)
وقال تعالى: (قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصاً له الدين)
وقال تعالى: (وما أُمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين).

وفي الحديث عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً وابتُغي به وجهه) رواه النسائي(٢٩٤٣)
وحسنه العراقي في تخريج الإحياء(٤/٣٢٨)والألباني في الصحيحة(٥٢)
قال ابن رجب في الجامع(٢٥): سنده جيد.اهـ

-والوصية الثالثة: الوصية بالعمل للآخرة والزهد في الدنيا ، (وعدد نفسك في الآخرة) ، أي أنك ميت لا محالة ، قال تعالى: (كل من عليها فانٍ ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام).
وعن ابن عمر رضي الله عنه قال: (أخذ رسول الله عليه الصلاة والسلام بمنكبي فقال: (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل) وكان ابن عمر يقول: إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء) رواه البخاري(٦٤١٦) وفي رواية للترمذي(٢٣٣٣)عنه(كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل وعُد نفسك في أهل القبور).

قال العلامة المناوي في فيض القدير(٢/١٨٧): قوله(واعدد نفسك في الآخرة) أي وترحل عن الدنيا حتى تنزل بالآخرة وتحل فيها حتى تبقى من أهلها ، وأنك جئت إلى هذه الدنيا كغريب يأخذ منها حاجته ويعود إلى الوطن الذي هو القبر ، قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : إن الدنيا قد ترحلت مدبرة والآخرة ترجلت مقبلة ولكل منهما بنون ، فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا ، فإن اليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا حمل.اهـ

-والوصية الرابعة: الوصية بذكر الله عزوجل.
(واذكرِ اللهَ تعالى عند كلِّ حجر وكلِّ شجر)
المراد اذكر الله على كل حال ، وعود لسانك الإكثار من ذكر الله ، وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين يكثروا من ذكره ، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا، وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا)

‏قال الحافظ ابن صلاح كما في الأذكار(١٠) :
من حافظ على أذكار الصباح والمساء و أذكار بعد الصلوات و أذكار النوم عدّ من الذاكرين اللّٰه كثيراً.اهـ

وبيّن ربنا عزوجل أن من صفات المنافقين: لا يذكرون الله إلا قليلاً.
قال تعالى: (إن المنـٰفقين يخـٰدعون الله وهو خـٰدعهمـ وإذا قاموا إلى الصلوٰة قاموا كسالى يرآءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلاً).

عن أبي موسى رضي الله عنه قال:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت) رواه البخاري(٦٠٤٤)

وكثرة الذكر تزيد الإيمان والغفلة تنقص الإيمان ، قال عمير بن حبيب الأنصاري رضي الله عنه قال: (إذا ذكرنا الله فحمدناه وسبحناه فتلك زيادة الإيمان ، وإذا غفلنا فذلك نقصانه) رواه أبو عثمان النيسابوري في عقيدة السلف(٢٦٦)

-قال الإمام ابن القيم في الوابل الصيب(٥٠): صدأ القلب بأمرين: الغفلة والذنب ، وحياة القلب بشيئين: الاستغفار والذكر.اهـ

-والوصية الخامسة: الوصية بالمسارعة إلى العمل الصالح لمن وقع في معصية ، (وإذا عملتَ سيئةً فاعمل بجنبها حسنةً السرُّ بالسرِّ والعلانيةُ بالعلانيةِ)
أي إذا عملت سيئة صغيرة فاعمل بعدها حسنة تمحها ، لأن الحسنات يذهبن صغائر السيئات ، وأما كبائر الذنوب فلابد لها من توبة ، فمن عمِل سيئة صغيرة سرية فقابلها بحسنة سرية ، وإن عمل سيئة صغيرة علانية فقابلها بحسنة علانية.
قال تعالى: (إن الحسنات يذهبن السيئات)

وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله عليه الصلاة والسلام: (أتبع السيئة الحسنة تمحها)رواه الترمذي(١٩٨٧) وصححه ، وصححه الحاكم(١/٥٤)، وحسنه الألباني في الترغيب(٢٦٥٥)
وله شاهد عن معاذ رواه أحمد(٢١٩٨٨)وحسنه الألباني في الترغيب(٣١٦٠)

وقال النبي عليه الصلاة والسلام لأبي ذر: (إذا عملت سيئة فاعمل حسنة تمحها) قال: قلت: يا رسول الله أمن الحسنات ، لا إله إلا الله؟ قال: هي أفضل الحسنات) رواه أحمد(٢١٥٢٥)وقال الألباني في الصحيحة(١٣٧٣):صحيح بمجموع طرقه.اهـ

-فحري بالمسلم أن يتمسك بهذه الوصية العظيمة النافعة التي أوصى بها النبي عليه الصلاة والسلام معاذاً رضي الله عنه.

كتبه/
بدر بن محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد

٢٥ شوال ١٤٣٨هـ

كلمات في الدعوة إلى الله

-كلمات في الدعوة إلى الله.

– الكلمة/ أحب الكلام إلى الله عزوجل أربع.

أيها الأخوة: جاء في الحديث عن سمُرة بن جُندب رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (أحب الكلام إلى الله عزوجل أربع: سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، لا يضرُّك بأيهن بدأت)
رواه مسلم(٢١٣٧)

– هذا الحديث حديث عظيم ، ذكر فيه النبي عليه الصلاة والسلام أحب الكلام إلى الله عزوجل بعد القرآن ، وهو التسبيح ، والتحميد ، والتهليل ، والتكبير.

-قوله: (أحب الكلام إلى الله) فيه إثبات صفة المحبة لله عزوجل ، وهي صفة حقيقية تليق به سبحانه وتعالى.
ودل قوله(أحب الكلام إلى الله) أن الكلام منه كلام يحبه الله ومنه كلام لا يحبه:
١- الكلام الذي يحبه الله: وهو الكلام الطيب كالأذكار وقراءة القرآن وغيرهما ، وهذا كلام يثاب قائله.

٢- الكلام الذي لا يحبه الله: وهو الكلام السيء كالفحش والغيبة والكذب وغير ذلك ، وهذا كلام يعاقب قائله.

-فأحب الكلام إلى الله أربع كلمات:
الأولى: (سبحان الله) التسبيح هو التنزيه ، أي تنزيه الله عما لا يليق به من العيوب والنقائص.

والثانية: (الحمد لله) الحمد هو وصف المحمود بالكمال مع المحبة والتعظيم ، فإن كُرّر الوصف بالكمال سمي ثناءً.
(والحمد لله) معناها: كل المحامد لله تعالى ، والعبد يحمد ربه عزوجل على الكثير وعلى القليل ، إذا أكل الأكله حمده عليها وإذا شرب الشِّربه حمده عليها ، قال أنس بن مالك رضي الله عنه: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها) رواه مسلم(٢٧٣٤)
وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال:سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول:(…وأفضل الشكر الحمد لله)
رواه الترمذي(٣٣٨٣) وحسنه ، وصححه ابن حبان (٢٣٢٦)والحاكم(١٨٧٧)وأدعه الألباني في الصحيحة(١٤٩٧)

والثالثة: (لا إله إلا الله) معناها: لا معبود بحق إلا الله ، وهذه الكلمة: هي كلمة التوحيد وكلمة الإخلاص وكلمة الإحسان ودعوة الحق والكلمة الباقية وكلمة الصدق.
وهي أفضل الذكر ، عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول: (أفضل الذكر: لا إله إلا الله) رواه الترمذي(٣٣٨٣) وحسنه ، وصححه ابن حبان (٢٣٢٦)والحاكم(١٨٧٧)وأدعه الألباني في الصحيحة(١٤٩٧)

والرابع: (الله أكبر) ، (الله) اسم من أسماء الله عزوجل ، ومعنى (الله) الإله ، والله هو المألوه والمعبود.
ومعنى (الله أكبر) أي أن الله سبحانه وتعالى أكبر من كل شيء.

قال العلامة المناوي في فيض القدير(١/٢٨٩): هذه الأربع جامعة لجميع معاني أنواع الذكر من توحيد وتنزيه وصنوف أقسام الحمد والثناء.اهـ

– وجاء في فضل هذه الكلمات الأربع أحاديث كثيرة منها:

١- أنها من الأعمال المرغب فيها.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (لأن أقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ، أحب إلي مما طلعت عليه الشمس) رواه مسلم(٢٦٩٥)

٢- ومن فضلهن: أنهن خير الكلام.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (خيرُ الكلام أربع ، لا تُبالي بأيتهن بدأت: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر)
رواه النسائي في عمل اليوم والليلة(٤٨٥)
وصححه السيوطي في الجامع الصغير(٤٠٢٨) والألباني في صحيح الجامع(٣٢٨٣)
والوادعي في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين(١٣٢١)

٣- ومن فضلهن: أن من قالهن كتبت له عشرون حسنة ومحيت عنه عشرون سيئة.

عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة قالا: قال النبي عليه الصلاة والسلام: (إن الله اصطفى من الكلام أربعاً: سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، فمن قال (سبحان الله) كُتب له عشرون حسنة وحط عنه عشرون سيئة ، ومن قال(الله أكبر) فمثل ذلك ، ومن قال(لا إله إلا الله) فمثل ذلك ، ومن قال(الحمد لله رب العالمين) من قبل نفسه كُتبت له ثلاثون حسنة وحُطت عنه ثلاثون سيئة)
رواه أحمد(٢/٣٠٢) والنسائي في عمل اليوم والليلة(٤٨٥)
وصححه الحاكم(١٩٢٩) والألباني في صحيح الجامع(١٧١٨) الوادعي في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين(١٣٢١)

٤- ومن فضلهن: أنهن من أفضل القربات التي يتقرب بها العبد إلى ربه عزوجل.

عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من قال: (( سبحان الله )) مئةَ مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ، كان أفضل من مائة بدنة.
ومن قال: (( الحمد الله )) مائةَ مرة قبل طلوع الشمس وقبلَ غُروبها ، كان أفضل من مائة فرس يُحمَلُ عليها في سبيل الله.
ومن قال: (( الله أكبر )) مائة مرة ، قبلَ طلوعِ الشمس وقبل غُروبها ، كان أفضلَ من عتق مائة رقبةٍ.
ومن قال: (( لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريك له, له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيء قدير )) مائةَ مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ، لم يَجيء يوم القيامة أحدٌ بعملٍِ أفضل من عمله ، إلا مَن قال مثلَ قوله أو زاد عليه ).
رواه النسائي في السنن الكبرى(١٠٦٥٧)حسنه العلامة الألباني في صحيح الترغيب والترهيب(٦٥٨)

٥-ومن فضلهن: أنهن غرس الجنة.

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: لقيت إبراهيم ليلة أُسري بي ، فقال: يا محمد أقرئ أمتك مني السلام ، وأخبرهم أن الجنة طيِّبةُ التربة ، عذبةُ الماء ، وأنها قيعان، غِراسها سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر)
رواه الترمذي(٣٤٦٢)وقال:حسن غريب.
وحسنه الألباني في صحيح الجامع(٥١٥٢)

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال له: (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر يُغرس لك بكل واحدة شجرة)
رواه الحاكم (١٩٣٠) وصححه

٦-ومن فضلهن: أنهن وقاية لقائلهن من النار ، ويأتين يوم القيامة مُنجيات لقائلهنّ ومقدّمات له.

 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خُذوا جُنَّتَكم) ، قلنا: يا رسول الله من عدو قد حضر! قال: (لا، بل جُنَّتُكم من النار، قولوا: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، فإنَّهنّ يأتين يوم القيامة منجيات ومقدّمات، وهنّ الباقيات الصالحات)
رواه النسائي في عمل اليوم والليلة(٨٤٨)
والحاكم في المستدرك(١/٥٤١) وصححه وصححه الألباني في صحيح الجامع(٣٢١٤)
وله شاهد عن أبي سعيد الخدري رواه الحاكم (١٩٣٢) وصححه

٧- ومن فضلهن: أنهن ثقيلات في الميزان.

عن أبي سلمى رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (بَخٍ بَخٍ ـ وأشار بيده بخمس ـ ما أثقلهنّ في الميزان: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، والولدُ الصالح يُتوفى للمرء المسلم فيحتسبُه)
رواه ابن حبان في صحيحه(٨٣٣)وصححه الحاكم في المستدرك(١٩٢٨)
وصححه الألباني في صحيح الجامع(٢٨١٧)

-كتبه:
بدر بن محمد العنزي
عضو الدعوة والإرشاد

١٠ شوال ١٤٣٨هـ

كلمات في الدعوة إلى الله – فضل صيام الست من شوال

-كلمات في الدعوة إلى الله.

-فضل صيام الست من شوال.

-عباد الله: إن الأعمال الصالحة لم تنقضِ بانقضاء شهر رمضان ، فمواسم الخيرات كثيرة بعد شهر رمضان ، ومن الأعمال الصالحة بعد صيام شهر رمضان: صيام ستة أيام من شوال.
وصيامها مستحب عند أكثر أهل العلم.
لما جاء عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر) رواه مسلم(٣/١٦٩)

-ومعنى الحديث: أن من صام شهر رمضان كاملاً ثم صام بعده ستة أيام من شهر شوال سواء صامها متتابعة أو صامها متفرقة ، كتب له من الأجر كمن صام سنة كاملة ، ويبين هذا بياناً شافياً ويوضحه ، ما جاء في الحديث
عن ثوبان رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (صيام رمضان بعشرة أشهر وصيام الستة أيام بشهرين فذلك صيام السنة) يعني:رمضان وستة أيام بعده.
رواه ابن خزيمة في صحيحه(٢١١٥) وفي لفظ لابن ماجه(١٧٤٠) عنه: (من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها) صححه الألباني في سنن ابن ماجه(١٧٤٠)

ويشهد لهذا قوله تعالى في سورة الأنعام: (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها)
فالله عزوجل يضاعف الحسنة بعشر أمثالها.

قال الإمام ابن خزيمة في صحيحه(٤٨٧): النبي عليه الصلاة والسلام أعلم أن صيام رمضان وستة أيام من شوال يكون كصيام الدهر ، إذ الله عزوجل جعل الحسنة بعشر أمثالها أو يزيد إن شاء الله عزوجل.اهـ

-والأفضل المسارعة في صيام هذه الست ، لقوله تعالى في سورة البقرة: (فاستبقوا الخيرات).
فيشرع صيام الست من شوال بعد يوم العيد مباشرة ، لأن اليوم الثاني من شوال ، ليس من العيد ، يوم العيد أول يوم من شوال فقط.
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: (نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن صوم يوم الفطر والنحر) رواه البخاري(١٩٩٢)
قوله(يوم الفطر) دل على أن يوم العيد يوماً واحداً لا ثلاثة أيام كما يظنه بعض العوام.

قال العلامة بن عثيمين في نور على الدرب(٧/٣٥٤): ‏الأفضل صيام ستة أيام من شوال أن تكون متتابعة ، وأن تكون بعد يوم الفطر مباشرة ، لما في ذلك من المسارعة إلى الخير.اهـ

-وهنا تنبيه: من عليه قضاء أيام من رمضان ، ينبغي له تقديم القضاء على صيام الست من شوال ، لأن صيام الفرض يقدم على صيام النفل ، جاء عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (اقضوا الله فالله أحق بالوفاء) رواه البخاري(١٧٥٤)

وقال عثمان بن موهب: سمعت أبا هريرة رضي الله عنه وسأله رجل قال: إن عليَّ أياماً من رمضان ، أفأصوم العشر تطوعاً ، (قال لا ولِمَ؟ إبدأ بحق الله ثم تطوع بعدُ ما شئت).
رواه عبدالرزاق في المصنف(٧٧١٥)بسند صحيح.

فمن قدم صوم الست من شوال على صوم القضاء ، ترك الأولى ، وظاهر قوله(من صام رمضان) أي أتم صيام الشهر كاملا ، ومن عليه قضاء لم يتم الشهر كاملاً ، فلا يشمله الفضل الوارد في الحديث.

قال العلامة ابن عثيمين في الفتاوى(١٩/٢٠):إذا كان على المرأة قضاء من رمضان فإنها لا تصوم الستة أيام من شوال إلا بعد القضاء ، ذلك لأن النبي عليه الصلاة والسلام يقول: (من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال) ومن عليها قضاء من رمضان لم تكن صامت رمضان فلا يحصل لها ثواب الأيام الست إلا بعد أن تنتهي من القضاء.اهـ

كتبه/
بدر بن محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

٣ شوال ١٤٣٨هـ

كلمات في الدعوة إلى الله – فضل العشر الأواخر من رمضان

كلمات في الدعوة إلى الله.

-فضل العشر الأواخر من رمضان.

أيها الأخوة: ها هي العشر الأواخر من رمضان قد دخلت ، وهذه العشر هي أفضل أيام الشهر ، ولها عدة خصائص:

١- من خصائصها: أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يجتهد في العبادة في العشر الأواخر من رمضان ما لا يجتهد في غيرها من أيام الشهر.
قالت عائشة رضي الله عنها: (كان النبي عليه الصلاة والسلام إذا دخل العشر الأواخر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله)
رواه البخاري(٢٠٢٤) ومسلم(٢٧٨٧)
وفي رواية لابن حبان في صحيحه(٣٤٢٧)(إذا دخل العشر الأواخر من رمضان أيقظ أهله وشد المئزر وأحيا ليله)

-معنى (شد مئزره) قيل: معناه اعتزاله للنساء ، وقيل: معناه شدة جده واجتهاده في العبادة.
والتحقيق: أنه اجتهد في العبادة ، واعتزل النساء.

-ومعنى(أحيا ليله) يحتمل أنه أحيا الليل كله بالعبادة ، ويحتمل أنه أحيا غالب الليل لا كله.

-ومعنى(وأيقظ أهله) يعني أيقظهم لصلاة الليل لأن ليالي العشر ليالي فاضلة وفيها ليلة مباركة.

-فينبغي للمسلم إذا دخلت العشر الأواخر أن يتهجد في لياليها ، ويجتهد في العبادة ، كما كان نبينا عليه الصلاة والسلام يفعل ذلك.
عن الأسود بن يزيد قال: قالت عائشة رضي الله عنها: (كان رسول الله عليه الصلاة والسلام يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره)
رواه مسلم(١١٧٥)

قال الحافظ النووي في شرح مسلم(١/٧٢٩): في هذا الحديث أنه يستحب أن يزاد من العبادات في العشر الأواخر من رمضان ، واستحباب إحياء لياليه بالعبادات.اهـ

٢-ومن خصائص العشر: أن فيها ليلة القدر.
وسميت بـ (ليلة القدر) لعظم قدرها وشرفها ، وقيل: لأنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة من خير ومصيبة ورزق وبركة.

وهي ليلة شريفة مباركة من ليالي العشر الأواخر من رمضان ، عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (تَحَينوا ليلة القدر في العشر الأواخر)رواه مسلم(١١٦٥)
وهي ليلة متنقلة في العشر الأواخر من رمضان ، وأرجاها في أوتار العشر الأواخر ، لحديث ابن عمر رضي الله عنه قال: رأى رجل أن ليلة القدر ليلة سبع وعشرين ، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: (أرى رُؤيَاكم في العشر الأواخر فاطلُبُوها في الوتر منها)
رواه البخاري(٦٩٩١) ومسلم(١١٦٥)

قال الإمام أحمد كما في المغني(٤/٤٤٩): هي في العشر الأواخر وفي وتر من الليالي لا يُخطي إن شاء الله كذا روي عن النبي عليه الصلاة والسلام).اهـ

وقال الإمام الترمذي في جامعه(٧٩٢): أكثر الروايات عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: (التمسوها في العشر الأواخر في كل وتر).اهـ

-قال بعض أهل العلم: أبهم الله تعالى هذه الليلة على الأمة ليجتهدوا في طلبها ويجدوا في العبادة في الشهر كلِّه طمعاً في إدراكها ، كما أخفى الله ساعة الإجابة في يوم الجمعة ليُكثروا من الدعاء في اليوم كلِّه.اهـ

وهذه الليلة لها فضائل كثيرة منها:

١-أن من قامها إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه.
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه)
رواه البخاري(١٩٠١) ومسلم(٧٦٠)

٢-ومن فضائل ليلة القدر: أن العبادة في ليلة القدر ، خير من عبادة ألف ليلة ليس فيها ليلة قدر.
قال تعالى: (ليلة القدر خير من ألف شهر)
قال ابن قدامة في المغني(٤/٤٤٧): معنى(ليلة القدر خير من ألف شهر) أن العمل فيها خير من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة قدر.اهـ

٣-ومن فضائل ليلة القدر: استحباب الدعاء فيها ، وهو مظنة إجابة.
كما جاء في الحديث عن عائشة رضي الله عنها قالت: يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة ، ليلة القدر ماذا أقول؟ قال: (قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني)
رواه أحمد(٢٦٢٠٦) والترمذي(٣٥١٣)وصححه وابن ماجه(٣٩١٨)وصححه الألباني في سنن ابن ماجه(٣٩١٨)

٣-ومن خصائص العشر: أن فيها سنة الاعتكاف.
والاعتكاف: هو لزوم المسجد لطاعة الله ، وأجمع أهل العلم على مشروعيته وأنه مستحب وليس بواجب ، وعلى أنه متأكد في العشر الآواخر من رمضان.

قالت عائشة رضي الله عنها: (أن رسول الله عليه الصلاة والسلام كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله تعالى ، ثم اعتكف أزواجه من بعده) رواه البخاري(٢٠٢٦) ومسلم(١١٧٢)

وعن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان)
رواه البخاري(٢٠٢٥) ومسلم(١١٧١)

-ويبدأ وقت الاعتكاف صبيحة يوم إحدى وعشرين في أصح قولي العلماء ، وينتهي بمغيب شمس آخر يوم من رمضان.
وأقله يوم أو ليلة ، وأكثره اعتكاف عشرة أيام.
ويستحب للمعتكف أن يشتغل بما ينفعه من صلاة وذكر الله وتلاوة القرآن وغير ذلك من القُربات.
ويجتنب ما لا ينفعه من الأقوال والأفعال فيجتنب الغيبة والنميمة والكذب والجدال والمِراء والفُحش وغير ذلك من المحرمات.
ولا يخرج من معتكفه إلا لأمر لابد له منه.

-كتبه:
بدر بن محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

٢١ رمضان ١٤٣٨هـ

كلمات في الدعوة إلى الله – الحكمة من الصيام

-كلمات في الدعوة إلى الله.

-الحكمة من الصيام:

-أيها الأخوة: إن الله عزوجل شرع الصيام لحكمة عظيمة ، بينها ربنا سبحانه وتعالى في كتابه ، هي تحقيق تقوى الله ، قال تعالى: (يـٰأيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)
فالحكمة من الصيام هي تحقيق تقوى الله عزوجل ، كما قال ربنا عزوجل (لعلكم تتقون) فالصيام سبب لحصول التقوى ، والتقوى هي فعل المأمور وترك المحذور ، فمن فعل ما أمر الله عزوجل به ، وما أمر به رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وترك ما نهى الله عزوجل عنه ، وما نهى عنه رسول الله عليه الصلاة والسلام ، فقد اتقى الله عزوجل.

-ومن العجب ، أن ترى كثيراً من الناس لا يعرفون حقيقة التقوى ، فتراهم يمسكون عن الطعام والشراب ، ولا يمسكون عن الكذب والغيبة والنميمة وقول الزور وسماع الأغاني ومشاهدة الأفلام الماجنة وغيرها من المحرمات ، يظنون أن الصوم هو الإمساك عن المفطرات بنية من طلوع الفجر إلى مغيب الشمس فقط ، دون الإمساك عن سائر المحرمات التي حرمتها الشريعة الإسلامية ، جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (ليس الصيام من الأكل والشرب ، إنما الصيام من اللغو والرفث)
رواه ابن خزيمة في صحيحه(١٩٩٦) وصححه ابن حبان(٣٤٧٠) والألباني في صحيح الترغيب(١٠٨٢)

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: (الصيام جُنة ، فلا يرفث ولا يجهل ، وإن امرُؤ قاتلة أو شاتمة فليقل: إني صائم مرتين)
رواه البخاري(١٨٩٤) ومسلم(١١٥١)

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (لا تساب وأنت صائم ، فإن سابك أحد فقل: إني صائم)
رواه ابن خزيمة في صحيحه(١٩٩٤) وابن حبان في صحيحه(٣٤٧٤)

ويروى عن عمر رضي الله عنه وعلي رضي الله عنه قالا: (إن الصيام ليس من الطعام والشراب ، ولكن من الكذب والباطل واللغو ) رواه ابن أبي شيبة في المصنف(٨٨٨٤)و(٨٨٨٢)

فليس الصيام مجرد الإمساك عن المفطرات من أكل وشرب وجماع وغيرها من المفطرات ، بل هو الإمساك عن المفطرات وسائر المحرمات.

لأن المحرمات من غيبة ونميمة وكذب وغيرها ، تنقص آجر الصائم ، فليس أجر من إمساك عن المفطرات وسائر المحرمات ، كأجر من أمسك عن المفطرات ولم يمسك عن المحرمات.
جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامَه وشرابه)
رواه البخاري(١٩٠٣) وفي رواية لابن حبان في صحيحه(٣٤٧١): (من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل…)

قال ابن حجر في الفتح(٤/١٤٠): قال ابن العربي: مقتضى هذا الحديث أن من فعل ما ذُكر لا يثاب على صيامه.اهـ

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (رُب صائم حظُّه من صيامه الجوع والعطش)
رواه أحمد(٢/٣٧٣) وصححه ابن خزيمة في صحيحه(١٩٩٧) وابن حبان في صحيحه(٣٤٧٢) والهيثمي في المجمع(٥٢٣٢) والسيوطي في الجامع الصغير(٤٣٨٧) والألباني في صحيح الجامع(٣٤٨٨)
وحسنه الوادعي في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين(١٣٧٢)

قال الصنعاني في التنوير(٦/٢٢٤): هذا محمول على من لم يخلص النية ، أو من لا يجتنب قول الزور والكذب والبهتان والغيبة ونحوها من المناهي فيحصل له الجوع والعطش ولا يحصل له الثواب.اهـ

وقال العلامة ابن عثيمين في الباب المفتوح(١/١١٦): يجب أن يصوم الإنسان عن المعاصي ، لأن هذا هو المقصود الأول في الصوم ، لقول الله تبارك وتعالى: (يـٰأيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) لم يقل: لعلكم تجوعون ، أو لعلكم تعطشون ، قال: (لعلكم تتقون) هذا هو المقصود الأول من الصوم ، وحقق النبي عليه الصلاة والسلام ذلك وأكده بقوله: (من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) إذاً أن يصوم الإنسان عن معاصي الله عزوجل ، هذا هو الصوم الحقيقي ، أما الصوم الظاهري: فهو الإمساك عن المفطرات تعبداً لله عزوجل من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ، قال تعالى: (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل)
هذا الصوم الظاهري صوم البدن ، أما صوم القلب الذي هو المقصود الأول فهو الصوم عن معاصي الله عزوجل.
وعلى هذا: فمن صام صوماً ظاهرياً جسدياً ولكنه لم يصم صوماً قلبياً ، فإن صومه ناقص جداً جداً.اهـ

-أيها الأخوة: على صائم أن يحفظ صيامه عما يجرحه ، يحفظ لسانه عن المحرمات ويحفظ سمعه عن المحرمات ويحفظ بصره عن المحرمات ، يروى عن جابر رضي الله عنه قال: (إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمآثم ، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صيامك) رواه ابن أبي شيبة(٨٨٨٠)

قال الإمام ابن قدامة في المغني(٤/٤٤٦):
ويجب على الصائم أن يُنزه صومه عن الكذب والغيبة والشتم ، قال أحمد: ينبغي للصائم أن يتعاهد صومه من لسانه ولا يُماري ويصون صومه ، كانوا إذا صاموا قعدوا في المساجد وقالوا: نحفظ صومنا. ولا يغتاب أحداً ولا يعمل عملاً يجرح به صومه.اهـ

وعلى الصائم أن يسأل ربه عزوجل أن يتقبل منه صيامه وسائر أعماله الصالحة ، كما سأل ذلك إبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل عليه السلام ربهما أن يتقبل منهما ، وهما يبنيان الكعبة ، قال تعالى: (وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم).
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره(١/٢٠٤): قوله(ربنا تقبل منا) فهما في عمل صالح وهما يسألان الله تعالى أن يتقبل منهما.
وعن وهيب بن الورد رحمه الله أنه قرأ (ربنا تقبل منا) ثم بكى وقال: يا خليل الرحمن ، ترفع قوائم بيت الرحمن وأنت مُشفق أن لا يتقبل منك.اهـ

-كتبه:
بدر بن محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

١٢ رمضان ١٤٣٨هـ

كلمات في الدعوة إلى الله – شهر القرآن

-كلمات في الدعوة إلى الله.

-الكلمة/ شهر القرآن.

أيها الأخوة: إن شهر رمضان هو الشهر الذي أنزل الله عزوجل به القرآن ، قال تعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن)
وكان إنزاله في ليلة القدر من رمضان ، قال تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة القدر) وقال تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة مباركة) يعني ليلة القدر.

وجاء في الحديث عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه مرفوعاً: (أنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان)
رواه أحمد(١٦٩٢١) والطبراني في الكبير(٢٢/٧٥) وحسنه الألباني في الصحيحة(١٥٧٥)

قال ابن عباس رضي الله عنه: (نزل القرآن جميعاً في ليلة القدر إلى السماء الدنيا ، ثم فُصِّل فنزل في السنين) رواه النسائي في السنن الكبرى(١١٥٠١) وصححه الحاكم في المستدرك(٣٧٨١)وأقره الذهبي في التلخيص(٣٧٨١)
وفي رواية عند النسائي أيضاً(١١٦٢٥) عنه: (نزل القرآن جملة واحدة في ليلة القدر ، وكان الله عزوجل يُنزل على رسول الله عليه الصلاة والسلام بعضه في آثر بعض) صححه الحاكم في المستدرك(٣٩٥٨) وأقره الذهبي في التلخيص(٣٧٨١)

فشهر رمضان ، هو شهر نزول القرآن ، وهو الشهر الذي أُنزلت به أكثر الكتب على الأنبياء عليهم السلام ، أُنزلت الصحف على إبراهيم عليه السلام في رمضان ، وأنزلت التوراة على موسى عليه السلام في رمضان وأنزل الإنجيل على عيسى عليه السلام في رمضان وأنزل الزبور على داود عليه السلام في رمضان وأنزل القرآن على نبينا محمد عليه الصلاة والسلام في رمضان.

كما جاء في الحديث عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: (أنزلت صُحف إبراهيم في أول ليلة من رمضان ، وأنزلت التوراة لست مضَين من رمضان ، وأنزل الإنجيل لثلاث عشرة ليلة خلت من رمضان ، وأنزل الزبور لثمان عشرة خلت من رمضان ، وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان)
رواه أحمد(١٦٩٢١) والطبراني في الكبير(٢٢/٧٥)والبيهقي في الشعب(٢٢٤٨)
في سنده عمران القطان مختلف في توثيقه ، وبقية رجاله ثقات.
وحسنه الألباني في الصحيحة(١٥٧٥).

-فشهر رمضان هو شهر القرآن ، هو شهر القراءة والتلاوة ، وقد كان جبريل عليه السلام يأتي النبي عليه الصلاة والسلام كل ليلة من ليالي رمضان يدارسه القرآن ، كما في الحديث
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: (كان رسول الله عليه الصلاة والسلام أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل ، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن) رواه البخاري(٦)

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (إن جبريل كان يعرض على النبي عليه الصلاة والسلام القرآن كل عام مرة ، فعرض عليه مرتين في العام الذي قُبض فيه) رواه البخاري(٤٦١٤)
ومعنى (يعرض القرآن) يعني يدارسه القرآن.

-وكان السلف الصالح رحمهم الله ، يكثرون من قراءة القرآن في رمضان ، إذا دخل عليهم رمضان أقبلوا على تلاوة القرآن وتركوا تدريس العلم الشرعي ، وكان بعضهم يختم القرآن كل سبعة أيام وبعضهم يختم كل ثلاثة أيام ، وبعضهم يختم كل يوم مرة ، وبعضهم كل يوم مرتين.

قال إبراهيم النخعي: (كان الأسود يختم القرآن في رمضان في كل ليلتين)
ذكره الذهبي في السير(٤/٥١)

وكان قتادة بن دعامة السدوسي يختم القرآن في سبع ، فإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاث ، فإذا جاء العشر ختم في كل ليلة) ذكره الذهبي في السير(٥/٢٧٦)

وكان مجاهد بن جبر يختم القرآن في رمضان في كل ليلة.
(ذكره النووي في التبيان(٧٤)وصححه)

قال الحافظ ابن رجب في لطائف المعارف(٢٤٥): كان السلف يتلون القرآن في شهر رمضان في الصلاة وغيرها ، وكان الأسود يقرأ القرآن في كل ليلتين في رمضان ، وكان النخعي يفعل ذلك في العشر الأواخر وفي بقية الشهر كل ثلاث وكان للشافعي في رمضان ستون ختمة يقرؤها في غير الصلاة وعن أبي حنيفة نحوه.
وقال ابن عبدالحكم: كان مالك إذا دخل رمضان يفر من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم وأقبل على تلاوة القرآن من المصحف.اهـ

-فيستحب الإكثار من قراءة القرآن في شهر رمضان.
قال الحافظ ابن رجب في لطائف المعارف(٢٤٦): أما في الأوقات الفضيلة كشهر رمضان فيستحب الأكثار فيها من تلاوة القرآن اغتناماً للزمان والمكان وهو قول أحمد وإسحاق وغيرهما من الأئمة.اهـ

وينبغي لقارئ القرآن أن يحرك شفتيه حال القراءة ، ولا يكتفي بالنظر من غير تحريك الشفتين ، ومن الخطأ أن ينظر المرء في القرآن ولا يحرك شفتيه ، وهذه ليست قراءة وإنما نظر ، وفرق بين النظر في القرآن وبين قراءة القرآن.

سئل الشيخ ابن باز كما في الفتاوى(٨/٣٦٣): هل يثاب في النظر في المصحف دون تحريك الشفتين؟
قال: لا يعتبر قارئاً ولا يحصل له فضل القراءة إلا إذا تلفظ بالقرآن.اهـ

-كتبه:
بدر بن محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

٧ رمضان ١٤٣٨هـ

كلمات في الدعوة إلى الله – أحكام الصيام

كلمات في الدعوة إلى الله.

-أحكام الصيام.

أيها الأخوة: إن صيام شهر رمضان ، أحد أركان الإسلام الخمسة ، كما جاء في حديث ابن عمر رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (بني الإسلام على خمس) وذكر(وصوم رمضان) رواه البخاري(٨) ومسلم(٢٢)

-وصوم رمضان واجب ، دل على وجوب صيامه ، الكتاب والسنة والإجماع.
أما الكتاب فقوله تعالى: (يـٰأيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) ومعنى(كتب عليكم) يعني فُرض عليكم.
وقال تعالى: (فمن شهد منكم الشهر فليصُمه).

وأما السنة: عن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان والحج) رواه البخاري(٨) ومسلم(٢٢)

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي عليه الصلاة والسلام:(قد جاءكم شهر رمضان ، شهر مبارك ، كتب الله عليكم صيامه)
رواه أحمد(٧١٤٨) وصححه أحمد شاكر في المسند(٧/٦) والألباني في المشكاة(١٩٦٢)

وأما الإجماع: فقد أجمع أهل العلم على وجوب صوم رمضان ، وأن من جحد صيامه كفر ومن تركه تكاسلاً وتهاوناً فسق.

-ويجب صوم رمضان على كل مسلم بالغ عاقل قادر على الصيام.
قولنا(يجب على كل مسلم) خرج بذلك الكافر ، فإن الكافر لا يجب عليه الصوم ، ولو صام لم يصح منه لتلبسه بالكفر.

وقولنا(بالغ) خرج بذلك الصغير ، فإن الصغير لا يجب عليه الصوم ، لما جاء في الحديث عن علي رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: (رُفع القلم عن ثلاثة)وذكر(وعن الغلام حتى يحتلم) رواه الترمذي(١٤٢٣) وحسنه ، وابن ماجه(٢٠٤١) وصححه ابن حبان في صحيحه(١٤٣) والألباني في سنن ابن ماجه(٢٠٤١) وله شاهد عن عائشة رضي الله عنها رواه ابن حبان في صحيحه.
ويصح صوم الصغير المميز ، ويكون له نافلة.

وقولنا(عاقل) خرج بذلك المجنون ، فإن المجنون لا يجب عليه الصوم ،
لما جاء في الحديث عن علي رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: (رُفع القلم عن ثلاثة)وذكر(وعن المعتوه حتى يعقل) رواه الترمذي(١٤٢٣) وحسنه ، وابن ماجه(٢٠٤١) وصححه ابن حبان في صحيحه(١٤٣) والألباني في سنن ابن ماجه(٢٠٤١) وله شاهد عن عائشة رضي الله عنها رواه ابن حبان في صحيحه.
ولو صام المجنون لم يصح منه لعدم النية ، ويلحق بالجنون الخرف.

قولنا(قادر على الصوم) خرج بذلك من لا قدرة له ، القدرة تكون بشيئين اثنين: الإقامة في البلد ، والصحة في الجسد.

-فمن توفرت فيه شروط وجوب الصوم وهي: الإسلام والعقل والبلوغ والقدرة ، وجب عليه صيامه ، ويحرم عليه الفطر من غير عذر شرعي.

-ويرخص في الفطر في نهار رمضان لصنفين من الناس:
الصنف الأول: الذين لا يستطيعون الصوم أبداً وهم:

١-الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة الذي يشق عليهما الصيام لكبر السن ، يفطران ويطعمان عن كل يوم مسكيناً ، قال تعالى: (وعلى الذين يُطيقُونه فدية طعام مسكين)
قال ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى: (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين) هو الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما فليُطعمان مكان كل يوم مسكيناً)
رواه البخاري(٤٥٠٥)

٢-المريض الذي لا يرجى برؤُهُ من مرضه ، إذا قال له الطبيب المسلم الثقة أنه لا يستطيع الصيام أبداً بسبب المرض ، فهذا يفطر ويطعم عن كل يوم مسكيناً ، وهو داخل في قوله تعالى: (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين) ، وقال تعالى:(لا يكلف الله نفساً إلا وسعها)

-الصنف الثاني: الذين لا يستطيعون الصوم مؤقتاً ، هم:

١-المسافر ، سواء كان تلحقه مشقة بسفره أو لا مشقة عليه ، ففي كلا الحالتين يُرخص له في الفطر في نهار رمضان إذا فارق عمران بلده ، ويقضي عدد الأيام التي أفطرها إذا رجع من سفره ، قال تعالى: (ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أُخر)

٢- المريض الذي يرجى برؤهُ من مرضه ، فهذا يجوز له الفطر في نهار رمضان ، ويقضي الأيام التي عليه متى ما تحسنت حالته ، قال تعالى: (ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أُخر)
قال ابن قدامة في المغني(٤/٤٠٣): أجمع أهل العلم على إباحة الفطر للمريض في الجملة ، للآية ، والمرض المُبيح للفطر هو الشديد الذي يزيد بالصوم أو يُخشى تباطُؤُ بُرئِه ، قيل للإمام أحمد: متى يُفطر المريض؟ قال: إذا لم يستطع.اهـ

٣-المرضع والحامل إذا خافتا على أنفسهما أو ولدهما تُفطران وتقضيان متى ما تيسر لهما ذلك.
قال الحسن وإبراهيم في المرضع والحامل: إذا خافتا على أنفسهما أو ولدهما تفطران ثم تقضيان)
رواه البخاري في صحيحه معلقاً بصيغة الجزم(ص-٧٩٤)

-أيها الأخوة: يجب على من لزمه الصوم ، أن يجتنب شيئين اثنين:
الأول: منقصات أجر الصوم: كالغيبة والنميمة ومشاهدة الأفلام الإباحية وسماع الأغاني ، وغيرها من المحرمات.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامَه وشرابه)
رواه البخاري(١٩٠٣)

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (رُب صائم حظُّه من صيامه الجوع)
رواه أحمد(٢/٣٧٣) وصححه ابن حبان في صحيحه(٣٤٧٢) والألباني في صحيح الجامع(٣٤٨٨)
وحسنه الوادعي في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين(١٣٧٢)

وينبغي للصائم أن يشتغل بما ينفعه من ذكر الله وتلاوة القرآن وصلاة نافلة ، ويترك ما لا نفع له به من آفات اللسان وغيرها من المحرمات.

الثاني: مفسدات الصوم: وهي نوعان:
الأول: مفسدات فيها القضاء والكفارة ، وهي الجماع تعمداً في نهار رمضان.
فمن جامع زوجته تعمداً في نهار رمضان ، يلزمه التوبة إلى الله ، وقضاء اليوم الذي أفسده ، والكفارة المغلظة وهي عتق رقبة فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً.
كما جاء ذلك في حديث أبي هريرة في قصة المجامع في رمضان. المخرج في صحيح البخاري(١٩٣٦) وصحيح مسلم(١١١١)

الثاني: مفسدات فيها القضاء ولا كفارة ، وهي الأكل والشرب تعمداً ، قال تعالى: (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكمـ الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثمـ أتموا الصيام إلى الليل)
والتقيؤا تعمداً ، لحديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: (من استقاء عمداً فليقض) رواه أبو داود(٢٣٨٠) والترمذي(٧٢٠) وحسنه ، وصححه ابن حبان(٣٥٠٩) والألباني في سنن الترمذي(٧٢٠)

وإنزال المني بشهوة ، لحديث أبي هريرة رضي الله عنه (يدع شهوته من أجلي) رواه البخاري(٧٤٩٢) ومسلم(١١٥١)

وغير ذلك من المفسدات.

-كتبه/
بدر بن محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

٢٨ شعبان ١٤٣٨هـ

كلمات في الدعوة إلى الله – فضائل شهر رمضان

كلمات في الدعوة إلى الله.

-فضائل شهر رمضان.

أيها الأخوة: لم يبق على شهر رمضان إلا عدة أيام ، وصيام شهر رمضان من أفضل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه عزوجل ، لأنه تجتمع في الصوم أنواع الصبر الثلاثة: الصبر على طاعة الله ، والصبر عن معصة الله ، والصبر على أقدار الله المؤلمة.
(صبر على طاعة الله) لأن الصائم يترك طعامه وشرابه وشهوته ، كون الله عزوجل أمره بترك الأكل والشرب والجماع وهو صائم.
(وصبر عن معصية الله) لأن الصائم يترك طعامه وشرابه وشهوته ، كون الله عزوجل نهاه عن فعل مفسدات الصوم.
(وصبر على أقدار الله المؤلمة) لأن الصائم يعاني من شدة العطش وشدة الجوع ، ويصبر ويحتسب.

وشهر رمضان ، شهر مبارك ، بشر النبي عليه الصلاة والسلام أمته بقدومه ، كما جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي عليه الصلاة والسلام:(قد جاءكم شهر رمضان ، شهر مبارك ، كتب الله عليكم صيامه)
رواه أحمد(٧١٤٨) وصححه أحمد شاكر في المسند(٧/٦) والألباني في المشكاة(١٩٦٢)
فشهر رمضان شهر مبارك ، لما فيه من الفضائل الكثيرة ، فقد ورد في فضل شهر رمضان فضائل كثيرة لم ترد في فضل أي شهر من الشهور ، سوى شهر رمضان ، وهذا إن دل على شيء دل على عظم منزلة شهر رمضان عند الله عزوجل فمن فضائل شهر رمضان:

١-أن من صامه إيماناً بالله عزوجل واحتساب الأجر من الله عزوجل غفر الله له ما تقدم من ذنبه.
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه)
رواه البخاري(١٩٠١)
قال ابن حجر في الفتح(٤/٢٩٢): قوله(غفر له)ظاهره يتناول الصغائر والكبائر وبه جزم ابن المنذر ، وقال النووي:المعروف أنه يختص بالصغائر ، وبه جزم إمام الحرمين وعزاه عياض لأهل السنة ، وقال بعضهم: ويجوز أن يخفف من الكبائر إذا لم يصادف صغيرة.اهـ

٢-ومن فضائله: أن من قام لياليه إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه.
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه)
رواه البخاري(٢٠٠٩) ومسلم(٧٥٩)

وعن أبي ذر رضي الله عنه مرفوعاً: (من قام مع الإمام حتى ينصرف كُتب له قيام ليلة)
رواه الترمذي(٨٠٦) وقال: حسن صحيح ، وابن ماجه(١٣٢٧)

٣-ومن فضائله: أنه تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار.

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: (إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغُلِّقت أبواب النار وصُفدت الشياطين)
رواه البخاري(١٨٩٨) ومسلم(١٠٧٩)
وفي لفظ للترمذي(٦٨٢)(إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صُفدت الشياطين ومردة الجن وغُلقت أبواب النار فلم يُفتح منها بال وفُتّحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب)

قال الحافظ النووي في شرح مسلم(١/٦٨٠): قال القاضي عياض: هذا على ظاهره وحقيقته ، وأن تفتيح أبواب الجنة وتغليق أبواب جهنم وتصفيد الشياطين علامة لدخول الشهر وتعظيم لحرمته.اهـ

٤-ومن فضائله: أن في كل ليله من ليالي رمضان عُتقاء لله من النار.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صُفدت الشياطين ومردة الجن وغُلقت أبواب النار فلم يُفتح منها باب وفتح أبواب الجنة فلم يُغلق منها باب ، وينادي مُنادٍ: يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ، ولله عتقاء
من النار وذلك كُلَّ ليلة)
رواه الترمذي(٦٨٢) وابن ماجه(١٦٤٢) بسند صحيح ، وأصله في الصحيحين.

٥-ومن فضائله: أن فيه ليلة من قامها إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه وهي ليلة القدر.
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه)
رواه البخاري(١٩٠١) ومسلم(٧٦٠)

وقال تعالى في فضل ليلة القدر: (ليلة القدر خير من ألف شهر)
قيل: إن العبادة فيها ، خير من عبادة ألف شهر ليس فيها ليلة قدر.

٦-ومن فضائله: أنه الشهر الذي أنزل الله فيه القرآن.
قال تعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن)

٧-ومن فضائله: أنه من رمضان إلى رمضان الآخر كفارة لما بينهن إذا اجتنب كبائر الذنوب.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (رمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر)
رواه مسلم(٢٣٣)

٨-ومن فضائله: أن ريح فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول: (قال الله عزوجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام هو لي وأنا أجزي به فوالذي نفس محمد بيده لخُلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك)
رواه البخاري(٥٩٢٧) ومسلم(١١٥١)
(الخلوف) بضم الخاء وفتحها ، والضم أصح ، هو تغير رائحة الفم.

٩-ومن فضائله: أنه وقاية للعبد من الآثام والمعاصي.
عن هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (الصيام جُنة)
رواه مسلم(١١٥١)
و(جُنة) بضم الجيم ، معناها: الستر والمانع من الآثام.

١٠-ومن فضائله: أنه العبادة الوحيدة التي لم يبين الله عزوجل أجرها.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (كُل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، قال الله عزوجل: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به)
رواه البخاري(٧٤٩٢) ومسلم(١١٥١)

١١-ومن فضائله: أن في الجنة باباً يقال الريان لا يدخل منه إلا أهل الصيام.
عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (إن في الجنة باباً يقال له الريان ، يدخل منه الصائمون يوم القيامة ، لا يدخل معهم أحد غيرهم ، يقال: أين الصائمون؟ فيدخلون منه ، فإذا دخل آخرهم أُغلق فلم يدخل منه أحد)
رواه البخاري(١٨٩٦) ومسلم(١١٥٢)

١٢- ومن فضائله: أنه شهر المغفرة.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي عليه الصلاة والسلام: (رغِم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يُغفر له)
رواه الترمذي(٣٥٤٥ )وحسنه ،
وصححه ابن حبان(٢٣٨٧) والحاكم(١/٥٤٩) والألباني في صحيح الجامع(٣٥١٠)

-كتبه/
بدر محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

٢١ شعبان ١٤٣٨هـ

@ كلمات في الدعوة إلى الله – فضل بناء المساجد @

كلمات في الدعوة إلى الله.

-الكلمة/ فضل بناء المساجد.

أيها الأخوة: إن المساجد أحب البقاع إلى الله عزوجل ، وبناء المساجد أفضل الأعمال إلى الله ، لذلك أمر ربُنا عزوجل ببناء المساجد في الأحياء ، وحث على عمارتها ، قال تعالى: (في بيوت أذن الله أن تُرفع ويُذكر فيها اسمُهُ يُسبح له فيها بالغدو والأصال)
والمراد بالبيوت يعني المساجد ، فالله عزوجل أمر ببناء المساجد ورفعها وأمر بعمارتها وتطهيرها ، وبين عزوجل الحكمة من بنائها وهو أن يذكر فيها الله عزوجل ، (ويذكر فيها اسمه) يعني اسم الله كما قال عزوجل (وأقيموا وجُوهكم عند كل مسجد وادعوه مُخلصين له الدين)
فالحكمة من بناء المساجد ، الصلاة وذكر الله عزوجل وفعل الطاعات ، كما قال تعالى: (إنما يعْمر مسـٰجد الله من ءامن بالله واليوم الأخر وأقام الصلوٰة وءاتى الزكوٰة ولم يخش إلا الله)

هذه الحكمة من بناء المساجد ، لذلك نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن البيع والشراء في المساجد ، ونهى عن إنشاد الضالة فيها ، لأن المساجد لم تبنَ لهذه الأشياء.
جاء في الحديث عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: (إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد ، فقولوا: لا أربح الله تجارتك)
رواه الترمذي(١٣٢١) وحسنه ورواه النسائي في السنن الكبرى(١٠٠٠٤) وصححه الألباني في صحيح الجامع(٥٧٣)
وعن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (مَن سمع رجلاً يَنشدُ ضالة في المسجد فليقل: لا ردها الله عليك ، فإن المساجد لم تُبن لهذا) رواه مسلم(٥٦٨)

-والمساجد لها منزلة عظيمة عند الله عزوجل لأنها بيوت الله ، ولعظم منزلتها عند الله عزوجل أضافها إلى نفسه سبحانه وتعالى ، قال تعالى: (وأن المسـٰجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً) وهذه إضافة تشريف وتكريم للمساجد.
قال سعيد بن جبير قال ابن عباس رضي الله عنه: (المساجد بيوت الله في الأرض تضيء لأهل السماء كما تضيء نجوم السماء لأهل الأرض)
رواه الطبراني في الكبير(١٠٦٠٨) قال الهيثمي في المجمع(٢/١١٠): رجاله موثقون.اهـ

أيها الأخوة: إن الأحاديث النبوية في بناء المساجد واحترامها وتوقيرها والاعتناء بنظافتها وتطييبها وتبخيرها ، كثيرة جداً ، منها:

عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه قال: عند قول الناس حين بنى مسجدَ رسول الله عليه الصلاة والسلام ، إنكم أكثرتم ، وإني سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول: (مَن بنى مسجداً يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتاً في الجنة)
رواه مسلم(٥٣٣) وفي رواية للبخاري(٤٣٩) ومسلم(٥٣٣): (بنى الله له مثلَه في الجنة)

وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (من بنى لله مسجداً يُذكر فيه ، بنى الله له بيتاً في الجنة)
رواه ابن ماجه(٧٣٥) وصححه ابن حبان في صحيحه(١٦٠٨) والألباني في صحيح الجامع(٦١٣٠)

وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: (مَن بنى مسجداً كمحفَصَ قطاةٍ أو أصغر بنى الله له بيتاً في الجنة)
رواه ابن ماجه(٧٣٨) وابن خزيمة في صحيحه(١٢٩٢) وصححه الألباني في صحيح الجامع(٦١٢٨)

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (إنما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علماً علمه ونشره أو ولداً صالحاً تركه أو مصحاً ورثه أو مسجداً بناه…) الحديث ، رواه ابن ماجه(٢٤٢) وصححه ابن خزيمة في صحيحه(٤٩٠) قال ابن طولون في فرائد الفوائد(٢٣): إسناده حسن.اهـ

أيها الأخوة: يُسن الاعتناء في المساجد ، بتنظيفها وتطيبها ، لأنها بيوت الله ، والاعتناء ببيوت الله أولى من الاعتناء بغيرها من البيوت ، قالت عائشة رضي الله عنها: (أمر رسول الله عليه الصلاة والسلام ببناء المساجد في الدور وأن تُنظف وتُطيب)
رواه أبو داود(٤٥٥) وصححه الألباني في سنن أبي داود(٤٥٥)

وعن سمرة رضي الله عنه أنه كتب إلى ابنه: (أما بعد ، فإن رسول الله عليه الصلاة والسلام كان يأمُرُنا بالمساجد أن نصنعها في دورنا ونُصلح صنعتها ونُطهرها)
رواه أبو داود(٤٥٦) وصححه الألباني في سنن أبي داود(٤٥٦)

وعن ابن عمر رضي الله عنه (أن عمر رضي الله عنه كان يُجمر مسجد رسول الله عليه الصلاة والسلام كل جمعة) قال ابن كثير في تفسيره(١٣٣٧): رواه أبو يعلى الموصلي بإسناد حسن لا بأس به.اهـ

وجاء في ترجمة التابعي الجليل نعيم بن عبدالله المُجَمِّر ، سمي المجمر لأنه كان يبخر المسجد ، وقيل إنه لقب لأبيه عبدالله كان يأجذ المجمرة-يعني المبخر-قدام عمر ويبخر المسجد.

فحري بالمسلمين أن يعتنوا بمساجدهم ، يعتنوا بنظافتها ويعتنوا بعمارتها ولا يتركوها من غير نظافة ولا عمارة.

هذا والله أعلم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

كتبه/
بدر محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

١٣ شعبان ١٤٣٨هـ