@ السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية (١٩) @

السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية (١٩)
مسند الإمام أبي حنيفة رواية الحارثي
 مسند الإمام أبي حنيفة النعمان بن ثابت ، لم يصنفه هو رحمه الله ، إنما صنفه عبدالله بن محمد الحارثي ، جمع الأحاديث التي رواها أبو حنيفة عن شيوخه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ولم يرتبه الحارثي ، وقام بترتيبه المحدث محمد عابد السندي على الأبواب الفقهية.
– قال الحافظ الذهبي في السير(١٥/٤٢٥): 

مسند أبي حنيفة لم يصنفه هو إنما صنفه أبو محمد عبدالله بن محمد بن يعقوب الحارثي المشهور بعبدالله الأستاذ.اهـ
– عدة أحاديث مسند أبي حنيفة (٩١٥)

– وللإمام أبي حنيفة مسند آخر رواية الحافظ أبو نعيم الأصبهاني.
قال المحدث الكتاني في الرسالة المستطرفة(١٦):مسانيد أبي حنيفة تنسب إليه لكونها من حديثه وإن لم تكن من تأليفه.اهـ

كتبه/

بدر محمد البدر العنزي.

٢١/٣/١٤٣٧هـ

@ السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية (١٨) @

السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية(١٨)
كتاب مسند الدارمي

مسند الإمام الحافظ أبو محمد عبدالله بن عبدالرحمن بن الفضل بن بهرام التميمي

يعد من أمهات الكتب الحديثية ، واختلاف أهل العلم في اسم كتابه.

قيل سنن الدارمي ، وقيل مسند الدارمي ، وقيل جامع الدارمي.

ولا تعارض بين هذه الأقوال ، فهو مسند لأن أحاديثه مسندة ، وسنن لأنه مرتب على الأبواب الفقهية ، وجامع لأنه جمع أنواع الكتب كتاب الطهارة والصلاة والأشربة والرؤيا والعقائد وهكذا.

والمشهور تسميته بالمسند.

وكان الحافظ مغلطاي يسمي مسند الدارمي بصحيح الدارمي.

وفي تسميته بالصحيح نظر ، لأن الإمام الدارمي جملة ضعف من الأحاديث في مسنده.

قال الحافظ السيوطي في التدريب(١٢٧) قال الحافظ ابن حجر: لم أر لمغلطاي سلفاً في تسمية مسند الدارمي صحيحاً إلا قوله إنه رأه بخط المنذري.اهـ
– أسانيد الدارمي في مسنده:

أعلى ما عنده ثلاثيات ، وبلغت ثلاثياته (١٥) حديثاً.

وأنزل ما عنده من أسانيد تساعي 

وغالب أسانيده رباعية وخماسية.
– أكثر من روى عنه في مسنده:

أكثر راوٍ روى عنه في مسنده هو: الإمام الحافظ يزيد بن هارون ، فقد روى عنه ما يقارب (٣٥٤) حديث

وروى عن الإمام أحمد بن حنبل حديثاً واحداً مقروناً بغيره ، رقم(ح-١٩٠٧)
– عدة أحاديثه:

بلغت أحاديث الدارمي في مسنده (٣٥٣٨) حديث

وأثر ، عدد الأحاديث المرفوعة (١٨٧٨)

والآثار (١٦٦٠).
– عاداته في مسنده:

١- صدر مسنده بمقدمة نفيسة جداً اشتملت على أحاديث وآثار بالعقيدة والشمائل ودلائل النبوة وفضل العلم.
٢- من عاداته أنه يبين غريب الحديث

كقوله: (ح-٤) الصفي: الكثير اللبن

وقوله: (ح-٢٦٥) المذاييع: كثير الكلام.
٣- من عاداته يبين المهمل من الرواة.

كقوله(: ح-٩١٥) يعقوب- هو ابن القعقاع قاضي مرو.
٤- من عاداته يبين اسم من روي عنه بكنبته.

كقوله(ح-١٦٣٠) أبو الحوراء اسمه ربيعة بن شيبان

وقوله(ح-٢٥٧٣) أبو حمزة هو ميمون الأعور.
٥- ربما يذكر بلد شيخه أحياناً ليميزه.

كقوله(ح-٥٠) أخبرنا عبدالله بن عبدالحكم المصري

وقوله(ح-٢٦٣٤) أخبرنا معاذ بن هانئ من أهل البصرة.
٦- من عاداته أنه يذكر اختلاف الأئمة في أسماء الرواة ، ويهتم بضبط الأسماء.

كقوله(ح-٧٩٩) الناس يقولون:سهلة بنت سهيل 

وقال يزيد بن هارون: سهيلة بنت سهل.

وقوله(ح-٣٤٢٠) المغيرة بن سبيع، ومنهم من يقول:المغيرة بن سميع.

وقوله(ح-٢١٣٩) عمرو بن بيان إنما هو

عمر بن بيان.
٧- أحياناً يذكر حال الراوي

كقوله(ح-٦٨٨) عبدالكريم شبه المتروك

وقوله(ح-٢٧١٥)عثمان بن سعد ضعيف
٨- يبين أحياناً اسم من أبهم في المتن أحياناً.

كقوله(ح- ٢٣٥٥) عن أبي الهيثم بن نصر عن أبيه قال: كنت فيمن رجمه.

قال الدارمي: يعني ماعز بن مالك.
٩- ربما يذكر درجة الحديث أحياناً.

كقوله(ح-٧٦٨) ( التيمم ضربة للوجه والكفين)

قال الدارمي:صح إسناده.

وقوله( ٣٥١٨) قال سعد ابن أبي وقاص( إذا وافق ختم القرآن…)

قال الدارمي:هذا حسن.
١٠- من عاداته أنه يذكر الأحاديث المعلولة والضعيفة والمنسوخة والمصحفة وينص عليه أحياناً

كقوله(ح-٦٨٧)وهذا أصح من حديث عبدالكريم

وقوله(ح-١٢٣١)حديث الثوري أصح

وقوله(٢٤٣٧) عمر بن عبدالعزيز لم يلق عقبة.

وقوله(ح-٧٣٨)هذا حديث منسوخ.

وقوله(ح-٤٣) (وجعلت القدر على الأثاثي) قال الدارمي إنما هو الأثافي ولكن كذا.
١١- من عاداته أنه يذكر أقواله الفقهية.

كقوله(ح-٧٤٥)إذا نام قائماً ليس عليه وضوء.

وقوله(١٦٧٢)لا أرى في تعجيل الزكاة بأساً.
١٢- من عاداته أنه يختصر الحديث أحياناً

ويقطعه أحياناً مكتفياً بموضع الشاهد منه.
١٣- أحياناً يعقد الترجمة بآية أو لفظ حديث

كقوله:باب قوله تعالى(يوم تبدل الأرض)

كقوله:باب في الحلال بين والحرام بين.

وقوله:باب دع ما يريبك إلى ما لا يريبك.
١٤- من عاداته إذا كرر الحديث فإنه إما لزيادة في متنه وإما لطريق آخر.
١٥- من عاداته إذا روى عن شيخين أو حوّل من سند لآخر فإنه لا يبين لمن اللفظ إلا نادراً جداً

كقوله(ح-٢١٥٠)أخبرنا يزيد وسعيد واللفظ ليزيد.

كتبه

بدر محمد البدر العنزي

عضو الدعوة والإرشاد بحفر الباطن.

٢٠/٣/١٤٣٧هـ

@ حالات استعمال ماء رمزم في الطهارة @

– حالات استعمال ماء زمزم في الطهارة –

– الحالة الأولى: استعمال ماء زمزم في رفع الحدث. وله حالتان:

أولاهما: استعماله في الوضوء ، وهذا جائز عند أكثر أهل العلم.

لحديث علي رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام: (دعا بسجل من ماء زمزم ، فشرب منه وتوضأ)

رواه الفاكهي في أخبار مكة(١٠٧٩)

وحسنه الألباني في الإرواء(١/٤٥)
ثانيهما: استعماله في الغسل ، وهذا فيه خلاف ، والصحيح الجواز ، وبه قال أكثر أهل العلم

لحديث أبي جمرة الضبعي قال: كنت أُجالس ابن عباس بمكة فأخذتني الحمى فقال أبردها عنك بماء زمزم فإن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء أو قال بماء زمزم)

رواه البخاري (٣٢٦١)
قال الإمام ابن قدامة في المغني(١/٢٩):

ولا يكره الوضوء والغُسل بماء زمزم لأنه ماء طهور فأشبه سائر المياه ، وعنه يكره ، والأول أولى.اهـ
قال العلامة ابن ضويان في منار السبيل(١/٢٦):

ولا يكره الوضوء والغسل من ماء زمزم ، وعنه يكره الغسل ، وخص الشيخ تقي الدين الكراهة بغسل الجنابة.اهـ
– تنبيه:

قال ابن عباس رضي الله عنه: (لا أحلها-يعني زمزم-لمغتسل يغتسل في المسجد وهي لشارب ومتوضئ حل وبل)

رواه ابن أبي شيبة في المصنف(١/٤١) وإسناده صحيح.
قال الإمام ابن قدامة في المغني(١/٣٠):

قول ابن عباس لا يؤخذ بصريحه في التحريم ففي غيره أولى ، وشرفه لا يُوجب الكراهة لاستعماله ، كالماء الذي وضع فيه النبي عليه الصلاة والسلام كفه أو اغتسل منه.اهـ

– الحالة الثانية: استعمال ماء زمزم في إزالة النجاسة.

وهذا فيه خلاف بين أهل العلم

قيل يكره استعماله في إزالة النجاسة ،وهو قول الحنابلة وغيرهم ،

 قال العلامة ابن ضويان في منار السبيل(١/٢٦): ولا يكره ماء زمزم إلا في إزالة الخبث ، تعظيماً له.اهـ
وقيل يجوز استعماله في إزالة النجاسة ،

 قال العلامة ابن باز أحكام المسافر(٦):

ماء زمزم قد دلت الأحاديث الصحيحة على أنه ماء شريف مبارك.

وقد ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه و سلم قال في زمزم: (إنها مباركة إنها طعام طعم)

و زاد في رواية عن أبي داود بسند جيد: (وشفاء سقم).

فهذا الحديث الصحيح يدل على فضل ماء زمزم وأنه طعام طعم وشفا سقم وأنه مبارك.

والسنة: الشرب منه كما شرب النبي صلى الله عليه و سلم منه.

و يجوز الوضوء منه والاستنجاء وكذلك الغسل من الجنابة اٍذا دعت الحاجة اٍلى ذلك.

وقد ثبت عنه صلى الله عليه و سلم أنه نبع الماء من بين أصابعه: ثم أخذ الناس حاجتهم من هذا الماء 

ليشربوا ويتوضأوا وليغسلوا ثيابهم وليستنجوا كل هذا واقع.اهـ

كتبه/

بدر محمد البدر العنزي

عضو الدعوة والإرشاد بحفر الباطن.

١٨/٣/١٤٣٧هـ

@ سلسلة الألفاظ المنهية (١٩) @

سلسلة الألفاظ المنهية(١٩)
١- ( التهنئة برأس السنة)
التهنئة بقدوم رأس السنة أو الإحتفال بها

حرام عند عامة أهل العلم لا خلاف بينهم

وهو من التشبه بالكفار الذين نهينا عن التشبه بهم.
قال تعالى: ( وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً )

قال بعض السلف: (لا يشهدون الزور) يعني أعياد المشركين.
عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال:( من تشبه بقوم فهو منهم)

رواه أبو داود (٤٠٣١) وسكت عنه

قال شيخ الإسلام في الفتاوى(٢٥/٣٣١): حديث جيد.اهـ

وصحح إسناده ، الحافظ العراقي في تخريج الإحياء(١/٣٥٩)

وحسنه ، الحافظ ابن حجر العسقلاني في الفتح(١٠/٢٨٢) والعلامة الزرقاني في مختصر المقاصد(١٠١٢)

قال شيخ الإسلام في الإقتضاء(١/٥١٥): وهذا عمر نهى عن تعلم لسانهم، وعن مجرد دخول الكنيسة عليهم يوم عيدهم، فكيف بفعل بعض أفعالهم؟! أو فعل ما هو من مقتضيات دينهم؟ أليست موافقتهم في العمل أعظم من الموافقة في اللغة؟! أو ليس عمل بعض أعمال عيدهم أعظم من مجرد الدخول عليهم في عيدهم؟! وإذا كان السخط ينزل عليهم يوم عيدهم بسبب عملهم ، فمن يشركهم في العمل أو بعضه أليس قد تعرض لعقوبة ذلك؟ ثم قوله: واجتنبوا أعداء الله في عيدهم. أليس نهياً عن لقائهم والاجتماع بهم فيه؟ فكيف عن عمل عيدهم.اهـ
فالواجب على كل مسلم ومسلمة أن لا يحتفلوا بأعياد الكفار ، ولا يهنئوا الكفرة بأعيادهم ، ولا يقبلوا منهم هدية في هذا اليوم.
٢- (السلام على الكفار)
لا يجوز ابتدأ الكفرة بالسلام عند جماهير أهل العلم.

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: ( لا تبدؤوا اليهود ولا النصارى بالسلام فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه)

رواه مسلم (٢١٦٧)
قال العلامة الحجاوي في شرح منظومة الآداب

(١٩٥): فصل لا يجوز بداءة أهل الذمة بالسلام وهذا الذي عليه عامة العلماء سلفاً وخلفاً.اهـ

٣- ( إخواننا النصارى )
المسلم أخو المسلم وليس أخاً للكفرة.

عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه )

رواه البخاري (٢٣١٠)
قال العلامة ابن عثيمين في الشرح الممتع(١٤/٤١٥): ومن قال إن النصراني أو اليهودي أخ لي ، فهو مثلهم يكون مرتداً عن الإسلام ، لأن هؤلاء ليسوا أخوة لنا.اهـ
كتبه/

بدر محمد البدر العنزي.

١٤/٣/١٤٣٧هـ

@ السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية (١٧) @

السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية(١٧)
كتاب العلل الصغرى للترمذي

كتاب العلل الصغرى للإمام الحافظ أبي عيسى الترمذي ، كتاب صغير الحجم ، طُبع في آخر كتابه الجامع ، وفي بعض طبعات الجامع لم يطبع معها ، وطُبع مستقلاً.
ذكر الإمام الترمذي في العلل الصغرى عدة أمور

منها: أسانيده المتصلة للأئمة الذين نقل عنهم مسائل فقهية في جامعه كمالك والشافعي وأحمد وغيرهم.
– وبيّن أن كل أحاديث كتابه الجامع معمول بها سوى حديث ابن عباس (جمع النبي عليه الصلاة والسلام بين الظهر والعصر بالمدينة والمغرب والعشاء من غير خوف ولا سفر ولا مطر)

وحديث (النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال:إذا شرب الخمر فاجلدوه فإن عاد في الرابعة فاقتلوه).
– وبيّن في علله أن جرح الرواة ونقدهم من باب النصحية لا الغيبة.
– وذكر في علله بعض القواعد والفوائد المهمة في علم مصطلح الحديث والعلل والرجال.
– وذكر معنى قوله (حديث حسن)

قال في علله(١١) وما ذكرنا في هذا الكتاب (حديث حسن) فإنما أردنا به حُسن إسناده عندنا كل حديث يروى لا يكون في إسناده من يتهم بالكذب ولا يكون الحديث شاذاً ويروى من غير وجه نحو ذلك فهو عندنا حديث حسن.اهـ
– وذكر معنى (حديث غريب) عند الحفاظ ، وأطال الكلام فيه وبه ختم علله.

كتبه/

بدر محمد البدر العنزي.

١٤/٣/١٤٣٧هـ

@ السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية (١٦) @

السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية(١٦)
كتاب عمل اليوم والليلة لابن السني
كتاب عمل اليوم والليلة للإمام الحافظ أحمد بن محمد ابن السني ، كتاب جيد في الأدعية والأذكار.

قال الحافظ الذهبي في السير(١٦/٢٥٦): صنف ابن السني كتاب (يوم وليلة) وهو من المرويات الجيدة.اهـ
– بدأ كتابه في باب حفظ اللسان

وختمه في باب ما يقول إذا استعبر الرؤيا.
– عدد أحاديث الكتاب بلغت (٧٧٣) حديثاً.
– أكثر من روى عنهم في كتابه:

روى ابن السني في عمل اليوم والليلة عن الإمام الحافظ أبي يعلى الموصلي أكثر من مائة حديث ، وروى عن الإمام الحافظ النسائي أكثر من مائة حديث أيضاً.
– عاداته في كتابه:
– يميز الرواة بعضهم عن بعض أحياناً

مثاله:

قال ابن السني (ح٥٣٦): يحيى بن سعيد المديني ليس هو يحيى بن سعيد بن قيس.اهـ
– ومن عاداته يتكلم على الرواة جرحاً وتعديلاً وهذا قلة.

مثاله:

قال ابن السني (ح٧١٠): بشير بن حبيب السعدي-لا بأس به.اهـ

كتبه

بدر بن محمدالبدر العنزي

١٤٣٧/٣/١٤هـ

@ ما يقطع الصلاة بمروره @

– ما يقطع الصلاة بمروره –

يقطع صلاة المرء إذا لم يكن بين يديه سترة أربعة أشياء.
أولاً: المرأة البالغة.

ثانياً: الكلب الأسود.

ثالثا: الحمار.
عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (إذا قام أحدكم يصلي فإنه يستره إذا كان بين يديه مثل آخرة الرحل ، فإذا لم يكن بين يديه مثل آخرة الرحل ، فإنه يقطع صلاته الحمار والمرأة والكلب الأسود)

رواه مسلم (٥١٠)
ورواه ابن خزيمة في صحيحه(٨٣١) عن أبي ذر رضي الله عنه مرفوعاً: (تعاد الصلاة من ممر الحمار والمرأة والكلب الأسود)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (يقطع الصلاة المرأة والحمار والكلب ، ويقي ذلك مثل مؤخرة الرحل)

رواه مسلم (٥١١)
وعن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (يقطع الصلاة الكلب والمرأة الحائض) 

رواه ابن خزيمة في صحيحه(٨٣٢)

والمراد بالحائض يعني البالغة.
قال العلامة الشوكاني في نيل الأوطار(١/٤٩٤):

أحاديث الباب تدل على أن الكلب والمرأة والحمار تقطع الصلاة ، والمراد بقطع الصلاة إبطالها ، وقد ذهب إلى ذلك جماعة من الصحابة منهم: أبو هريرة وأنس وابن عباس في رواية عنه ، وحكي أيضاً عن أبي ذر وابن عمر ، وممن قال من التابعين بقطع الثلاثة المذكورة الحسن البصري وأبو الأحوص صاحب ابن مسعود ، ومن الأئمة أحمد بن حنبل.اهـ
ربعاً: الجني.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( إن عفريتًا من الجن تفلت البارحة ليقطع علي صلاتي ، فأمكنني الله منه فأخذته )

رواه البخاري(٤٦١) ومسلم(٥٤٣)
قال شيخ الإسلام في الفتاوى(٢١/١٥):

واختلف المتقدمون من أصحاب أحمد في الشيطان الجني إذا علم بمروره ، هل يقطع الصلاة؟ والأوجه: أنه يقطعها بتعليل رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وبظاهر قوله(يقطع صلاتي) ، لأن الأحكام التي جاءت بها السنة في الأرواح الخبيثة من الجن وشياطين الدواب

في الطهارة والصلاة في أمكنتهم وممرهم ، ونحو ذلك ، قوية في الدليل نصاً وقياساً ، ولذلك أخذ بها فقهاء الحديث ، ولكن مدرك علمها أثراً هو لأهل الحديث ، ومدركه قياساً: هو في باطن الشريعة وظاهرها ، دون التفقه في ظاهرها فقط.اهـ
– فائدة:
روى أبو داود في سننه (٧٠٤) حدثنا محمد بن إسمعيل مولى بني هاشم البصري حدثنا معاذ حدثنا هشام عن يحيى عن عكرمة عن ابن عباس قال أحسبه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا صلى أحدكم إلى غير سترة فإنه يقطع صلاته الكلب والحمار والخنزير واليهودي والمجوسي والمرأة ويجزئ عنه إذا مروا بين يديه على قذفة بحجر)

قال أبو داود في نفسي من هذا الحديث شيء كنت أذاكر به إبراهيم وغيره فلم أر أحدا جاء به عن هشام ولا يعرفه ولم أر أحدا يحدث به عن هشام وأحسب الوهم من ابن أبي سمينة يعني محمد بن إسمعيل البصري مولى بني هاشم والمنكر فيه ذكر المجوسي وفيه على قذفة بحجر وذكر الخنزير وفيه نكارة قال أبو داود ولم أسمع هذا الحديث إلا من محمد بن إسمعيل بن أبي سمينة وأحسبه وهم لأنه كان يحدثنا من حفظه.اهـ
قال العلامة الشوكاني في النيل(١/٤٩٥):حديث ابن عباس رضي الله عنه مرفوعاً ( يقطع الصلاة الخنزير واليهودي والمجوسي) لا يحتج به.اهـ

كتبه/

بدر محمد البدر العنزي

عضو الدعوة والإرشاد بالحفر.

١٢/٣/١٤٣٧هـ

@ حكم تهنئة الكفار ومشاركتهم أعيادهم @

التهنئة بقدوم رأس السنة أو الإحتفال بها
حرام عند عامة أهل العلم لا خلاف بينهم.

وهو من التشبه بالكفار الذين نهينا عن التشبه بهم.

-قال تعالى: {وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً}

-قال بعض السلف: (لا يشهدون الزور) يعني أعياد المشركين.

عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنه- أن النبي -ﷺ- قال:
«من تشبه بقوم فهو منهم»١.

-قال شيخ الإسلام:
“وهذا عمر نهى عن تعلم لسانهم، وعن مجرد دخول الكنيسة عليهم يوم عيدهم، فكيف بفعل بعض أفعالهم؟! أو فعل ما هو من مقتضيات دينهم؟ أليست موافقتهم في العمل أعظم من الموافقة في اللغة؟! أو ليس عمل بعض أعمال عيدهم أعظم من مجرد الدخول عليهم في عيدهم؟! وإذا كان السخط ينزل عليهم يوم عيدهم بسبب عملهم ، فمن يشركهم في العمل أو بعضه أليس قد تعرض لعقوبة ذلك؟ ثم قوله: واجتنبوا أعداء الله في عيدهم. أليس نهياً عن لقائهم والاجتماع بهم فيه؟ فكيف عن عمل عيدهم”٢.اهـ

-قال العلامة ابن عثيمين:
“وكذلك يحرم على المسلمين التشبه بالكفار بإقامة الحفلات بهذه المناسبة أو تبادل الهدايا أو توزيع الحلوى أو أطباق الطعام أو تعطيل الأعمال ونحو ذلك لقول النبي -ﷺ-:
«من تشبه بقوم فهو منهم».
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه: (اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم): مشابهتهم في بعض أعيادهم توجب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل ، وربما أطمعهم ذلك في انتهاز الفرص واستذلال الضعفاء” انتهى كلامه.
ومن فعل شيئا من ذلك فهو آثم سواء فعله مجاملة أو توددا أو حياء أو لغير ذلك من الأسباب ؛ لأنه من المداهنة في دين الله ومن أسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم بدينهم”٣.اهـ

فالواجب على كل مسلم ومسلمة أن لا يحتفلوا بأعياد الكفار، ولا يهنئوا الكفرة بأعيادهم، ولا يقبلوا منهم هدية في هذا اليوم.

ــــــــ
١- رواه أبو داود (٤٠٣١) وسكت عنه،  وقال شيخ الإسلام في الفتاوى (٢٥/٣٣١): حديث جيد.اهـ ، وصحح إسناده الحافظ العراقي في تخريج الإحياء(١/٣٥٩) ،وحسنه الحافظ ابن حجر العسقلاني في الفتح(١٠/٢٨٢) والعلامة الزرقاني في مختصر المقاصد(١٠١٢)
٢- الإقتضاء (١/٥١٥).
٣- الفتاوى (٣/٤٤).

كتبه/ بدر محمد البدر العنزي.

١٤٣٧/٣/١٢هـ

@ السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية (١٥) @

السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية(١٥)

– عمل اليوم والليلة للنسائي –
كتاب عمل اليوم والليلة للإمام الحافظ أحمد بن شعيب النسائي صاحب السنن ، كتاب في الأذكار ، طبع مع السنن الكبرى ، ثم أُفرد في كتاب مستقل.

رُوي كتاب عمل اليوم والليلة ، من طريق أبي محمد الباجي عن ابن الأحمر وابن سيار مع السنن الكبرى ، ورُوي من طريق بعض الرواة مستقلاً.

قال الحافظ الذهبي في السير(١٤/١٢٥):كتاب عمل اليوم والليلة للنسائي هو من جملة السنن الكبير في بعض النسخ.اهـ

وكذا قال الحافظ السخاوي في القول المعتبر(٣٢).
– عدة أحاديث كتاب عمل اليوم والليلة.
بلغت أحاديثه (١١٧٩) حديث.

وفيه زوائد عزاها المزي في تحفة الأشراف للنسائي في اليوم والليلة بلغت (٢٧) حديثاً.

عادات النسائي في عمل اليوم والليلة:
١- بدأ الكتاب بقوله: ذكر ما كان النبي عليه الصلاة والسلام يقول إذا أصبح.

ثم ساق جملة من الأحاديث في أذكار الصباح.

وختم كتابه بقوله:ذكر خبر أبي سعيد في فضل لا إله إلا الله.
٢- من عاداته يتكلم على علل الأحاديث أحياناً.
٣- ومنها يتكلم على الرواة حرجاً وتعديلاً أحياناً.

كقوله (١٦٥): ليس في موالي ابن عباس ضعيف إلا شعبة مولى ابن عباس.

وقوله ( ٢٢ ): جفعر بن ميمون ليس بالقوي في الحديث وأبو عامر العقدي ثقة.
٤- ومنها استعماله صيغة (أخبرنا وأخبرني) في أداء الأحاديث ، إلا في روايته عن الحارث بن مسكين فإنه يقول: أخبرنا الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع أو قرئ على الحارث بن مسكين وأنا أسمع.
٥- ومنها يرى جواز اقتصار الأحاديث.

كتبه/

بدر محمد البدر العنزي.

١٠/٣/١٤٣٧هـ

@ موجبات الغسل المجمع عليها @

– موجبات الغسل المجمع عليها –

١- خروج المني بلذة ، يقظة أو احتلاماً.
قال الإمام ابن قدامة في المغني(١/٢٦٦):

خروج المني الدافق بشهوة يُوجب الغسل من الرجل والمرأة في يقظة أو في نوم ، وهو قول عامة الفقهاء ، قاله الترمذي ، ولا نعلم فيه خلافاً.اهـ
وقال الحافظ النووي في شرح مسلم(١/٣١٩):

إعلم أن الأمة مجمعة الآن على وجوب الغسل بالجماع وإن لم يكن معه إنزل وعلى وجوبه بالإنزال.اهـ
وقال العلامة الشوكاني في الدراري المضية(٤٧):

لا أعلم في ذلك خلافاً.اهـ
وقال العلامة ابن ضويان في منار السبيل(١/٥٣):

هذا قول عامة الفقهاء حكاه الترمذي ، قال في الشرح: لا نعلم فيه خلافاً.اهـ
٢- تغييب الحشفة في الفرج وإن لم ينزل.
قال الإمام ابن قدامة في المغني(١/٢٧١):

تغييب الحشفة في الفرج ، موجب للغسل ، سواء كانا مُختتنين أو لا ، وسواء أصاب موضع الختان منه موضع ختانها أو لم يُصبه ، واتفق الفقهاء على وجوب الغسل في هذه المسألة إلا ما حُكي عن داود أنه قال: لا يجب.اهـ
وقال الحافظ النووي في شرح مسلم(١/٣١٩):

إعلم أن الأمة مجمعة الآن على وجوب الغسل بالجماع وإن لم يكن معه إنزل.اهـ
وقال العلامة السعدي في شرح العمدة(٥٨):

إيلاج الحشفة في الفرج وإن لم ينزل ، موجب الغسل بالإجماع.اهـ
٣- انقطاع دم الحيض.
قال العلامة الشوكاني في الدراري المضية(٤٨):

وأما وجوبه بالحيض فلا خلاف في ذلك.اهـ
وقال العلامة ابن ضويان في المنار(١/٥٤): قال في المغني: لا خلاف في وجوب الغسل به.اهـ
٤- انقطاع دم النفاس.
قال العلامة الشوكاني في الدراري البهية(٤٨):

وقع الإجماع على وجوبه بالنفاس.اهـ
وقال العلامة ابن ضويان في المنار(١/٥٤): قال في المغني: لا خلاف في وجوب الغسل به.اهـ

٥- الموت.
قال العلامة الشوكاني في الدراري البهية(٤٨):

أما وجوب الغسل بالموت ، فالمراد وجوب ذلك على الأحياء إذ لا وجوب بعد الموت من الواجبات المتعلقة بالبدن أي يجب على الأحياء أن يغسلوا من مات ، وقد حكى النووي الإجماع على وجوب غسل الميت.اهـ
وقال العلامة السعدي في شرح العمدة(٥٨):

الموت موجب الغسل بالإجماع.اهـ

كتبه/

بدر محمد البدر العنزي

عضو الدعوة والإرشاد بالحفر
١٠ / ٣ / ١٤٣٧هـ