@ المفيد في معرفة رجال الاسانيد @

– المفيد في معرفة رجال الأسانيد.

– مَن اسمه عبدالله بن بسر.

فيه ثلاثة:

الأول: عبدالله بن بُسْر بن أبي بُسْر المازني ، من صغار الصحابة ، سكن حمص، أخرج له الجماعة.
قال الحافظ ابن حجر في التهذيب(٥/١٤١):
هو آخر من مات بالشام من الصحابة.اهـ

الثاني: عبدالله بن بسر النصري ، صحابي ، لم يخرج له أحد من أصحاب الكتب الستة.
قال الحافظ ابن حجر في التقريب(٣٢٢٩): عبدالله بن بسر النَّصري ، بالنون ، والد عبدالواحد ، صحابي ووهم من خلطه بالذي قبله.اهـ

الثالث: عبدالله بن بُسر السكسكي الحمصي ، تابعي ، سكن البصرة ، روى عن أبيه وعن عبدالله بن بسر وأبي أمامة الباهلي وغيرهم.
قال الحافظ ابن حجر في التهذيب(٥/١٤٢): قال يحيى بن سعيد القطان: لا شيء ، وقال الترمذي: ضعيف ، ضعفه يحيى بن سعيد وغيره ، وقال النسائي: ليس بثقة ، وقال أبو حاتم والدارقطني:ضعيف الحديث ، وقال أبو داود: ليس بالقوي ، وذكره ابن حبان في الثقات.اهـ

كتبه/
بدر بن محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

١٨ صفر ١٤٣٨هـ

@ السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية (١٢٩) @

– السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية رقم(١٢٩)

– كتاب السنة لعبدالله بن أحمد.

كتاب السنة للحافظ أبي عبدالرحمن عبدالله بن الإمام أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني ، المتوفى سنة(٢٩٠هـ) ، كتاب من كتب العقائد ، ذكر فيه مصنفه عقيدة أهل السنة والجماعة.
وذكر فيه ضلال أهل البدع من الخوراج والجهمية والمرجئة والرافضة والقدرية.

وروى فيه جملة من الأحاديث المرفوعة والآثار الموقوفة والمقطوعة ، بلغت (١٥٥٣) حديثاً وآثراً.

وذكر فيه مسائل كثيرة عن أبيه الإمام أحمد بن حنبل في الاعتقاد.

كتبه/
بدر بن محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

١٧ صفر ١٤٣٨

السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية رقم(١٢٨)

السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية رقم(١٢٨)
– المنار المنيف لابن القيم.
كتاب المنار المنيف في الصحيح والضعيف للإمام شمس الدين محمد بن أبي بكر بن قيم الجوزية ، المتوفى سنة(٧٥١هـ)

كتاب من كتب الموضوعات ، صنفه لبيان الأحاديث الموضوعة ، وذكر فيه جملة من الأحاديث الضعيفة والمنكرة والموضوعة ، بلغت(٣٤٥) حديثاً.

كتبه/

بدر بن محمد بدر العنزي

عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

١٥ صفر ١٤٣٨

@ السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية (١٢٧) @

– السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية رقم(١٢٧)

– جزء ابن عرفة.

كتاب جزء ابن عرفة للحافظ الحسن بن عرفة العبدي ، المتوفى سنة (٢٥٧هـ) روى فيه جملة من الأحاديث والآثار ، بلغت (٩٤) حديثاً وآثراً بأسانيد عالية، روى الجزء عنه تلميذه إسماعيل بن محمد الصفار.

كتبه/
بدر بن محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

١٣ صفر ١٤٣٨هـ

@ السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية (١٢٦) @

– السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية رقم(١٢٦)

-،كتاب من روى عن أبيه عن جده لابن قطلوبغا.

كتاب من روى عن أبيه عن جده للشيخ الزين أبي العدل قاسم بن قطلوبغا ، المتوفى سنة(٨٧٩هـ)
جمع فيه كل مَن روى عن أبيه عن جده ، ورتبه على الأحرف الأبجدية.

عاداته:
يذكر اسم الراوي عن أبيه عن جده ، ويترجم له بترجمة يسيرة مع ذكر شيء من حديثه.
مثاله:
قال ابن قطلوبغا(٢٤) أيوب بن النعمان عن أبيه عن جده قال:(رأيت على النبي عليه الصلاة والسلام درعين)
رواه الطبراني في الكبير من طريق الواقدي عنه ، وأيوب مستور عند ابن أبي حاتم ، ولم يخرج له في الستة شيئاً ، وأبوه النعمان تابعي ذكره ابن حبان وأخرج له ، وجده سعد بن حبتة صحابي مشهور ذكره ابن عبدالبر وغيره ، استصغر يوم أحد وشهد الخندق وما بعدها ، وإليه ينتسب أبو يوسف القاضي ، وحبتة أمه ، وأبوه بجير بن معاوية بجلي حليف لبني عمرو بن عوف.اهـ

كتبه/
بدر بن محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

١٣ صفر ١٤٣٨هـ

@ سنن قل العمل بها ( 18) @

– سنن قل العمل بها.

– أدعية وأذكار تقال أثناء نزول المطر وبعد نزوله.

١- قول: (اللهم صيباً نافعاً) أثناء نزول المطر.
عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله عليه الصلاة والسلام كان إذا رأى المطر قال:( اللهم صيباً نافعاً)
رواه البخاري(١٠٣٢) ، وفي لفظ لابن ماجه(٣٨٨٩) عنها: (اللهم سيباً نافعاً) مرتين أو ثلاثاً.
صححه الألباني في الصحيحة(٢٧٥٧)

– الصيب والسيب: المطر الجاري على وجه الأرض من كثرته.
والنافع هو المطر الذي تنتفع به الأرض ويُخرج العشب.

٢- كشف الثوب أثناء نزول المطر.
عن أنس رضي الله عنه قال: أصابنا ونحن مع رسول الله عليه الصلاة والسلام مطر ، قال: فحسر رسول الله عليه الصلاة والسلام ثوبه حتى أصابه من المطر ، فقلنا يا رسول الله لما صنعت هذا؟
قال:(لأنه حديث عهد بربه تعالى)
رواه مسلم(٨٩٧)
– (حسر ثوبه) يعني كشف عن بعض بدنه ، ليمسه ماء المطر ، لأنه حديث عهد بربه.

قال الحافظ النووي في شرح مسلم(١/٥٨٤):
في هذا الحديث دليل لقول أصحابنا أنه يستحب عند أول المطر أن يكشف غير عورته ليناله المطر.اهـ

وعن ابن أبي مليكة عن ابن عباس رضي الله عنه أنه كان إذا مطرت السماء يقول: (يا جارية أخرجي سرجي أخرجي ثيابي ، ويقول: (ونزلنا من السماء ماء مبـٰركاً)
رواه البخاري في الأدب المفرد(١٢٢٨)
وصححه الألباني في الأدب المفرد(١٢٢٨)

٣- قول: (مطرنا بفضل الله ورحمته) بعد نزول المطر.
عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: صلى بنا رسول الله عليه الصلاة والسلام صلاة الصبح
بالحديبية في أثر سماء كانت من الليل ، فلما انصرف أقبل على الناس فقال: (هل تدرون ماذا قال ربكم؟) قالوا: الله ورسوله أعلم ، قال: (قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ، فأما من قال: مُطرنا بفضل الله ورحمته ، فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب…)
رواه البخاري (٨٤٦) ومسلم(٧١)

٤- قول: (اللهم حوالينا ولا علينا) إذا اشتد المطر.
عن أنس رضي الله عنه قال: قيل يا رسول الله ، هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يمسكها عنا ، فرفع رسول الله عليه الصلاة والسلام يديه ثم قال:(اللهم حوالينا ولا علينا ، اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر)
رواه البخاري(٩٣٣) ومسلم(٨٩٧)

– (الآكام) جمع أكمة و(الظراب) جمع ظرب وهي الروابي الصغيرة.

٥- الفرح بنزول المطر.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله عليه الصلاة والسلام إذا مطرت سُرّ به…)
رواه البخاري(٣٢٠٦) ومسلم(٨٩٩)
– (سُرب به) يعني فرح به.

٦- التسبيح إذا سمع الرعد.
عن عامر بن عبدالله بن الزبير عن عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما أنه إذا سمع الرعد ترك الحديث وقال: (سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته)
رواه البخاري في الأدب المفرد(٧٢٣)
صححه النووي في الأذكار(٥٣١) والألباني في الأدب المفرد(٥٣١)

وعن عكرمة أن ابن عباس رضي الله عنهما كان إذا سمع صوت الرعد قال: (سبحان الذي سبحت له)
رواه البخاري في الأدب المفرد(٧٢٢)
وحسنه الألباني في الأدب المفرد(٧٢٢)

وعن عبدالله بن عباس رضي الله عنه قال: كنا مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه في سفر فأصابنا رعد وبرق وبرد ، فقال لنا كعب: من قال حين يسمع الرعد: سبحان من يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ، ثلاثاً عوفي مما يكون في ذلك الرعد ، قال ابن عباس: فقلنا فعوفينا).
رواه الطبراني في الدعاء(٩٨٥)
قال ابن حجر كما في الفتوحات(٤/٢٨٦): هذا موقوف حسن الإسناد.

كتبه/
بدر بن محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

١٢ صفر ١٤٣٨هـ

@ الأحكام الفقهية – حكم الصلاة على الراحلة @

الأحكام الفقهية:

حكم الصلاة على الراحلة.

الصلاة نوعان:
الأول: صلاة النافلة.
يجوز للمسافر التنفل على الراحلة ، دل على الجواز النص والإجماع.
عن عامر بن ربيعة رضي الله عنه قال: (رأيت رسول الله عليه الصلاة والسلام وهو على الراحلة يسبح يُومئ برأسه قِبل أي وجه توجه ولم يكن رسول الله عليه الصلاة والسلام يصنع ذلك في الصلاة المكتوبة)
رواه البخاري(١٠٩٧) ومسلم(٧٠١)

وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: رأيت النبي عليه الصلاة والسلام وهو على راحلته يصلي النوافل في كل وجه ولكنه يخفض السجدتين من الركعتين ويؤمئ إماءً)
رواه ابن خزيمة في صحيحه(١٢٧٠) وأصله في صحيح البخاري(١٠٩٤) بلفظ:( أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يُصلي التطوع وهو راكب في غير القبلة).

– قال الحافظ النووي في شرح مسلم(١/٤٩٠): في هذه الأحاديث جواز التنفل على الراحلة في السفر حيث توجهت وهذا جائز بإجماع المسلمين.اهـ

– وتنازع أهل العلم في حكم التنفل في الحضر ، والصحيح جوازه ، وهو قول مالك والظاهرية.
قال العلامة الشوكاني في النيل(١/٣٤٩): قال ابن حزم: روينا عن وكيع عن سفيان عن منصور بن المعتمر عن إبراهيم النخعي قال: كانوا يصلون على رحالهم ودوابهم حيثما توجهت ، قال: وهذه حكاية عن الصحابة والتابعين عموماً في الحضر والسفر.اهـ

– والأفضل أن يستقبل القبلة على الراحلة ويكبر تكبيرة الإحرام إن تيسر له ذلك.
عن أنس أن رسول الله كان إذا سافر فأراد أن يتطوع استقبل بناقته القبلة فكبر ثم صلى حيث كان وجه ركابه)
رواه أبو داود(١٢٢٥) وسكت عنه
والحديث حسنه ، ابن حجر في البلوغ(٢٢٨)والصنعاني في السبل(١/٢٠٩) والألباني في سنن أبي داود(١٢٢٥)

– قال الإمام أبو داود في مسائل الإمام أحمد(٥٣٤): سمعت أحمد يقول: إذا تطوع الرجل على راحلته يعجبني أن يستقبل القبلة بالتكبير على حديث أنس.اهـ

الثاني: صلاة الفريضة.
لا يجوز أن تُصلى الفريضة على الراحلة ، دل على المنع النص والإجماع.

عن سالم بن عبدالله بن عمر عن أبيه قال: كان رسول الله عليه الصلاة والسلام يسبح على الراحلة قبل أي وجه توجه ويوتر عليها غير أنه لا يصلي عليها المكتوبة)
رواه البخاري(١٠٩٨)

وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يصلي على راحلته نحو المشرق فإذا أراد أن يصلي المكتوبة نزل فاستقبل القبلة)
رواه البخاري(١٠٩٩)

– قال الحافظ النووي في شرح مسلم(١/٤٩٠):
المكتوبة لا تجوز إلى غير القبلة ولا على الدابة
وهذا مجمع عليه.اهـ

– وتصح في حالتين:
الأولى: عذر كمطر شديد أو كبير سن يشق عليه النزول من الراحلة ، وهذا يستقبل القبلة ويصلي على الراحلة.
عن عمرو بن عثمان بن يعلى عن أبيه عن جده أنهم كانوا مع النبي عليه الصلاة والسلام في سفر فانتهوا إلى مضيق فحضرت الصلاة فمطروا السماء من فوقهم والبلة من أسفل منهم فأذن رسول الله عليه الصلاة والسلام وهو على راحلته
وأقام فتقدم على راحلته فصلى بهم يؤمئ إيماء يجعل السجود أخفض من الركوع)
رواه الترمذي(٤١١) وقال: حديث غريب ، وكذلك روي عن أنس بن مالك: أنه صلى في ماء وطين على دابته. والعمل على هذا عند أهل العلم ، وبه يقول أحمد وإسحاق.اهـ
قلت: حديث الباب مختلف في صحته ، قال الشوكاني في النيل(١/٣٤٨): صححه عبدالحق وحسنه النووي وضعفه البيهقي.

الثانية: صلاة الخوف.
إذا اشتد القتال له أن يصلي على حسب حاله راجلاً وراكباً إلى القبلة إن تيسر له ذلك أو إلى غير القبلة ، نص عليه العلامة ابن باز في شرح المنتقى شريط رقم(٢٧)

كتبه/
بدر بن محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

١١ صفر ١٤٣٨هـ

@ تفسير آيات من القرآن الكريم (٤) @

تفسير قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا) سورة آل عمران(٢٠٠)

يأمر ربنا عزوجل عبادة المؤمنين بالصبر ، في قوله: (يا أيها الذين آمنوا اصبروا) ، ويأمرهم بملازمته والاستمرار عليه ، في قوله:(وصابروا).
والصبر لغة: الحبس.
وشرعاً: حبس النفس على طاعة الله ، وحبس النفس عن معصية الله ، وحبس النفس على أقدار الله المؤلة.

فالإنسان مأمور بالصبر على ثلاثة أشياء:
الأول: الصبر على طاعة الله تعالى ، وهذا من أعظم أنواع الصبر ، لأن الطاعة ثقيلة على النفس قد تستثقلها بعض الأنفس ، قال أنس رضي الله عنه: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (حُفت الجنة بالمكاره) رواه مسلم(٢٨٢٢) ، ورواه البخاري(٦٤٨٧) عن أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ: (حُجبت الجنة بالمكاره).
معناه: أنه لا يوصل إلى الجنة إلا بفعل ما يستثقل على النفس من الطاعات.
فالواجب على العبد فعل الطاعات من صلاة وزكاة وصيام وغيرها من القُرب ، وملازمة ذلك والاستمرار عليه.

الثاني: الصبر عن معصية الله تعالى ، لأن النفس أمارة بالسوء ، وقد تشتهي فعل المعصية والعياذ بالله ، قال أنس رضي الله عنه: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام:( حُفت النار بالشهوات) رواه مسلم(٢٨٢٢)، ورواه البخاري(٦٤٨٧) عن أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ: (حُجبت النار بالشهوات).
ومعناه: أنه لا يوصل إلى النار إلا بفعل ما تشتهي النفس من الشهوات المحرمة.
فالواجب على العبد ، البعد عن المعاصي واجتنابها ، ومن وقع في معصية كبيرة أو صغيرة فعليه المبادرة إلى الاستغفار والتوبة ولا يصر على المعصية ، فإن الله سبحانه وتعالى غفور رحيم يقبل توبة عبده إذا تاب إليه وأناب ، ما لم تبلغ الروح الحلقوم وما لم تطلع الشمس من مغربها.

الثالث: الصبر على أقدار الله المؤلمة ، قال تعالى: (واصبر على ما أصابك)
والمؤمن يبتلى على قدر إيمانه ، والناس عند المصائب أنواع:
منهم: من يصبر ويحتسب ، إذا أصابته مصيبة قال:(إن لله وإن إليه راجعون) أو قال: (الحمد لله على كل حال).
وهذا على خير ، قال تعالى: (وبشر الصابرين) وقال تعالى: (إن الله مع الصابرين) وقال تعالى: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب)
وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه مرفوعاً:(والصبر ضياء) رواه مسلم(٢٢٣) ، ومعنى(والصبر ضياء) أي إذا اشتدت الكربات والمحن على العبد وصبر فإن الصبر ضياء له يهديه إلى الحق.
والصبر يكون عند الصدمة الأولى ، قال أنس رضي الله عنه قال النبي عليه الصلاة والسلام:(إنما الصبر عند الصدمة الأولى)
رواه البخاري(٢/٣٢٣)

ومنهم: من يتسخط على أقدار الله.
إما يتسخط بقلبه ، والتسخط بالقلب هو أن يكون في قلبه شيء على ربه والعياذ بالله.
أو يتسخط بلسانه ، والتسخط باللسان يكون بالدعاء بالويل والثبور.
أو يتسخط بجوارحه ، والتسخط بالجوارح يكون بلطم الخدود وضرب الصدور.
والتسخط محرم ولا يجوز ، وهو منافٍ للصبر الذي أمر الله به ، ودليل على ضعف الإيمان بالقضاء والقدر.

كتبه/
بدر بن محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

٥ صفر ١٤٣٨هـ

@ تفسير آيات من القرآن الكريم (3) @

تفسير قوله تعالى: (والذين همـ لأمـٰنـٰتهمـ وعهدهمـ رٰعون) سورة المؤمنون (٨)

يصف ربنا عزوجل عباده المؤمنين بأنهم يحفظون الأمانات التي اؤتمنوا عليها ، والأمانات التي أُمرنا بحفظها كثيرة منها:
المحافظة على العبادات ، والمحافظة على الأولاد والزوجات ، والمحافظة على أموال الناس ، والمحافظة على العمل ، المحافظة على العهود والمواثيق وغير ذلك.

وحفظ الأمانة علامة من علامات أهل الإيمان ، وضياع الأمانة علامة من علامات أهل النفاق ،
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال:(آية المنافق ثلاث) وذكر(وإذا ائتمن خان)
رواه البخاري(٣٣) ومسلم(٥٩)

عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي عليه الصلاة والسلام قال:(أربع مَن كن فيه كان منافقاً خالصاً ، ومَن كانت فيه خَصلة منهن كانت فيه خَصلة من النفاق حتى يدعها:(إذا ائتمن خان…)
رواه البخاري(٣٤) ومسلم(٥٨) واللفظ للبخاري.

وعن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي عليه الصلاة والسلام:( لا إيمان لمن لا أمانة له) رواه أحمد(١٢٣٢٥) وصححه ابن حبان(١٩٤)
و قوى سنده الذهبي كما في فيض القدير(٦/٣٨١)
وحسنه الهيثمي في المجمع(١/٩٦)
وصححه الألباني في صحيح الجامع(٧١٧٩)

قال العلامة ابن بدران في شرح الشهاب(١٩٤): قوله:(لا إيمان لمن لا أمانة له) معناه: أن المؤمن من آمنه الناس على أنفسهم وأموالهم فمن خانهم لم يكن كامل الإيمان.اهـ

ونهانا ربنا عزوجل عن ضياع الأمانة
قال تعالى: (لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون)
وهذا نهي ، والنهي للتحريم ، وقد نص بعض أهل العلم أن خيانة الأمانة كبيرة من كبائر الذنوب ، قال الحافظ الذهبي في الكبائر(١٣٤): الكبيرة الرابعة والثلاثون: الخيانة.اهـ

كتبه/
بدر بن محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

٢ صفر ١٤٣٨هـ

@ الأحكام الفقهية – زكاة العسل @

– الأحكام الفقهية.

– زكاة العسل.

– العسل إذا أُعد للتجارة ، تجب فيه زكاة عروض تجارة ، لقوله تعالى: (يـٰأيها الذين ءامنوا أنفقوا من طيبـٰت ما كسبتمـ)

وأما إذا كان لغير التجارة ، ففي زكاته خلاف ذهب أبو حنيفة وأحمد إلى وجب الزكاة في العسل ، واختار مالك والشافعي وأكثر أهل العلم عدم وجوب الزكاة في العسل.

ورُوي في زكاة العسل أحاديث منها:
١- عن صدقة بن عبدالله عن موسى بن يسار عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام في العسل:( في كل عشرة أَزُق زِق)
رواه الترمذي(٦٢٩) وفي سنده ضعف.

قال الترمذي في جامعه(٦٢٩): حديث ابن عمر في إسناده مقال ، ولا يصح عن النبي عليه الصلاة والسلام في هذا الباب كبير شيء ، صدقة بن عبدالله ليس بحافظ.اهـ

وقال البيهقي في السنن الكبرى(٤/١٢٦): تفرد به صدقة بن عبدالله السمين وهو ضعيف ، وقد ضعفه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وغيرهما ، قال الترمذي سألت البخاري عن هذا الحديث فقال: هو عن نافع عن النبي عليه الصلاة والسلام.اهـ

٢- عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: (جاء هلال إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام بعشور نحله)
رواه أبو داود(١٦٠٠) ورواه ابن ماجه(١٨٢٤) بلفظ
(أن النبي عليه الصلاة والسلام أخذ من العسل العشر)
والحديث أعله الدارقطني بالإرسال كما في نيل الأوطار للشوكاني(٢/١٥٦١)

وقال العلامة الزرقاني المالكي في شرح الموطأ(٢/١٨٤): ضعف أحمد حديث أنه عليه الصلاة والسلام أخذ منه العشر ، وقال أبو عمر: هو حديث حسن يرويه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.اهـ

٣- عن سليمان بن موسى عن أبي سيارة المتعي قال: قلت يا رسول الله إن لي نحلاً ، قال:( أد العشور)
رواه أحمد(٤/٢٣٦)
قال الحافظ ابن عبدالهادي في التنقيح(٢/٢٠٣): إسناده منقطع ، لأن سليمان لم يلق أبا سيارة ، وقال البيهقي: هو منقطع ، وقال البخاري: هذا حديث مرسل ، سليمان بن موسى لم يدرك أحداً من الصحابة.اهـ

قال الإمام الترمذي في العلل الكبرى(١/٣١٢): قال البخاري: ليس في زكاة العسل شيء يصح.اهـ

قال المحدث اللكنوي في التعليق الممجد(٢/٤٦٦):
وفي أسانيد أكثر هذه الأخبار مقال ، وسند بعضها حسن.اهـ

وقال المحدث أبو العلا المباركفوري في تحفة الأحوذي(٣/٢٥): ولا يصح في زكاة العسل شيء ، كذا في فتح الباري ، وقال البخاري في تاريخه: لا يصح في زكاة العسل شيء ، وقال ابن المنذر: ليس في العسل خبر يثبت ولا إجماع فلا زكاة وهو قول الجمهور ، وعن أبي حنيفة وأحمد وإسحاق: يجب العشر فيما أخذ من غير أرض الخراج.اهـ

– والتحقيق: أن العسل لا زكاة فيه لعدم صحة الأدلة في وجوب زكاته ، ومَن أدى زكاته احتياطاً فهذا أفضل ، وخروجاً من الخلاف ، ونصاب العسل: ثلاثون صاعاً بالصاع النبوي ، أي ما يعادل تسعين كيلاً تقريباً ، ومقدار زكاته: من كل عشر قرب قربة واحدة.
قال الإمام أبو داود في مسائل الإمام أحمد(٥٥٥): سمعت أحمد سئل عن العسل فيه العشر؟ قال: نعم ، قيل: من كم يخرج؟ قال: من عشر قرب قربة.اهـ

كتبه/
بدر بن محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

١ صفر ١٤٣٨هـ