@ مباحث في علم مصطلح الحديث – بلاغات الإمام مالك في الموطأ @

– مباحث في علم مصطلح الحديث –
– بلاغات الإمام مالك في الموطأ –

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه وبعد :

– معنى البلاغات:
البلاغات لغة جمع بلاغ وله عدة معان منها الخبر والإعلان.
اصطلاحاً : وهو قول الراوي بلغني عن فلان

– حكم البلاغات:
الأصل في البلاغات الضعف لانقطاع سندها،
ما لم توصل بسند صحيح.
– قال الزرقاني في شرح الموطأ(١/٢٩٤): البلاغ من أقسام الضعيف،
وقد قال سفيان:إذا قال مالك بلغني فهو من أقسام الصحيح.اهـ
– يحمل قول سفيان على قوة بلاغات مالك لا على صحة نسبتها إلى النبي عليه الصلاة والسلام.
– قال الذهبي في الموقظة(١٩): بلاغات مالك أقوى من مراسيل مثل حميد وقتادة لأن مالكاً متثبت.

– عدد بلاغات مالك في الموطأ:
بلغ عدد بلاغات الإمام مالك في الموطأ (٤٢) بلاغاً
وهذه البلاغات التي أوردها الإمام مالك في الموطأ وصلها الإمام الحافظ ابن عبدالبر الأندلسي في كتابه التمهيد
إلا أربعة أحاديث لم يجدها مسندة
ووصلها الإمام الحافظ أبو عمرو بن الصلاح في رسالة سماها( رسالة في وصل البلاغات الأربعة في الموطأ )
وهذه الأربع هي:

١- قال الإمام مالك أنه بلغه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال( إني لأَنسى أو أُنسي لأَسُن)
قال الإمام ابن عبدالبر في التمهيد(٢٤/٣٧٥): لا أعلمه يروى مسنداً ولا مقطوعاً من غير هذا الوجه.اهـ
– الحديث وصله الحافظ ابن الصلاح في رسالته(ح-١) من طريق أبي داود عن ابن مسعود مرفوعاً بلفظ (إنما أنا بشر أنسى كما تنسون )
وقال : إنما يتقوى به من حديث مالك طرف منه.اهـ
– الحديث الذي أسنده الحافظ ابن الصلاح قريب من لفظ الموطأ وليس هو كما لا يخفى،
لذلك قال الحافظ ابن حجر في الفتح(٣/١٠١):
لا أصل له،
ونحو منه قول الحافظ العراقي في تخريج الأحياء(٤/٤٣)

٢- قال الإمام مالك أنه بلغه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام كان يقول( إذا أنشأت بحرية ثم تشاءمت فتلك عين غُديقة)
قال في التمهيد(٢٤/٣٧٧): حديث لا أعرفه بوجه من الوجوه.اهـ
– الحديث وصله الحافظ ابن الصلاح في رسالته(ح-٢) من طريق ابن أبي الدنيا عن عائشة مرفوعاً بلفظ( إذا أنشأت السماء بحرية …)
وقال : رواه ابن أبي الدنيا في كتاب المطر وفي سنده محمد بن عمر الواقدي ضعيف.اهـ

٣- قال الإمام مالك أنه سمع من يثق به من أهل العلم يقول إن رسول الله عليه الصلاة والسلام ( أُري أعمار الناس قبله أو ما شاء الله من ذلك فكأنه تقاصر أعمار أمته أن لا يبلغوا من العمل مثل الذي بلغ غيرهم في طول العمر )
قال في التمهيد(٢٤/٣٧٣):لا أعلم هذا الحديث يروى مسنداً بوجه من الوجوه.اهـ
– الحديث وصله الحافظ ابن الصلاح في رسالته(ح-٣) عن ابن عباس مرفوعاً بلفظ( ما عسى أن تكون محاسن أعمال أمتي في قصر أعمارهم…)
وقال : هذا حديث غريب المتن جداً وضعيف إسناد جداً.اهـ
– ما رواه ابن الصلاح قريب من معنى بلاغ مالك وليس هو،
لكن الحديث له شواهد مرسلة كما في تنوير الحوالك للسيوطي(١/٢٩٩)

٤- قال الإمام مالك أن معاذ بن جبل قال:آخر ما وصى به رسول الله عليه الصلاة والسلام حين وضعت رجلي في الغرز(أحسن خلقك للناس يا معاذ)
قال في التمهيد(٢٤/٣٠٠): هذا منقطع جداً ولا يوجد مسنداً.اهـ
قال الحافظ ابن الصلاح في رسالته(ح-٤) عن معاذ
بلفظ( قلت يا رسول الله أوصني…)
وقال : فيه ليث بن أبي سليم
وقد توبع من بعض الرواة.اهـ

– الحديث له شاهد من حديث أبي ذر ومعاذ بلفظ( اتق الله حثيما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن)
رواه أحمد(٢١٣٥٤) والترمذي(١٩٨٧) وحسنه.

كتبه
بدر بن محمد البدر

@ مباحث في علم مصطلح الحديث – تفضيل صحيح البخاري على صحيح مسلم @

– مباحث في علم مصطلح الحديث –
– تفضيل صحيح البخاري على صحيح مسلم –

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه وبعد:

– قال الحافظ النووي في مقدمة
شرح مسلم(٢١) : اتفق العلماء على أن أصح الكتب بعد القرآن الصحيحان البخاري ومسلم وتلقتهما الأمة بالقبول وكتاب البخاري أصحهما وأكثرهما فوائد،
وهذا الذي ذكرناه من ترجيح كتاب البخاري هو المذهب المختار الذي قاله الجماهير،
وقال أبو علي النيسابوري كتاب مسلم أصح ووافقه بعض شيوخ المغاربة والصحيح الأول.اهـ

وقال الإمام الزركشي في النكت على
المقدمة(٥٩): تفضيل كتاب البخاري على كتاب مسلم هو الصحيح المشهور وممن اختاره النسائي فقال: ما في هذه الكتب أجود من كتاب البخاري،وقرر ذلك الإسماعيلي وابن السمعاني.اهـ

– أسباب تفضيل صحيح البخاري على صحيح مسلم:
فُضّل صحيح البخاري على صحيح مسلم لعدة أسباب منها:

١- أن البخاري إمام في علم العلل ومعرفة صحيح الحديث وسقيمه ومسلم أخذ هذا العلم منه ولم يبلغ مبلغ البخاري فيه.
قال الزركشي في النكت على المقدمة(٦٠): ومما يفضل البخاري اتفاق العلماء على أن البخاري أجل من مسلم وأعلم بصناعة الحديث وقد انتخب مسلم عليه ولخص ما ارتضاه من كتابه،
قال الدارقطني:لولا البخاري ما ذهب مسلم ولا جاء.
وقال الخطيب:إنما قفى مسلم طريق البخاري ونظر في علمه وحذا حذوه.اهـ
لذلك تجد أن الأحاديث التي انتقدت على البخاري أقل بكثير من الأحاديث التي انتقدت على مسلم.
قال الحافظ ابن حجر في هدي الساري(١٤):الأحاديث التي انتقدت عليهما-أي البخاري ومسلم-نحو مائتي حديث وعشرة أحاديث اختص البخاري منها بأقل من ثمانين، ولاشك أن ما قل الانتقاد فيه أرجح مما كثر.اهـ
وقال أيضاً كما في هدي الساري ( ١٣ ): قال القرطبي: ويكفي منه اتفاقهم على أنه كان أعلم بهذا الفن من مسلم وأن مسلماً كان يشهد له بذلك.اهـ

٢- الرواة المتكلم فيهم في صحيح البخاري أقل بكثير من الرواة المتكلم عليهم في صحيح مسلم.
قال الحافظ ابن حجر في هدي الساري(١٣): الرواة الذين انفرد البخاري بالإخراج لهم دون مسلم أربعمائة وبضعة وثلاثون رجلاً المتكلم فيهم بالضعف منهم ثمانون رجلاً والذين انفرد مسلم بالإخراج لهم دون البخاري ستمائة وعشرون، المتكلم فيهم بالضعف منهم مائة وستون.اهـ
وقال الحافظ ابن حجر أيضا كما في النزهة(٨٨): البخاري لم يكثر من إخراج حديث من تكلم فيهم
بل غالبهم من شيوخه الذين أخذ عنهم ومارس حديثهم بخلاف مسلم في الأمرين.اهـ
والبخاري من أعلم الناس بشيوخه وهو َيعرف متى أصاب شيخه ومتى أخطأ لذلك تجده ينتخب من حديثهم ما أصابوا فيه ويترك ما عداه.

٣- شرط البخاري في قبول الرواية أجود من شرط مسلم
فإن البخاري اشترط في قبول الرواية ثبوت السماع مع المعاصرة واللقي واكتفى مسلم بالمعاصرة فقط.
– قال الحافظ النووي في مقدمة شرح مسلم(٢١):
وهذا المذهب يرجح كتاب البخاري.اهـ
وقال الإمام الزركشي في النكت على المقدمة(٦٠): مما يفضل به البخاري اشتراطه في الراوي مع إمكان اللقاء ثبوت السماع ومسلم يكتفي بمجرد إمكان المعاصرة.اهـ
وقال الحافظ الذهبي في السير(١٢/٥٧٣): شرط البخاري هو الأصوب والأقوى.

٤- ترجم البخاري لأحاديث صحيحه تراجماً تدل على سعة فقهه وقد قيل : فقه البخاري في تراجمه ولم يترجم مسلم لأحاديثه.
قال الزركشي في النكت على المقدمة(٦٠): مما يفضل به البخاري استنباطه المعاني الصحيحة والفقه الدقيق مسبوكاً في التراجم وأما مسلم فلم يصنع ذلك.اهـ
ووضع بعض الشراح لصحيح مسلم كالقاضي عياض والنووي تراجماً للأحاديث وليست هي بنفاسة تراجم البخاري في صحيحه.

– فائدتان :
الفائدة الأولى : قال الحافظ النووي في مقدمة شرح مسلم(٢١): انفرد مسلم بفائدة حسنة وهي كونه أسهل متناولاً من حيث إنه جعل لكل حديث موضعاً واحداً يليق به جمع فيه طرقه التي ارتضاها واختار ذكرها وأورد فيه أسانيده المتعددة وألفاظه المختلفة فيسهل على الطالب النظر في وجوهه.

– الثانية : قال بعض أهل العلم : يوجد في صحيح مسلم بعض الأحاديث أقوى من بعض الأحاديث في صحيح البخاري .

كتبه
بدر محمد البدر

@ تخريج حديث ( إذا انتصف شعبان فلا تصوموا ) @

– تخريج حديث ( إذا انتصف شعبان فلا تصوموا)

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه وبعد:

عن العلاء بن عبدالرحمن عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: ( إذا انتصف شعبان فلا تصوموا)

رواه أحمد(٩٤١٤) وأبو داود(٢٣٣٧) والترمذي(٧٣٨) وقال: حديث حسن صحيح لا نعرفه إلا من هذا الوجه،
وابن ماجه(١٦٥١) والنسائي في الكبرى(٣١١٧): وقال:لا نعلم أحداً روى هذا الحديث غير العلاء بن عبدالرحمن.
والدارمي(١٧٧٥) وابن حبان في صحيحه(٣٥٨١)
والدارقطني(٢٢٨٨)

– درجة الحديث :
تنازع الحفاظ في صحته :
صححه الترمذي (ح-٧٣٨)
وصححه ابن حبان(ح-٣٥٨١)
وصححه الحاكم والطحاوي وابن عبدالبر
(لطائف المعارف لابن رجب-١٩٧)
وحسنه ابن قدامة في الكافي(٢٣٠)
وصححه أحمد شاكر في تعليقه على السنن(٣/٢٢٥)
وصححه ابن باز في الفتاوى(١٥/٣٨٥)
وصححه الألباني في الجامع(٣٩٧)

وضعفه طائفة :
ضفعه عبدالرحمن بن مهدي وأحمد بن حنبل
وأبو زرعة والأثرم(لطائف المعارف لارجب-١٩٧)
وضعفه الدارقطني في سننه(٢٢٨٨)
وضعفه الخليلي في الأرشاد(١/٢١٩)
وضعفه الذهبي في السير(٦/١٨٧)
وضعفه ابن رجب في لطائف المعارف(١٩٨)
وأعله مقبل الوادعي في أحاديث معلة(٤٥١)

– معنى الحديث:
– قال الإمام الترمذي في جامعه(ح-٧٣٨): ومعنى هذا الحديث عند بعض أهل العلم : أن يكون الرجل مفطراً فإذا بقي من شعبان شيء أخذ في الصوم لحال شهر رمضان.اهـ

– وقال الإمام ابن خزيمة في صحيحة(١٤٣):
باب إباحة وصل صوم شعبان بصوم رمضان
والدليل على أن معنى خبر أبي هريرة عن النبي عليه الصلاة والسلام( إذا انتصف شعبان فلا تصوموا حتى رمضان) أي لا تواصلوا شعبان برمضان فتصوموا جميع شعبان ،
أو أن يوافق ذلك صوماً كان يصومه المرء قبل ذاك فيصوم ذلك الصيام بعد النصف من شعبان ،
لا أنه نهى عن الصوم إذا انتصف شعبان نهياً مطلقاً.اهـ

– وقال العلامة ابن باز في الفتاوى(١٥/٣٨٥): المراد به النهي عن ابتداء الصوم بعد النصف أما من صام أكثر الشهر أو كله فقد أصاب السنة.اهـ

كتبه
بدر بن محمد البدر

@ مباحث في علم مصطلح الحديث – شرط الشيخين @

– مباحث في علم مصطلح الحديث –
– شرط الشيخين –

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه وبعد :

من المعلوم عند أهل العلم أن أعلى مراتب الصحة ما اتفق عليه البخاري ومسلم ثم ما انفرد به البخاري ثم ما انفرد به مسلم ثم ما كان على شرطهما ولم يخرجاه ثم ما كان على شرط البخاري ثم ما كان على شرط مسلم ثم ما صح عند غيرهما.
ومن المسائل المتنازع فيها هو قول الأئمة
:( حديث على شرط الشيخين )
– قال الإمام ابن طاهر المقدسي في شروط الأئمة الستة(١٧): لم ينقل عن واحد من الأئمة أنه قال شرطت أن أخرج في كتابي ما يكون على الشرط الفلاني وإنما يعرف ذلك من سبر كتبهم فيعلم بذلك شرط كل رجل منهم.اهـ

– معنى شرط الشيخين عند الحاكم والبيهقي :
– قال الإمام الحاكم في المدخل( ٥ ) : القسم الأول من المتفق عليها اختيار البخاري ومسلم وهو الدرجة الأولى من الصحيح ومثاله الحديث الذي يرويه الصحابي المشهور عن رسول الله عليه الصلاة والسلام وله راويان ثقتان ثم يرويه عنه التابعي المشهور وله راويان ثقتان …اهـ
ووافقه على هذا القول الإمام البيهقي.
ذكره عنه السخاوي في فتح المغيث(١/٨٤)
– ورد على الحاكم والبيهقي بعض الأئمة
وقالوا: إن البخاري ومسلم لم يشترطا هذا الشرط ولا نقل عنهما،
وعندهما من الأحاديث الغريبة غير ما حديث
منها حديث عبدالله بن دينار عن ابن عمر( النهي عن بيع الولاء وهبته)
وحديث سعيد بن المسيب عن أبيه في وفاة أبي طالب.
بل البخاري صدر صحيحه بحديث غريب وهو حديث عمر(إنما الأعمال بالنيات)
وختم صحيحه بحديث غريب وهو حديث
أبي هريرة(كلمتان خفيفتان على اللسان…)

-معنى شرط الشيخين عند الميانجي:
– قال الميانجي في كتابه ما لا يسع المحدث جهله ( ٩ ):إن شرط الشيخين في صحيحهما أن لا يدخلا فيه إلا ما صح عندهما وذلك ما رواه عن رسول الله عليه الصلاة والسلام اثنان فصاعداً وما نقله عن كل واحد من الصحابة أربعة من التابعين فأكثر وأن يكون عن كل واحد من التابعين أكثر من أربعة.اهـ
– ورد على الميانجي الحافظ ابن حجر في النكت(١/١٠٢) فقال: هذا الذي قاله الميانجي مستغن بحكايته عن الرد عليه فإنهما لم يشترطا ذلك ولا واحد منهما.

– أصح ما قيل في شرط الشيخين:
والذي عليه المحققون من أهل العلم أن معنى قول الحفاظ( حديث على شرط الشيخين)
أي رواتهما المخرج لهما في أصول الصحيحين بصورة الاجتماع لا الانفراد دون من أخرجا له في المتابعات والشواهد والمعلقات.

قال شيخ الإسلام في الفتاوى الكبرى(١/٣٨٦):
شرط البخاري ومسلم: لهذا رجال يروي عنهم يختص بهم ولهذا رجال يروي عنهم يختص بهم وهما مشتركان في رجال آخرين وهؤلاء الذين اتفقا عليهم مدار الحديث المتفق عليه.اهـ
وكذا قال الإمام الزركشي في النكت على المقدمة(٨٤)
والمحدث الوادعي في المقترح(١٤٠)
وغيرهما من أهل العلم.

ومن الأمثلة على ذلك:

١- روى أبو داود(١/٣٨٥) والحاكم(١/٤٣٦)
عن جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن
أبي سعيد الخدري قال: جاءت امرأة إلى النبي عليه الصلاة والسلام ونحن عنده فقالت
يا رسول الله إن زوجي صفوان يضربني إذا صليت ويفطرني إذا صمت…) الحديث
قال الحاكم : صحيح على شرط الشيخين
وأقره الذهبي
وقال العلامة الألباني في الثمر
المستطاب( ١/١٠٢):وهو كما قالا صحيح على شرط الشيخين .اهـ
أي أن هذا السند ( جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد ) أخرجه البخاري في صحيحه ومسلم في صحيحه

٢- روى الحاكم في المستدرك(ح-٩) عن أبي عبدالرحمن المعافري الحبلي قال سمعت عبدالله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام( إن الله سيخلص رجلاً من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة…) الحديث
قال الحاكم: حديث صحيح لم يخرج في الصحيحين وهو على شرط مسلم فقد احتج بأبي عبدالرحمن الحبلي عن عبدالله بن عمرو بن العاص.
قال الذهبي:هذا على شرط مسلم.
قال المحدث الألباني في الصحيحة(١٣٥): هو كما قالا صحيح على شرط مسلم .اهـ

– فائدة:
من روى له البخاري أو مسلم في المتابعات والشواهد ليس على شرطهما.
قال شيخ الإسلام في الرد على الأخنائي(١٤١):
مسلم قد يروي عن الرجل في المتابعات ما لا يرويه فيما انفرد به، ولهذا كان كثير من أهل العلم يمتنعون أن يقولوا في مثل ذلك هو على شرط مسلم أو البخاري.اهـ
وكذا قال المحدث الوادعي في المقترح(١٥٣)

– فائدة أخرى:
قال السيوطي في التدريب(٩٠): لا يقال هشيم عن الزهري على شرطهما كل من هشيم والزهري أخرجا له فهو على شرطهما،
بل ليس على شرط واحد منهما لأنهما إنما أخرجا لهشيم من غير رواية الزهري فإنه ضعّف فيه.

كتبه
بدر محمد البدر

@ تخريج حديث ( ينزل ربنا إلى السماء الدنيا ليلة النصف من شعبان ) @

– تخريج حديث (ينزل ربنا إلى السماء الدنيا ليلة النصف من شعبان) –

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه وبعد:

– عن أبي موسى الأشعري مرفوعاً( إن الله ليطّلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن )
رواه ابن ماجه(١٤٠٩) والدارقطني في كتاب النزول(٩٤)وفي سنده ابن لهيعة ضعيف
وعبدالرحمن بن عزوب مجهول.
قال ابن الجوزي في العلل(٩٢٢): هذا حديث لا يصح وابن لهيعة ذاهب الحديث.

– والحديث له عدة شواهد منها:

١- عن عائشة رواه الترمذي(٧٣٩) وابن ماجه (١٤٠٨) والدارقطني في كتاب النزول(٨٩)
قال أبو عيسى الترمذي: حديث عائشة لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث الحجاج وسمعت محمداً يضعف هذا الحديث وقال يحيى بن أبي كثير لم يسمع من عروة والحجاج بن أرطأة لم يسمع من يحيى.
وقال ابن الجوزي في العلل(ح-٩١٥): ضعفه الترمذي والدارقطني.

٢- وعن معاذ رواه الدارقطني في كتاب النزول(٧٧) وابن حبان في صحيحه(٥٦٣٦) وفي سنده انقطاع بين مكحول ومالك بن يخامر.

٣- وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رواه أحمد (٦٦٤٢) وفي سنده ابن لهيعة وهو ضعيف الحديث ؛ وصححه أحمد شاكر

٤- وعن أبي بكر الصديق رواه الدارقطني في كتاب النزول(٧٥)
قال ابن الجوزي في العلل(ح٩١٦): هذا حديث لا يصح ولا يثبت.
وقال المنذري في الترغيب والترهيب(٣/٢٨٣):
لا بأس باسناده.

٥- وعن أبي ثعلبة الخشني رواه الدارقطني في كتاب النزول(٧٨) وفي سنده الأحوص بن حكيم العنسي، ضعيف
قال ابن الجوزي في العلل(٩٢٠): هذا حديث
لا يصح.

٦-وعن كثير بن مرة الحضرمي رواه الدارقطني في كتاب النزول(٨٢) وفي سنده حجاج بن أرطاة.
قال ابن حجر في التقريب : صدوق كثير الخطأ والتدليس.
وقد عنعنه.

٧-وعن عثمان بن أبي العاص رواه البيهقي في الشعب(٣/٣٨٣) ضعفه الألباني في ضعيف الجامع(٦٥٣)

٨-وعن أبي هريرة رواه ابن الجوزي في العلل المتناهية(٩٢١) وقال:وهذا لا يصح فيه مجاهيل.

٩- وعن علي بن أبي طالب رواه ابن الجوزي في العلل المتناهية(٩٢٣) وفي سنده ابن أبي سبرة
متهم بالوضع.

– الخلاصة:
قال العلامة المباركفوري في تحفة الأحوذي(٣/١٦١):
ورد في فضيلة النصف من شعبان عدة أحاديث مجموعها يدل على أن لها أصلاً.اهـ

وقال العلامة الألباني في الصحيحة(ح-١١٤٤): حديث(يطّلع الله إلى خلقه ليلة النصف من شعبان…) حديث صحيح روي عن جماعة من الصحابة من طرق مختلفة يشد بعضها بعضاً وهم:معاذ وأبو ثعلبة الخشني وعبدالله بن عمرو وأبو موسى الأشعري وأبو هريرة وأبو بكر الصديق وعوف بن مالك وعائشة.
وقال: وجملة القول إن الحديث بمجموع هذه الطرق صحيح بلا ريب والصحة تثبت بأقل منها عدداً ما دامت سالمة من الضعف الشديد كما هو الشأن في هذا الحديث.اهـ

– فائدة:
لم يثبت في فضل العبادة في ليلة النصف من شعبان حديث.
ومما يروى فيها:
حديث علي بن أبي طالب مرفوعاً( إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى السماء الدنيا…) رواه ابن ماجه(١٤٠٧)
قال ابن رجب في لطائف المعارف(١٩٨):سنده ضعيف.
وقال الألباني في سنن ابن ماجه(١٤٠٧):
ضعيف جداً أو موضوع.

– قال الإمام ابن القيم في المنار المنيف(٩٠):
حديث(يا علي من صلى ليلة النصف من شعبان مائة ركعة بألف-قل هو الله أحد-قضى الله حاجته)
وحديث(من قرأ ليلة النصف من شعبان ألف مرة -قل هو الله أحد-بعث الله إليه مائة ملك يبشرونه)
وغير ذلك من الأحاديث التي لا يصح منها شيء، والعجب ممن شم رائحة العلم بالسنن أن يغتر بمثل هذا الهذيان ويصليها.اهـ

كتبه
بدر بن محمد البدر

@ مباحث في علم مصطلح الحديث – اختلاط الرواة @

– مباحث في علم مصطلح الحديث –
– اختلاط الرواة –

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وآله أجمعين وبعد:

– تعريف الاختلاط :
الاختلاط : لغة : فساد العقل.
اصطلاحا : هو فساد العقل وعدم انتظام الأقوال والأفعال إما بخرف أو ضرر أو مرض أو عرض : من موت ابن أوسرقة مال أو ذهاب كتب واحتراقها.
قاله السخاوي في فتح المغيث(٤/٤٥٨)

– حالات الاختلاط :
الاختلاط له ثلاث حالات:
١- من لم يضره الاختلاط
إما لقصر مدة اختلاطه كسفيان بن عيينة وإسحاق بن راهوية
وإما لأنه لم يرو شيئاً حال اختلاطه
كجرير بن حازم وعفان بن مسلم.

٢- من كان ضعيفاً قبل الاختلاط وزاده الاختلاط ضعفاً.
كعبدالله بن لهيعة.

٣- من كان ثقة قبل الاختلاط ثم اختلط
وهذا في قبول حديثه تفصيل:
أ- ما حدث به قبل الاختلاط قُبل .
ب- ما حدث به حال الاختلاط لا يقبل،
إلا إذا تابعه على روايته أحد الثقات فإنه يقبل،
قال الحافظ ابن حجر في التهذيب(٤/٥٧) : قال وكيع : كنا ندخل على سعيد بن أبي عروبة فنسمع فما كان من صحيح حديثه أخذناه وما لم يكن صحيحاً طرحناه.اهـ
أي إذا وافق حديثه حديث الثقات قبلناه وإذا خالف حديثه حديث الثقات تركناه.
وقال الإمام ابن حبان في مقدمة صحيحه(١٦١):
وحكم هؤلاء-أي المختلطين-الاحتجاج بهم فيما وافقوا الثقات.
ج- ما أشكل فلم يدر حدث به قبل الاختلاط أو بعده لا يقبل ،
إلا إذا تابعه على روايته أحد الثقات فتقبل روايته كما مر .

– الفرق بين التغير والاختلاط:
التغير هو ضعف حفظ الراوي.
الاختلاط هو فساد عقل الراوي.

– قال الإمام الذهبي: كل تغير يوجد في مرض الموت فليس بقادح في الثقة فإن غالب الناس يعتريهم في مرض الموت الحاد نحو ذلك، وإنما المحذور أن يقع الاختلاط بالثقة فيحدث في حال اختلاطه بما يضطرب في إسناده ومتنه فيخالف فيه.اهـ
(السير-١٠/٢٥٤)

وقال المحدث الألباني:التغير ليس جرحاً مسقطاً لحديث من وصف به بخلاف من وصف بالاختلاط، والأول يقبل حديث من وصف به إلا عند الترجيح
وأما من وصف بالاختلاط فحديثه ضعيف إلا إذا حدث به قبل الاختلاط.
( السلسلة الضعيفة-٨/٣٦٦)

– وقال المحدث الوادعي : التغير ليس بمنزلة الاختلاط ذكر هذا الحافظ الذهبي في ترجمة هشام بن عروة عند قول ابن القطان:إنه اختلط بعد ما نزل إلى العراق.
فأنكر عليه الذهبي وقال : إنه ضعف حفظه-أي هشام-ولم يبلغ حد الاختلاط.اهـ
( المقترح-٦١)

– أسماء بعض المختلطين:
١- عبدالرحمن المسعودي:
قال أبو النضر:إني لأعرف اليوم الذي اختلط فيه-المسعودي-كنا عنده وهو يُعزى في ابن له فجاءه إنسان فقال له:إن غلامك أخذ من ملكك عشرة آلاف وهرب، ففزع وقام ودخل منزله ثم خرج إلينا وقد اختلط.
( الجرح والتعديل لابن أبي حاتم -٥/٢٥١)

٢- سعيد ابن أبي عروبة
قال يزيد بن زريع:أول ما أنكرنا ابن أبي عروبة يوم مات سليمان التيمي جئنا من جنازته،فقال:من أين جئتم؟قلنا من جنازة سليمان التيمي،فقال:
ومن سليمان التيمي؟!
( تهذيب التهذيب لابن حجر-٤/٥٨)

٣- سهيل بن أبي صالح
قال البخاري:كان لسهيل أخ فمات فوجد عليه فنسي كثيراً من الحديث.
(تهذيب التهذيب لابن حجر-٤/٢٣٩)

٤- إسماعيل بن مسلم المكي:
قال ابن المديني سمعت يحيى وسئل عن
إسماعيل بن مسلم المكي؟قال:كان لم يزل مختلطاً كان يحدثنا بالحديث الواحد على ثلاثة أضرب.
( الميزان للذهبي-١/٢٤٨)

كتبه
بدر محمد البدر

@ الحديث المستفيض @

– الحديث المستفيض –

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه وبعد:

– تعريف المستفيض:
لغة : من (فاض ) الخبر يفيض واستفاض أي شاع وهو حديث (مستفيض ) أي منتشر في الناس.
اصطلاحاً : هو ما رواه أكثر من ثلاثة.
وهو ظاهر قول الحافظ ابن كثير في اختصار علوم الحديث(١٦٠)

– والمستفيض هو المشهور في أصح قولي العلماء
قال السخاوي في فتح المغيث(٣/٣٨٩): المشهور هو المستفيض على رأي جماعة من أئمة الفقهاء والأصوليين وبعض المحدثين ،
قال شيخنا: ومنهم من غاير بينهما بأن المستفيض يكون في ابتدائه وانتهائه يعني وفيما بينهما سواء والمشهور أعم من ذلك بحيث يشمل ما كان أوله منقولاً عن الواحد ، ومنهم من غاير على كيفية أخرى يعني بأن المستفيض ما تلقته الأمة بالقبول دون اعتبار عدد.اهـ

– اطلاقات الحديث المستفيض:
١- يطلق المستفيض ويراد به الحديث المشهور.

– قال الإمام مسلم في كتاب التمييز(١١٧):
فقد صح بهذه الروايات المشهورة المستفيضة
في سجود رسول الله عليه الصلاة والسلام يوم
ذي اليدين.

– وقال شيخ الإسلام في الصارم المسلول(٥١) والقصة مشهورة مستفيضة وقد رواها
عمرو بن دينار عن جابر قال قال رسول الله عليه الصلاة والسلام( من لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله).

– وقال الإمام ابن القيم في كتاب الروح(٤٨): عن حديث سؤال الميت في قبره .
هذا حديث مشهور مستفيض صححه جماعة من الحفاظ ولا نعلم أحداً طعن فيه .

٢- ويطلق المستفيض ويراد به الحديث المتواتر.
قال شيخ الإسلام في الفتاوى الكبرى(١/١٧٢):
وهذا الحديث معارضاً للأحاديث المستفيضة المتواترة.
-وقال الحافظ السخاوي في فتح المغيث(٣/٣٩٠):
قال أبوبكر الصيرفي والقفال إنه هو-أي المستفيض-والمتواتر بمعنى واحد، ونحوه قول شيخنا-أي ابن حجر-في المستفيض إنه ليس من مباحث هذا الفن يعني كما في المتواتر.اهـ

كتبه
بدر محمد البدر العنزي

@ عدم ارتفاع الغرابة بالمتابعات والشواهد الضعيفة @

– عدم ارتفاع الغرابة بالمتابعات والشواهد الضعيفة –

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه وبعد:

– الحديث الغريب هو ما تفرد بروايته راوٍ واحد
فإن تابعه راوٍ آخر على رواية الحديث ارتفعت الغرابة عنه ؛ بشرط أن يكون المتابع ثقة أو صدوقاً وحديثه ليس شاذاً ولا معلولاً.
فإن كان المتابع ضعيفاً أو كان حديثه معلول
لم ترتفع به الغرابة.كما هو ظاهر قول الإمام الترمذي في العلل الصغرى
– قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في شرح علل الترمذي(٢٣٧):
ذكر الترمذي رحمه الله أن الحديث الغريب عند أهل الحديث يطلق بمعان:
أحدها:أن يكون الحديث لا يروى إلا من وجه واحد.ثم مثله بمثالين وهما في الحقيقة نوعان:
أحدهما أن يكون ذلك الإسناد لا يروى به إلا ذلك الحديث أيضاً
النوع الثاني: أن يكون الإسناد مشهوراً يروى به أحاديث كثيرة لكن هذا المتن لم تصح روايته إلا بهذا الإسناد ومثل له بحديث( النهي عن بيع الولاء وهبته) وحديث ( إنما الأعمال بالنيات).اهـ

– من أمثلة هذا القاعدة:

١- حديث عبدالله بن دينار عن ابن عمر ( أن رسول الله عليه الصلاة والسلام نهى عن بيع الولاء وهبته)
رواه الشيخان.
قال أبو عيسى الترمذي في جامعه(ح-١٢٣٦):هذا حديث حسن صحيح لا نعرفه إلا من حديث
عبدالله بن دينار عن ابن عمر
وقد روى يحيى بن سليم هذا الحديث عن
عبيدالله بن عمر عن نافع عن ابن عمر عن النبي عليه الصلاة والسلام( نهى عن بيع الولاء وهبته)
وهو وهم، وهم فيه يحيى بن سليم.
وروى عبدالوهاب الثقفي وعبدالله بن نمير وغير واحد عن عبيد الله بن عمر عن عبدالله بن دينار عن ابن عمر عن النبي عليه الصلاة والسلام.
وهذا أصح من حديث يحيى بن سليم.اهـ

قال الحافظ ابن رجب في شرح العلل(٢٣٨):
حديث عبدالله بن دينار عن ابن عمر عن النبي عليه الصلاة والسلام في النهي عن بيع الولاء وهبته، لا يصح عن النبي عليه الصلاة والسلام إلا من هذا الوجه ومن رواه من غيره فقد وهم وغلط وهو معدود من غرائب الصحيح فإن الشيخين خرجاه.اهـ

– ولهذا لم ترتفع غرابة هذا الحديث بمتابعة نافع لعبدالله بن دينار لأنها رواية منكرة وهم فيها
يحيى بن سليم؛
وقد نص الإمام الترمذي وغيره من الأئمة الحفاظ على أن حديث(النهي عن بيع الولاء وعن هبته) غريب لا يعرف إلا من طريق عبدالله بن دينار.

٢- حديث يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن علقمة عن عمر مرفوعاً( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امريء ما نوى ) رواه الشيخان.

– ذكر الإمام الزركشي في النكت على المقدمة(٢٠١) شواهد ومتابعات لحديث عمر( إنما الأعمال بالنيات)
قال: فقد رواه غير عمر؛ كعلي بن أبي طالب وسعد بن أبي وقاص وابن مسعود وابن عمر وغيرهم ورواه عن عمر:جابر بن عبدالله وعبدالله بن عامر ومحمد بن المنكدر وغيرهم ورواه عن علقمة : نافع مولى ابن عمر وابن المسيب ، ورواه عن محمد بن إبراهيم: محمد بن عمرو وداود بن الفرات وغيرهم
ثم قال:لكن أسانيد هذه لا تصح فلهذا كان الحديث فرداً في الصحة.اهـ

وقال الحافظ ابن رجب في شرح العلل(٢٣٩): ومن غرائب الصحيحين حديث عمر(إنما الأعمال بالنيات)
فإنه لم يصح إلا من حديث يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم التيمي عن علقمة بن وقاص عن عمر.اهـ

وقال الحافظ ابن حجر في الفتح(١/١٤): ورد الحديث من طرق معلولة ذكرها الدارقطني
وأبو القاسم بن منده وغيرهما.اهـ

– ولهذا لم ترتفع غرابة الحديث بهذه الشواهد والمتابعات الضعيفة ؛ وقد نص الأئمة الحفاظ على غرابة حديث( إنما الأعمال بالنيات) وأنه لا يعرف إلا عن عمر رضي الله عنه ولا يعرف عنه إلا من رواية علقمة ولا يعرف عن علقمة إلا من رواية محمد بن إبراهيم ولا يعرف عن محمد إلا من رواية يحيى.

كتبه
بدر محمد البدر

@ حديث الآحاد @

– حديث الآحاد –

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه وبعد:

– الآحاد: جمع أحد، وهو ما قصر عن صفة التواتر، قاله الخطيب في الكفاية(١٦)

– أقسام حديث الآحاد:
ينقسم حديث الآحاد إلى ثلاثة أقسام:
١- مشهور: وهو ما رواه ثلاثة فأكثر ما لم يبلغ التواتر.
وقيل : ما رواه فوق ما ثلاثة.
– مثاله:
حديث ( إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من صدور العلماء ولكن يقبض العلم بقبض العلماء…)
رواه الشيخان عن عبدالله بن عمرو، ورواه أحمد عن زياد بن لبيد، ورواه الطبراني في الأوسط بسند حسن عن أبي هريرة، ورواه الخطيب في التاريخ عن عائشة
ورواه عنهم جماعة .

٢- عزيز: وهو ما رواه اثنان.
وقيل : ما رواه اثنان أو ثلاثة.
مثاله:
حديث( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين)
رواه أنس كما في الصحيحين وأبو هريرة كما في البخاري.
ورواه عن أنس ؛ قتادة وعبدالعزيز بن صهيب كما في الصحيحين
ورواه عن قتادة ؛ شعبة كما في الصحيحين
وسعيد بن أبي عروبة كما في الترغيب والترهيب لأبي القاسم الأصبهاني.
ورواه عن عبدالعزيز ؛ إسماعيل بن عليه كما في الصحيحين
وعبدالوارث بن سعيد كما في مسلم.

٣- غريب: وهو ما رواه واحد.
مثاله:
حديث عبدالله بن دينار عن ابن عمر قال( نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن بيع الولاء وعن هبته)رواه الشيخان
قال الإمام الترمذي(ح١٢٣٩):حسن صحيح لا نعرفه إلا من حديث عبدالله بن دينار.

– فائدة:
قد يجتمع في الحديث الواحد أكثر من وصف
كأن يكون الحديث مشهوراً غريباً أو يكون غريباً عزيزاً وهكذا.
ومن أمثلة ذلك:

١- قال الحافظ السيوطي في تدريب الراوي(٢/٧٦٢):
فائدة:قد يكون الحديث عزيزاً مشهوراً قال الحافظ العلائي فيما رأيته بخطه حديث(نحن الآخرون السابقون يوم القيامة) الحديث عزيز عن النبي عليه الصلاة والسلام رواه حذيفة وأبو هريرة وهو مشهور عن أبي هريرة رواه عنه سبعة.اهـ

٢- قال الحافظ أبو نعيم في الحلية(٨/٣٧٢): حديث سفيان عن عبدالله بن محمد بن عقيل عن ابن الحنفية عن علي مرفوعاً( مفتاح الصلاة الطهور )
حديث مشهور لا نعرفه إلا من حديث ابن عقيل.اهـ
– وقال الإمام ابن الصلاح في علوم الحديث(٢٤٥):
حديث( إنما الأعمال بالنيات )
إسناده متصف بالغرابة في طرفه الأول، متصف بالشهرة في طرفه الثاني.

٣-قال الحافظ ابن حجر في الفتح(١/١٤٣)
حديث الحرمي بن عمارة عن شعبة عن
واقد بن محمد عن أبيه عن ابن عمر مرفوعاً( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن إله إلا الله…)
هذا الحديث غريب الإسناد تفرد بروايته شعبة عن واقد
وهو عن شعبة عزيز تفرد بروايته عنه حرمي هذا وعبدالملك بن الصباح.

كتبه
بدر محمد البدر

@ بدعة الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج @

– بدعة الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج –

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه وبعد :

من البدع المحدثة في بعض البلدان الإسلامية بدعة الإحتفال بليلة الإسراء والمعراج وهذه البدعة تقام في كل عام في آواخر شهر رجب حيث يجتمع لها الناس رجلاً ونساءاً في المساجد للذكر وقراءة القرآن والإنشاد وتوقد لها المصابيح والشموع وتفرش لها البسط.
وغير ذلك من البدع المحدثة التي حذر منها النبي عليه الصلاة والسلام كما في حديث العرباض بن سارية ( إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ) رواه الترمذي وصححه ابن حبان والألباني.
ومن المعلوم أن ليلة الإسراء والمعراج لم يعرف وقتها بالتحديد
في أي شهر ولا في أي ليلة بل تنازع الأئمة في ذلك كما هو مبسوط في فتح الباري
لابن حجر(٧/٢٠٧)

قال الإمام أبو شامة في الباعث(١٧١): وذكر بعض القصاص أن الإسراء كان في رجب وذلك عند أهل التعديل والجرح عين الكذب.اهـ

قال الإمام ابن القيم في الزاد(١/٥٧):
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : لم يقم دليل معلوم لا على شهر ليلة الإسراء ولا على عشرها ولا على عينها بل النقول في ذلك منقطعة مختلفة ليس فيها ما يقطع به ولا شرع للمسلمين تخصيص الليلة التي يظن أنها ليلة الإسراء بقيام ولا بغيره.اهـ

قال العلامة ابن الحاج في المدخل(١/٢٩٢): ومن البدع التي أحدثوها في شهر رجب ليلة السابع والعشرين منه ليلة المعراج.اهـ

قال العلامة ابن عثيمين في نور على الدرب(١/٥٧٥): ليس لهذا الاحتفال-أي في ليلة الإسراء والمعراج-أصل في كتاب الله ولا في سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام ولا عهد خلفائه الراشدين رضوان الله عليهم وإنما الأصل في كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام يرد هذه البدعة.اهـ

فالواجب على المسلمين الإعراض عن هذه البدع المنكرة التي ليست من الدين في شيء وإنما هي زيادة في الدين وشرع لم يأذن به الله روى الشيخان عن عائشة مرفوعاً(من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)
أي مردود عليه غير متقبل منه.

كتبه
بدر محمد البدر