@ كيفية الرد على سلام الكافر @

– كيفية الرد على سلام الكافر –

سلام الكافر له عدة حالات:
الحالة الأولى: إذا قال: (السام عليكم)

يرد عليه: (وعليكم)
لحديث أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام:(إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم)

رواه البخاري(٦٢٥٨) ومسلم(٢١٦٣)
وعن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال:(إذا سلم عليكم اليهود ، فإنما يقول أحدهم: السام عليك ، فقل: وعليك)

رواه البخاري (٦٢٥٧)
وعن عائشة رضي الله عنها أن اليهود قالوا للنبي عليه الصلاة والسلام (السام عليك) قال:(وعليكم) رواه البخاري(٦٢٥٦)
– الحالة الثانية: إذا قال:(السِّلام عليكم) بكسر السين المشددة ، يعني الحجارة.

يرد عليه: (وعليكم)

قال الإمام الحجاوي في شرح منظومة الآداب(١٩٦): قال ابن أبي موسى: إذا سلم الذمي على المسلم فقال: (السِّلام عليك) بكسر السين وهي الحجارة فعل مثل ذلك.اهـ
– الحالة الثالثة: إذا قال:(السَّلام عليكم)

بفتح السين المشددة ، وهي التحية المعروفة.

قيل يرد عليه: (وعليكم السلام)

لعموم قوله تعالى: (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها)

نص عليه الإمام ابن القيم في أحكام أهل الذمة(١/٢٠٠) وبه قال العلامة ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين(٣/١٠) ، والمحدث الألباني في الصحيحة(٢/٣٢٢)

وهو قول لبعض الشافعية ، قال الحافظ النووي في الأذكار(٤١٥): وحكى الماوردي وجهاً: أنه يقول في الرد عليهم إذا ابتدؤوا(وعليكم السلام) ولكن لا يقول: (ورحمة الله) وهذا الوجه شاذ مردود.اهـ
قال الإمام الحجاوي في شرح منظومة الآداب(١٩٦): وقال الشيخ تقي الدين: إذا سلم الذمي على المسلم فإنه يرد عليه مثل تحيته.اهـ
– وقال طائفة من أهل العلم: إذا قال الكافر(السَّلام عليكم) يرد عليه (وعليكم) لعموم الأحاديث.

وأما قوله تعالى: (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها) المراد: إذا سلم المسلم على المسلم.
قال الإمام القرطبي في الجامع (٥/٢٠٩):

أما الكافر فحكم الرد عليه أن يقال له: (وعليكم)

قال ابن عباس وغيره:المراد بالآية (وإذا حييتم بتحية) فإذا كانت من مؤمن (فحيوا بأحسن منها) وإن كانت من كافر فردوا على ما قال رسول الله عليه الصلاة والسلام أن يقال لهم (وعليكم) وقال عطاء: الآية في المؤمنين خاصة ، ومن سلم من غيرهم قيل له: عليك.اهـ
وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره(١/٥١٢): قوله 

(وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها)

أي إذا سلم عليكم المسلم فردوا عليه أفضل مما سلم أو ردوا عليه بمثل ما سلم به ، فالزيادة مندوبة والمماثلة مفروضة.اهـ
وقال الحافظ ابن حجر في الفتح(١١/٥٣): الراجح من هذه الأقوال كلها ما دل عليه الحديث ، لكنه مختص بأهل الكتاب ، وقد أخرج أحمد بسند جيد عن حميد بن زادويه عن أنس رضي الله عنه قال: (أمرنا أن لا نزيد على أهل الكتاب على: وعليكم).اهـ
الحالة الرابعة: إذا شككنا هل قال: (السام عليكم) أو (السلام عليكم) يرد عليه: (وعليكم)

لعدم وضوح تحيته ، نص عليه الإمام ابن القيم في أحكام أهل الذمة(١/٢٠٠)
الحالة الخامسة: إذا قال: (صباح الخير) ونحوها.

قيل يرد عليه بمثل ما قال ، وهذا من باب العدل والانصاف.

مسألة/

حكم رد السلام على الكافر؟

قال الإمام القرطبي في الجامع(٥/٢١٠): اختلف في رد السلام على أهل الذمة هل هو واجب كالرد على المسلمين ، وإليه ذهب ابن عباس والشعبي وقتادة تمسكاً بعموم الآية وبالأمر بالرد عليهم في صحيح السنة ، وذهب مالك فيما روى عنه أشهب وابن وهب إلى أن ذلك ليس بواجب ، فإن رددت فقل: عليك.اهـ
والصحيح وجوب الرد لعموم قول النبي عليه الصلاة والسلام فقولوا:(وعليكم)

قال الإمام الحجاوي في شرح منظومة الآداب(١٩٦): فإن سلم أحدهم ، وجب الرد عليه عندنا ، وعند عامة العلماء لصحة الأحاديث بالأمر بالرد.اهـ

وبه قال العلامة ابن باز في الفتاوى(١/١٠٤٢)

كتبه/

بدر بن محمد البدر.

٢٥/١/١٤٣٧هـ

@ حكم الزيادة على ( وبركاته ) في السلام @

– حكم زيادة على (وبركاته) في السلام –
الزيادة على (وبركاته) في السلام لها حالتان:
الحالة الأولى: عند ابتداء السلام.

وهذه لا تشرع لعدم صحة الدليل على مشروعيتها بل يكتفي المسلِّم بقوله:(السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) ولا يزد على البركة.
وأما حديث معاذ بن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ( أن رجلاً رابعاً دخل فقال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( أَرْبَعُون ، ثم قال: هكذا تكون الفضائل )
رواه أبو داود(٥١٩٦) بسند لا يصح ، وضعفه جمع من أهل العلم منهم: ابن القيم في الزاد(٢/٤١٧) وابن علان في الفتوحات(٥/٢٩٢) والألباني في سنن أبي داود (٥١٩٦)
وروي مثل حديث معاذ بن أنس ، عن عمران بن حصين رضي الله عنه رواه الدارمي (٢٦٨٢) وأبو داود (٥١٩٥) والترمذي(٢٦٨٩)وقال:حديث حسن صحيح غريب.

وصححه الألباني في سنن الترمذي (٢٦٨٩)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه رواه البخاري في الأدب المفرد (٩٨٦) وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد(٧٦١)

بدون زيادة (ومغفرته)
وكرهه طائفة من السلف الزيادة على (وبركاته) في ابتداء السلام.
عن محمد بن عمرو بن عطاء قال: كنت جالساً عند عبدالله بن عباس فدخل عليه رجل من أهل اليمن

فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، ثم زاد شيئاً مع ذلك أيضاً. قال ابن عباس وهو يومئذ قد ذهب بصره: مَن هذا؟ قالوا: هذا اليماني الذي يغشاك ، فعرفوه إياه.

فقال ابن عباس: إن السلام انتهى إلى البركة.

رواه مالك في الموطأ(١٨٥٠)
وعن يحيى بن سعيد الأنصاري أن رجلاً سلم على

عبدالله بن عمر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والغاديات الرائحات.

فقال له عبدالله بن عمر: وعليك ألفاً ، ثم كأنه كره ذلك.

رواه مالك في الموطأ (١٨٥٥)
قال الإمام محمد بن الحسن الشيباني في الموطأ (٩١٣): إذا قال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فليكفف ، فإن اتباع السنة أفضل.اهـ
وقال الحافظ النووي في الأذكار(٣٩٩): اعلم أن الأفضل أن يقول المُسلِّم:(السلام عليكم ورحمة الله وبركاته).اهـ
وقال الإمام الحجاوي في شرح منظومة الآداب(١٨٩): وأكثر ما ينتهي إليه السلام البركة.اهـ
– الحالة الثانية: الزيادة على (وبركاته) في رد السلام.
جوز بعض أهل العلم الزيادة في رد السلام على (وبركاته) منهم العلامة الشوكاني في فتح القدير(١/٤٠٠) لعموم قوله تعالى (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها) فقوله (بأحسن منها) دليل على جواز الزيادة على (وبركاته).
وعن أنس رضي الله عنه قال: كان رجل يمر بالنبي عليه الصلاة والسلام يرعى دواب أصحابه فيقول: السلام عليك يا رسول الله ، فيقول له النبي عليه الصلاة والسلام (وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه)

رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة(٢٣٥)

وهو حديث ضعيف ، ضعفه جمع من أهل العلم منهم النووي في الأذكار(٦٨٢) وابن القيم في الزاد(٢/٤١٧) وابن حجر كما في الفتوحات(٥/٢٩٢).
وذكر الحافظ ابن حجر في فتح الباري(٦/١١)

جملة أحاديث وآثار فيها الزيادة على (وبركاته) ثم قال: وهذه الأحاديث الضعيفة إذا انضمت قوي ما اجتمعت عليه من مشروعية الزيادة على(وبركاته).اهـ
– وذهب طائفة من أهل العلم إلى عدم مشروعية الزيادة على (وبركاته) في رد السلام ، لعدم صحة الدليل على مشروعيتها ، وإنما يكتفي في رده بقوله (وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته)
قال ابن علان في الفتوحات(٥/٢٩٢): قال الحافظ ابن حجر: عن عائشة أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: يا عائشة هذا جبريل يقرأ عليك السلام ، فقلت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته ، فذهبت تزيد ، فقال لها النبي عليه الصلاة والسلام: (إلى هنا انتهى السلام) يعني وتلا :(رحمت الله وبركـٰته عليكمـ أهل البيت) هذا حديث حسن غريب جداً.اهـ
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال لي رسول الله عليه الصلاة والسلام: هذا جبريل يقرأ عليك السلام ، قلت: (وعليه السلام ورحمة الله وبركاته)

رواه البخاري(٣٢١٧) ومسلم(٢٤٤٧)
قال عمر رضي الله عنه كنت رديف أبي بكر رضي الله عنه فيمر على القوم فيقول: السلام عليكم ورحمة الله ، فيقولون: (وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته)

رواه البخاري في الأدب المفرد(٩٨٧) وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد(٧٦٢)
قال الحافظ النووي في الأذكار(٣٩٩): الأفضل أن يقول المجيب:(وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته)

كتبه/

بدر بن محمد البدر.

٢٥/١/١٤٣٧هـ

@ منظومة أنواع الحديث للشيرازي @

– منظومة أنواع علوم الحديث للشيرازي –

منظومة أنواع علوم الحديث لمجدين الدين الفيروزآبادي الشيرازي صاحب كتاب القاموس المحيط.

منظومة صغيرة بحجم المنظومة البيقونية وتزيد على البيقونية ببيت واحد فقط.

ولم تشتهر هذه المنظومة كاشتهار البيقونية

ويعود ذلك لعدة أسباب منها:
أولاً: أن الشيرازي ليس من المعروفين بعلم الحديث ، وإنما هو صاحب لغة لا صاحب حديث.

قال لي العلامة صالح اللحيدان: الشيرازي صاحب القاموس ليس من المبرزين في علم الحديث ، هو صاحب لغة ، ولم يشتهر بعلم الحديث.
ثانياً: أن عقيدة الفيروزآبادي الشيرازي كعقيدة ابن عربي الطائي صاحب الحلول والاتحاد

وهو من المدافعين عن ابن عربي ، الذابين عنه ويثني عليه وعلى عقيدته ومنهجه ، كما هو مسطور في ترجمة الشيرازي.

وقد تكلم عليه بعض الحفاظ وبيّنوا فساد عقيدته.

لذا أعرض أهل العلم عن منظومته ولم يهتموا بها.

وقد بحثوا طويلاً عن تحقيق أو شرح لهذه المنظومة ولم أجد سوى شرح المحدث الأهدل 

المسمى (المنهل الروي) ، وهو شرح مختصر غير مشتهر.

كتبه/

بدر بن محمد البدر.

٢٤/١/١٤٣٧هـ

@ موقظة الذهبي واقتراح ابن دقيق العيد @

– موقظة الذهبي واقتراح ابن دقيق العيد-
كتاب الموقظة للحافظ شمس الدين الذهبي

يعد من نفائس كتب مصطلح الحديث

وهو كتاب قيم جداً ، رغم صغر حجمه.
وادعى بعض أهل العلم أن كتاب الموقظة للحافظ الذهبي مختصر لكتاب الاقتراح للحافظ ابن دقيق العيد شيخ الذهبي.
ولم يتبين لي إلى الآن صحة هذه الدعوى

بعد قراءة الكتابين الاقتراح والموقظة.
والأقرب والله أعلم أن الحافظ الذهبي لم يختصر كتاب الاقتراح لشيخه ابن دقيق العيد

وإنما صنف مصنفاً مختصراً يقارب كتاب شيخه

ونقل من كتاب الاقتراح بعض النقولات اليسيرة.

كتبه/

بدر بن محمد البدر.

٢٤/١/١٤٣٧هـ

@ الجامع الصغير للسيوطي وشروحاته @

– الجامع الصغير للسيوطي وشروحاته –

كتاب الجامع الصغير من حديث البشير النذير للحافظ جلال الدين السيوطي

كتاب قيم جداً ، يعد من أنفس كتب الحديث ، يذكر فيه مصنفه الحديث مع بيان درجته ومن رواه ، ورتبه على الحروف الأبجدية.
وقام بشرحه العلامة محمد عبدالرؤوف المناوي وسماه: ( فيض القدير شرح الجامع الصغير ) وهو من أنفس شروحات الجامع وأفضلها ، فيما يبدو لي ، والله أعلم.
ثم شرحه بعده العلامة محمد بن إسماعيل الصنعاني

وسماه: ( التنوير شرح الجامع الصغير )

وهو أيضاً كتاب قيم جداً ، كثير الفوائد.
وأثناء قراءتي لهذين الكتابين ، كتاب فيض القدير للعلامة المناوي وكتاب التنوير للعلامة الصنعاني

تبين لي أن الصنعاني اختصر كتاب المناوي وزاد عليه بعض الزيادات اليسيرة ، ولم ينص الصنعاني في مقدمة كتابه أنه اختصر كتاب المناوي ، إلا أن من يقرأ الكتابين يتبين له ذلك واضحاً جلياً ، فتجد الصنعاني في كتابه التنوير

ينقل شرح المناوي من فيض القدير كاملاً من غير زيادة ولا نقصان ، ولم يسمه ، وفي بعض المواضع ينقل شرح المناوي تماماً ويزيد عليه بعض الزيادات اليسيرة.
لفتة:

حقق العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني كتاب الجامع الصغير للحافظ السيوطي

وقسمه إلى قسمين صحيح الجامع وضعيف الجامع.

وأفاد وأجاد في تحقيقه ، وهو أفضل من حقق الجامع الصغير للسيوطي ، والله أعلم.

كتبه/

بدر بن محمد البدر.

٢٤/١/١٤٣٧هـ

@ أصناف السائلين @

– أصناف السائلين –

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه وبعد:
اعلم أن السائلين أصناف:
أولاً: صنف يسأل ويريد بسؤاله التعلم ورفع الجهل عن نفسه.

وهذا سؤاله جائز لا حرج فيه.
قال تعالى: ( فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ) 
وعن المغيرة بن أبي بردة أنه سمع أبا هريرة يقول: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: يا رسول الله إنا نركب البحر ونحمل معنا القليل من الماء فإن توضأنا به عطشنا أفنتوضأ به؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( هو الطهور ماؤه الحل ميتته )

رواه مالك (٤٥) وأبو داود (٨٣)

والترمذي(٦٩) وقال: حديث حسن صحيح.

وصححه ابن خزيمة (١١١) وابن حبان (١٢٤٠)
ثانياً: صنف يسأل ويريد بسؤاله التعليم.

وهذا سؤاله جائز لا حرج فيه.
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: كنت رِدْفَ رسول الله صلى الله عليه و سلم على حمار

 فقال: يا معاذ أَتدري ما حق الله على العباد

 وما حق العباد على الله؟ قال قلت: الله ورسوله أعلم.

قال: ( حق الله على العباد أنْ يَعبدوا الله ولا يُشرِكوا به شيئاً ، وحق العباد على الله أنْ لا يُعذب مَن لا يُشرك به شيئاً ).

رواه البخاري (٧٣٧٣) ومسلم (٣٠)
ثاثاً: صنف يسأل ويريد بسؤاله معرفة علم صاحبه.

وهذا سؤاله جائز لا فيه.
عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ )

 قلت : الله ورسوله أعلم.

 قال : ( يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟)

قلت : “الله لا إله إلا هو الحي القيوم”

فضرب النبي عليه الصلاة والسلام في صدري وقال: ( والله لِيَهْنِكَ العلم أبا المنذر )

رواه مسلم(٨١٠)
رابعاً: صنف يسأل ويريد بسؤاله الشرور والفتن.

وهذا سؤال لا يجوز ، وحق فاعله الزجر والتأديب.
عن سليمان بن يسار أن رجلاً يقال له صبيغ قدم المدينة فجعل يسأل عن متشابه القرآن فأرسل إليه عمر وقد أعد له عراجين النخل فقال: من أنت؟قال أنا عبد الله صبيغ، فأخذ عمر عرجوناً من تلك العراجين فضربه وقال: أنا عبد الله عمر، فجعل له ضربا حتى دمي رأسه، فقال يا أمير المؤمنين حسبك قد ذهب الذي كنت أجد في رأسي ).

رواه الدارمي سننه (١/٥٤)
وقال الإمام مالك بن أنس لما سأله رجل عن قوله تعالى (الرحمن على العرش استوى ) كيف استوى؟

قال: ( الاستواء غير مجهول ، والكيف غير معقول ، والسؤال عنه بدعة ، وما أراك إلا ضالاً وأمر به أن يخرج من مجلسه ).

رواه أبو عثمان النسيابوري في عقيدة السلف وأصحاب الحديث (١٨١)
خامساً: صنف يسأل ويكثر المسائل من غير حاجة ، أو يبحث عن فتوى توافق هواه.

وهذا فعل مكروه.
عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:( إن الله كره لكم ثلاثا : قيل وقال وإضاعة المال وكثرة السؤال )

رواه البخاري (١٤٧٧)
وعن أبي مجلز قال: كنت أسأل ابن عمر عند البيت عن الوتر؟ فجعل يقول:آخر الليل فقلت: أرأيت أرأيت؟

فقال:اجعل أرأيت عند ذاك الكوكب , وأشار إلى السماء )

رواه الطبراني في الكبير (١٢٨٨٢)

سادساً: صنف يسأل ويريد بسؤاله التثبت عن مسألة ما.

وهذا سؤاله جائز لا حرج فيه.
قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ) 

قوله(فتبينوا) يعني تثبتوا.
وعن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال:صلى بنا النبي عليه الصلاة والسلام الظهر أو العصر فسلم ، فقال له ذو اليدين الصلاة يا رسول الله أنقصت ، فقال النبي لأصحابه: (أحق ما يقول) قالوا: نعم ، (فصلى ركعتين أخريين ثم سجد سجدتين)

رواه البخاري (١١٦٩)

كتبه/

بدر بن محمد البدر.

٢٣/١/١٤٣٧هـ

@ سلسلة الألفاظ المنهية (١٠) @

سلسلة الألفاظ المنهية (١٠)
١- (خير يا طير)
هذا من كلام أهل الجاهلية ، كانوا إذا أرادوا أمراً 

ورأوا الطير طار يمنه تيمنوا به ، وإن طار يسرة تشاءموا به.
 قلت للعلامة صالح الفوزان: ما حكم قول:(خير يا طير) ؟ قال:هذا قول الجاهلية ما ينبغي أن يقال.
وسألت العلامة صالح اللحيدان عن حكم قول: (خير يا طير)؟

فقال لي: هذا حرام ولا يجوز والواجب أن يقال: (خير إن شاء الله).
‏مسألة:

حكم قول (فال الله ولا فالك)

سئل العلامة ابن عثيمين‏ عن عبارة‏:‏ ‏”‏فال الله ولا فالك‏”‏‏؟‏ 

فأجاب قائلًا‏:‏ هذا التعبير صحيح، لأن المراد الفأل الذي هو من الله، وهو أني أتفاءل بالخير دونما أتفاءل بما قلت، هذا هو معنى العبارة، وهو معنى صحيح أن الإنسان يتمنى الفأل الكلمة الطيبة من الله ـ سبحانه وتعالى ـ دون أن يتفاءل بما سمعه من هذا الشخص الذي تشاءم من كلامه‏.‏اهـ

فتاوى ابن عثيمين ( ٣/٤٨٣)

٢- ( لا سمح الله )

قال العلامة ابن عثيمين في اللقاء الشهري(٣٨):

عبارة: (لا سمح الله) ينبغي أن يستبدل بدلاً منها (لا قدر الله) لأن كلمة (سمح الله) تشعر بأن الله تعالى يكره على الشيء إن شاء سمح ، وإن شاء ما سمح ، ولكن الأفضل أن يقال: لا قدر الله ذلك مثلاً.اهـ

٣- (الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه)
الصواب قول: (ما كان العبد في عون أخيه ) كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه (والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه) رواه مسلم في صحيحه (٢٦٩٩) ، ولا يقال (ما دام العبد في عون أخيه)

قال العلامة ابن عثيمين في شرح الأربعين(٣٥٧):

ويرويه بعض العوام (ما دام العبد في عون أخيه)

وهذا غلط ، لأنك إذا قلت (ما دام العبد في عون أخيه) صار عون الله لا يتحقق إلا عند دوام عون الأخ ، ولم يُفهم منه أن عون الله للعبد كعونه لأخيه فإذا قال(ما دام العبد في عون أخيه) عُلم أن عون الله عز وجل كعون الإنسان لأخيه ، وما دام هذا اللفظ (ما كان العبد في عون أخيه) هو اللفظ النبوي فلا يعدل عنه.اهـ

كتبه/

بدر بن محمد البدر.

٢١/١/١٤٣٧هـ

@ صحيح فضائل القرآن:(٣٦)  @

صحيح فضائل القرآن:(٣٦)  

         

– فضل سورة الحج
قال القاضي العليمي في فتح الرحمن(٤/٣٩٩):

قال الجمهور: هي مختلطة منها مكي ومنها مدني

قال ابن عطية: وهذا هو الأصح والله أعلم لأن الآيات تقتضي ذلك ، وآيها: ثمان وسبعون آية

وحروفها: خمسة آلاف ومئة وخمسة وسبعون حرفاً 

وكلمها: ألف ومئتان وإحدى وتسعون كلمة.اهـ

– باب ما جاء أنها فضلت بسجدتين.
عن ابن لهيعة عن مشرح بن عاهان عن عقبة بن عامر قال: قلت يا رسول الله: فُضلت سورة الحج بأن فيها سجدتين؟ قال: نعم ، ومن لم يسجد فيهما فلا يقرأهما)
رواه أبو داود (١٤٠٢) وسكت عنه ، الترمذي (٥٧٨) وقال: هذا حديث ليس إسناده بذاك القوي.

وفي بعض نسخ الترمذي: قال أبو عيسى: هذا حديث حسن ليس إسناده بالقوي.اهـ
والحاكم(٣٤٧٠) وقال: هذا حديث لم نكتبه مسنداً إلا من هذا الوجه وعبدالله بن لهيعة أحد الأئمة إنما نقم عليه اختلاطه في آخر عمره ، وقد صحت الرواية فيه من قول عمر بن الخطاب وعبدالله بن عباس وعبدالله بن عمر وعبدالله بن مسعود وأبي موسى وأبي الدرداء وعمار رضي الله عنهم.اهـ
صححه الحافظ السيوطي في الجامع الصغير(٥٨٨٧)
قال المحدث العظيم آبادي في عون المعبود(٤/٢٠٤): قال في المرقاة: قال ميرك: حديث صحيح.اهـ
وحسنه الألباني في سنن الترمذي(٥٧٨)
قلت: عبدالله بن لهيعة ، ضعيف ، وقوى بعض الأئمة الحفاظ رواية العبادلة عنه وهم: عبدالله بن يزيد وعبدالله بن المبارك وعبدالله بن وهب ، وزاد الإمام أحمد: قتيبة بن سعيد.

والحديث رواه أبو داود عن عبدالله بن يزيد المقرئ عن ابن لهيعة

ورواه الترمذي عن قتيبة عن ابن لهيعة

ورواه الحاكم عن عبدالله بن وهب عن ابن لهيعة.
وفي الباب:

عن عمرو بن العاص ، رواه أبو داود(١٤٠١) وابن ماجه(١٠٥٧)
قال العلامة الشوكاني في نيل الأوطار(٣/٩٢): حسنه المنذري والنووي ، وضعفه عبدالحق وابن القطان ، وفي إسناده عبدالله بن متين الكلابي وهو مجهول ، والراوي عنه الحرث بن سعيد العتقي المصري وهو لا يعرف أيضاً ، كذا قال الحافظ.اهـ
وعن خالد بن معدان مرسلاً ، رواه البيهقي في المعرفة(٢/١٥٣)
وعن عمر بن الخطاب موقوفاً ، رواه مالك في الموطأ(٤٨٢) وفي سنده راوٍ لم يسم.
وعن عبدالله بن عمر موقوفاً ، رواه مالك في الموطأ(٤٨٣) بسند صحيح.
وقال الحافظ أبو العلا المباركفوري في التحفة(٢/٤٩٥): حديث ضعيف لكنه معتضد بحديث عمرو بن العاص وبرواية مرسلة وآثار الصحابة.اهـ
فائدة:

قال العلامة الزرقاني في شرح الموطأ(٢/٢٨): قوله: (ومن لم يسجدهما فلا يقرأهما) أي: لا يقرأهما إلا وهو طاهر.اهـ

كتبه/

بدر بن محمد البدر.

١٨/١/١٤٣٧هـ

@ صحيح فضائل القرآن (٣٥) @

– صحيح فضائل القرآن (٣٥)
فضل قوله تعالى (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً) سورة الطلاق.(٢)
باب ما في القرآن أسرع آية فرجاً من قوله تعالى(ومن يتق الله يجعل له مخرجاً)

قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: ما في القرآن آية أسرع فرجاً من قوله: (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً)
رواه البخاري في الأدب المفرد(٤٨٩)

قال المحدث الألباني في الأدب المفرد(٤٨٩): حسن الإسناد.اهـ
– ورُوي عن أبي السليل عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال النبي عليه الصلاة والسلام: إني لأعلم آية لو أخذ بها الناس لكفتهم ثم تلا: (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً)
رواه أحمد(٢١٤٤٢) وابن ماجه(٤٢٢٠)

قال البوصيري في الزوائد(٢/٣٤٢): هذا إسناد رجاله ثقات إلا أنه منقطع ، أبو السليل لم يدرك أبا ذر.اهـ

وقال المحدث الألباني في سنن ابن ماجه(٤٢٢٠): ضعيف.اهـ
وصحح سنده ، حمزة الزين في مسند أحمد(٢١٤٤٢)

ولم يصب ، فإن أبا السليل ضُريب بن نُقير لم يدرك أبا ذر الغفاري.
قال الحافظ الذهبي في الكاشف(٢٩٨٤): ضريب بن نقير أبو السليل أرسل عن أبي ذر.اهـ

وكذا قال الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب(٤/٤٢١)

والحافظ أبو زرعة العراقي في المراسيل(٢١٦)

كتبه/

بدر بن محمد البدر.

١٧/١/١٤٣٧هـ

@ قاعدة / أهل بلد الراوي أعلم به @

– مباحث في علم مصطلح الحديث –

– قاعدة/ أهل بلد الراوي أعلم به.
من قواعد الجرح والتعديل ، قاعدة: أهل بلد الراوي أعرف به من غيرهم.
روى الخطيب في الكفاية(١٠٦): عن خالد بن خداش قال سمعت حماد بن زيد يقول: 

كان الرجل يقدم علينا من البلاد ويذكر الرجل ويحدِّث ويحدَّث عنه ويحسن الثناء عليه فإذا سألنا أهل بلاده وجدناه على غير ما يقول.

قال: وكان حماد يقول: بلدي الرجل أعرف بالرجل.

قال الخطيب: لما كان عندهم زيادة علم بخبره

على ما علمه الغريب من ظاهر عدالته جعل حماد الحكم لما علموه من جرحه دون ما أخبر به الغريب

من عدالته.اهـ
وقال أبو زرعة الدمشي في سؤالاته للإمام أحمد(٢٢): قلت لأبي عبدالله أحمد بن حنبل:

يا أبا عبدالله ما تقول في سعيد بن بَشير؟

قال: (أنتم أعلم به).اهـ
قوله:(أنتم أعلم به)لأن أبا زرعة دمشقي ، وسعيد بن بشير شامي ، فهو من أهل بلده ، وهو أعلم بحاله لقربه بينهم.
وقال الحافظ ابن عدي في الكامل(٤/١٣٦):

شقيق الضبي ، كان من قصاص أهل الكوفة

والغالب عليه القصص ولا أعرف له أحاديث مسنده كما لغيره وهو مذموم عند أهل بلده

وهم أعرف به.اهـ
تنبيه:
قاعدة: أهل بلد الراوي أعلم به من غيرهم.

لا يعني أننا لا نقبل جرح من جرحه من غير أهل بلده ، أو توثيق من وثقه من غير أهل بلده

ليس هذا المراد ، فكم من راوٍ جرحه أو وثقه

غير أهل بلده ، وقُبل ذلك من الجارح أو المعدل ، لما كان مبنياً على بينة.

قال الحافظ ابن حجر في التهذيب(٤/٩): سعيد بن بشير الشامي ، قال الميموني رأيت أبا عبدالله يُضعف أمره ، وقال الدوري وغيره عن ابن معين: ليس بشيء ، وقال علي بن المديني: كان ضعيفاً

وقال محمد بن عبدالله بن نمير: منكر الحديث ليس بشيء ليس بقوي الحديث يروي عن قتادة المنكرات.

وقال البخاري: يتكلمون في حفظه وهو محتمل.

وقال النسائي: ضعيف.اهـ

بشير بن سعيد شامي ، وتكلم فيه غير أهل الشام 

وقُبل جرح غير أهل بلده فيه ، لأن الجرح كان عن بينة.

كتبه/

بدر بن محمد البدر.

١٧/١/١٤٣٧هـ