@ ختم مسند الدارمي @

– ختم مسند الدارمي –

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه وبعد:

الدارمي هو: الإمام الحافظ أبو محمد عبدالله بن عبدالرحمن بن الفضل بن بهرام.
من بني دارم بن مالك من قبيلة تميم.

عرف بالرحلة في طلب العلم وسمع من أكثر من مائة شيخ.
وروى عنه كبار الأئمة منهم: مسلم بن الحجاج في صحيحه والبخاري خارج الصحيح وأبو داود في سننه والترمذي في جامعه.
– قال الخطيب في تاريخه(١٠/٢٩) قال عبدالله بن أحمد بن حنبل قال أبي: كان الدارمي ثقة وزياة.اهـ

– اختلاف الأئمة في تسمية كتاب الدارمي
قيل سنن الدارمي وقيل مسند الدارمي وقيل جامع الدارمي.
ولا تعارض بين هذه الأقوال، فهو مسند لأن أحاديثه مسندة وسنن لأنه مرتب على الأبواب الفقهية وجامع لأنه جمع أنواع الكتب كتاب الطهارة والصلاة والأشربة والرؤيا والعقائد وهكذا.
– والتسمية المشهورة مسند الدارمي
قاله العراقي كما في تدريب الراوي(١٢٧)
وابن حجر كما في توضيح الأفكار(١/٤٣١)

– لطيفة:
كان مغلطاي يسمي مسند الدارمي بصحيح الدارمي.
وهذا بعيد لأن الدارمي ضعف بعض الأحاديث في مسنده وأعل بعضها.
– وقال ابن حجر: لم أر لمغلطاي سلفاً في تسمية مسند الدارمي صحيحاً إلا قوله إنه رأه بخط المنذري. ذكره السيوطي في التدريب(١٢٧).

– أسانيد الدارمي في مسنده:
أعلى ما عنده ثلاثيات بلغت(١٥) حديثاً
وأنزل ما عنده تساعي
وغالب أسانيده رباعية وخماسية.
أكثر من روى عنه في مسنده هو: يزيد بن هارون
روى عنه ما يقارب(٣٥٤) حديث
وروى عن الإمام أحمد حديثاً واحداً مقروناً بغيره
رقم(ح-١٩٠٧)

– عدة أحاديثه:
عدة أحاديث الدارمي في مسنده بلغت
(٣٥٣٨) حديث
الأحاديث المرفوعة بلغت (١٨٧٨)
والآثار بلغت (١٦٦٠)

– عاداته في مسنده:
١- صدر مسنده بمقدمة نفيسة جداً اشتملت على أحاديث وآثار بالعقيدة والشمائل ودلائل النبوة وفضل العلم.
٢- من عاداته أنه يبين غريب الحديث
كقوله(ح-٤) الصفي: الكثير اللبن
وقوله(ح-٢٦٥) المذاييع: كثير الكلام.

٣- يبين المهمل من الرواة غالباً
كقوله(ح-٩١٥) يعقوب- هو ابن القعقاع قاضي مرو.

٤- يبين اسم من روي عنه بكنبته
كقوله(ح-١٦٣٠) أبو الحوراء اسمه ربيعة بن شيبان
وقوله(ح-٢٥٧٣) أبو حمزة هو ميمون الأعور.

٥- ربما يذكر بلد شيخه أحياناً ليميزه.
كقوله(ح-٥٠) أخبرنا عبدالله بن عبدالحكم المصري
وقوله(ح-٢٦٣٤) أخبرنا معاذ بن هانئ من أهل البصرة.

٦- من عاداته أنه يذكر اختلاف الأئمة في أسماء الرواة ، ويهتم بضبط الأسماء.
كقوله(ح-٧٩٩) الناس يقولون:سهلة بنت سهيل
وقال يزيد بن هارون: سهيلة بنت سهل.
وقوله(ح-٣٤٢٠) المغيرة بن سبيع، ومنهم من يقول:المغيرة بن سميع.
وقوله(ح-٢١٣٩) عمرو بن بيان إنما هو
عمر بن بيان.

٧- أحياناً يذكر حال الراوي
كقوله(ح-٦٨٨) عبدالكريم شبه المتروك
وقوله(ح-٢٧١٥)عثمان بن سعد ضعيف

٨- يبين أحياناً اسم من أبهم في المتن
عن أبي الهيثم بن نصر عن أبيه قال: كنت فيمن رجمه.
قال الدارمي(ح-٢٣٥٥)يعني ماعز بن مالك

٩- ربما يذكر درجة الحديث أحياناً
كقوله(ح-٧٦٨) ( التيمم ضربة للوجه والكفين)
قال الدارمي:صح إسناده
وقوله( ٣٥١٨) قال سعد ابن أبي وقاص( إذا وافق ختم القرآن…)
قال الدارمي:هذا حسن.

١٠- من عاداته أنه يذكر الأحاديث المعلولة والضعيفة والمنسوخة والمصحفة وينص عليه أحياناً
كقوله(ح-٦٨٧)وهذا أصح من حديث عبدالكريم
وقوله(ح-١٢٣١)حديث الثوري أصح
وقوله(٢٤٣٧) عمر بن عبدالعزيز لم يلق عقبة.
وقوله(ح-٧٣٨)هذا حديث منسوخ.
وقوله(ح-٤٣) (وجعلت القدر على الأثاثي) قال الدارمي إنما هو الأثافي ولكن كذا.

١١- من عاداته أنه يذكر أقواله الفقهية
كقوله(ح-٧٤٥)إذا نام قائماً ليس عليه وضوء.
وقوله(١٦٧٢)لا أرى في تعجيل الزكاة بأساً.

١٢- من عاداته أنه يختصر الحديث أحياناً
ويقطعه أحياناً مكتفياً بموضع الشاهد منه.

١٣- أحياناً يعقد الترجمة بآية أو لفظ حديث
كقوله:باب قوله تعالى(يوم تبدل الأرض)
كقوله:باب في الحلال بين والحرام بين.
وقوله:باب دع ما يريبك إلى ما لا يريبك.

١٤- من عاداته إذا كرر الحديث فإنه إما لزيادة في متنه وإما لطريق آخر.

١٥- من عاداته إذا روى عن شيخين أو حوّل من سند لآخر فإنه لا يبين لمن اللفظ إلا نادراً جداً
كقوله(ح-٢١٥٠)أخبرنا يزيد وسعيد واللفظ ليزيد.

هذا بعض ما تيسر لي معرفته أثناء ختم مسند الدارمي.

كتبه
بدر محمد البدر

@ أحاديث موضوعة في فضل شهر رجب @

– أحاديث موضوعة في فضل شهر رجب –

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه وبعد:

هذه جملة من الأحاديث الموضوعة التي تروى في فضل شهر رجب وما فيه من عبادات جمعتها من كتب أهل العلم
أسأل الله تعالى أن يعم نفعها.

١- عن أنس( سمي رجب لأنه يترجب فيه خير كثير لشعبان ورمضان)
قال الألباني في ضعيف الجامع(٣٢٨٥) موضوع

٢- حديث (فضل شهر رجب على الشهور كفضل القرآن على سائر الكلام)
قال السخاوي في كشف الخفاء(٧٤٠):
قال شيخنا ابن حجر : موضوع

٣- عن أبي أمامة(خمس ليال لا ترد فيهن الدعوة أول ليلة من رجب…)
قال الألباني في ضعيف الجامع(٢٨٥٢): موضوع

٤- حديث ( رجب شهر عظيم يضاعف الله فيه الحسنات…)
قال الذهبي في الميزان(٥/٦٢): هذا باطل واسناده مظلم
وقال الألباني في السلسلة الضعيفة(٥٤١٣) موضوع

٥- عن أنس( إن في الجنة نهر يقال له رجب ماؤه
أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل من صام يوماً من رجب سقاه الله من ذلك النهر)
ذكره ابن طاهر في تذكرة الموضوعات(٢٨٨)
وقال ابن الجوزي العلل المتناهية(٩١٢): هذا
لا يصح وفيه مجاهيل لا ندري من هم.
قال الألباني في ضعيف الجامع(١٩٠٢): موضوع

٦- عن أبي سعيد الخدري ( رجب شهر الله فمن صام من رجب يومين فله من الأجر ضعفان وزن كل ضعف مثل جبال الدنيا…)
قال الشوكاني في الفوائد(١١٦): حديث موضوع

٧- عن أنس ( من صام ثلاثة أيام من رجب كتب له صيام شهر)
حديث موضوع ذكره الشوكاني في الفوائد في الأحاديث الموضوعة(١١٦)
في سنده عمرو بن الأزهر
رماه أحمد وابن حبان بالكذب.
قال ابن رجب في لطائف المعارف(١٧٤): لم يصح في فضل صوم رجب بخصوصه شيء عن
النبي عليه الصلاة والسلام ولا عن أصحابه.

٨- عن الحسين بن علي( من أحيا ليلة من رجب وصام يوماً أطعمه الله من ثمار الجنة…)
حديث موضوع ذكره الشوكاني في الفوائد في الأحاديث الموضوعة(١١٧)
في سنده حفص بن مخارق
قال الدارقطني:حفص بن مخارق كذاب

٩- عن أنس(من صلى المغرب أول ليلة من رجب ثم صلى بعدها عشرين ركعة جاز على الصراط بلا حساب…)
قال ابن القيم في المنار المنيف(١٧٠):حديث كذب مفترى
قال الشوكاني في الفوائد(٦٧) رواه الجورقاني وقال:موضوع وأكثر رواته مجاهيل.

١٠- عن أنس(من صلى ليلة النصف من رجب أربع عشرة ركعة…)
قال الشوكاني في الفوائد(٦٩) رواه الجورقاني وقال: موضوع .
قال ابن القيم في المنار المنيف(١٧٠): كل حديث في ذكر صلاة بعض الليالي في رجب فهو مكذوب مفترى.

١١- حديث( لا تغفلوا عن أول جمعة من رجب فإنها ليلة تسميها الملائكة الرغائب…)
قال شيخ الإسلام في الاقتضاء(٣٣١) أول خميس من شهر رجب وليلة الجمعة التي تسمى الرغائب روي فيه حديث موضوع باتفاق العلماء.
قال ابن القيم في المنار المنيف(١٦٩): حديث مكذوب
وقال ابن رجب في لطائف المعارف(١٧٣):الأحاديث المروية في صلاة الرغائب في أول جمعة من شهر رجب كذب باطل لا يصح
ولم يصح في شهر رجب صلاة مخصوصة تختص به.

– هذا بعض ما روي في شهر رجب وقد
صنف الحافظ ابن حجر العسقلاني رسالة جمع فيها الأحاديث الموضوعة في فضل العبادة في رجب اسماها:
(تبيين العجب فيما ورد في فضل رجب ).

كتبه
بدر محمد البدر

@ حكم الجماعة الثانية @

– حكم الجماعة الثانية –

الحمد وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه وبعد:

قال الإمام الترمذي في سننه- باب ما جاء في الجماعة في مسجد قد صلى فيه مرة-
وساق حديث عن أبي سعيد الخدري قال جاء رجل وقد صلى رسول الله عليه الصلاة والسلام فقال( أيكم يتجر على هذا) فقام رجل فصلى معه.
قال الترمذي(٢٢٠) حديث حسن
ورواه أبو داود(٥٧٤) والدارمي(١٣٧٠)
وابن خزيمة في صحيحة(١٦٣٢) وبوب له باب الرخصة في الصلاة جماعة في المسجد الذي قد جمع فيه ضد قول من زعم أنهم يصلون فرادى إذا صلي في المسجد جماعة مرة.
والحديث صححه الهيثمي والألباني وغيرهما
وله شواهد منها عن أنس رواه الدارقطني(١٠٦٨)وعن عصمة بن مالك رواه الدارقطني(١٠٦٩)

وثبت عن (ابن مسعود أنه دخل المسجد وقد صلوا فجمع بعلقمة ومسروق والأسود) رواه ابن أبي شيبة؛وقال في تحفة الأحوذي(٢/٨):إسناده صحيح.
وجاء أنس بن مالك إلى مسجد قد صلي فيه فأذن وأقام وصلى جماعة.
رواه البخاري معلقاً بصيغة الجزم
وقال الحافظ ابن حجر في الفتح(٢/٣٤٦)وصله أبو يعلى في مسنده من طريق الجعد أبي عثمان.

وقال الإمام ابن قدامة في المغني(٢/١١٧): ولا يكره إعادة الجماعة في المسجد ومعناه أنه إذا صلى إمام الحي وحضر جماعة أخرى استحب لهم أن يصلوا جماعة وهو قول ابن مسعود وعطاء والحسن والنخعي وغيرهم، وقال سالم ومالك
وأبو حنيفة والشافعي وغيرهم: لا تعاد الجماعة في مسجد له إمام راتب في غير ممر الناس فمن فاتته الجماعة صلى منفرداً.اهـ

ولا يوجد دليل لمنع الجماعة الثانية وأنهم يصلون فرادى وحديث(من يتصدق على هذا) نص في الجواز.

– قال العلامة ابن عثيمين في فتاوى نور على الدرب(٥/٢٥٥): السؤال الذي ورد من أخينا من أهل اليمن عن الجماعة يدخلون المسجد وقد انتهت الجماعة الأولى فماذا يصنعون؟
نقول إنهم يقيمون الصلاة ثم يصلون جماعة ولا حرج في ذلك لقول النبي عليه الصلاة والسلام( صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل)
ولأن النبي عليه الصلاة والسلام كان ذات يوم جالساً مع أصحابه فدخل رجل فقال(من يتصدق على هذا فيصلي معه) فقام أحد الصحابة فصلى معه فأقر النبي عليه الصلاة والسلام الجماعة في هذا المسجد بعد الجماعة الأولى. اهـ

وسألت العلامة اللحيدان عن الجماعة الثانية؟
فقال: الجماعة الثانية صحيحة لا بأس بذلك
لأنه قد يمتلئ المسجد ولا يجد المصلي متسعاً للصلاة أو يأتي متأخراً ومعه جماعة من الناس
فهنا لا حرج في إقامة جماعة ثانية
لقوله عليه لصلاة والسلام( صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل)

– فائدتان:
١- رخص الأئمة في الجماعة الثانية في مسجد السوق وهو المسجد الذي في الطرق وليس له إمام راتب وتنازعوا في مسجد الحي الذي له إمام راتب.
٢- كره الإمام أحمد الجماعة الثانية في المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى ، قال ابن قدامة في المغني(٢/١١٨): وظاهر خبر
أبي سعيد وأبي إمامة أن ذلك لا يكره.

كتبه
بدر بن محمد البدر

@ مشروعية الإكتحال للرجال @

– مشروعية الإكتحال للرجال –

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه وبعد:

يظن بعض الناس أن الاكتحال مشروع للنساء دون الرجال وهذا ليس بصحيح
بل هو عام للرجال والنساء.

قال الترمذي: باب ما جاء في الاكتحال
عن ابن عباس مرفوعاً( اكتحلوا بالإثمد فإنه يجلو
البصر وينبت الشعر)
قال الترمذي(١٧٥٧) حديث حسن، وصححه الألباني.
وله شاهد عن علي رواه البخاري في التاريخ وحسنه الألباني في الصحيحة(٦٦٥)
وشاهد أخر عن جابر رواه ابن أبي شيبة وصححه الألباني في الصحيحة(٧٢٤)
وروى الترمذي(٢٠٤٠) وابن ماجه(٣٤٩٧)( كان لرسول الله عليه الصلاة والسلام مكحلة يكتحل بها عند النوم ثلاثاً في كل عين)
قال الترمذي: حديث حسن غريب، وضعفه الألباني.
روى أبو داود(٢٣٧٨) عن عبدالله بن أبي بكر أن (أنس بن مالك كان يكتحل وهو صائم) صححه الألباني
وروى ابن أبي شيبة(٢٣٤٧٧) عن حفصة عن أنس أنه كان يكتحل ثلاثة في كل عين.
وروى ابن أبي شيبة(٢٣٤٧٩) أن ابن سيرين كان يكتحل.

– وذهب بعض أهل العلم إلى سنية الاكتحال
وهو المشهور في مذهب الحنابلة،
قال الإمام ابن قدامة في المغني(١/٨٨): ويستحب أن يكتحل وتراً، قال حنبل رأيت أبا عبدالله وكانت له صينية فيها مرآة ومكحلة ومشط فإذا فرغ من حزبه نظر في المرآة واكتحل وامتشط، وقيل
لأبي عبدالله كيف يكتحل الرجل؟ قال وتراً.اهـ

– قال العلامة ابن عثيمين في فتاوى نور على الدرب(١١/٥٨): الاكتحال نوعان:
أحدهما اكتحال لتقوية البصر وجلاء الغشاوة من العين وتنظيفها بدون أن يكون له جمال فهذا
لا بأس به للرجال.
والثاني ما يقصد به الجمال والزينة فهذا مطلوب للنساء لأن المرأة مطلوب منها أن تتجمل لزوجها وأما الرجال فالاكتحال لتقوية البصر.اهـ

– قال لي العلامة اللحيدان: الاكتحال جائز للرجل
فقد كان النبي عليه الصلاة والسلام يكتحل في كل عين ثلاثاً، والكحل جيد للبصر.
قلت له: هل الاكتحال جائز في كل وقت؟
– قال: نعم الاكتحال جائز في كل وقت ما لم يرد بذلك شهرة أو نحوها.

– فوائد الإثمد:
الإثمد هو حجر الكحل الأسود وله فوائد كثيرة ذكرها ابن القيم في الزاد(٣/١٤٣) والحجاوي في شرح منظومة الأداب(٤٨٣)
منها حفظ الصحة للعين وتقوية النور الباصر وجلاء لها وتلطيف المادة الرديئة واستخراج لها مع الزينة في بعض أنواعه
وله عند النوم مزيد فضل لاشتماله على الكحل
ومن فوائده أيضاً: أنه يذهب باللحم الزائد في الجفون ويُدملها وينقي أوساخها ويجلوها ويذهب الصداع إن اكتحل به مع العسل المائي الرقيق
وهو أجود أكحال العين خصوصاً للمشايخ والذين فد ضعفت أبصارهم إذا جعل معه شيء من المسك.اهـ

كتبه
بدر محمد البدر

@ الإبهام بصيغة الجمع @

– الإبهام بصيغة الجمع –

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه وبعد:

المبهم هو من لم يعرف اسمه ولا نسبه.
والإبهام سبب من أسباب رد الحديث
فلا يقبل الحديث إذا كان في سنده مبهم
حتى يعرف من هذا المبهم وهل هو ثقة أم ضعيف.
لكن اختلف الأئمة الحفاظ بقبول المبهم بصيغة الجمع
كقول الراوي: حدثني جماعة أو حدثني رجال
ونحو ذلك مما هو بصيغة الجمع.

– ظاهر مذهب الإمام البخاري قبول ذلك
قال في صحيحه كتاب المناقب(ح-٣٦٤٢): حدثنا علي بن عبدالله أخبرنا سفيان حدثنا شبيب قال سمعت الحي يحدثون عن عروة أن النبي عليه الصلاة والسلام(أعطاه ديناراً يشتري له به شاة)

– والحي مبهم وهم جمع فأدرجه البخاري في أصول صحيحه محتجاً به.

– قال العيني في عمدة القاري(١٦/٢٢٩):
قول الخطابي والبيهقي وآخرون هذا الحديث غير متصل لأن أحداً من الحي لم يسم ؛
قال الكرماني: إذا كان شبيباً لا يروي إلا عن عدل فلا بأس به أو أراد نقله بوجه آكد إذ فيه إشعار بأنه لم يسمع من رجل واحد فقط بل جماعة متعددة ربما يفيد خبرهم القطع به.
قلت: كلامه يدل على أن الحديث المذكور متصل عنده وأن الجهالة بهذا الوجه غير مانعة من القول بالاتصال والراوي إذا كان معروفاً عندهم بأنه لا يروي إلا عن عدل فإذا روى عن مجهول لا يضره ذلك وأن الرواية عن جماعة مجهولين ليست كالرواية عن مجهول واحد.اهـ

– وقال الحافظ السيوطي في التوشيح(٥/٢٣١٢):
قدح بعضهم في الحديث بإبهام الحي وأجيب بأنهم جمع يمتنع تواطؤهم على الكذب فلا يضر الجهل بأعيانهم.اهـ

– قال العلامة الألباني في الإرواء(٥/١٢٨): وهذا لا يضر لأن المبهم جماعة من أهل الحي أو من قومه كما في الرواية الآخرى للبيهقي فهم عدد تنجبر به جهالتهم
وكأنه لذلك استساغ البخاري إخراجه في صحيحه وبمثل هذا التعليل قوى السخاوي في المقاصد الحسنة حديث(من آذى ذمياً فأنا خصمه).اهـ
وكان المحدث الألباني يصحح رواية الجمع إذا أبهموا في السند.
روى البخاري في الأدب المفرد(ح-٤٦)
قال حدثنا أصحابنا عن وكيع عن سفيان عن عبدالله بن دينار عن ابن عمر قال(لكنْ أبو حفص عمر قضى) قال الألباني: صحيح الإسناد.

– قال الإمام ابن القيم في إعلام الموقعين(١/١٥٤):
عن الحارث بن عمرو عن أناس من أصحاب معاذ
عن معاذ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعثه إلى اليمن قال:( كيف تصنع إن عرض لك قضاء…)
فهذا حديث وإن كان عن غير مسمين فهم أصحاب معاذ فلا يضره ذلك لأنه يدل على شهرة الحديث.اهـ

– قال الإمام الحجاوي في شرح منظومة الآداب(٣٣٤):
حديث نصر بن علقمة حدثني رجال من بني سليم عن عتبة السلمي مرفوعاً( لا تقصروا نواصي الخيل ) رجال من بني سليم جماعة يبعد ألا يكون فيهم من لا يوثق بقوله لا سيما والمتقدمون حالهم حسن.اهـ

– قال الحافظ السخاوي في المقاصد الحسنة(ح١٠٤٤)
روى أبو داود عن صفوان بن سليم عن عدة من أبناء أصحاب رسول الله عن أبائهم عن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال(ألا من ظلم معاهداً أو انتقصه…فأنا خصمه يوم القيامة)
وسنده لا بأس به ولا يضر جهالة من لم يسم من أبناء الصحابة فإنهم عدد ينجبر به جهالتهم ولذا سكت عليه أبو داود.اهـ
وكذا قال الحافظ العراقي في التقييد(٢٦٤)

@- فائدة:
احتج بعض الأئمة الحفاظ برواية إبراهيم النخعي عن ابن مسعود مع أنه لم يسمع منه بل سمع حديث ابن مسعود من أصحابه.
قال الحافظ ابن حجر في التهذيب(١/١٦١):
قال إبراهيم إذا قلت عن عبدالله فهو عن غير واحد عن عبدالله .
قال العلائي: وجماعة من الأئمة صححوا مراسيلة
وخص البيهقي ذلك بما أرسله عن ابن مسعود.اهـ

كتبه
بدر بن محمد البدر

@ قراءة سورة بعد الفاتحة في الركعة الثالثة والرابعة @

( قراءة سورة بعد الفاتحة في الركعة الثالثة والرابعة )

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه وبعد:

– يستحب للمصلي إذا قرأ الفاتحة في الركعة الثالثة والرابعة أن يزيد عليها أحياناً سورة سواء كان إماماً أو منفرداً أو مأموماً
لثبوت ذلك عن النبي عليه الصلاة والسلام وبعض الصحابة رضي الله عنهم.

– قال ابن خزيمة في صحيحه: باب إباحة القراءة في الأخريين من الظهر والعصر بأكثر من فاتحة الكتاب، وهذا من اختلاف المباح، لا من اختلاف الذي يكون أحدهما محظوراً والآخر مباحاً فجائز أن يقرأ في الأخريين في كل ركعة بفاتحة الكتاب فيقصر من القراءة عليها ومباح أن يزاد في الأخريين على فاتحة الكتاب.
وساق حديث أبي سعيد الخدري قال( كنا نحرز قيام رسول الله عليه الصلاة والسلام في الظهر في الركعتين الأوليين قدر قراءة ثلاثين آية وحرزنا قيامه في الآخريين على النصف من ذلك
وحرزنا قيامه في الأوليين من العصر على النصف من ذلك)
رواه مسلم(١٠٤٣) وأبو داود(٨٠٤) والنسائي(٤٧٤)والبيهقي(٢/٣٧٠)وبوب له: باب من استحب قراءة السورة بعد الفاتحة في الآخرين.

وروى مالك في الموطأ(١٧٨) أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قرأ في الركعة الثالثة من المغرب
بأم القرآن وهذه الآية( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب)

وروى مالك في الموطأ(١٧٩) عن نافع أن ابن عمر
كان إذا صلى وحده يقرأ في الأربع جميعاً في كل ركعة بأم القرآن وسورة من القرآن وكان أحياناً بالسورتين والثلاثة في الركعة الواحدة من صلاة الفريضة.

– قال لي العلامة صالح اللحيدان
أثناء قراءتي عليه صفة الصلاة من كتاب منهج السالكين:
في الركعتين الآخيرة إذا قرأ مع الفاتحة سورة قصيرة أو آية من القرآن فلا حرج بذلك
لأن الذين نقلوا صلاة النبي عليه الصلاة والسلام
كان في الركعة الأولى يقرأ على قدر ثلاثين آية وبالثانية على النصف من ذلك والنصف من ذلك أطول من الفاتحة
لكن لو اكتفى بالفاتحة في الركعات الآخيرة
صحة الصلاة ولا حرج
وإذا كان غير مستعجل أضاف مع الفاتحة سورة قصيرة أو آية من القرآن.

كتبه
بدر محمد البدر العنزي

@ أحكام العِدة @

( أحكام العِدة )

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الرسول الأمين وآله أجمعين وبعد :

العدة بكسر العين هي: التربص المحدود شرعاً بسبب فراق زوج.

-والأصل في وجوب العدة الكتاب والسنة والإجماع.

– والعدة تلزم كل من فارقها زوجها بطلاق أو خلع أو فسخ بشرط أن يكون الزوج المفارق لها دخل بها،إلا في عدة الوفاة فإنها تعتد مطلقاً سواء دخل بها أو لا.

– وأجمع أهل العلم على أن المطلقة قبل المسيس
لا عدة عليها، قال تعالى( يـٰأيها الذين ءامنوا إذا نكحتم المؤمنـٰت ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها)

@- أقسام المعتدات ثلاث:
١-معتدة بالحمل
وهي كل امرأة حامل إذا فارقت زوجها بسبب طلاق أو فسخ أو وفاة ، عدتها وضع الحمل
قال تعالى(وأولـٰت الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن)
وعن المسور أن سبيعة الأسلمية نفست بعد وفاة زوجها بليال فجاءت النبي عليه الصلاة والسلام فاستأذنته أن تنكح فأذن لها)رواه البخاري
قال الصنعاني في السبل(٣/٢٩٨):وهذا قول جماهير العلماء من الصحابة وغيرهم.

٢-المعتدة بالقروء:
وهذه عدتها ثلاث حيض إذا كانت حرة
قال تعالى(والمطلقـٰات يتربصن بأنفسهن ثلـٰثة قروء)
والقرء هو الحيض على الصحيح من قولي العلماء
لحديث(تدع الصلاة أيام أقرائها)
رواه أبو داود(٢٩٧)
– والأمة تعتد بحيضتين، وهذا قول طائفة من الصحابة منهم عمر وعلي رضي الله عنهم.

٣-معتدة بالشهور:
وهذه ثلاثة أقسام
أ- ثلاث أشهر وهي عدة الصغير التي لم تحض والآيس
قال تعالى( والـٰئ يـىـءسن من المحيض من نساىـءكم إن ارتبتمـ فعدتهن ثلـٰثة أشهر والـئ لمـ يحضن)
ب – أربعة أشهر وعشراً وهي عدة الحرة المتوفى عنها زوجها ولم تكن حاملاً سواء دخل بها أم لم يدخل بها.
ج – شهران وخمس أيام وهي عدة الأمة، وقد أجمع الصحابة على أن عدة الأمة على النصف من عدة الحرة.

@-عدة المختلعة:
ذهب جمهور العلماء أن عدتها ثلاث حيض.
وقيل عدتها حيضة واحدة وهذا مروي عن عثمان وابن عمر؛ قال ابن القيم ولا يعرف لهما مخالف.
– سألت العلامة اللحيدان عن عدة المختلعة فقال:
الأحوط أن تعتد بثلاث حيض وهو الذي عليه الأكثر فإن اعتدت بحيضة واحدة كفى.

@- عدة من فسخ نكاحها:
من فسخ نكاحها بعيب أو رضاع أو وطئت بشبهة
عدتها عدة المطلقة.

@- عدة امرأة المفقود:
هذه تنتظر حتى يحكم القاضي بموت زوجها ثم تعتد عدة وفاة
قال السعدي في منهج السالكين(٩٤):وامرأة المفقود تنتظر حتى يحكم بموته بحسب اجتهاد الحاكم ثم تعتد.
وبه قال ابن عثيمين في فتاوى نور الدرب(١٠/٤٦٨)
– سألت العلامة اللحيدان عن عدة امرأة المفقود
فقال:هذه تختلف على حسب حالة الفقد
فإنه إذا فقد وكان في حالة حرب ونحوه فإنها تنتظر أربع سنوات وإذا فقد سبب سفر ونحوه فهذه تنتظر أكثر من ذلك وإذا كانت متضررة بسبب طول غيابه فإنه يجوز لها أن تطلب الخلع.

فيه مسائل:
١- من لم تعتد تعمداً حتى انقضت العدة فإنها تأثم وعليها التوبة ولا تقضي
وأما إذا لم تعتد ولم ينقضِ زمن العدة فإنها تعتد بما بقي من العدة ولا تقض ما فات.

٢- من انقطع حيضها لا لكبر ولا تعلم سبب انقطاعه فإنها تعتد سنة على الصحيح
قاله العلامة الفوزان في الملخص(٢/٤٢٨)
– سألت العلامة اللحيدان عن عدة من ارتفع حيضها لغير سبب؟
فقال هذه تنتظر حتى يعلم ما رفعه لا سيما إذا كان هناك ارث فإنه ينتظر لأجله لأنه ربما تكون حاملاً.

٣- المطلقة الرجعية إذا مات زوجها فإنها تعتد عدة وفاة لأنها زوجه.

٤- عدة الوفاة تبدئ من أول يوم الوفاة لا من علم المرأة بالوفاة فمن لم تعلم بوفاة زوجها إلا بعد انقضاء عدتها فلا عدة عليها.قاله ابن عثيمين في فتاوى نور على الدرب(١٠/٤٦٠)

٥- قال ابن عثيمين في فتاوى نور على الدرب(١٠/٤٦١): القول الراجح أن المرأة المطلقة إذا كان الطلاق رجعياً فهي كالزوجة التي لم تطلق أي أن لها أن تخرج إلى جيرانها أو أقاربها وما أشبه ذلك.

٦- قال ابن عثيمين في فتاوى نور على الدرب(١٠/٤٦٣): من تزوجت قبل انتهاء عدة زوجها الأول فنكاحها باطل ويجب التفريق بينهما لبطلان النكاح.اهـ

كتبه
بدر بن محمد البدر

@ قطف الورود في ختم سنن أبي داود @

( قطف الورود في ختم سنن أبي داود )

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده وآله وصحبه وبعد:

– ترجمة أبي داود:
هو الإمام الحافظ أبو داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق السجستاني ويسمى السجزي
والمعنى واحد نسبة إلى سجستان مدينة من مدن خراسان.قيل معناها في لغتهم بلد الكلاب.
– أخذ العلم على كبار الأئمة منهم الإمام المبجل أحمد بن حنبل، وأكثر الرواية عنه في سننه.
له عدة مصنفات من أشهرها كتابه السنن
قال الخطيب في تاريخه(٩/٥٧): عرض أبو داود كتابه السنن على الإمام أحمد واستحسنه.اهـ
توفي رحمه الله سنة(٢٧٥)بالبصرة .

– شرط أبي داود في سننه:
لم يفصح عن شرطه رحمه الله لكن قال ابن منده شرطه أن لا يروي عن راوٍ متروك.
ذكره الزركشي في نكته على المقدمة(٨٨)
قلت : أي لم يرو عن راوٍ متروك عنده وليس عند غيره، لأنه روى عن ستة رواه تقريباً من المتروكين عند الأئمة.

– سكوت أبي داود:
بُسط الكلام على سكوته في رسالتنا(المقصود من سكوت أبي داود)
والتحقيق أن ما سكت عنه في سننه هو صالح عنده للإحتجاج والاستشهاد.

– عدة أحاديثه في سننه:
قال الزركشي في نكته على المقدمة(٦٦):
قال ابن داسة سمعت أبا داود يقول:كتبت عن النبي عليه الصلاة والسلام خمسمائة ألف حديث انتخبت منها هذه السنن فيه أربعة آلاف وثمانمائة حديث والمراسيل نحو ستمائة حديث.اهـ

– أعلى أسانيده وأنزلها:
أعلى ما عنده رباعيات وهي كثيرة عنده غالبها من طريق القعنبي.
وعنده حديث مختلف فيه هل هو ثلاثي أم رباعي
رواه في كتاب السنة باب الحوض رقم(٤٧٤٩)عن أبي برزة.
وأنزل ما عنده حديث(لا نذر في معصية)(ح٣٢٩٢) فيه عشر رواة.

– معلقات أبي داود:
– معلقاته كثيرة غالبها أحاديث مرفوعة ساقها في المتابعات والشواهد،وعلق بعض الآثار
بلغ عدد معلقاته ألف حديثاً تقريباً
وفيه معلقات وصلها في سننه وبلغت (٦٠) حديثاً.

– عاداته في سننه:
١- غالب سننه في الأحكام بدئه بكتاب الطهارة وختمه في كتاب الأدب.
٢- إذا روى عن شيخين أو أكثر أحياناً يبين لمن اللفظ وأحياناً لا يبينه.
٣- إذا حول من إسناد لآخر أحياناً يبين لمن اللفظ
وأحياناً لا يبينه.
٤- من عاداته أنه يبين المهمل من الرواة أحياناً.
كقوله(ح-١٠)عن أبي زيد هو أبوزيد مولى بني ثعلبة
وقوله(ح-٦٦٦)عن أبي شجرة هو أبو شجرة كثير بن مرة.
٤- من عاداته أنه يبين الأحاديث التي تفرد بها أهل بلد معين.
كقوله(ح-٢٦) هذا مما تفرد به أهل مصر
وقوله(ح-١٥٥) هذا مما تفرد به أهل البصرة.وهكذا.
٥- من عاداته ربما يعقد الترجمة ويسوق أحاديث ضعيفة ثم يقول ليس في هذا الباب عن
النبي عليه الصلاة والسلام حديث مسند صحيح.
مثاله(ح-٥٠٩٣)
٦- من عاداته ربما ضعف الحديث واستدل بأقوال الصحابة بدلاً عنه
كقوله(ح-١٥٩)حديث(مسح النبي على الجوربين)قال:ليس بالمتصل القوي ومسح على الجوربين وعلي وابن مسعود…
٧- قد يكرر الحديث في أكثر من موضع لزيادات فيه.
٨- من عاداته أنه يبين غريب الحديث
كقوله(ح-١٦٩)القصة الجص.
٨- يرى جواز اختصار الحديث.
٩- من عاداته أنه يذكر أقوال الأئمة النقاد في الرجال أحياناً، وأحياناً يكتفي بقوله.
١٠- من عاداته أنه يذكر فقه الحديث أحياناً ويذكر أقوال العلماء كقوله( ح-٢٨١):المستحاضة تدع الصلاة أيام إقرائها وهو قول الحسن وابن المسيب وعطاء وغيرهم.
١١- من عاداته أنه يذكر علل الأحاديث ويبين سقيمها .
١٢-من عاداته أنه يبين ناسخ الحديث ومنسوخه.
١٣-يرى جواز رواية الحديث بالمعنى(ح-١٧٦٣)
١٤- من عاداته أنه يقدم السند على المتن وربما قدم المتن على السند وهذا قليل (ح-١٢٤٥)
١٥- إذا تعارض الحديثان عنده يأخذ بما أخذ الصحابة(ح-١٨٥١) و(ح-١٩٨٥)
– وهناك فوائد كثيرة يطول بسطها ذكرناها في موضع آخر.

كتبه
بدر محمد البدر العنزي

@ ما حدث به الحسن عن سمرة ونسيه @

( ما حدث به الحسن عن سمرة ونسيه )

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه وبعد:

@- معنى من حدث ونسي:
هو أن ينسى الشيخ حديث بعينه فإذا سئل عنه لم يتذكره.
– ولا يدخل هذا المبحث في باب الإختلاط والتغيير.

@- حكم رواية من حدث ونسي:
إذا حدث الثقة بحديث ونسيه وقال:ما رويته أبداً ونحوه جازماً وجب رده،
وأما إذا نسيه ولم يجزم برده بل تردد فيه فإنه يقبل عند الجمهور. قاله الحافظ ابن كثير في اختصار علوم الحديث(١٠٤)
– قال الإمام ابن الصلاح في علوم الحديث(١٤٠):وقد روى كثير من الأكابر أحاديث ونسوها بعد ما حدثوا بها عمن سمعها منهم.اهـ

– وصنف فيه الإمام الخطيب مصنفاً سماه: أخبار من حدث ونسي- ولم أقف عليه-ولخصه الحافظ السيوطي وسماه تذكرة المؤتسي فيمن حدث ونسي
وهو كتاب صغير الحجم طبع مراراً.
وبعد الرجوع لكتاب السيوطي المطبوع لم أجده
ذكر ما حدَّث به الحسن عن سمرة ثم نسيه
فلا أعلم هل فاته هذا أم لم يفته.
لذلك أحببت أن أذكر ما رواه الحسن عن سمرة ونسيه مما وقفت عليه أثناء قراءتي لكتب الحديث التي بين يدي.

@- سماع الحسن عن سمرة:
اختلف الأئمة الحفاظ في سماع الحسن البصري رحمه الله عن سمرة بن جندب رضي الله عنه
على ثلاثة أقوال:
– قيل إنه لم يسمعه مطلقاً وهو قول شعبة
ويحيى القطان وابن معين وابن حبان وغيرهم.
– وقيل إنه لم يسمع منه سوى حديث العقيقة
وهو قول النسائي والدارقطني والبيهقي وغيرهم.
– وقيل إنه سمع منه مطلقاً وهو قول ابن المديني والبخاري والترمذي والحاكم وغيرهم.

@- أحاديث رواه الحسن عن سمرة ونسيها:
١- عن قتادة عن الحسن عن سمرة مرفوعاً
( على اليد ما أخذت حتى تؤدى)
رواه أحمد(٢٠٠٣٠)رواه الترمذي(١٢٦٩)وصححه
قال قتادة:ثم نسى الحسن فقال:فهو أمينك
لا ضمان عليه يعني العارية.اهـ

٢- عن قتادة عن الحسن عن سمرة بن جندب مرفوعاً
( من قتل عبده قتلناه ومن جدع عبده جدعناه)
سنن الدارمي(٢٣٩٤) والبيهقي(١٦٣٦٧)
وقال قتادة :ثم نسي الحسن هذا الحديث وكان يقول لا يقتل حر بعبد.
قال البيهقي: يشبه أن يكون الحسن لم ينس الحديث لكن رغب عنه لضعفه.

٣- قال الدارمي أخبرنا سعيد بن عامر وجعفر بن عون عن سعيد عن قتادة الحسن عن سمرة
قال( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة)
سنن الدارمي(٢٥٩٨)وقال: ثم إن الحسن نسي هذا الحديث. ولم يقل جعفر ثم إن الحسن نسي هذا الحديث.

– هذا ما يسر الله لي الوقوف عليه مما حدث به الحسن عن سمرة ونسيه.

كتبه
بدر بن محمد البدر

@ تبرئة العلامة الألباني من فرية الإرجاء والرد على الحدادية @

– تبرئة العلامة الألباني من فرية الإرجاء والرد على الحدادية –

الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وآله أجمعين وبعد:

فقد اعتاد الحدادية عاملهم الله بعدله تغيير الحقائق وبتر كلام العلماء ليطعنوا بعلماء السلف
فلم يتركوا عالماً من علماء السلف إلا وكذبوا عليه
فهؤلاء القوم يكذبون لنصرة مذهبهم كما هو حال عامة أهل الزيغ والضلال ويدينون الله بالكذب على العلماء فلم يتركوا عالماً من علماء السلف
إلا وكذبوا عليه.
وممن كذبوا عليه كثيراً وبتروا كلامه
هو العلامة المحدث ناصر الدين الألباني رحمه الله
فقد قال أحد الحدادية الظلمة: إن الألباني
لا يكفر إلا من استحل الكفر.

ولاشك أن هذا قول باطل مفترى على الألباني
وقول الألباني في هذه المسألة كقول علماء السلف
لم يخالفهم في شيء.

-قال الألباني رحمه الله في الشريط رقم(٨٥٦)
من سلسلة الهدى والنور:
أنواع الكفر ستة أنواع: تكذيب وجحود وعناد وإعراض ونفاق وشك، وأن الكفر لا يكون بالإعتقاد وحده بل وبالإعتقاد والقول والعمل وأن المرجئة هم الذين حصروا الكفر في التكذيب بالقلب وذهبوا إلى أن كل من كفره الشارع فإنما كفره لانتفاء تصديق القلب بالرب تبارك وتعالى.اهـ

هذا هو قول الألباني رحمه الله في مسألة الكفر وهو كقول علماء السلف لم يخالفهم ولم يأت بجديد خلافاً لما ادعاه عليه ذلك الحدادي الأفاك.

– قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى(١٢/٣٣٥):فإن الكفر عدم الإيمان بالله ورسوله سواء كان معه تكذيب أو لم يكن معه تكذيب بل شك وريب أو إعراض أو حسد أو كبر أو اتباع لبعض الأهواء الصادة عن اتباع الرسالة.اهـ

– وقال العلامة صالح الفوزان في كتاب التوحيد(١٩): أنواع الكفر المخرج من الملة: كفر تكذيب وكفر الإباء والإستكبار مع التصديق وكفر الشك وهو كفرالظن وكفر الإعراض.اهـ

كتبه
بدر محمد البدر