الرد على من زعم جواز أخذ شيء من الشعر والظفر لمن أراد أن يضحي

-الرد على من زعم جواز أخذ شيء من الشعر والظفر لمن أراد أن يضحي.

إنَّ الْحَمْدَ لِلهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِىَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
أما بعد،،

عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره) رواه مسلم(١٩٧٧)وفي رواية له(١٩٧٧) (فلا يمس من شعره وبشره شيئاً)
وفي رواية لابن أبي شيبة في المصنف(١٥٠٩٢)قالت أم سلمة رضي الله عنها: (فلا يأخذ من شعره شيئاً حتى يضحي)

دل هذا الحديث الصحيح ، أن مَن أراد أن يضحي سواء كان رجلاً أو امراةً ، إذا دخلت العشر الأول من ذي الحجة حرم عليه أخذ شيء من شعره وظفره وبشره حتى يذبح أضحيته، ولا يحرم عليه شيء سوى ذلك مما أحل الله له.

وأما حديث عمرة بنت عبدالرحمن أن زياد بن أبي سفيان كتب إلى عائشة رضي الله عنها أن عبدالله بن عباس رضي الله عنه قال: (من أهدى هدياً حرم عليه ما يحرم على الحاج حتى ينحر هديه) قالت عمرة: فقالت عائشة رضي الله عنها: (ليس كما قال ابن عباس ، أنا فتلت قلائد هدي رسول الله عليه الصلاة والسلام بيدي ثم قلدها رسول الله عليه الصلاة والسلام بيديه ثم بعثها مع أبي فلم يحرم على رسول الله عليه الصلاة والسلام شيء أحله الله له حتى نحر هديه)رواه البخاري(١٦١٣)ومسلم(١٣٢١)

فالمراد بقولها رضي الله عنها: (فلم يحرم على رسول الله عليه الصلاة والسلام شيء أحله الله له حتى نحر هديه).
أرادت به الجماع لا الشعر والظفر ، كما جاء ذلك صريحاً في رواية الشعبي عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت: (لقد كنت أفتل قلائد هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيبعث هديه إلى الكعبة، فما يحرم عليه مما حل للرجال من أهله، حتى يرجع الناس)رواه البخاري(٥٥٦٦)
فالنصوص يفسر بعضها بعض، ولا قول لأحد من الناس كائناً من كان مع قول رسول الله عليه الصلاة والسلام ، ومن القواعد المقررة عند أهل العلم (لا اجتهاد مع وجود النص)
قال تعالى: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم) وقال تعالى: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول: (ما نهيتكم عنه فاجتنبوه ، وما أمرتكم به فأفعلوا منه ما استطعتم فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم)رواه مسلم(١٣٣٧)

كتبه/
بدر بن محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بوزارة الشؤون الإسلامية

١ ذو الحجة ١٤٣٩هـ