@ المنتقى من أقوال شيخ الإسلام في الرافضة @

المنتقى من أقوال شيخ الإسلام في الرافضة

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه وبعد:
فهذه جملة من أقوال شيخ الإسلام أحمد بن عبدالحليم بن تيمية الحراني رحمه الله في ذم الرافضة القبورية عليهم من الله ما يستحقون.
١- قال رحمه الله:

الذي ابتدع مذهب الرافضة كان زنديقاً ملحداً عدواً لدين الإسلام وأهله.

(منهاج السنة-٤/٣٦٢)

 
٢-وقال رحمه الله:

الرافضة أكذب طوائف الأمة على الإطلاق ، وهم أعظم الطوائف المدّعية للإسلام غلواً وشركاً.

(مجموع الفتاوى-٢٧/١٧٥)

 
٣- وقال رحمه الله: ليس المنافقون في طائفة أكثر منهم في الرافضة ، حتى أنه ليس في الروافض إلا من فيه شعبة من شعب النفاق.

(منهاج السنة-٣/٣٧٤)

 
٤- وقال رحمه الله:

قال القاضي: ومن قذف عائشة رضي الله عنها بما برأها الله منه كفر بلا خلاف.

(الصارم المسلول ١٠٦٦/٣)

٥- وقال رحمه الله:

الرافضة حمير اليهود يركبون عليهم في كل فتنة.

(منهاج السنة-١/٢٠)
٦- وقال رحمه الله:

قال حرملة: سمعت الشافعي يقول: لم أرَ أحداً أشهد بالزور من الرافضة.

(منهاج السنة ٦٠/١)

٧- وقال رحمه الله:

النصارى الذين قاتلهم المسلمون بالشام كانت الرافضة من أعظم أعوانهم.

(المنهاج ٣٧٨/٣)
٨- وقال رحمه الله:

الرافضة من أجهل الناس وأضلهم كما أن النصارى من أجهل الناس ، والرافضة من أخبث الناس كما أن اليهود من أخبث الناس ففيهم نوع من ضلال النصارى ونوع من خبث اليهود.

(منهاج السنة-٢/٦٥)

 
٩- وقال رحمه الله:

الرافضة أعظم عباداتهم عندهم: لعن المسلمين من أولياء الله مستقدمهم ومستأخرهم.

(مجموع الفتاوى-٢٨/ ٤٨٨)
١٠- وقال رحمه الله: 

رؤوس الرافضة والجهمية كانوا منافقين زنادقة

وأول من ابتدع الرفض كان منافقاً

وكذلك التجهم أصله زندقة ونفاق.

(مجموع الفتاوى-٣/٣٥٣)

١١- وقال رحمه الله:

الرافضة أمة مخذولة ليس لها عقل صحيح ، ولا نقل صريح ولا دين مقبول ، ولا دنيا منصورة.

(إقتضاء الصراط المستقيم-٤٣٩)

١٢- وقال رحمه الله:

قال أشهب رحمه الله: سئل مالك عن الرافضة فقال: ﻻ تكلمهم ولا ترو عنهم فإنهم يكذبون. 

(منهاج السنة-١/٦٠)

١٣- وقال رحمه الله:

لا يوجد في أئمة الفقه الذين يُرجع إليهم رافضي

ولا في أئمة الحديث

ولا في أئمة الزهد والعبادة

ولا في الجيوش المؤيدة المنصورة جيش رافضي

ولا في الملوك الذين نصروا الإسلام وأقاموا وجاهدوا عدوه من هو رافضي

ولا في الوزراء الذين لهم سيرة محمودة من هو رافضي.

(منهاج السنة-٢/٨٠)
١٤- وقال رحمه الله:

أكثر ما تَجد الرافضة إما في الزنادقة المنافقين الملحدين ، وإما في جُهال ليس لهم عِلم لا بالمنقولات ولا بالمعقولات ، قد نَشأوا بالبوادي والجبال ، أو تحيزوا عن المسلمين فلم يجالسوا أهل العلم والدين

وإما في ذوي الأهواء ممن قد حصل له بذلك رياسة ومال ، أو له نسب يتعصب له كفعل أهل الجاهلية.

(منهاج السنة-٢/٨١)

١٥- وقال رحمه الله:

الرافضة أعظم ذوي الأهواء جهلاً وظلماً ، يعادون خيار أولياء الله تعالى ، من بعد النبيين ، من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان – رضي الله عنهم ورضوا عنه – ويوالون الكفار والمنافقين من اليهود والنصارى والمشركين وأصناف الملحدين ، كالنصيرية والإسماعيلية، وغيرهم من الضالين

(منهاج السنة-١/٢٠)

١٦- وقال رحمه الله:

معاونتهم- يعني الرافضة- لليهود أمرٌ شهير.

(منهاج السنة-١/٢١)
 ١٧- وقال رحمه الله:

لما كان أصل مذهبهم -يعني الرافضة-مستند إلى جهل ، كانوا أكثر الطوائف كذباً وجهلاً.

(منهاج السنة-١/٥٧)

 
١٨- وقال رحمه الله:

اتفق أهل العلم بالنقل والرواية والإسناد ، على أنّ الرافضة أكذب الطوائف ، والكذب فيهم قديم ، ولهذا كان أئمة الإسلام يعلمون امتيازهم بكثرة الكذب.

(منهاج السنة-١/٥٩)

١٩- وقال رحمه الله:

يقولون – يعني الرافضة -: ديننا التّقيّة وهو: أن يقول أحدهم بلسانه خلاف ما في قلبه، وهذا هو الكذب والنفاق.

(منهاج السنة-١/٦٨)
٢٠- وقال رحمه الله:

الرافضة أعظم الناس مخالفة لولاة الأمور وأبعد الناس عن طاعتهم إلاّ كرهاً.

(١/١١١)
٢١- وقال رحمه الله:

اتخذوهم – يعني الرافضة اتخذوا الأولياء- أرباباً من دون الله.

(منهاج السنة-١/٤٧٤)
٢٢- وقال رحمه الله:

 صنف شيخهم -يعني شيخ الرافضة-ابن النعمان كتاباً سمّاه مناسك المشاهد ، جعل قبور المخلوقين تُحجُ كما تحج الكعبة.

(منهاج السنة-١/٤٧٦)

٢٣- وقال رحمه الله:

الرافضة غالباً لا يتناهون عن منكر فعلوه ، بل ديارهم أكثر البلاد منكراً من الظلم والفواحش وغير ذلك.

(منهاج السنة-٣/٣٧٦)

٢٤- وقال رحمه الله:

الرافضة دائماً يوالون الكفار من المشركين واليهود والنصارى ويعاونونهم على قتال المسلمين ومعاداتهم.

(منهاج السنة-٣/٣٧٨)

٢٥- وقال رحمه الله:

أدخلوا -الرافضة-في دين الله من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يكذبه غيرهم ، وردوا من الصدق ما لم يرده غيرهم ، وحـّرفـوا القرآن تحريفاً لم يحرفه غيرهم.

(٣/٤٠٤)
٢٦- وقال رحمه الله:

شيوخ الرافضة يأمرونهم بالإشراك بالله ، وعبادة غير الله ، ويصدونهم عن سبيل الله فيخرجون عن حقيقة شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فإنّ حقيقة التوحيد أن نعبد الله وحده ، فلا يُدعى إلا هو ، ولا يُخشى إلا هو، ولا يُـتّـقى إلا هو ، ولا يُـتوكل إلا عليه، ولا يكون الدين إلاّ له، لا لأحدٍ من الخلق ، وأن لا نتخذ الملائكة والنبيين أرباباً، فكيف بالأئمة والشيوخ والعلماء والملوك وغيرهم . 

(منهاج السنة-٣/٤٩٠)
٢٧- وقال رحمه الله:

الرافضة مخالفون لعلي رضي الله عنه وأئمة أهل البيت في جميع أصولهم.

(منهاج السنة-٤/١٦)

 
٢٨- وقال رحمه الله:

الرافضة غالب حججهم أشعار تليق بجهلهم وظلمهم ، وحكايات مكذوبة تليق بجهلهم وكذبهم ، وما يُثبت أصول الدين بمثل هذه الأشعار ، إلاّ من ليس معدوداً من أولي الأبصار.

(منهاج السنة-٤/٦٦)

٢٩- وقال رحمه الله:

من المصائب التي ابتلي بها ولد الحسين انتساب الـرافـضـة إلـيـهم.

(منهاج السنة-٤/٦٠)

٣٠- وقال رحمه الله:

 الرافضة تتكلم بالكلام المتناقض الذي ينقُضُ بعضه بعضاً.

(منهاج السنة-٦/٢٩٠)

٣١- وقال رحمه الله:

وقد أَشْبهوا- يعني الرافضة- اليهود في أُمور كثيرة لا سيما السامرة من اليهود.

(مجموع الفتاوى-٢٨/٤٧٩)

انتقاه/

بدر بن محمد البدر.

٢٦/١٢/١٤٣٦هـ

@ صحيح فضائل القرآن (٢٨) @

صحيح فضائل القرآن: (٢٨)
– فضائل متفرقة

١- باب في أجر قراءة القرآن.
عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال:

( يجيء القرآن يوم القيامة فيقول: يا رب حَلِّه ، فيلبس تاج الكرامة ، ثم يقال : يا رب زده ، فيلبس حُلَّة الكرامة ، ثم يقول: يا رب ارض عنه ، فيرضى عنه ، فيقال له: اقرأ وارق وتزاد بكل آية حسنة )
رواه الترمذي (٢٩١٥) وقال حديث حسن صحيح.

والحاكم في المستدرك (٢٠٧٣): وقال: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

وقال الذهبي في التلخيص(١/٥٥٢): صحيح.اهـ

وحسنه الألباني في سنن الترمذي(٢٩١٥)

حديث إسناده حسن لأجل عاصم بن بهدلة.
عن عاصم بن بهدلة عن زر عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام : ( يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتقِ ورتل كما كنت تُرتل في الدنيا فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها )
رواه أبو داود (١٤٦٤) والترمذي(٢٩١٤) وقال: حديث حسن صحيح.

قال المحدث الألباني في سنن أبي داود(١٤٦٤):

حسن صحيح.اهـ

وقال المحدث الوادعي في الصحيح المسند(٧٩٢):

حديث حسن.اهـ

حديث إسناده حسن لأجل عاصم بن بهدلة.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري رواه ابن ماجه(٣٨٤٨) وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه (٣٠٦٢)
٢- باب ما جاء إن الله يرفع بهذا القرآن أقواماً.
عن عمر رضي الله عنه قال : أما إن نبيكم عليه الصلاة والسلام قال : ( إن يرفع بهذا القرآن أقواماً ويضع به آخرين )
رواه مسلم (٨١٧) وابن حبان في صحيحه(٧٦٩)
٣- باب ما جاء في فضل تعليم القرآن.
عن عثمان رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه )
رواه البخاري ( ٥٠٢٧) والترمذي (٢٩٠٧) وابن ماجه(٢١١) وابن حبان في صحيحه(١١٨)

وفي رواية للبخاري (٥٠٢٨) ( إن أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه )
وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام:( خياركم من تعلم القرآن وعلمه )
رواه ابن ماجه(٢١٢)

وقال الألباني في الصحيحة(١١٧٢):

الحديث حسن بشواهده ، وهو صحيح بلفظ الترمذي والدارمي.اهـ
٤- باب في قوله تعالى ( ورتل القرآن ترتيلاً ).
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي عليه الصلاة والسلام يقول: ( ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن ويجهر به )
رواه البخاري (٧٥٤٤) ومسلم (٧٩٢)

وأبو داود(١٤٧٣)
وعن عبدالرحمن بن عوسجة عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: ( زينوا القرآن بأصواتكم )
رواه أحمد(٤/٢٨٣) وأبو داود(١٤٦٨) وابن ماجه(١٣٥٩) والنسائي(٢/١٧٩)

والدارمي (٣٥٤٣) وابن حبان في صحيحه(٧٤٩)

والحاكم(٢١٤٥)

قال المحدث الألباني في سنن أبي داود(١٤٦٨):

صحيح.

قال المحدث الوادعي في الصحيح المسند(١٣٠):

حديث صحيح رجاله رجال الصحيح إلا عبدالرحمن بن عوسجة وقد وثقه النسائي.اهـ

وله شاهد عن أبي هريرة رواه ابن حبان(٣/٢٧)

وحسنه الوادعي في الصحيح المسند(١٤٤٢)
وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: ( ليس منا من لم يتغن بالقرآن )
رواه أحمد(١٤٧٦) وأبو داود (١٤٦٩) والدارمي (٣٥٣١) وابن حبان في صحيحه (١٢٠) 

وصحح إسناده المحدث أحمد شاكر في مسند أحمد(٢/٢٢٥)

قال المحدث الألباني في سنن أبي داود(١٤٦٩):

صحيح.

وصححه المحدث الوادعي في الصحيح المسند(٣٧٣).
وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام لأبي موسى:( لو رأيتني وأنا أستمع لقراءتك البارحة ، لقد أُوتيت مزماراً

من مزامير آل داود )
رواه البخاري(٥٠٤٨) ومسلم(٧٩٣) واللفظ له.
وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: ( إن من أحسن الناس صوتاً بالقرآن ، الذي إذا سمعتموه يقرأ حسبتموه يخشى الله )
رواه ابن ماجه(١٣٥٦)

وصححه الألباني في سنن ابن ماجه(١٣٥٦)
٥- باب ما جاء في فضل حافظ القرآن.
عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام : ( مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الآترجة ريحها طيب وطعمها طيب )
رواه البخاري (٥٠٢٠) ومسلم (٧٩٧)
٦- باب ما جاء في فضل الماهر بالقرآن والشاق عليه.
عن عائشة رضي الله عنه قالت: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: ( الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن ويَتَتَعْتع فيه وهو عليه شاق له أجران )
رواه البخاري (٤٩٣٧) ومسلم (٧٩٨)
قال الحافظ النووي في شرح مسلم(١/٥٣٦):

السفرة الرسل لأنهم يسفرون إلى الناس برسالات الله ، وقيل: السفرة الكتبة.

والبررة: المطيعون من البر وهو الطاعة.

وأما الذي يتتعتع فيه فهو الذي يتردد في تلاوته لضعف حفظه فله أجران: أجر بالقراءة وأجر بتتعته في تلاوته ومشقته.

قال القاضي: وليس معناه الذي يتتعتع عليه له من الأجر أكثر من الماهر به ، بل الماهر أفضل وأكثر أجراً لأنه مع السفرة وله أجور كثيرة ولم يذكر هذه المنزلة لغيره ، وكيف يلحق به من لم يعتن بكتاب الله تعالى وحفظه وإتقانه وكثرة تلاوته وروايته كاعتنائه حتى مهر فيه.اهـ
٧- باب شفاعة القرآن لأصحابه يوم القيامة.
عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه )
رواه أحمد (٢٢١٤٦) ومسلم (٨٠٤) وابن الضريس في فضائل القرآن(٩٨) وابن حبان في صحيحه (١١٦)
وعن جابر رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال:( القرآن شافع مُشَفَّع وماحِل مُصدَّق من جعله إمامه قاده إلى الجنة ، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار )

رواه ابن حبان في صحيحه(١٢٤)

قال المحدث الألباني في السلسلة الصحيحة(٢٠١٩): إسناده جيد ، رجاله ثقات

وأشار المنذري في الترغيب إلى تقويته.اهـ
وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال:( الصيام والقرآن

يشفعان للعبد يقول الصيام:رب منعته الطعام

والشهوات بالنهار فشفعني فيه ، ويقول القرآن منعته النوم بالليل فيشفعان )

رواه أحمد(٦٦٢٦) والحاكم(٢٠٨٠) وقال: حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.

قال الهيثمي في مجمع الزوائد(٣/١٨١): رواه أحمد والطبراني ورجال الطبراني رجال الصحيح.اهـ

وقال أحمد شاكر في مسند أحمد(٦/١٨٨): إسناده صحيح.اهـ

وقال المحدث الألباني في صحيح الجامع(٣٨٨٢):صحيح.
٨- باب أهل القرآن هم أهل الله وخاصته.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام:( إن لله أهلين من الناس)

قالوا رسول الله مَن هم؟

قال:( هم أهل القرآن ، أهل الله وخاصته )
رواه أحمد(٣/١٢٧) وابن ماجه(٢١٤) والحاكم(٢٠٩٠)

قال الحافظ البوصيري في مصباح الزجاجة(١/٩١): هذا إسناد صحيح رجاله موثقون.اهـ

وصححه الألباني في صحيح الجامع(٢١٦٥)

والوادعي في الصحيح المسند(٧٧)
قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه:( مَن أحب القرآن فليبشر )
رواه الدارمي في مسنده(٣٣٦٦) ورجاله ثقات.
٩- باب قوله تعالى ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ).
عن حذيفة رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله هل بعد هذا الخير الذي نحن فيه من شر نحذروه؟

قال:( يا حذيفة عليك بكتاب الله فتعلمه واتبع ما فيه خيراً لك )
رواه ابن حبان في صحيحه(١١٧) 
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام:( إني قد تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما: كتاب الله وسنتي )
رواه الحاكم في المستدرك(٣٢٤)

وصححه الألباني في صحيح الجامع(٢٩٣٧)
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال:( يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبداً

كتاب الله وسنة نبيه )
رواه الحاكم في المستدرك(٣٢٣) وقال: قد احتج البخاري بأحاديث عكرمة ، واحتج مسلم بأبي أويس ، وسائر رواته متفق عليهم.اهـ
وعن أبي موسى الغافقي رضي الله عنه قال: آخر ما عهد إلينا رسول الله عليه الصلاة والسلام

أنه قال:( عليكم بكتاب الله )
رواه الحاكم (٣٩٣) وقال: رواة هذا الحديث عن آخرهم يحتج بهم.اهـ

كتبه/

بدر بن محمد البدر.

٢٠/١٢/١٤٣٦هـ

@ صحيح فضائل القرآن (٢٧) @

صحيح فضائل القرآن: (٢٧)

– فضل سورتي السجدة والإنسان معاً.

قال القاضي العليمي في فتح الرحمن(٥/٣١٩):

سورة السجدة ، وتسمى سورة المضاجع ، مكية غير ثلاث آيات نزلت بالمدينة وهي: ( أفمن كان مؤمناً ) ، إلى تمام ثلاث آيات.

وآيها: ثلاثون آية ، وحروفها: ألف وخمس مئة وثمانية عشرة حرفاً ، وكلمها: ثلاث مئة وثمانون كلمة.اهـ
وقال أيضاً في فتح الرحمن(٧/٢٣١):

سورة الإنسان ، مكية وقيل. مدنية وقيل: منها آية مكية وهي قوله:( فاصبر لحكمـ ربك ولا تطع منهم ءاثماً أو كفوراً ) والباقي مدني.

وآيها: إحدى وثلاثون آية ، وحروفها: ألف وأربع وخمسون حرفاً ، وكلمها: مئتان واثنتان وأربعون كلمة.اهـ
باب استحباب قراءة سورتي السجدة والإنسان في صلاة الفجر يوم الجمعة.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الجمعة في صلاة الفجر (ألم تنزيل) السجدة ، و (هل أتى على الإنسان) )
رواه البخاري (٨٩١) ومسلم (٨٧٩)
وفي الباب

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ( كان النبي عليه الصلاة والسلام يقرأ في الفجر يوم الجمعة

( الٓمٓـ تنزيل ) و ( هل أتى )
رواه الترمذي (٥٢٠) وقال: حديث حسن صحيح وابن ماجه(٨٢١) وابن خزيمة في صحيحه (٥٣٣)

وصححه الألباني في سنن ابن ماجه(٨٢١)
فائدة:

قال الحافظ النووي في شرح مسلم(٣/١٦٦):

فيه دليل لمذهبنا ومذهب موافقينا في استحبابهما في صبح الجمعة ، وأنه لا تُكره قراءة آية السجدة في الصلاة ولا السجود ، ذكر مالك وآخرون ذلك وهم محجوجون بهذه الأحاديث الصحيحة الصريحة المروية من طرق عن أبي هريرة وابن عباس رضي الله عنهم.اهـ
فائدة آخرى:

قال الإمام ابن القيم في الزاد(١/٢٠٢):

وكان عليه الصلاة والسلام يصلي يوم الجمعة بـ (ألـٓم تنزيل)السجدة ، وسورة(هل أتى على الإنسان) كاملتين ، ولم يفعل ما يفعله كثير من الناس اليوم من قراءة بعض هذه وبعض هذه في الركعتين ، وقراءة السجدة وحدها في الركعتين ، وهو خلاف السنة.اهـ
فائدة ثالثة:

قال الحافظ ابن رجب في كتابه فتح الباري (٤/٤٤٣):

قراءة النبي علبه الصلاة والسلام ، في فجر يوم الجمعة بـ (الم تَنْزِيل) (السجدة)

الظاهر: أنه كان يسجد فيها ، ولو لم يكن يسجد فيها لنقل إخلاله بالسجود فيها ، فإنه يكون مخالفاً لسنته المعروفة في السجود فيها ، ولم يكن يهمل نقل ذلِك ، فإن هذه السورة تسمى سورة السجدة ، وهذا يدل على أن السجود فيها مما استقر عليهِ العمل به عندَ الأمة .

وجمهور العلماء على أن الإمام لا يكره لهُ قراءة سجدة في صلاة الجهر ، ولا السجود لها فيها ، وروى ذَلِكَ عن ابن عمر وأبي هريرة ، وهو قول الشافعي وأحمد وغيرهما .

واختلف فيهِ عن مالك ، فروي عنه كراهته ، وروي عنه أنه قالَ : لا بأس به إذا لم يخف أن يغلط على من خلفه صلاته.اهـ

كتبه/

بدر بن محمد البدر

١٧/ذي الحجة/١٤٣٦هـ

@ معنى قول الحفاظ مثله و نحوه @

– مباحث في علم مصطلح الحديث –

– معنى قول الحفاظ (مثله) و(نحوه) –

إذا روي الحديث من طريقين وكان اللفظ واحداً

جاز للحافظ أن يقول بعد أن يسوق السند الثاني(مثله)

ويعني به مثل اللفظ.

وإذا روي من طريقين متقاربين في المعنى دون اللفظ ، فله أن يقول بعد أن يسوق السند الثاني (نحوه) ويعني به مقارب للفظه.

قال الحافظ الذهبي في الموقظة(٣١): إذا ساق حديثاً بإسناد ، ثم أتبعه بإسناد آخر ، وقال:(مثله)

فهذا يجوز للحافظ المميز للألفاظ ، فإن اختلف اللفظ قال:(نحوه) أو قال:(بمعناه) أو (بنحو منه).اهـ
وقال المحدث أحمد شاكر في الباعث الحثيث(٤١٧): قال الحاكم: إن مما يلزم الحديثي من الضبط والإتقان أن يفرق بين أن يقول:(مثله) أو يقول:(نحوه) فلا يحل له أن يقول:(مثله)

إلا بعد أن يعلم أنهما على لفظ واحد ، ويحل له أن يقول:(نحوه) إذا كان على مثل معانيه.اهـ

مسألة:

قال الحافظ ابن كثير في اختصار علوم الحديث(٤١٦): إذا روى حديثاً بسنده ثم أتبعه بإسناد له آخر ، وقال في آخره:(مثله)أو(نحوه)

وهو ضابط مُحرر فهل يجوز له رواية لفظ الحديث الأول بإسناد الثاني؟

قال شعبة: لا ، وقال الثوري: نعم.

حكاه عنهما وكيع ، وقال يحيى بن معين:يجوز في قوله(مثله)ولا يجوز في (نحوه)

قال الخطيب: إذا قيل بالرواية على المعنى فلا فرق بين قوله(مثله)أو(نحوه).

ومع هذا أَختارُ قول ابن معين.اهـ
قلت: وما اختاره الحافظ ابن كثير هو الصواب ، فكم من حديث قيل بعده(نحوه) ومتنه يختلف عن متن الحديث الذي سبق قبله.

كتبه/

بدر بن محمد البدر.

١٩/١٢/١٤٣٦هـ

@ تصحيح الحديث الضعيف بطرقه @

– مباحث في علم مصطلح الحديث –

      – تصحيح الحديث الضعيف بطرقه –

الحديث الضعيف قد يبلغ مرتبة الصحيح لغيره إذا كان ضعفه يسيراً ، وله طرق ، مثله في الضعف أو أقوى منه.
قال الحافظ ابن كثير في اختصار علوم الحديث (١٣٥): ومنه ضعف يزول بالمتابعة ، كما إذا كان راويه سيء الحفظ أو رُوي الحديث مرسلاً ، فإن المتابعة تنفع حينئذ ، وترفع الحديث عن حضيض الضعف إلى أوْج الحُسن أو الصحة.اهـ
قال الحافظ ابن حجر في البلوغ(٨١٩):

عن عمرو بن عوف المزني رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: ( الصلح جائز بين المسلمين…)

رواه الترمذي وصححه ، وأنكروا عليه لأن راويه كثير بن عبدالله بن عمرو بن عوف ضعيف ، وكأنه اعتبره بكثرة طرقه.

وقد صححه ابن حبان من حديث أبي هريرة.اهـ

كتبه:

بدر بن محمد البدر.

١٨/١٢/١٤٣٦هـ

@ صحيح فضائل القرآن (٢٦) @

صحيح فضائل القرآن: (٢٦)
– فضل قراءة القرآن.
١- باب فضل من قرأ حرفاً من القرآن.
عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام :( من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول: الـٓمٓ حرف ، ولكن ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف )
رواه البخاري في التاريخ الكبير(١/٢١٦) والترمذي (٢٩١٠) وقال: حديث حسن صحيح غريب.

وصححه الألباني في سنن الترمذي(٢٩١٠)

٢- باب فضل من قرأ آيتين من القرآن.
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: خرج رسول الله عليه الصلاة والسلام ونحن في الصُّفة فقال: 

( أيكم يُحب أن يغدو كل يوم إلى بُطحان أو إلى العقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثم ولا قطع رحم؟

فقلنا: يا رسول الله نحب ذلك.

قال: ( أفلا يَغدو أحدكم إلى المسجد فَيَعْلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين

وثلاث خير له من ثلاث وأربع خير له من أربع

ومن عدادهن من الإبل )
رواه مسلم (٨٠٣)
قال الحافظ النووي في شرح مسلم (١/٥٣٨):

الكوما من الإبل بفتح الكاف العظيمة السنام.اهـ

٣- باب فضل من قرأ ثلاث آيات من القرآن.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: ( أيُحب أحدكم إذا رجع إلى أهله أن يجد فيه ثلاث خَلفات عِظام سِمان؟

قلنا: نعم.

قال: فثلاث آيات يقرأ بهن أحدكم في صلاته خير له من ثلاث خلفات عظام سمان )
رواه ابن أبي شيبة (١٠/٥٠٣) ومسلم (٨٠٢) وابن ماجه (٣٧٨٢)

٤- باب فضل من قرأ عشر آيات.
عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال:( من قام بعشر آيات لم يُكتب من الغافلين… )
رواه أبو داود(١٣٩٨) وابن خزيمة في صحيحه (١/١٢٥) وابن حبان في صحيحه(٢٥٦٣)

وصححه المحدث الألباني في السلسلة الصحيحة(٦٤٢)
وله شاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: ( مَن قرأ عشر آيات في ليلة لم يُكتب من الغافلين )
رواه الحاكم (٢٠٨٥) وقال: حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.
وشاهد آخر عن ابن عمر رضي الله عنهما رواه الحاكم (٢٠٨٦).
٥- باب فضل من قرأ بمئة آية.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله عليه الصلاة والسلام :( مَن قرأ في ليلة مائة آية لم يُكتب من الغافلين أو كُتب من القانتين )
رواه ابن نصر في قيام الليل(٦٦) وابن خزيمة في صحيحه(١١٤٢)

قال المحدث الألباني في السلسلة الصحيحة(٦٤٣): إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وعن تميم الداري رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال : ( مَن قرأ بمائة آية كُتب له قُنُوت ليلة )
رواه الدارمي (٣٤٩٣) وابن السني في عمل اليوم والليلة (٤٣٨)

قال المحدث الألباني في السلسلة الصحيحة(٦٤٤): إسناده حسن رجاله ثقات معروفون ، وله طريق صح بها الحديث.اهـ
وفي الباب عن ابن عمر رواه الحاكم (٢٠٨٦)

وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رواه 

رواه أبو داود(١٣٩٨) وابن خزيمة في صحيحه (١/١٢٥) وابن حبان في صحيحه(٢٥٦٣)

وصححه المحدث الألباني في السلسلة الصحيحة(٦٤٢)

٦- باب فضل من قرأ بألف آية.
عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه

قال:( …ومن قرأ بألف آية كتب من المُقنطرين )
رواه أبو داود(١٣٩٨) وابن خزيمة في صحيحه (١/١٢٥) وابن حبان في صحيحه(٢٥٦٣)

وصححه المحدث الألباني في السلسلة الصحيحة(٦٤٢)

كتبه/

بدر بن محمد البدر.

١٧/١٢/١٤٣٦هـ

@ إنكار الشيخ رواية من روى عنه @

مباحث في علم مصطلح الحديث

  – إنكار الشيخ رواية من روى عنه –

إذا حدّث ثقة عن الشيخ بحديث ، ثم أنكر الشيخ حديثه ، فهذا لا يخلو من حالتين:
الأولى: أن يجزم الشيخ بتكذيب مَنْ روى عنه ، كأن يقول ( كذب علي ) أو ( ما رويت هذا أبداً )

ففي هذه الحالة لا يقبل الحديث الذي أنكره ، ولا يجرح الراوي الثقة بإنكار الشيخ.
قال الحافظ ابن الصلاح في علوم الحديث(١٤٧):

إذا روى ثقة عن ثقة حديثاً ورجع المروي عنه فنفاه

فالمختار: أنه إن كان جازماً بنفيه بأن قال: ما رويته أو كذب عليّ أو نحو ذلك فقد تعارض الجزمان والجاحد هو الأصل فوجب رد الحديث.

ثم لا يكون ذلك جرحاً له يوجب رد باقي حديثه لأنه مكذب لشيخه أيضاً في ذلك وليس قبول جرح شيخه له بأولى من قبول جرحه لشيخه فتساقطا.اهـ

الثانية: لا يجزم الشيخ بالتكذيب ، كأن يقول: ( لا أذكر هذا ) أو ( لا أعرفه )

وهذا يقبل حديثه على الأصح.
قال الحافظ ابن الصلاح في علوم الحديث(١٤٧):

إذا قال المروي عنه: لا أعرف ، أو لا أذكره ، أو نحو ذلك ، فذلك لا يوجب رد رواية الراوي عنه.اهـ
مثاله: 

عن سليمان بن موسى عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها مرفوعاً ( أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل )

قال ابن جريج: فلقيت الزهري فسألته عنه؟ فلم يعرفه.
رواه أحمد(٦/٤٧) والبخاري في التاريخ الكبير(٢/٣٨) والطحاوي في شرح معاني الآثار(٣/٨)

كتبه/

بدر بن محمد البدر

١٦/ذي الحجة/١٤٣٦هـ

@ مسألة: هل الأصل في المسلم العدالة @

مباحث في علم مصطلح الحديث

– مسألة: هل الأصل في المسلم العدالة –

قال بعض العلماء: إن كل مسلم عدل ، إذا كان ظاهره الصلاح.

قال الخطيب في الكفاية(٨١): زعم أهل العراق أن العدالة هي إظهار الإسلام وسلامة المسلم من فسق ظاهر ، فمتى كانت هذه حاله وجب أن يكون عدلاً.اهـ
وفي قولهم نظر ، فليس الأصل في المسلم العدالة ، بل الأصل عدم العدالة.

قال تعالى: ( وأشهدوا ذوى عدلٍ منكمـ )

وهذا نص أن الإسلام غير كافٍ في العدالة فلو كان الإسلام كافياً لما قيد بقوله ( ذوى عدل ).

وقال تعالى: ( فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء )

قوله: ( ممن ترضون من الشهداء ) دل على أن الإسلام ليس كافياً في العدالة ، لأنه لو كان كافياً لما قيد بالرضا.

وأيضاً لو كان الإسلام كافياً في العدالة لما رد العلماء حديث المجهول.

والأدلة على بطلان على القول كثيرة جداً.
وقد ذكر الخطيب البغدادي في الكفاية(٨١) أدلة القائلين بأن الأصل في المسلم العدالة ، ورد عليها وبيّن أن الأصل في المسلم عدم العدالة.
قال شيخ الإسلام في الفتاوى(٥/٣٥٧): وأما قول من يقول: الأصل في المسلم العدالة ، فهو باطل ، بل الأصل في بني آدم الظلم والجهل ، كما قال تعالى ( وحملها الإنسـٰن إنه كان ظلوماً جهولاً )

ومجرد التكلم بالشهادتين لا يوجب انتقال الإنسان من الظلم والجهل إلى العدالة.اهـ

كتبه:

بدر بن محمد البدر

١٤/ذي الحجة/١٤٣٦هـ

@ أحكام التهنئة بالعيد @

– أحكام التهنئة بالعيد –

التهنئة بالعيد مشروعة ، دل على مشروعيتها.

قول جبير بن نفير: ( كان أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنكم )
رواه المحاملي في كتاب صلاة العيدين(٢/١٢٩)
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري(٢/٤٤٦): رويناه في المحامليات بإسناد حسن.اهـ
وقال محمد بن زياد: كنت مع أبي أمامة الباهلي وغيره من الصحابة فكانوا إذا رجعوا يقول بعضهم لبعض: ( تقبل الله منا ومنك )
قال ابن التركماني في الجوهر النقي(٣/٤٤٦): حديث محمد بن زياد حديث جيد ، قال أحمد بن حنبل: إسناده إسناد جيد.اهـ
وقال المحدث الألباني في تمام المنة(٣٥٥): ولم يذكر من رواه وقد عزاه السيوطي لزاهر أيضاً بسند حسن عن محمد بن زياد الألهاني وهو ثقة.اهـ
عن صفوان بن عمرو السكسكي قال: سمعت

عبد الله بن بُسر وعبد الرحمن بن عائذ وجبير بن نفير وخالد بن معدان يقال لهم في أيام الأعياد:

 ( تقبل الله منا ومنكم ) ، ويقولون ذلك لغيرهم.
رواه الأصبهاني في الترغيب والترهيب(١/٢٥١) بسند لابأس به . 

قال الإمام ابن قدامة في المغني(٢/٢٥٩) :عن حرب قال سئل أحمد بن حنبل عن تقبل الله منا ومنكم ؟ قال :لا بأس فيها يروى ذلك عن أبي أمامة.اهـ
وقال الحافظ السيوطي في الحاوي(١/٨٢): وأخرج ابن حبان في الثقات عن علي بن ثابت قال: سألت مالكاً عن قول الناس في العيد: تقبل الله منا منك ، فقال: مازال الأمر عندنا كذلك.اهـ

– مسائل:
المسألة الأولى: قول بعض الناس في التهنئة إذا قيل له:(عيدكم مبارك) ، يرد بقوله:(علينا وعليك يتبارك) لا يجوز ، لأن (تبارك) تقال لله تعالى فقط.

كما نص على ذلك العلامة عبدالله بن حميد في فتاوى الحرم(٢٠٠)

وحدثني الشيخ عبيد الجابري قال: (تبارك) تقال لله عز وجل ، ولا تقال لسواه.
المسألة الثانية: قول جبير بن نفير: ( كان أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنكم )

قوله: ( يوم العيد ) فيه بيان أن التهنئة تشرع يوم العيد لا قبله ولا بعده.

ورخص بعض أهل العلم أن تقال قبل العيد.

والأمر فيه سعة ولله الحمد.
المسألة الثالثة: قول بعض الناس في العيد

(كل عام وأنتم بخير) إنْ أراد بها الدعاء جاز ذلك.

قال العلامة ابن عثيمين في المجموع الثمين (٢/٢٢٦): أن قول (كل عام وأنتم بخير)جائز إذا قُصِدَ به الدعاء بالخير.

المسألة الرابعة: يجوز في التهنئة قول: ( تقبل الله منكم ) وقول: ( عيدكم مبارك )

قال العلامة ابن عثيمين في الفتاوى(١٦/٢٠٨): التهنئة بالعيد جائزة ، وليس لها تهنئة مخصوصة بل ما اعتاده الناس فهو جائز ما لم يكن إثماً.اهـ

كتبه

بدر بن محمد البدر

٩/ذي الحجة/١٤٣٦هـ

@ أحكام صلاة العيدين @

– أحكام صلاة العيدين –
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه وبعد:

العيد من العود ، سمي عيداً لأنه يعود ويتكرر كل عام.
– حكم صلاة العيد:

 صلاة العيد ، فرض كفاية في أصح قولي العلماء وهو المشهور في مذهب الإمام أحمد.
قال الإمام ابن قدامة في الكافي (١٤٨): صلاة العيدين فرض على الكفاية ، لأن النبي عليه الصلاة والسلام والخلفاء بعده كانوا يداومون عليها ، ولاتجب على الأعيان لأن النبي عليه الصلاة والسلام ذكر للأعرابي خمس صلوات، فقال:هل علي غيرها؟ قال(لا إلا أن تطوع) متفق عليه.اهـ
                  – فصل –

وتسن صلاة العيد في الصحراء.

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: (كان النبي عليه الصلاة والسلام يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى) 

رواه البخاري(١/٢٤٣) ومسلم(٣/٢٠)
ولا تصلى في المساجد إلا من عذر

قال الإمام الحجاوي في الزاد(١١٧):

وتكره في الجامع بلا عذر.اهـ
إلا مكة فإنه يصلى العيد فيها لمكانة الحرم.
                 – فصل –

         في آداب من حضر صلاة العيد.
– يستحب الإغتسال للعيد.

عن نافع أن ( ابن عمر رضي الله عنهما كان يغتسل يوم الفطر قبل أن يغدو إلى المصلى )

رواه مالك(٤٣٨) والشافعي في مسنده(٣١٨) وعبدالرزاق في المصنف(٥٧٥٣) والبيهقي في السنن الكبرى(٦١٢٥) وسنده صحيح.

– والتزين.

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال أخذ عمر جُبة من استبرق تُباع في السوق فأخذها فأتى رسول الله عليه الصلاة والسلام فقال: يا رسول الله ابتع هذه تجمل بها للعيد والوفود…)

رواه البخاري(٩٤٨) وبوب له: باب في العيدين والتجمل فيه.

رواه البيهقي(٦١٣٥) وبوب له: باب الزينة للعيد.

 

وعن نافع أن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يلبس أحسن ثيابه للعيدين.

رواه البيهقي في السنن الكبرى (٦١٤٣)

قال الحافظ ابن حجر في الفتح(٢/٥١٠) رواه ابن أبي الدنيا والبيهقي بإسناد صحيح
– التبكير.

قال الإمام الحجاوي في الزاد(١١٧) ويسن تبكير مأموم إليها.اهـ
– ويخرج ماشياً.

قال علي رضي الله عنه: (من السنة أن تخرج إلى العيد ماشياً)

رواه الترمذي(٥٣٠)وقال: حديث حسن ، وابن ماجه(١٢٩٦) والبيهقي(٣/٢٨١)

قال المحدث الألباني في الإرواء(٣/١٠٣): إسناده ضعيف جداً ، وله شواهد كثيرة أخرجها ابن ماجه من حديث سعد القرظ وابن عمر وأبي رافع ، وهي وإن كانت مفرداتها ضعيفة فمجموعها يدل أن للحديث أصلاً.اهـ

وحسنه الألباني في سنن الترمذي(٥٣٠)
قال الإمام الترمذي في جامعه(٥٣٠): العمل على هذا الحديث عند أكثر أهل العلم ، يستحبون أن يخرج الرجل إلى العيد ماشياً ، ويستحب أن لا يركب إلا من عذر.اهـ
– ويخالف بين الطريقين.

قال جابر رضي الله عنه: (كان النبي عليه الصلاة والسلام إذا كان يوم عيد خالف الطريق ، أي ذهب إلى المصلى من طريق ورجع من طريق آخر)

رواه البخاري (٩٨٦)
وفي الباب عن أبي هريرة رواه الترمذي(٥٤١)وقال: حديث حسن غريب ، وصححه ابن خزيمة في صحيحه(١٤٦٨)
وعن ابن عمر رواه أبو داود(١١٥٦) وابن ماجه(١٢٩٩)
– ويخرج مكبراً.

قائلاً: ( الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد )
عن نافع قال كان ابن عمر رضي الله عنه إذا غدا يوم الفطر أو يوم الأضحى ، يجهر بالتكبير حتى يأتي المصلى ثم يكبر حتى يأتي الإمام.

رواه الدارقطني(١٨٠) والبيهقي(٣/٢٧٩)

صححه الألباني في الإرواء(٣/١٢٢)
– ويُسن خروج النساء إليها حتى الحُيض يشهدن الخير ودعوة المسلمين.

عن أم عطية رضي الله عنها قالت: ( أُمرنا أن نُخرج العواتق وذوات الخدور ، ويعتزلن الحُيض المصلى )

رواه البخاري(٩٧٤) بوب له: باب خروج النساء والحيض إلى المصلى.

ورواه ابن خزيمة(١٤٦٦) وبوب له: باب إباحة خروج النساء في العيدين وإن كن أبكاراً ذوات خدور ، حيضاً كن أو أطهاراً.

ورواه البيهقي(٦٢٣٨) وبوب له: باب خروج النساء إلى العيد.
– ويسن خروج الصبيان إليها.

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: خرجت مع النبي عليه الصلاة والسلام يوم فطر أو أضحى فصلى ثم خطب )

رواه البخاري(٩٧٥) وبوب له: باب خروج الصبيان إلى المصلى.

ورواه البيهقي(٦٢٤٤) وبوب له: باب خروج الصبيان إلى العيد.

                      – فصل –

لا يصلي في المصلى قبل صلاة العيد شيئاً ولا بعدها.
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي عليه الصلاة والسلام خرج يوم الفطر فصلى ركعتين ثم لم يصلِ قبلها ولا بعدها.

رواه البخاري(١/٢٥١) ومسلم(٣/٢١)
قال الإمام الترمذي في جامعه( ٥٣٧):والعمل عليه عند بعض أهل العلم من الصحابة وغيرهم وبه يقول الشافعي وأحمد وإسحاق ، وقد رأى طائفة من أهل العلم الصلاة بعد صلاة العيدين وقبلها من أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام وغيرهم ، والقول الأول أصح.اهـ
– ومن صلاها في المسجد ، يصلي ركعتين تحية المسجد.
                – فصل –

          في وقت صلاة العيد 
وقتها من حين ترتفع الشمس قيد رمح، إلى وقت الزوال.

فإن لم يعلم بالعيد إلا بعد الزوال ، صلوا من الغد قضاء.
              – فصل –

      في صفة صلاة العيد
هي ركعتان ، وليس لها أذان ولا إقامة.

قال ابن عمر رضي الله عنهما ( صلاة الأضحى ركعتان وصلاة الفطر ركعتان على لسان محمد عليه الصلاة والسلام )

رواه أحمد(١/٣٧) وابن خزيمة في صحيحه(١٤٢٥)

قال الألباني في الإرواء(٣/١٠٥): صحيح.
عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: صليت مع النبي عليه الصلاة والسلام العيدين غير مرة ولا مرتين بغير أذان ولا إقامة.

رواه أبو داود(١٠٤٢) والترمذي(٥٣٢) وقال: حديث حسن صحيح.

وأصله في صحيح مسلم.

وصححه الألباني في سنن أبي داود(١٠٤٢)
قال الإمام الترمذي في جامعه(٥٣٢): والعمل عليه عند أهل العلم من أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام وغيرهم ، أنه لا يؤذن لصلاة العيدين ولا لشيء من النوافل.اهـ
– ويكبر في صلاة العيد ، سبع تكبيرات في الركعة الأولى ، وخمس تكبيرات سوى تكبيرة الإنتقال في الثانية.
عن كثير بن عبدالله عن أبيه عن جده رضي الله عنه (أن النبي عليه الصلاة والسلام كبر في العيدين في الأولى سبعاً قبل القراءة وفي الآخرة خمساً قبل القراءة)

رواه الترمذي ( ٥٣٦) وقال: حديث حسن ، وهو أحسن شيء روي في هذا الباب عن النبي عليه الصلاة والسلام.اهـ

وصححه ابن خزيمة في صحيحه(١٤٣٩)
وله شاهد من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ، رواه أبو داود (١١٥١) وابن خزيمة في صحيحه(١٤٣٨)

وصححه البيهقي في السنن الكبرى(٣/٤٠٤)
وشاهد عن عائشة ، رواه أبو داود(١١٤٩)

وصححه الألباني في الإرواء(٣/١٠٧)
وآخر عن ابن عباس موقوفاً رواه ابن أبي شيبة(٢/٦) والبيهقي(٦١٨٠) وصححه.

وصححه الألباني في الإرواء(٣/١١١)
– ويرفع يديه مع كل تكبيرة.

عن وائل بن حجر رضي الله عنه قال كان النبي عليه الصلاة والسلام يرفع يديه مع التكبير.

رواه أحمد(٤/٣١٦)

وحسنه الألباني في الإرواء(٣/١١٣)
قال الإمام الحجاوي في الزاد(١١٨): يرفع يديه مع كل تكبيرة.اهـ
وحدثني الشيخ صالح اللحيدان قال: يشرع رفع اليدين مع كل تكبيرة في تكبيرات العيد.
– ويحمد الله ويثني عليه ويصلي على النبي عليه الصلاة والسلام بين كل تكبيرتين.
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: سألت ابن مسعود رضي الله عنه ، عما يقوله بين تكبيرات العيد ، قال: (يحمد الله ويثني عليه ويصلي على النبي عليه الصلاة والسلام.)

رواه الطبراني في المعجم الكبير(٣/٣٧)

وصححه الألباني في الإرواء(٣/١١٤)
وحدثني الشيخ صالح اللحيدان قال: يشرع أن يقول بين التكبيرات: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والصلاة والسلام على رسول الله.
-ويقرأ في الركعة الأولى الفاتحة وسورة (الأعلى) ، وفي الركعة الثانية الفاتحة وسورة (الغاشية)

رواه مسلم (٨٧٨) عن النعمان بن بشير.
أو يقرأ في الأولى الفاتحة وسورة ( ق ) وفي الثانية الفاتحة و سورة (القمر)

رواه مسلم(٢٠٥٩) عن أبي واقد الليثي.
                    – فصل –

فإذا سلم الإمام خطب خطبتين.

عن ابن عمر رضي الله عنها (أن رسول الله عليه الصلاة والسلام كان يخطب الخطبتين وهو قائم وكان يفصل بينهما بجلوس)

وراه ابن خزيمة في صحيحه (١٤٤٦)
– والخطبة بعد الصلاة لا قبلها.

عن ابن عمر قال: كان النبي عليه الصلاة والسلام وأبو بكر وعمر وعثمان يصلون العيد قبل الخطبة)

رواه البخاري(١/٢٤٥) ومسلم(٣/٢٠)
قال الإمام الترمذي في جامعه(٥٣١): والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام وغيرهم أن صلاة العيدين قبل الخطبة.اهـ
مسائل:
المسألة الأولى: تكبيرات العيد الزوائد والذكر بينهما سنة لا يؤثر تركها ، نص عليه الإمام ابن قدامة في الكافي(١٥١).
 المسألة الثانية: يُسن أن لا يخرج يوم عيد الفطر حتى يطعم ، ويوم الأضحى لا يطعم حتى يرجع ويأكل من أضحيته.

عن ابن بريدة عن أبيه رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام كان لا يخرج يوم الفطر حتى يطعم ولا يطعم يوم النحر حتى يذبح.
رواه الترمذي(٥٤٢) وابن ماجه(١٧٥٦)ابن خزيمة في صحيحه(١٤٢٦)

وصححه الألباني في سنن ابن ماجه(١٧٥٦)
قال الإمام الترمذي في جامعه(٥٤٢): وقد استحب قوم من أهل العلم أن لا يخرج يوم الفطر حتى يطعم شيئاً ويستحب له أن يُفطر على تمر ، ولا يطعم يوم الأضحى حتى يرجع.اهـ
المسألة الثالثة: يستحب صلاة ركعتين في المنزل بعد الرجوع من صلاة العيد.

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: (كان رسول الله عليه الصلاة والسلام لا يصلي قبل العيد شيئاً فإذا رجع إلى منزله صلى ركعتين)

 رواه أحمد(٣/٢٨) وابن ماجه (١٢٩٣)

وابن خزيمة في صحيحه(١٤٦٩)

والحاكم(١/٢٩٧) وقال: صحيح الإسناد

قال الحافظ ابن حجر في الفتح(٢/٥٥٢): إسناده حسن.

وقال الحافظ البوصيري في الزوائد(٢/٨٠): إسناده حسن.

وقال المحدث الإلباني في الإرواء(٣/١٠٠): حسن.
قال الإمام ابن قدامة في الكافي (١٥٢):

لا بأس أن يصلي بعد رجوعه لحديث أبي سعيد.
المسألة الرابعة: من فاتته صلاة العيد  

له أن يقضيها كهيئتها ، ما دام في الوقت.

لفعل أنس رواه البيهقي(٣/٣٠٥) وضعفه الألباني في الإرواء(٣/١٢٠)

 وبه قال مالك في الموطأ(١٦٥) وغيره.

وقيل يصليها أربعاً وهو قول ابن مسعود رواه ابن أبي شيبة(٢/٩)

قال ابن حجر في الفتح(٢/٥٥٠): أخرجه سعيد بن منصور بإسناد صحيح.اهـ

وأعله الألباني في الإنقطاع في الإرواء(٣/١٢٠).

المسألة الخامسة: إذا اجتمع عيد وجمعة ، فإن مَنْ صلى العيد ، إن شاء صلى الجمعة ، وإن شاء صلى الظهر.
كتبه/

بدر بن محمد البدر.

٩/ذي الحجة/١٤٣٦هـ