@ صفات الداعية @

– صفات الداعية –
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه وبعد:
فهذه بعض الصفات التي ينبغي على كل داعية إلى الله أن يتحلى بها وهي:
أولًا: الإخلاص.

يجب على الداعية أن يكون مخلصاً لله في دعوته لا يريد بدعوته رياء ولا سمعة ، ولا يبحث عن ثناء الناس ، إنما يدعو إلى الله يريد ما عند الله

ويحرص على إقامة دين الله وإصلاح عباد الله.
قال تعالى: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ)
وقال تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ)
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول:(إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرءاً ما نوى)

رواه البخاري(١) ومسلم(١٩٠٧)
قال الحافظ ابن الملقن في المعين(٨٢): هذا الحديث أصل في الإخلاص ، وشواهده كثيرة من الكتاب والسنة.اهـ
فالأخلاص واجب على كل داعية يدعو إلى الله ، لا يدعو إلى نفسه ولا جماعته ولا عشيرته ، وإنما يدعو إلى الله لا إلى غيره ، كما قال تعالى (أدعو إلى الله).
ثانيًا: العلم.

ينبغي على الداعية أن يتحلى بالعلم ، يدعو على علم لا على جهل ، قال تعالى ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ ) يعني على علم.
وقال تعالى (فلولا نفر من كل فرقة منهم طآئفة ليتفقهوا في الدين) يعني يتعلموا العلم الشرعي (ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون) يعني يدعونهم.
والدعوة إذا كانت على علم نفعت ، وكانت سبباً في انتشار الخير بين الناس ، وإذا كانت على جهل أضرت ، وكانت سبباً في انتشار الشر بين الناس.
قال العلامة ابن باز في الفتاوى(١/٣٤٥): يجب عليك أيها الداعية أن تكون على بينة في دعوتك أي: على علم، لا تكن جاهلاً بما تدعو إليه: { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ } فلا بد من العلم، فالعلم فريضة، فإياك أن تدعو على جهالة، وإياك أن تتكلم فيما لا تعلم، فالجاهل يهدم ولا يبني، ويفسد ولا يصلح، فاتق الله يا عبد الله، إياك أن تقول على الله بغير علم، لا تدعو إلى شيء إلا بعد العلم به، والبصيرة بما قاله الله ورسوله، فلا بد من بصيرة وهي العلم، فعلى طالب العلم وعلى الداعية، أن يتبصر فيما يدعو إليه، وأن ينظر فيما يدعو إليه ودليله، فإن ظهر له الحق وعرفه دعا إلى ذلك، سواء كان ذلك فعلًا أو تركًا، فيدعو إلى الفعل إذا كان طاعة لله ورسوله، ويدعو إلى ترك ما نهى الله عنه ورسوله على بينة وبصيرة.اهـ
وقال لنا العلامة صالح الفوزان: الدعوة لابد أن تكون على علم وبصيرة ، لا تكون على جهل ، لأن الداعية إلى الله قد تعرض له المسائل وتعرض له الشبهه ، فلابد أن يكون عالماً لكي يرد على المسائل ويرد على الشبهه ، وأما الجاهل فلا يعرف كيف يرد على المسائل والشبهه ، فيفسد ولا يصلح.اهـ
ثالثاً: الحكمة.

ينبغي على الداعية أن يكون حكيماً في دعوته ويتحلى بالصفات الفاضلة الحميدة من حُسن خُلق وطيب لسان ولين جانب.

قال تعالى: (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)
وقال تعالى في قصة موسى وهارون: ( فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى )
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال النبي عليه الصلاة والسلام: (يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه) 

رواه مسلم(٢٥٩٣)
وعنها رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(إن الله يحب الرِّفق في الأمر كله)

رواه البخاري(٦٣٩٥)
وعنها رضي الله عنها قالت: قال النبي عليه الصلاة والسلام: (إن الرفق لا يكون في شيء إلَّا زانه ، ولا يُنزع من شيء إلَّا شانه)

رواه مسلم(٢٥٩٤)
والداعية أحوج الناس إلى الرفق في دعوته

فعليه بالرفق واللين ، واجتناب الشدة والغلظة والقسوة.

قال تعالى لنبيه محمد عليه الصلاة والسلام (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ )
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام (يَسروا ولا تُعسروا، وبَشروا، ولا تُنفروا)

رواه البخاري(٦٩)
قال لي العلامة صالح اللحيدان: عليك بالحكمة في دعوتك ، فلابد أن تكون حكيماً ، تدعو بالحكمة

كما قال تعالى(ادعوا إلى سبيل ربك بالحكمة)

فلابد من الحكمة ، واحرص على محبة الناس لك

فإذا أحبك الناس أحبوا دعوتك ، وإذا كرهك الناس لن يقبلوا دعوتك ، فأهم ما عليك هو الحكمة في دعوتك.اهـ
رابعاً: الصبر على الدعوة.

ينبغي على الداعية أن يتحلى بالصبر

لأنه قد تعتريه بعض الصعاب والمشاق ، فلا بد أن يصبر ويحتسب الأجر من الله.

قال تعالى ( وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ )
وقال تعالى ( وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ )
وقال تعالى عن لقمان (يـٰبنى أقمـ الصلوٰة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور)
قال المفسرون: أوصاه بالصبر لأنه لا يأتي أحد يدعو إلى الله ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر إلا ويعادى ويؤذى من الجهال والسفهاء ومن سلك مسلكهم ، فعليه بالصبر واحتساب الأجر.

والتأسي بالأنبياء والرسل فقد أصابهم في الدعوة إلى الله ما أصابهم ، فصبروا على دعوتهم.

قال تعالى(فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ )
قال العلامة عبدالعزيز بن باز في الفتاوى(٩/٢٣٧): الواجب على الدعاة التحمل والصبر وعدم العجلة، حتى يفقهوا الناس وحتى يرشدوا الناس، فيعلموا ما أوجب الله عليهم وما حرم عليهم عن بصيرة، الواجب التأني والتثبت حتى يفقه العامي ويفقه المتعلم ما قيل له، ولا مانع من ترداد الكلام وإيضاحه بأنواع العبارات التي توضح للسائل أو للحاضرين مراد المعلم ومراد المرشد. لأن الحاضرين قد يكون فيهم من لا يفهم لغة المعلم ولغة المرشد فيكرر العبارات ويوضحها بالعبارات التي يفهمونها والألفاظ التي يفهمونها حتى يكون البيان كاملا وحتى تقوم الحجة ولا بد من الصبر كما قال الله تعالى (وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ).اهـ

كتبه/

بدر محمد بدر العنزي

عضو الدعوة والإرشاد

بحفر الباطن.

٢٠/٢/١٤٣٧هـ

@ السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية (٣) @

السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية (٣)
كتاب الشمائل المحمدية للترمذي

كتاب الشمائل المحمدية للإمام الحافظ أبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي ، من الكتب القيمة التي ذكرت هدي النبي عليه الصلاة والسلام ليهتدى بهدية وأخلاقه ليتخلق الكريمة بأخلاقه.
– عادات الترمذي في كتاب الشمائل:
يعقد الترجمة ثم يسوق أحاديث الباب

مثاله: قوله: باب ما جاء في خلق رسول الله عليه الصلاة والسلام.

ثم ساق بسنده (١) عن أنس رضي الله عنه قال:(كان رسول الله عليه الصلاة والسلام ليس بالطويل البائن ولا بالقصير ولا بالأبيض الأمهق ولا بالآدم…).
– عدة أحاديث كتاب الشمائل:
بلغت أحاديث (٣٩٧) حديث ، روى منها عدة في جامعه.

كتبه/

بدر بن محمد البدر العنزي

٢٠/٢/١٤٣٧هـ

@ السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية (٢) @

السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية (٢)
كتاب ثلاثيات الإمام أحمد بن حنبل.
الثلاثيات جمع ثلاثي: هو أن يكون بين مصنف الكتاب والنبي عليه الصلاة والسلام ثلاث رواة وهم:الصحابي والتابعي وتابع التابعي.
مثاله:

قال أحمد (٣) حدثنا سفيان عن ابن دينار عن ابن عمر عن النبي عليه الصلاة والسلام أن نهى عن بيع الولاء وهبته.
– عدد ثلاثيات الإمام أحمد:

ثلاثيات الإمام أحمد تبلغ (٣٢٩) ثلاثي مع المكرر.
– جامع ثلاثيات الإمام أحمد:

أول من جمع ثلاثيات الإمام أحمد هو الحافظ محب الدين المقدسي ، ووافته المنية ولم يكملها

ثم أكملها بعده رفيقه الحافظ ضياء الدين المقدسي صاحب كتاب المختارة.

وربما أدخل في الثلاثيات ما ليس بثلاثي وهذا على قلة ، مثاله حديث رقم (٣٢٢) قال أحمد حدثنا وكيع حدثنا مِسعر بن حبيب حدثني عمرو بن سلمة عن أبيه ( أنهم وفدوا إلى النبي عليه الصلاة والسلام) وهذا شبه ثلاثي وليس بثلاثي.
– شروحات ثلاثيات الإمام أحمد:

شرحها شرحاً نفيساً الإمام محمد السفاريني.
– أكثر صحابي روى عنه ثلاثيات:

أكثر من روى عنه الإمام أحمد ثلاثيات هو الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه ، بلغت ثلاثياته في المسند (١٦٤) ثلاثي.
– أكثر شيخ روى عنه ثلاثيات:

أكثر شيخ روى عنه ثلاثيات هو الحافظ الكبير سفيان بن عيينة ، روى عنه (٧٩) ثلاثي.

كتبه/

بدر بن محمد البدر العنزي.

١٩/٢/١٤٣٧هـ

@ السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية (١) @

@ السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية (١) @

كتاب روضة العقلاء ونزهة الفضلاء للإمام الحافظ أبي حاتم بن حبان البستي رحمه الله
كتاب قيّم جداً ، يعد من أنفس كتب الآداب

لكثرة مادته العلمية ، فيه من الأحاديث النبوية والآثار والحكم والأشعار الشيء الكثير.
منهج ابن حبان في روضة العقلاء:

منهجه في هذا الكتاب: يعقد الترجمة ثم يسوق أحاديث الباب والآثار ويذكر بعض الأشعار في الوعظ والزهد والرقائق ، ويذكر بعض الحكم القيمة التي لا توجد في كتاب سواه.
وهذا الكتاب لا يستغني عنه الداعية إلى الله في دعوته ولا خطيب الجمعة في خطبته.
كتبه/

بدر محمد بدر العنزي.

١٧/٢/١٤٣٧هـ

@ سلسلة الألفاظ المنهية (١٧) @

سلسلة الألفاظ المنهية:(١٧)
١- قول (صدق الله العظيم) بعد قراءة القرآن.
لم يكن من هدي النبي عليه الصلاة والسلام ولا هدي صحابته ، قول (صدق الله العظيم) بعد قراءة القرآن.
وجاء في فتوى اللجنة الدائمة رقم(٤٣١٠): قول (صدق الله العظيم) بعد القراءة ، لم يدل عليه دليل والمداومة عليه بدعة.اهـ
قلت للعلامة صالح الفوزان: ما حكم قول صدق الله العظيم بعد القراءة؟

قال: الترام قول (صدق الله العظيم) بعد قراءة القرآن بدعة.اهـ

٢- التسمي بـ (عبدالرسول) ونحوه.
يحرم التسمية بـ (عبدالرسول) أو (عبدالنبي) أو (عبدالحسين) وغيرها مما عُبد لغير الله.
قال الإمام ابن القيم في تحفة المولود(٣٧):

نقل ابن حزم الإجماع على حرمة كل اسم معبد لغير الله.اهـ
وقال العلامة عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ في فتح المجيد(٣٩٤): حكى ابن حزم رحمه الله 

اتفاق العلماء على تحريم كل ما عُبّد لغير الله لأنه شرك في الربوبية والإلهية ، لأن الخلق كلهم ملك لله وعبيد له.اهـ
٣- قول (تقبل الله) بعد الصلاة.
قول (تقبل الله) أو (حرماً) ونحوهما من العبارات التي يقولها بعض الناس بعد الصلاة ، لا دليل عليها ، وهي من البدع المحدثة ، وخلاف هدي النبي عليه الصلاة والسلام ، فإنه عليه الصلاة والسلام كان إذا انتهى من صلاته قال: (استغفرالله استغفر الله استغفر الله ، اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام)

(لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير اللهم لا مانع لِما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد)

(لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير لا حول ولا قوة إلا بالله لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون)
وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة للافتاء(٢/١٩٧): التزام قول المصلي بعد السلام لمن بجواره تقبل الله ليس مشروعاً، بل ذلك من البدع ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم لم يفعلوا ذلك ، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد.اهـ
وسُئِلَ العلامة ابن عثيمين كما في المناهي اللفظية ص(٣٠) عن قول (تقبل الله بعد الصلاة)؟

قال: هذا ليس من الذّكر ، هذا من الدعاء إذا فرغ وقال: تقبّل الله منك . ولكن مع ذلك لا نرى أن يفعلها الإنسان ، لا بعد الوضوء ، ولا بعد الصلاة ، ولا بعد الشرب من ماء زمزم ، لأن مثل هذه الأمور إذا فُـعِلَتْ لربما تتخذ سنة ، فتكون مشروعة بغير علم.اهـ

كتبه/

بدر محمد البدر العنزي.

١٧/٢/١٤٣٧هـ

@ سلسلة الألفاظ المنهية (١٦) @

سلسلة الألفاظ المنهية:(١٦)

١- (الإيمان في القلب)
هذا قول باطل ، مخالف لما عليه أهل السنة والجماعة: أن الإيمان قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالأركان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.

كما دل على ذلك الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة.
قال تعالى:(إنما المؤمنون الذين ءامنوا بالله ورسوله ثمـ لم يرتابوا وجـٰهدوا بأموٰلهمـ وأنفسهمـ في سبيل الله أولـٰئك همـ الصـٰدقون)
وقال تعالى:(إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهمـ وإذا تليت عليهمـ ءايـٰته زادتهمـ إيمـٰناً وعلى ربهمـ يتوكلون الذين يقيمون الصلوٰة ومما رزقنـٰهمـ ينفقون أولـٰئك هم المؤمنون حقاً)
وقال تعالى (ليزدادوا إيمـٰناً مع إيمـٰنهمـ)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي عليه الصلاة والسلام:(الإيمان بضع وستون شعبة أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من شعب الإيمان)

رواه البخاري(٩) ومسلم(٥٧)
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال:(ما رأيت من ناقصات عقل ودين)

رواه البخاري(٣٠٤) ومسلم(١٥٥)
قال الإمامان أبو حاتم وأبو زرعة كما في عقيدة الرازيين(٣): أدركنا العلماء في جميع الأمصار حجازاً وعراقاً ومصراً وشاماً ويمناً فكان من مذهبهم أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص.اهـ
وقال الإمام الإسماعيلي في اعتقاد أئمة الحديث(٩٢):اعلم أن مذهب أهل الحديث وأهل السنة والجماعة… وإن الإيمان قول وعمل ومعرفة يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.اهـ
قال العلامة سليمان بن عبدالله آل الشيخ في حاشية كتاب التوحيد(٤٣): قوله(ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه) هذا يدل على أن الأعمال من الإيمان خلافاً للأشاعرة والمرجئة في قولهم: إنه القول ، وزعموا أن الإيمان هو مجرد التصديق وتركوا ما عليه الكتاب والسنة لأن الدين ما أمر الله به فعلاً وما نهى عنه تركاً.اهـ

٢- (الله في كل مكان)
هذا قول باطل ، وهو خلاف ما دل عليه الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة: أن الله سبحانه وتعالى في السماء فوق خلقه مستو على عرشه.
قال تعالى( يخافون ربهم من فوقهم)

وقال تعالى( وهو العلي العظيم)

وقال تعالى( سبح اسم ربك الأعلى)

وقال تعالى( إليه يصعد الكلم الطيب) 

وقال تعالى( وهو القاهر فوق عباده)

وقال تعالى( تعرج الملائكة والروح إليه)

وقال تعالى( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض)
– وتواترت الأحاديث عن النبي عليه الصلاة والسلام ، في إثبات علو الله تعالى فوق خلقه وممن حكى التواتر الحافظ الذهبي في العلو(١/٢٤٩) والإمام ابن القيم في اجتماع الجيوش(٩٨)

من هذه الأحاديث:

ما رواه البخاري(٧٤٢٢) ومسلم(٢٧٥١) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: ( ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء).
وروى مسلم(٧٧٣) عن حذيفة رضي الله عنه أنه سمع النبي عليه الصلاة والسلام يقول إذا سجد:(سبحان ربي الأعلى).
وروى مسلم(٥٣٧) عن معاوية بن الحكم رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال للجارية:(أين الله؟ قالت: في السماء. فقال:اعتقها فإنها مؤمنة).
قال الأوزاعي رحمه الله: (كنا والتابعون متوافرون نقول إن الله تعالى ذكره فوق عرشه ونؤمن بما جاءت به السنة من الصفات)

رواه البيهقي في الأسماء والصفات(٤٠٨)

وصححه شيخ الإسلام في الفتوى الحموية(٤٣)

وابن القيم في اجتماع الجيوش(٤٣) وقال الألباني في مختصر العلو(١٨٣):رواته أئمة ثقات.
قال العلامة ابن عثيمين في الفتاوى(١/١٣٣): وأما من قال (إن الله في كل مكان) وأراد بذاته ، فهذا كفر لأنه تكذيب لما دلت عليه النصوص ، بل الأدلة السمعية والعقلية والفطرية من أن الله تعالى عليٌّ على كل شيء ، وأنه فوق السماوات مستو على عرشه.اهـ

كتبه/

بدر بن محمد البدر العنزي.

١٤/٢/١٤٣٧هـ

@ سلسلة الألفاظ المنهية (١٥) @

سلسلة الألفاظ المنهية:(١٥)

١- قول (الحمد لله والشكر) عند العطاس.
الثابت عن النبي عليه الصلاة والسلام في أذكار العطاس قول: (الحمد لله) لما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا عطس أحدكم فليقل:( الحمد لله )

رواه البخاري(٦٢٢٤)
وأما زيادة (الشكر) في أذكار العطاس فلا أصل لها.
ونقل الحافظ ابن حجر في الفتح(١٠/٦٠٠) عن ابن بطال وغيره أنه لا يزيد على الحمد لله لحديث أبي هريرة.

٢- قول (صحة) أو (عشت) عند العطاس.
قول بعض الناس للعاطس (صحة) أو (عشت) وغيرهما من الألفاظ ، ليس لها أصل في كتاب الله ولا سنة رسوله عليه الصلاة والسلام.

والسنة أن يقال للعاطس: (يرحمك الله) لما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله وليقل له أخوه أو صاحبه: يرحمك الله ، فإذا قال له: يرحمك الله فليقل: (يهديكم الله ويصلح بالكم).

رواه البخاري (٦٢٢٤)

٣- قوله (ربنا لك الحمد والشكر) بعد الرفع من الركوع.
الثابت عن النبي عليه الصلاة والسلام في أذكار الرفع من الركوع قول: (ربنا ولك الحمد).

 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال سمع الله لِمن حمده قال: اللهم ربنا ولك الحمد )

رواه البخاري(٧٩٥) ومسلم(٣٩٢)
وأما زيادة (الشكر) في أذكار الرفع من الركوع فلا أصل لها.
قال العلامة ابن باز في الفتاوى(٢٩/٢٨٦):

لم تَرِد ، لكن لا يضر قولها: الحمد والشكر لله وحده سبحانه وتعالى ، ولكن هو من باب عطف المعنى ، وإن الحمد معناه الشكر والثناء ، فالأفضل أن يقول: ربنا ولك الحمد ، ويكفي ولا يزيد والشكر ، ويقول: ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ، ملء السماوات والأرض ، وملء ما شئت من شيء بعد ، وإن زاد الشكر لا يضره ، ويعلم أنه غير مشروع.اهـ
وقد نص العلامة ابن عثيمين في فتاوى أركان الإسلام(٣٢٦) على عدم ورود لفظة(الشكر)في أذكار الرفع من الركوع.
وإن زاد: (ربنا ولك الحمد ، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه )

جاز ذلك ، لحديث رفاعة بن رافع قال: كنا يوما نصلي وراء النبي صلى الله عليه وسلم فلما رفع رأسه من الركعة قال: سمع الله لِمن حمده . قال رجل وراءه: ربنا ولك الحمد ، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه. فلما انصرف قال: من المتكلم؟ قال: أنا. قال: رأيت بضعة وثلاثين ملكاً يبتدرونها ، أيهم يَكتبها أول )

رواه البخاري (٧٩٩)
كتبه/

بدر محمد البدر العنزي.

٨/٢/١٤٣٧هـ

@ سلسلة الألفاظ المنهية (١٤) @

سلسلة الألفاظ المنهية:(١٤)
١- (بجاه النبي)
سؤال الله تعالى بجاه النبي عليه الصلاة والسلام أو بجاه فلان من الناس ، لا يجوز ، وهو من التوسل الممنوع.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الإقتضاء(٤٥٨): عمر توسل بدعاء العباس وشفاعته ، وليس مراده إنا نقسم عليك به أو ما يجري هذا المجرى مما يفعله المبتدعه بعد موته وفي مغيبه كما يقول بعض الناس: أسألك بجاه فلان عندك.اهـ
وقال العلامة ابن عثيمين في الفتاوى(٢/٣٣٥):

ومن التوسل الذي ليس بصحيح: أن يتوسل الإنسان بجاه النبي عليه الصلاة والسلام

وذلك أن جاه الرسول عليه الصلاة والسلام ليس مفيداً بالنسبة إلى الداعي ، لأنه لا يفيد إلا الرسول عليه الصلاة والسلام أما بالنسبة للداعي فليس بمفيد حتى يتوسل إلى الله به.اهـ
وقال العلامة الفوزان في عقيدة التوحيد(١٧٤):

والتوسل بجاه النبي عليه الصلاة والسلام أو بجاه غيره لا يجوز ، والحديث الذي فيه (إذا سألتم الله فاسألوه بجاهي فإن جاهي عند الله عظيم)

حديث مكذوب ليس في شيء من كتب المسلمين التي يعتمد عليها ولا ذكره أحد من أهل العلم

بالحديث ، وما دام لا يصح فيه دليل ، فهو لا يجوز لأن العبادات لا تثبت إلا بدليل صريح.اهـ
وأما حديث سهل بن حنيف رضي الله عنه (اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى لي اللهم فشفعه في).

حديث مختلف في صحته.

رواه الترمذي(٣٥٧٨)وقال:حديث حسن صحيح غريب.

والحاكم(١/٣١٣)وقال:صحيح على شرط الشيخين وسكت عليه الذهبي، وصححه الألباني في سنن الترمذي(٣٥٧٨)

وأعله أبو زرعة كما في علل ابن أبي حاتم(٢.٦٤).
وعلى تقدير صحة الحديث فإن معناه: أسألك وأتوجه إليك بدعاء النبي عليه الصلاة والسلام لي وهذا في حياته عليه الصلاة والسلام لا بعد وفاته.

وطلب الدعاء من النبي عليه الصلاة والسلام في حياته مشروع.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الإقتضاء(٤٥٩): قوله (أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد) أي بدعائه في حياته كما قال عمر(كنا نتوسل إليك بنبينا) فلفظ التوجه والتوسل في الحديثين بمعنى واحد.اهـ

٢- (بحق فلان)
سؤال الله (بحق فلان) أو(بحق هذا اليوم) أو (بحق هذا الشهر) وغير ذلك من الألفاظ

لا يجوز لأن الله سبحانه وتعالى لا يجب عليه حق لأحد. 
قال العلامة ابن باز في الفتاوى(٤/٣١٥):لم يرد في الأدلة الشرعية ما يدل على مشروعية التوسل بحق أحد من الناس ولا بذاته بل هو من البدع ومن وسائل الشرك عند أكثر أهل العلم.اهـ
وقال العلامة الفوزان في عقيدة التوحيد(١٧٥):

التوسل بحق المخلوق لا يجوز لأمرين:

الأول: أن الله سبحانه لا يجب عليه حق لأحد ، وإنما هو الذي يتفضل سبحانه على المخلوق بذلك كما قال تعالى (وكان حقاً علينا نصر المؤمنين)

فكون المطيع يستحق الجزاء هو استحقاق فضل وإنعام وليس هو استحقاق مقابلة كما يستحق المخلوق على المخلوق.

الثاني: أن هذا الحق الذي تفضل الله به على عبده هو حق خاص به لا علاقة لغيره به ، فإذا توسل به غير مستحقه كان متوسلاً بأمر أجنبي لا علاقة له به وهذا لا يجديه شيئاً.اهـ
وأما حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه (اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك وبحق ممشاي هذا).

حديث ضعيف.

رواه ابن ماجه (٧٧٨) من طريق عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري

قال الحافظ البوصيري في الزوائد(٧٧٨): هذا إسناده مسلسل بالضعفاء عطية العوفي وفضيل بن مرزوق والفضل بن الموفق كلهم ضعفاء.

وضعفه الألباني في سنن ابن ماجه(٧٧٨)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في قاعدة جليلة(١٦٢):هذا الحديث في إسناده عطية العوفي وفيه ضعف، فإن كان من كلام النبي عليه الصلاة والسلام فهو من هذا الباب لوجهين:

أحدهما:لأن فيه السؤال لله تعالى بحق السائلين وبحق الماشين في طاعته ، وحق السائلين أن يجيبهم وحق الماشين أن يثيبهم.

الثاني:أن الدعاء له سبحانه والعمل له سبب لحصول مقصود العبد.اهـ

كتبه/

بدر محمد بدر

عضو الدعوة والإرشاد بحفر الباطن.

٨/٢/١٤٣٧هـ

@ سلسلة الألفاظ المنهية (١٣) @

سلسلة الألفاظ المنهية:(١٣)

١- (يا حول الله)
قول بعض الناس (يا حول الله) قول خاطئ ولا يجوز ، لأنه سؤال صفة ، وسؤال الصفة لا يجوز عند عامة أهل العلم ، ومثله قول (يا قوة الله) و (يا قدرة الله) و(يا عزة الله).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في تلخيص الاستغاثة (٨٠): إن مسألة الله بأسمائه وصفاته وكلماته جائز مشروع كما جاءت به الأحاديث ، وأما دعاء صفاته وكلماته فكفر باتفاق المسلمين.اهـ
– ومثله قول بعض الناس (يا حول) وهذا أيضاً لا يجوز لأنه سؤال للحول ، والواجب على المسلم أن يسأل الله سبحانه وتعالى ولا يسأل غيره.

قال النبي عليه الصلاة والسلام لابن عباس رضي الله عنه: (إذا سألت فاسأل الله) رواه الترمذي(٢٥١٦) وقال: حديث حسن صحيح.

وصححه الألباني.

٢- (لا حول الله)
هذه العبارة خاطئة ولا تجوز لأن فيها نفي الحول عن الله سبحانه وتعالى ، الصواب قول: (لا حول ولا قوة إلا بالله)

كما جاء في حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال له: (ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة: لا حول ولا قوة إلا بالله)

رواه البخاري(٦٣٨٤) ومسلم(٢٧٠٤)
وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة(٢٦/٣٦٥)

قول: (لا حول الله) هو اختصار قبيح لكلمة: (لا حول ولا قوة إلا بالله) فلا يجوز ، لأنه يغير المعنى.اهـ
وقال العلامة محمد بن عثيمين في الفتاوى(٣/١٣٩):

قول: (لا حول الله) ما سمعت أحدا ًيقولها وكأنهم يريدون (لا حول ولا قوة إلا بالله) فيكون الخطأ فيها في التعبير ، والواجب أن تعدل على الوجه الذي يراد بها ، فيقال :(لا حول ولا قوة إلا بالله).اهـ

٣- (الله والنبي يحييك)
هذه العبارة يقولها بعض الناس من باب الترحيب 

وهي عبارة خاطئة ولا تجوز ، والصواب قول: (حياك الله) أو (الله يحييك)

لأن النبي عليه الصلاة والسلام بعد وفاته لا يرحب بأحد.

جاء في فتاوى اللجنة الدائمة (٢٦/٣٦٣)

سؤال: كنا في مجلس وصاحب الدار يرحب بضيوفه بالعبارة التالية: (الله والنبي محييكم ، الله والنبي يحييكم) ويكرر هذه العبارة مرات عديدة ، اعترض عليه أحد الحضور وقال: هذه العبارة لا تنبغي ، وهي من تحيات بعض الفرق الضالة.

آمل من فضيلتكم التكرم بتوضيح الحكم في قول هذه العبارة، بالتفصيل وبالأدلة الشرعية، ليستفيد الجميع .

الجواب: ترحيب الإنسان بضيوفه ودعائه لهم بالعبـارة المذكورة في السؤال هي مما تعودها بعض الناس ، والمحذور فيها إتيانه بالنبي في دعائه أن يحييه، والنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته لا يملك ذلك ، والوارد في حقه صلى الله عليه وسلم أن الله يرد له روحه عندما يصلى ويسلم عليه فيرد على ذلـك ، فالتحية لا تكون إلا من قبل الحي لا الميت ، ولو اقتصر على قولـه: (الله يحييكم)، أو نحو ذلك مما لا محذور فيه لكان أولى وأسلم، فـالله سبحانه حيَّا النبي صلى الله عليه وسلم وأمته بالصلاة والسلام عليهم، قـال تعالى: هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ إلى قولـه: تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ الآيـة، والصـلاة من الله على العبـد هـي: رحمته له وبركته لديه، وثناؤه على العبد عند الملائكة. والسلام هو تحية المؤمنين بينهم في الدنيا، وفي جنته يحيي بعضهم بعضا بالسلام، وقـال ابن كثير في تفسيره: الظاهر أن المراد والله أعلـم: تَحِيَّتُهُمْ أي: من الله تعالى، يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ أي: يوم يسلم عليهم، كمـا قـال الله عـز وجـل: سَلامٌ قَوْلا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ . وقـال القرطبي : وقيل: هذه التحية من الله تعالى، والمعنى: فيسلمهم من الآفات، أو: يبشرهم بالأمن من المخافات.

وعلى ذلك فإنه يجوز للإنسان أن يقول لأخيه المسلم: الله يحييك، أو: الله يحييكم.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو:بكر أبو زيد

عضو:صالح الفوزان

عضو:عبد الله بن غديان 

نائب الرئيس:عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ

الرئيس:عبد العزيز بن عبد الله بن باز.

كتبه/

بدر محمد البدر العنزي

عضو الدعوة والإرشاد بأوقاف حفر الباطن.

٦/٢/١٤٣٧هـ

@ سلسلة الألفاظ المنهية (١٢) @

سلسلة الألفاظ المنهية:(١٢)

١- (إسرائيلي)
يطلق كثير من الناس لفظ (إسرائيلي) على اليهودي ، وهذا غلط لأن إسرائيل هو نبي الله يعقوب بن إسحاق عليهما السلام ، والصواب ينادون باليهود لا إسرائيل ، هكذا جاءت تسميتهم بالكتاب والسنة

قال تعالى: ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ۚ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ۘ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ).
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه)

رواه البخاري (١٣٥٨) ومسلم (٢٦٥٨)
ومن الأخطاء الشائعة عند بعض الناس قولهم:(اللهم العن إسرائيل) وهذا خطأ لأن إسرائيل هو يعقوب عليه السلام.

والصواب أن يقال: لعنة الله على اليهود أو لعن الله اليهود.
٢- (مسيحي)
يطلق كثير من الناس لفظ (مسيحي) على النصارى ، وهذا غلط لأن المسيح هو نبي الله عيسى بن مريم عليهما السلام ، والصواب ينادون بالنصارى لا بالمسيح ، هكذا جاءت تسميتهم بالكتاب والسنة
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه)

رواه البخاري (١٣٥٨) ومسلم (٢٦٥٨)

٣-(دعاة التبشير)
يطلق كثير من الناس لفظ (دعاة التبشير) على دعاة النصارى ، وهذا غلط ، بل هم دعاة تنصير لا تبشير.

لأن صفة البشارة والنذارة , جاءت في كتاب الله وصف للرسل عليهم الصلاة والسلام بأنهم يبشرون الناس وينذرونهم.

قال تعالى: (رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا)

وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيراً).

كتبه/

بدر محمد بدر العنزي

عضو الدعوة والإرشاد بأوقاف حفر الباطن.

٥/١/١٤٣٧هـ