@ السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية (٢٥) @

السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية(٢٥)
      – الجامع الصغير للسيوطي –

– كتاب الجامع الصغير من حديث البشير النذير للحافظ جلال الدين السيوطي

كتاب ضخم حوى ألاف الأحاديث النبوية ، رتبه مصنفه على الحروف الأبجدية.
قال الحافظ السيوطي في مقدمة الجامع الصغير(١/٣١): هذا كتاب أودعت فيه من الكلم النبوية ألوفاً ، ومن الحكم المصطفوية صنوفاً ، اقتصرت فيه على الأحاديث الوجيزة ولخصت فيه من معادن الأثر إبريزه وبالغت في تحرير التخريج فتركت القشر وأخذت اللباب وصنته عما تفرد به وضاع أو كذاب ففاق بذلك الكتب المؤلفة في هذا النوع كالفائق والشهاب وحوى من نفائس الصناعة الحديثية ما لم يودع قبله في كتاب ، ورتبته على حروف المعجم مراعياً أول الحديث فما بعده تسهيلاً على الطلاب ، وسميته: (الجامع الصغير من حديث البشير النذير) لأنه مقتضب من الكتاب الكبير الذي سميته (جمع الجوامع) وقصدت فيه جمع الأحاديث النبوية بأسرها.اهـ
منهج السيوطي في الحامع:

يذكر الأحاديث حسب الحروف الأبجدية مع بيان درجة كل حديث ، فإذا كان الحديث صحيحًا يرمز له بـ (صحـ) وإذا كان حسنًا يرمز له بـ (ح) وإذا كان ضعيفًا يرمز له بـ (ض) ، ويذكر شواهد كل حديث.
مثاله:

١- (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى…).

(ق،٤) عن عمر بن الخطاب ، (حل ، قط) في غرائب مالك عن أبي سعيد ، وابن عساكر في أماليه عن أنس ، والرشيد العطار في جزء من تخريجه عن أبي هريرة.اهـ
٢- (آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح فيقول الخازن من أنت؟ فأقول:محمد ، فيقول: بك أُمرت أن لا أفتح لأحد قبلك)

(حم ، م) عن أنس (صحـ)
٣- (آخر من يدخل الجنة رجل يقال له(جهينة) فيقول أهل الجنة: عند جهينة الخبر اليقين)

(خط) في رواة مالك عن ابن عمر (ض)
تنبيه:

قال العلامة المناوي في فيض القدير(١/٥٩):

كان ينبغي له – أي المؤلف – أن يعقب كل حديث بالإشارة بحاله بلفظ صحيح أو حسن أو ضعيف

في كل حديث ، فلو فعل ذلك كان أنفع وأصنع ولم يزد الكتاب إلا وريقات لا يطول بها ، وأما ما يوجد في بعض النسخ من الرمز إلى الصحيح والحسن والضعيف بصورة رأس صاد و حاء وضاد ، فلا ينبغي الوثوق به لغلبة تحريف النساخ على أنه وقع له ذلك في بعض دون بعض كما رأيته بخطه فكان المتعين ذكر كتابة صحيح أو حسن أو ضعيف في كل حديث.اهـ
قلت: هو كما قال المناوي ، ومثال ذلك:

قال السيوطي في الجامع الصغير(٨٩٣٧)

(من قرأ يس ابتغاء وجه الله غفر له ما تقدم من ذنبه فاقرؤوها عند موتاكم ). (هب) عن معقل بن يسار.

جاء في فيض القدير للمناوي (٦/٢٤٦) صحـ

يعني صحيح.اهٓ

وفي التنوير للصنعاني(١٠/٣٥٣): ض

قال الصنعاني: رمز المصنف لضعفه.اهـ
وبسبب هذا الإختلاف ، حذف المحدث الألباني أحكام الحافظ السيوطي ولم يثبتها في تحقيقه للجامع.
– عدة أحاديثه:

بلغت أحاديث الجامع (١٠٠٣١) حديث.
– الاتنقادات على كتاب الجامع:

من الإنتقادات على الكتاب ، إيراد السيوطي جملة ليست بقليلة من الأحاديث الضعيفة والمنكرة بل والموضوعة.

قال العلامة المناوي في فيض القدير(١/٥٩):

وقد أكثر المؤلف في هذا الجامع من الأحاديث الضعيفة ، قال ابن مهدي: لا ينبغي الاشتغال بكتابة أحاديث الضعفاء ، وقال ابن المبارك: لنا في صحيح الحديث شغل عن سقيمه.اهـ
– شروحات الجامع الصغير:

أشهر شروحات الجامع وأجودها ، شرح العلامة محمد عبدالرؤوف المناوي المسمى بـ ( فيض القدير شرح الجامع الصغير ).
وشرحه المحدث محمد بن إسماعيل الصنعاني

وسماه ( التنوير شرح الجامع الصغير )

وهو كتاب نافع ، غالب ما فيه مأخوذ من كتاب فيض القدير للمناوي.

كتبه/

بدر بن محمد البدر العنزي

عضو الدعوة والإرشاد بحفر الباطن

١٥/٤/١٤٣٧هـ

@ السلسة التعريفية بالكتب الحديثية (٢٤) @

السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية(٢٤)
– سنن ابن ماجه 
كتاب السنن للإمام الحافظ أبو عبدالله محمد بن يزيد القزويني ، المعروف بابن ماجه.

وماجه بالهاء وقفاً ووصلاً ، قال الحافظ ابن حجر في التهذيب (٥/٣١٦): ماجه لقب يزيد وأنه بالتخفيف اسم فارسي.اهـ
– عدد أحاديث سننه:

قال العلامة الزركشي في النكت على المقدمة(٦٧): قال أبو الحسن ابن القطان صاحب ابن ماجه: عدة أحاديث كتاب ابن ماجه أربعة ألاف.اهـ
– قلت: أحاديث سنن ابن ماجه (٤٣٤١) حديثاً

منها(٣٠٠٢) أخرجها بقية أصحاب الكتب الستة كلهم أو بعضهم.

ومنها(١٣٣٩) تفرد بها ابن ماجه عن بقية أصحاب الكتب الستة وهي زوائده.

وهذه الزوائد فيها الصحيح والحسن والضعيف والمنكر والموضوع، وقيل كل زوائده ضعيفة، والقول الأول أصح.

وقد اعتنى بزوائده الحافظ شهاب الدين البوصيري في كتاب مصباح الزجاجة على زوائد ابن ماجه.

وللعلامة السندي حاشية جيدة على سنن ابن ماجه.
– أسانيد ابن ماجه في سننه:

أعلى ما وقع لابن ماجه في سننه ثلاثيات

وهي خمس ثلاثيات 

أحدها في كتاب الطب باب الحجامة

وآخر في كتاب الزهد باب صفة

 أمته عليه الصلاة والسلام

وآخر في كتاب الأطعمة باب الشواء

وآخر في كتاب الأطعمة باب الضيافة

وآخر في كتاب الأطعمة باب الوضوء عند الطعام.
كلها من طريق: جبارة بن المُغلس عن كثير بن سليم عن أنس

وهي من زوائده

وجبارة بن المُغلس ضعيف لم يرو عنه سوى ابن ماجه

وكثير بن سليم ضعيف لم يرو عنه سوى ابن ماجه.
وبقية أسانيده رباعيات وخماسيات وسداسيات وأنزل ما عنده تساعي.

– عاداته في سننه:

١- صدر سننه بمقدمة نفيسة ذكر فيها أبواب في الحث على اتباع السنة وتعظيم حديث

رسول الله صلى الله عليه وسلم والتغليظ على من عارضه واتباع سنة الخلفاء واجتناب البدع والجدل وأبواب في الإيمان والقدر وفضائل الصحابة وذكر الخوارج والجهمية وغير ذلك

وختم سننه بكتاب الزهد.
٢- غالب ما في سننه أحاديث الأحكام وقد رتبه على الأبواب الفقهية وترجم لأحاديثه بتراجم نفيسة واضحة المعنى كثيرة الفوائد كقوله (باب ما جاء في الوضوء على أمر الله تعالى) و (باب ما جاء في الزينة يوم الجمعة) 

وكان يكثر من قوله (باب النهي عن كذا) أو (باب ما جاء في كذا) وهكذا.
٣- من عاداته أنه يعقد الترجمة ثم يسوق الأحاديث المتعلقة بالترجمة متتابعة

كقوله ( باب النهي عن البول في الماء الراكد)

وساق حديث جابر وحديث أبي هريرة وحديث ابن عمر في النهي. وهكذا في سائر الأبواب.
٤- الأحاديث المكررة في سننه ليست كثيرة

وأحياناً إذا كرر الحديث اكتفى بالسند ويقول:مثل حديث فلان،

 وإذا كرر الحديث في الباب كان بالمكرر زايادات نفيسة غير موجودة في الحديث السابق.
٥- غالباً يصدر الترجمة بما صح عنده من الأحاديث فإن لم يكن في الباب حديث صحيح صدره بحديث حسن فإن لم يكن فبحديث ضعيف.
٦- غالب أحاديثه مرفوعة إلى النبي عليه الصلاة والسلام وعنده أثار موقوفة لكنها قليلة جداً.
٧- روى أحاديث عن مدلسين بالعنعنة وعن ضعفاء ومتروكين وكذابين وهذا كان سبباً في نقد العلماء لسننه.
٨- ومن عاداته أنه يبين غريب الحديث أحياناً:

كقوله (ح-٧٠٣) عن ابن مسعود رضي الله عنه قال جدب لنا رسول الله عليه الصلاة والسلام بعد العشاء.

قال ابن ماجه: يعني زجرنا عنه ، نهانا عنه.اهـ
وحديث(ح-٧٥٦)عن أنس رضي الله عنه قال: (وفي البيت فحل من هذه الفحول)

قال ابن ماجه: الفحل هو الحصير الذي اسود.اهـ
٩- ومن عاداته: ربما ذكر فقه الحديث وهذا على قلة.
١٠- ومنها: ربما تكلم على الرجال وهذا على قلة.

كقوله(ح-٦١) حدثنا علي بن محمد حدثنا وكيع حدثنا حماد بن نجيح ، وكان ثقة.
١١- ومنها: ربما تكلم على علة الحديث وهذا على قلة

كقوله(ح-٣٧٣) عن الحكم بن عمرو رضي الله عنه (أن رسول الله عليه الصلاة والسلام نهى أن يتوضأ الرجل بفضل وضوء المرأة)

وعن عبدالله بن سرجس رضي الله عنه (نهى رسول الله عليه الصلاة والسلام أن يغتسل الرجل بفضل وضوء المرأة والمرأة بفضل الرجل..)

قال ابن ماجه: الصحيح هو الأول والثاني وهم.
١٢- إذا روى عن شيخين أو أكثر لا يبين لمن اللفظ إلا نادرا.

كقوله(ح-٦٤١): حدثنا أبوبكر ابن أبي شيبة وعلي بن محمد قالا حدثنا وكيع عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن النبي عليه الصلاة والسلام قال لها وكانت حائضاً(انقضي شعرك واغتسلي)

قال ابن ماجه: قال علي في حديثه (انقضي رأسك).

كتبه

بدر بن محمد البدر العنزي

عضو الدعوة والإرشاد بحفر الباطن.

١٢/٤/١٤٣٧هـ

@ السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية (٢٣) @

السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية(٢٣)

كتاب اللؤلؤ والمرجان

كتاب اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان

للأستاذ/ محمد فؤاد عبدالباقي.

جمع فيه مصنفه الأحاديث التي اتفق عليها الشيخان الإمامان البخاري ومسلم.
قال عبدالباقي في مقدمة كتابه(١/٥): ترتيب صحيح مسلم هو الترتيب الذي توخيته وارتضيته ، فأخذت منه أسماء كتبه ، وأبوابه مع أرقامها ، ومن صحيح البخاري نص الحديث الذي وافقه مسلم عليه.

وبينت عقب سرد كل حديث موضعه من صحيح البخاري بذكر اسم الكتاب وعنوان الباب مع أرقامها.اهـ
تنبيه:

الأبواب التي اعتمدها الأستاذ عبدالباقي

هي أبواب الحافظ النووي وليست للإمام مسلم

فإن الحافظ النووي لما شرح صحيح مسلم وضع الأبواب والتراجم ، فظن الأستاذ عبدالباقي أنها من صنيع الإمام مسلم وليس كذلك ، فإن صحيح مسلم مجرد منها.

وقيل إن الأبواب التي وضعها الحافظ النووي في شرحه لصحيح مسلم ، على فقه الإمام الشافعي.
– عدة أحاديث اللؤلؤ والمرجان:

بلغت أحاديثه (١٩٠٦) حديث.
– عاداته في كتابه:

يعقد الترجمة ، ثم يسوق الحديث ، ويبين موضعه في صحيح البخاري دون صحيح مسلم.

مثاله:

باب تغليظ الكذب على رسول الله عليه الصلاة والسلام.

١- حديث علي: قال النبي عليه الصلاة والسلام

:(لا تكذبوا علي ، فإنه من كذب علي فليلج النار)

أخرجه البخاري في(٣)كتاب العلم ، (٣٨)باب إثم من كذب على النبي عليه الصلاة والسلام.
٢- حديث أنس قال: إنه ليمنعني أن أحدثكم كثيرًا أن النبي عليه الصلاة والسلام

قال:(من تعمد علي كذباً فليتبوأ مقعده من النار)

أخرجه البخاري في(٣)كتاب العلم ، (٣٨)باب إثم من كذب على النبي عليه الصلاة والسلام.

كتبه

بدر بن محمد البدر العنزي

عضو الدعوة والإرشاد بحفر الباطن.

١١/٤/١٤٣٧هـ

@ السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية (٢٢) @

السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية(٢٢)
 – مسند عبد بن حميد –
مسند الإمام الحافظ عبد بن حُميد بن نصر

وقيل: عبدالحميد بن حميد ، قاله الإمام البخاري كما في البداية والنهاية للحافظ ابن كثير(٨/٦٨٩)

وبه جزم الإمام ابن حبان في الثقات(٨/٤٠١)

وقال الحافظ الذهبي في تاريخ الإسلام(٦/٤٨٩):عبد بن حميد اسمه عبدالحميد ولكن خفف.اهـ
– التعريف بمسنده:

عبد بن حميد له مسندان ، المسند الكبير والمسند الصغير ، أما الكبير فلا نعلم عنه شيئاً،

والمسند الصغير يسمى المنتخب ، قيل انتخبه من المسند الكبير ، وسمعه منه إبراهيم الشاشي

طبع مرارًا في مجلد لطيف ، وهو خالٍ من مسانيد كثير من الصحابة منهم عبدالله بن مسعود رضي الله عنه.
قال الذهبي في تاريخ الإسلام(٦/٤٨٩): صنف المسند الكبير الذي وقع لنا منتخبه والتفسير وغير ذلك.
– عدة أحاديثه:

بلغت أحاديث مسنده (١٥٩٤) حديث مع المكرر.

وأكثر من روى عنه من الصحابة:

أنس بن مالك رضي الله عنه ، روى عنه (٢٥٩) حديث.
وأكثر من روى عنه من الشيوخ:

عبدالرزاق الصنعاني روى عنه (١٦٥) حديث

ثم يزيد بن هارون روى عنه (١٤٥) حديث ، وربما روى عن يزيد بواسطة ابن أبي شيبة (ح٩٩٨)(ح١٣٨٤)

ثم ابن أبي شيبة روى عنه (١٤١) حديث 
– أسانيده:

 أعلى ما عنده من الأسانيد ثلاثيات بلغت ما يقارب (٥٠) حديثاً أكثرها رواها عن يزيد بن هارون عن حميد الطويل عن أنس رضي الله عنه.

وأنزل ما عنده من الأسانيد ثمانيات بلغت ما يقارب (٤٣) حديثاً.
– عاداته في مسنده:

١- رتب مسنده على مسانيد الصحابة بدأه بمسند الخلفاء الأربعة ثم مسانيد باقي الصحابة وختمه بمسند النساء وأوله مسند أمهات المؤمنين.
٢- من عاداته: يسوق كل أحاديث التابعي الذي رواها عن الصحابي في موضع واحد غالباً.
٣- من عاداته: يسوق كل أحاديث شيخه في موضع واحد غالباً.
٤- في مسند أبي سعيد الخدري ، ساق بعض الأحاديث التي رواها أبو سعيد الخدي وأبو هريرة رضي الله عنهما ، معاً.
٥- ومن عاداته: لا يذكر علل الأحاديث إلا نادراً جداً.

مثاله:

قال عبد بن حميد في مسنده(ح-٨١٥): أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا همام بن يحيى عن قتادة عن أبي الصديق الناجي عن ابن عمر رضي الله عنه مرفوعاً: (إذا وضع موتاكم في القبر فقولوا بسم الله).

قال عبد بن حميد: قال يزيد لم يرفع هذا الحديث أحد غير همام.
٦- ومنها: لا ينسب المهمل من شيوخه إلا نادراً

كقوله (ح-١١٠): حدثنا حسين الجعفي وهو ابن علي.
٧- ومنها: إذا روى الحديث عن أكثر من شيخ ، ولا يبين لمن اللفظ.

كقوله(ح-٢٦٤): حدثنا يعلى ومحمد ابنا عبيد قالا ثنا يوسف بن صهيب.

وقوله(ح-٢٦٩): حدثناعفان بن مسلم و أبو الوليد قالا حدثنا حماد.

وقوله(ح-٦٣٧): حدثنا أبو نعيم وسليمان بن داود ومسلم بن إبراهيم عن شعبة.
٨- ومنها: يرى جواز اختصار الحديث

كحديث(٤١٧).
٩- ومنها: أحيانًا يدخل مسند صحابي في مسند صحابي آخر.

كقوله(ح-٦٣٠): في مسند ابن عباس، قال أبو الزبير عن جابر رضي الله عنه مرفوعاً: (لا ترفع القصعة حتى تلعقها).
١٠- ومنها: أحياناً يسوق الإسناد ويعقبه بقوله: وبالإسناد عن ابن عمر(ح٧٤٧)

وبالإسناد عن جابر(ح١١١٧) ثم يسوق المتن .

كتبه

بدر بن محمد البدر العنزي

عضو الدعوة والإرشاد بحفر الباطن

١١/٤/١٤٣٧هـ

@ الطليعة في الرد على الحدادية (٢) @

الطليعة في الرد على الحدادية(٢)

* الأصل الثاني:

رمي مخالفهم بالبدعة.

من أصول الحدادية رميهم كل مخالف لهم بالبدعة ، لا سيما بدعة الإرجاء ، فتجدهم يتهمون كبار العلماء بأنهم مرجئة ، كما يفعل الخوارج قديمًا وحديثًا ، فإن الخوارج يتهمون كبار العلماء بأنهم مرجئة.
روى أبو عثمان النيسابوري عن إسحاق بن راهوية قال:

“قدم عبدالله بن المبارك ، الري. فقام إليه رجل من العباد ، الظن به أنه يذهب مذهب الخوارج ، فقال له: يا أبا عبدالرحمن ما تقول فيمن يزني ويسرق ويشرب الخمر؟

قال: لا أخرجه من الإيمان.

فقال: يا أبا عبدالرحمن على كبر السن صرت مرجئًا؟

قال ابن المبارك: لا تقبلني المرجئة ، المرجئة تقول: حسناتنا مقبولة ، وسيئاتنا مغفورة ، ولو علمت أني قبلت مني حسنة لشهدت أني في الجنة”١.اهـ
-ورمي المسلم بما ليس فيه ، 

أمر عظيم ليس بالهين ، وعقوبته وخيمة يوم القيامة ، كما جاء عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله -ﷺ- يقول:

«مَن قال في مؤمن ما ليس فيه ، أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال»٢.
قلت: (ردغة الخبال) عصارة أهل النار ، كما جاء في مسند أحمد(٢/٧٠) (سُئِلَ النبي -ﷺ- : وما ردغة الخبال؟ قال: عصارة أهل النار).
– فكيف يهنأ أصحاب محمود الحداد ، وهم يتهمون العلماء زورًا وبهتانًا ، بما ليس فيهم

والله الموعد.
ـــــــــ

١- في عقيدة السلف(٢٧٣).

٢- رواه أبو داود(٣٥٩٧) والحاكم(٢٢٢٢) وقال:صحيح الإسناد.

وصححه الألباني في صحيح الجامع(٦١٩٦).
كتبه/

بدر بن محمد البدر العنزي

عضو الدعوة والإرشاد بحفر الباطن.

          ١٤٣٧/٤/٧ه

@ طليعة الرد على الحدادية (1)@

– طليعة الرد على الحدادية –

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله ومن والاه وبعد:
فهذه طليعة يسيرة أردت منها بيان حال فرقة الحدادية غلاة التكفير والتبديع والتفسيق ، ليحذر منهم ومن مذهبهم المنحرف ، ويتقيهم كل مَن لا يعرفهم ، أو مَن يُحسن الظن فيهم.

وهذه الفرقة التي أسسها المدعو/ محمود الحداد المصري ، لها أصول كثيرة.

من هذه الأصول:
– الأصل الأول: الطعن بالعلماء.

من علامات الحدادية ، الطعن في العلماء الأكابر

فتجدهم يطعنون في العلماء ، إما بالتكفير أو التبديع أو التفسيق أو الاستهزاء والسخرية.

وهذا خلاف ما عليه أهل السنة والجماعة.
فإن علامة أهل السنة ، حبهم لعلماء أهل السنة ، والترحم عليهم وتوقيرهم ، والاعتراف بفضلهم ، ومعرفة قدرهم ، والاعتذار لهم إذا وقع منهم خطأ أو زلل.
عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: ( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ويأمر بالمعروف وينه عن المنكر ويعرف لعالمنا حقه)

رواه أحمد(١/٢٥٧) والترمذي(١٩٨٦) وصححه ابن حبان(١٩١٣)

وله شاهد عن عبدالله بن عمرو ، رواه أحمد(٢/٢٠٧) والترمذي(١٩٨٥)وصححه

وله شاهد آخر عن عبادة بن الصامت ، رواه أحمد(٥/٣٢٣) والحاكم(١/١٢٢)
قال طاوس رحمه الله: ( من السنة أن يوقر أربعة: العالم وذو الشيبة والسلطان والوالد )

ذكره البغوي في شرح السنة(١٣/٤٣)
وقال الإمام أبو عثمان النيسابوري في عقيدة السلف(٣٠٧): وإحدى علامات أهل السنة : حبهم لأئمة السنة وعلمائها وأنصارها وأوليائها.اهـ

وعلامة أهل البدعة ، الطعن بعلماء أهل السنة.
قال أبو إسماعيل الترمذي: سمعت الإمام أحمد وقال له رجل: إن رجلاً قال: إن أصحاب الحديث قوم سوء ، فقال أحمد: هذا زنديق.

(الآداب الشرعية لابن مفلح-٢/٤٠)
وقال الإمام أبو حاتم الرازي: علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر.

(شرح أصول الاعتقاد للاكائي-٢/١٧٩)
وقال الإمام أبو عثمان النيسابوري في عقيدة السلف (٢٩٩): وعلامات البدع على أهلها ظاهرة بادية وأظهر آياتهم وعلاماتهم شدة معاداتهم لحملة أخبار النبي عليه الصلاة والسلام واحتقارهم لهم وتسميتهم إياهم: حشوية وجهلة وظاهرية ومشبهة ، اعتقاداً منهم في أخبار رسول الله عليه الصلاة والسلام أنها بمعزل عن العلم وأن العلم ما يلقيه الشيطان إليهم ، من نتائج عقولهم الفاسدة ، ووساوس صدورهم المظلمة وهواجس قلوبهم الخالية من الخير العاطلة وحججهم بل شبههم الداحضة الباطلة.اهـ
– والطعن في العلماء الربانيين له مفاسد كثيرة

جدًا ، من هذه المفاسد:
أولاً: أنه محاربة لله سبحانه وتعالى.

 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: ( إن الله قال: من عادي لي ولياً فقد آذنته بالحرب)

رواه البخاري(٦٥٠٢)
قال الحافظ ابن حجر في الفتح(١١/٤٣٠):

قوله: ( من عادي لي ولياً) المراد بولي الله العالم بالله المواظب على طاعته المخلص في عبادته ، وقد استشكل وجود أحد يعاديه لأن المعاداة إنما تقع من الجانبين ومن شأن الولي الحلم والصفح عمن يجهل عليه ، وأُجيب بأن المعاداة لم تنحصر في الخصومة والمعاملة الدنيوية مثلاً بل قد تقع بغض ينشأ عن التعصب كالرافضي في بغضه لأبي بكر ، والمبتدع في بغضه للسني فتقع المعاداة من الجانين.اهـ
ثانياً: أن الطعن في العلماء ، طعن في العلم الذي ورثوه ، لأن العلماء هم ورثة الأنبياء ، ورثوا العلم وعملوا به علموه ، والطعن بهم طعن بالعلم الذي حملوه.
عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: ( إن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا ، ورَّثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر )

رواه أبو داود (٣٦٤١) والترمذي(٢٦٨٢) واللفظ له وصححه الألباني في صحيح أبي داود(٢/٦٩٤)

ثالثاً: أن الطعن في العلماء ، مخالف للنصوص الشرعية الدالة على فضلهم وعلو مكانتهم وقدرهم.
قال تعالى: ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ).
وقال تعالى: ( يَرْفَعِ اللهُ الَّذينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ )
 وقال تعالى: (فاسألوا أهل الذِّكر إنْ كنتم لا تَعلمون).
وقال تعالى: ( إنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ )
وقال تعالى: (شهد الله أنه لاإله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لاإله إلا هو العزيز الحكيم)
قال الإمام ابن القيم في مفتاح دار السعادة(٤٨): استشهد سبحانه بأولى العلم على أجلّ مشهود عليه وهو توحيده ، فقال: ( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط )

وهذا يدل علي فضل العلم وأهله من وجوه:

أحدها: استشهادهم دون غيرهم من البشر. 

والثاني: اقتران شهادتهم بشهادته. 

والثالث: اقترانها بشهادة ملائكته.

والرابع: أن في ضِمن هذا تزكيتهم وتعديلهم .

فإن الله لا يستشهد من خلقه إلا العدول ومنه الأثر المعروف عن النبى صلى الله عليه وسلم ( يحمل هذا العلم من كل خلفٍ عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ).

السادس: أنه سبحانه استشهد بنفسـه وهـو أجَلّ شاهـد ثم بخيار خلقه وهم ملائكته والعلماء من عباده ، ويكفيهم بهذا فضلا وشرفاً.اهـ
عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: ( إِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِى السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِى الأَرْضِ وَالْحِيتَانُ فِى جَوْفِ الْمَاءِ، وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ ، وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ وَإِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ )

رواه أبو داود (٣٦٤١) والترمذي(٢٦٨٢) واللفظ له وصححه الألباني في صحيح أبي داود(٢/٦٩٤)

رابعًا: من المفاسد أن يكون العلماء خصومك يوم القيامة ، فكيف بك إذا كان خصمك في ذلك اليوم العظيم ، علماء أجلاء كأبي حنيفة وابن الجوزي والنووي والذهبي وشيخ الإسلام وابن حجر والسعدي وابن باز والألباني والفوزان وغيرهم من أهل العلم والفضل.
والله الموعد.
كتبه/

بدر بن محمد البدر العنزي.

٤/٤/١٤٣٧هـ

@ السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية (٢١) @

السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية (٢١)
( سنن النسائي )
السنن الصغرى للإمام الحافظ أحمد بن شعيب النسائي.

أحد الكتب الستة ، ومن أمهات كتب الحديث ، وإذا أُطلق العزو إلى النسائي ، فالمراد السنن الصغرى.

قال المحدث الألباني في تمام المنة(٢٥٧): إطلاق العزو للنسائي المقصود به السنن الصغرى.اهـ
– فائدة:

السنن الصغرى وتسمى المجتبى ، هي اختصار من السنن الكبرى ، اختصرها النسائي

 قال الحافظ ابن الأثير في جامع الأصول(١/٤٠): سأل أحد الأمراء أبا عبدالرحمن عن سننه أصحيح كله؟قال لا.قال الأمير:فاكتب لنا منه الصحيح. فجرد النسائي المجتبى.اهـ

وقيل: اختصرها الحافظ ابن السني تلميذ النسائي.

قال الحافظ الذهبي في تاريخ الإسلام(٩/١٧٣):المجتبى من انتخاب أبي بكر ابن السني تلميذ النسائي.اهـ
– والصواب قول ابن الأثير ، لأن الذهبي لم يذكر دليلاً على قوله ، وقصة اختصار النسائي لسننه ذكرها أكثر من واحد منهم أبو علي الغساني نقله عنه ابن خير الأشبيلي بسنده.

والإمام ابن الأثير في جامع الأصول ساق بسنده إلى سنن النسائي من طريق ابن السني عن النسائي فلو كان المختصر للسنن هو ابن السني لاكتفى بالإسناد إلى ابن السني.

والله أعلم.
– ميزة السنن الصغرى.

تميزت السنن الصغرى عن الكبرى بعدة أشياء منها:
– أن أحاديث السنن الصغرى على النصف من السنن الكبرى

فقد بلغت أحاديثها (٥٧٧٤) حديث ، وأما السنن الكبرى فقد بلغت أحاديثها أكثر من عشرة ألاف حديث.

– لطيفة:

عدة أحاديث السنن الصغرى (٥٧٧٤) حديث وأثر.

ويليها سنن أبي داود (٥٢٧٤) حديث 

ثم سنن ابن ماجه (٤٣٤١) حديث 

ثم جامع الترمذي (٣٩٥٦) حديث
– ومن ميزتها: استعمال النسائي في مطلع كل حديث في لفظ ( أخبرنا أو أخبرني)

وفي السنن الكبرى توسع في صيغ الأداء.
– ومنها: أن في السنن الصغرى زيادة تراجم وأبواب واستنباطات لا توجد في السنن الكبرى.
– ومنها: أن الأحاديث الضعيفة في الصغرى قليلة ليست كثرة ، فقد بلغت حسب تخريج المحدث الألباني لها (٣٨٥) حديث ضعيف ، ليس فيها موضوع ولا متروك ولا ضعيف جداً.

قال الحافظ ابن حجر في النكت(١/٤٨٤): سنن النسائي أقل الكتب بعد الصحيحين حديثاً ضعيفاً ورجلاً مجروحاً.اهـ

وبالغ بعض الحفاظ فسمى سنن النسائي الصغرى ، بصحيح سنن النسائي ، منهم الإمام الدارقطني والحافظ الخليلي والحافظ ابن السكن وغيرهم، ذكره عنهم الحافظ السخاوي في القول المعتبر(٢٠).

وفي دعوى الصحة نظر.
– عادات الإمام النسائي في السنن الصغرى:
– بدأ سننه بكتاب الطهارة وختمه بكتاب الأشربة.

وكتابه حافل بأحاديث الأحكام.
– ومن عاداته: يكرر الحديث في نفس الباب وقد يكرره في مواضع متفرقة ، وأكثر حديث كرره هو حديث عائشة في باب إباحة الطيب عنده الإحرام كرره (٢١) مرة في موضع واحد.
– ومن عاداته: أحياناً يكرر الترجمة بزيادة كلمة أو كلمتين.
– ومن عاداته: عقدة الترجمة لبيان علة الحديث.
– ومنها: يروي الحديث المرسل أحياناً إذا وجد في الباب ما يعضده.
– ومنها: قلة روايته للأثار.
– ومنها: اختصار الحديث ، تقطيعة.
– ومنها: ذكر علة الحديث أحياناً.
– ومنها: الجزم بالنسخ إذا كان الحديث منسوخاً.
– ومنها: يعقد الترجمة ويبين معناها أحياناً.
– ومنها: يبين الأبواب التي زادها في الصغرى ولا توجد في الكبرى.
– ومنها: سوقه حديث الباب أحياناً بدون ترجمة.
– ومنها: يبين اسم ما أهمل من الرواة وحاله ، وكذا في المبهم ، وهذا على قلة.
– ومنها: يبين حال الراوة ، أحياناً.
– ومنها: يسوق الإسناد العالي ويعقبه بالنازل، وأحياناً يبدأ بالنازل ويعقبه بالعالي.
– ومنها: لا يحول من إسناد لأخر إلا نادر جداً.

كتبه

بدر بن محمد البدر العنزي

عضو الدعوة والإرشاد بحفر الباطن.

٣/٤/١٤٣٧هـ

@ صحيح فضائل الأعمال (4) @

صحيح فضائل الأعمال(٤)

– فضائل الوضوء:
١- باب مَن توضأ نحو وضوء النبي عليه الصلاة والسلام غفر له ما تقدم من ذنبه.
عن عثمان بن عفان رضي الله عنه: (إني رأيت رسول الله توضأ مثل وضوئي هذا، ثمّ قال: من توضأ هكذا، غُفِر له ما تقدم من ذنبه)

رواه مسلم(٢٢٩)

٢- باب من توضأ نحو وضوء النبي عليه الصلاة والسلام ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه.
عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (من توضأ نحو وضوئي هذا قام فركع ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه)

رواه البخاري(١٥٩) ومسلم(٢٢٦)

٣- باب خروج الخطايا مع ماء الوضوء.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: (إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء أو مع آخر قطر الماء فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطر الماء فإذا غسل

رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء أو مع آخر قطر الماء حتى يخرج نقياً من الذنوب)

رواه مسلم(٢٤٤)
وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن توضأ فأحسن الوضوء ، خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره)

رواه مسلم (٢٤٥)
٤- باب محو الخطايا ورفع الدرجات بإسباغ الوضوء على المكاره.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا بلى يا رسول الله ، قال: إسباغ الوضوء على المكاره ، وكثرة الخطى إلى المساجد ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط)

رواه مسلم (٢٥١)

٥- باب فضل من توضأ في بيته ثم خرج إلى الصلاة.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: ( إذا توضأ أحدكم فأسبغ الوضوء ثم خرج من بيته إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا كتب الله له بها درجة وحط عنه بها خطيئة)

البخاري(٦٤٧) ومسلم(٦٤٩)
٦- باب من صلى ركعتين بعد الوضوء وجبت له الجنة.
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما من مسلم يتوضأ فيحسن وضوءه ، ثم يقوم فيصلي ركعتين مقبل عليهما بقلبه ووجهه إلا وجبت له الجنة)

رواه مسلم(٢٣٤)

٧- باب لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن.
عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( استقيموا ولن تُحصوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن)

رواه أحمد(٢٢٤٣٢) ابن ماجه(٢٢٦)

صححه ابن حبان في صحيحه(١٠٣٧)

وصححه المنذري في الترغيب والترهيب(١/١٣٠)

والألباني في صحيح سنن ابن ماجه (٢٢٦)

قال الحافظ النووي في المجموع(١/٤٧٢): يستحب المحافظة على الدوام على الطهارة وعلى المبيت على طهارة وفيهما أحاديثُ مشهورة.اهـ

٨- باب ما جاء أن أمة محمد عليه الصلاة والسلام يدعون يوم القيامة غرًا محجلين من آثار الوضوء.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن أمتي يُدعون يوم القيامة غُرًا محجلين من آثار الوضوء فمن استطاع أن يُطيل غرته، فليفعل).

رواه البخاري(١٣٦) ومسلم(٢٤٦)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت خليلي عليه الصلاة والسلام يقول: (تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء)

رواه مسلم(٢٤٧)

كتبه/

بدر بن محمد البدر العنزي

عضو الدعوة والإرشاد بحفر الباطن.

٢٩/٣/١٤٣٧هـ

@ السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية (٢٠) @

السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية(٢٠)
– مسند الإمام الشافعي
– مسند الإمام الكبير محمد بن إدريس الشافعي ، مسند قيم ، لم يصنفه الشافعي رحمه الله ، وإنما صنفه أبو العباس الأصم من مروياته عن الربيع بن سليمان عن الشافعي ، ولم يرتبه الأصم على الأبواب ولا المسانيد وإنما جمع الأحاديث وساقها من غير ترتيب ، ورتبه المحدث محمد عابد السندي على الأبواب الفقهية.
قال الحافظ الذهبي في السير(١٢/٥٨٩):

مسند الشافعي لم يصنفه هو، إنما صنفه أبو العباس الأصم من كتاب الأم.اهـ
وقال المحدث الكتاني في الرسالة المستطرفة(١٧):

مسند الشافعي ليس من تصنيفه وإنما هو عبارة عن الأحاديث التي أسندها ووقعت في مسموع أبي العباس الأصم عن الربيع بن سليمان

وقيل جمعها الأصم لنفسه فسمى ذلك مسند الشافعي ولم يرتبه فلذا وقع التكرار فيه في غير ما موضع.اهـ
– عدة أحاديث المسند (١٨٥٩) حديث وأثر بالمكرر.
لطيفتان:

الأولى: سمي مسند الإمام الشافعي مسندًا لأن أحاديثه مسندة إلى النبي عليه الصلاة والسلام.
الثانية: أفضل من شرح مسند الشافعي ، هو العلامة أبو القاسم الرافعي الشافعي.

كتبه/

بدر بن محمد البدر العنزي

عضو الدعوة والإرشاد بحفر الباطن.

٢٧/٣/١٤٣٧هـ

@ حالات المأموم مع الإمام @

– حالات المأموم مع الإمام –
للمأموم مع إمامه ثلاث حالات:
الحالة الأولى: محرمة.

وهي مسابقة الإمام ، بحيث يكبر للإحرام قبله أو يركع قبله أو يرفع قبله أو يسجد قبله ، وهذا لا تصح صلاته في أصح قولي العلماء لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: (إنما جعل الإمام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه..)

رواه البخاري(٧٣٤) ومسلم(٤١٤)

وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة: (أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس حمار)

رواه البخاري(٦٩١) ومسلم(٤٢٧)
– قال الإمام ابن قدامة في الكافي(١١٨): فإن كبر للإحرام قبل إمامه لم تصح ، لأنه ائتم بمن لم تنعقد صلاته.اهـ
– وقال الإمام الحجاوي في زاد المستقنع(١٠٢): ومن ركع أو سجد قبل إمامه فعليه أن يأتي به بعده ، فإن لم يفعل عمداً بطلت ، وإن ركع ورفع قبل ركوع إمامه عالماً عمداً بطلت ، وإن كان جاهلاً أو ناسياً بطلت الركعة فقط ، وإن ركع ورفع قبل ركوعه ثم سجد قبل رفعه بطلت إلا الجاهل والناسي ، ويصلي تلك الركعة قضاءً.اهـ
– قال العلامة الشوكاني في نيل الأوطار(١/٥٨٢):

ومع القول بالتحريم فالجمهور على أن فاعله يأثم وتجزئه صلاته ، وعن ابن عمر تبطل ، وبه قال أحمد في رواية وأهل الظاهر بناء على أن النهي يقتضي الفساد والوعيد بالمسخ في معناه.اهـ
– وقال العلامة السعدي في تعليقه على العمدة(١١١): حديث أبي هريرة: (أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام…)إلخ ، فيه تحريم مسابقة الإمام ، ووجوب المتابعة ، وأن المسابقة من كبائر الذنوب ، لأنه رتب عليها هذا الوعيد الشديد ، ومناسبة جعله حمارًا من بين سائر الحيونات ، لأن الحمار من أبلد الحيوانات ، فهو بصفة هذا لأنه من أبلد الناس.اهـ
وقال أيضاً في تعليقه على العمدة(١١١): إذا سبقه بركن الركوع ، أو بركنين غير ركن الركوع متعمدًا بطلت صلاته ، هذا المشهور من المذهب ، والرواية الثانية: أنه إذا تعمد السبق بطلت صلاته بمجرد السبق ولو لم يكن بركن بل إلى ركن وهذا هو الصحيح ، وهو اختيار شيخ الإسلام.

وأما الجاهل والساهي والناسي فإنه إذا سبق إمامه بركن الركوع أو بركنين غير الركوع ولم يرجع حتى أدركه الإمام بطلت ركعته ، وقامت التي بعدها مقامها.اهـ
– الحالة الثانية: مكروهة.

وهي موافقة الإمام ، بحيث يركع معه أويسجد معه ، إلا في تكبيرة الإحرام ، فإن كبر معه لم تنعقد صلاته.

– قال الإمام ابن قدامة في الكافي(١١٨): فإن كبر للإحرام مع إمامه لم يصح ، لأنه ائتم بمن لم تنعقد صلاته ، وإن فعل سائر الأفعال معه كرهه لمخالفته السنة ولم تفسد صلاته لأنه اجتمع معه في الركن.اهـ
– وقال العلامة مرعي الكرمي في دليل الطالب(١٣٢): من أحرم مع إمامه أو قبل إتمامه لتكبيرة الإحرام لم تنعقد صلاته.اهـ

– الحالة الثالثة: واجبة.

وهي متابعة الإمام ، بحيث يركع بعد إمامه ، ويسجد بعده.

– قال الإمام ابن قدامة في الكافي(١١٨): ويتبع المأموم الإمام فيجعل أفعاله بعد أفعاله ، لقول النبي عليه الصلاة والسلام (إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا وإذا ركع فاركعوا وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد وإذا سجد فاسجدوا) متفق عليه ، والفاء للتعقيب وقال في حديث أبي موسى(فإن الإمام يركع قبلكم ويرفع قبلكم) رواه مسلم ، وقال البراء بن عازب: كان رسول الله عليه الصلاة والسلام إذا قال(سمع الله لمن حمده) لم يحنِ أحد منا ظهره حتى يقع ساجداً فنقع سجوداً بعده) متفق عليه.اهـ

كتبه/

بدر بن محمد البدر العنزي

عضو الدعوة والإرشاد بحفر الباطن

١٤٣٧/٣/٢٥هـ