@ الظهار @

– الظهار –

– الظهار مشتق من الظهر
– وهو أن يشبه الرجل امرأته بامرأة تحرم عليه تحريماً مؤبداً.
– وسمي ظهاراً لتشبيه الزوج المظاهر زوجته بظهر أمه، وخص الظهر دون غيره لأن الظهر موضع الركوب من البعير وغيره والمرأة مركوبة إذا غُشيت ؛ وقوله:أنت عليّ كظهر أمي، أي: ركوبك للنكاح حرام علي كركوب أمي للنكاح.

– حكم الظهار:
الظهار محرم بالكتاب والسنة والإجماع.

– صيغ الظهار:
صيغ الظهار نوعان:
١- ظهار صريح: كقوله: أنت عليّ كظهر أمي أو أختي أو بنتي.
٢- ظهار كناية: كقوله: أنت علي مثل أمي.
قال شيخ الإسلام في المجموع(٣٤/٧): قول الزوج لزوجته: أنت عليّ مثل أمي أو أختي، إن كان مقصوده في الكرامة لا شيئ عليه، وإن كان مقصوده في الوطء والإستمتاع فهذا ظهار.
قال الشيخ ابن عثيمين في نور على الدرب(١٠/٤٤١):إن قصد به الظهار فهو ظهار وإن قصد به المنع والتخويف لا الظهار فإنه يكون يميناً يكفر كفارة يمين.

– قول الزوج لزوجته(أنت عليّ حرام)
الصحيح أنه يمين وهو قول طائفة من الصحابة وبه قال أحمد في رواية ورجحه شيخ الإسلام.

– قول الزوجة لزوجها(أنت عليّ كظهر أبي)
الصحيح أنه ليس بظهار وهو قول جمهور أهل العلم.
وعليها كفارة يمين لأنه يمين على الصحيح من قولي أهل العلم وهو رواية لأحمد ورجحه شيخ الإسلام والشيخ ابن باز وابن عثيمين.

– يصح الظهار منجزاً في الحال كقوله(أنت عليّ كظهر أمي)
ويصح معلقاً كقوله(إن خرجتي من البيت فأنت علي كظهر أمي).

– كفارة الظهار:
من ظاهر من زوجته حرُم عليه نكاحها حتى يكفر كفارة ظهار وهي:
عتق رقبة مؤمنة
فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، ومن قطع التتابع لغير عذر أعاد الصيام من جديد.
فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً مسلماً.

-من عجز عن الكفارة:
قال الشيخ ابن عثيمين في نور على الدرب(١٠/٤٤٢):الصحيح أن الكفارة تسقط بالعجز.
-من جامع زوجته قبل أن يكفر إن كان جاهلاً بالحكم لا شيئ عليه، وإن كان عالماً بالحرمة فإنه آثم وعليه التوبة.قاله ابن عثيمين في نور على الدرب(١٠/٤٥١)

فيه مسائل:
١- قول المرأة لزوجها أنت أبي وأخي وزوجي وما أشبه ذلك إذا أرادت به من باب الكرامة والرعاية
لا شيئ فيه ولا حرج عليها.
٢- من ظاهر من امرأة أجنبية ثم عقد عليها لاشيئ عليه لأنه ظاهر على امرأة لم يعقد عليها بعد وإن أخرج كفارة بعد أن يعقد عليها فهو أحوط. قاله ابن عثيمين في نور على الدرب(١٠/٤٥٢).

كتبه:
بدر بن محمد البدر.

@ إدراك وقت الصلاة والجمعة والجماعة @

( إدراك وقت الصلاة والجمعة والجماعة )

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الرسول الأمين وبعد:
١- إدراك وقت الصلاة
يدرك وقت الصلاة بإدراك ركعة قبل خروج الوقت على الصحيح من قولي العلماء وقول الإمام مالك والإمام الشافعي رواية للإمام أحمد وبه قال شيخ الإسلام والعلامة ابن باز، وقال لي العلامة اللحيدان:هذا الصحيح أن الوقت يدرك بركعة .
لما جاء عن أبي هريرة مرفوعاً(من أدرك من الصبح ركعة قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك الصبح ومن أدرك من العصر ركعة قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر)رواه السبعة.

– ويحرم تأخير الصلاة عن وقتها لغير عذر شرعي
ومن هذه الأعذار: السفر أو المرض أو المطر .
– وتنازع العلماء في قضاء الصلاة المؤخرة لغير عذر . والصحيح يقضيها وعليه الإثم وهو قول جمهور العلماء منهم الأئمة الأربعة لحديث(فدين الله أحق أن يقضى)متفق عليه
وذهب شيخ الإسلام والإمام ابن القيم والإمام ابن رجب إلى عدم القضاء وعليه التوبة فقد، والراجح قول الجمهور.
-ومن نام عن الصلاة أو نسيها فليصليها إذا قام أو ذكرها لا كفارة له إلا ذلك كما جاء في الصحيحين وغيرهما عن النبي عليه الصلاة والسلام.

٢- إدراك الجمعة
تدرك الجمعة بإدراك ركعة مع الإمام ؛ وهذا قول جماهير السلف
قال شيخ الإسلام:قضت السنة أن من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة لحديث(فليضف إليها أخرى) ومفهوم المخالفة للحديث:أن من لم يدرك ركعة من الجمعة مع الإمام في الوقت أن الجمعة فاتته فإن الجمعة لا تقتضى وإنما الظهر بدل عنها إذا فاتت.
عن ابن عمر مرفوعاً( من أدرك ركعة من صلاة الجمعة وغيرها فليضف إليها أخرى وقد تمت صلاته )رواه ابن ماجه والدارقطني وصححه الألباني.
– إذا أتى المسبوق والإمام في التشهد أو ساجد السجدة الثانية فإنه لم يدرك الجمعة وعليه أن يدخل معهم وينويها ظهراً.
ومن كان في بلد يصلون الجمعة قبل الزوال على قول من يقول بجواز الجمعة قبل الزوال وهو قول ضعيف؛ فإن المسبوق إذا وجد الإمام في التشهد أو ساجد السجدة الأخيرة فإنه يدخل معهم بنية نافلة لا صلاة ظهر لأن وقت الظهر لم يدخل بعد.

٣- إدراك الجماعة
تدرك الجماعة بإدراك ركعة على الصحيح من قولي العلماءوهو قول جماهير السلف ورواية للإمام أحمد وبه قال شيخ الإسلام
قال لي العلامة اللحيدان:هذا الصحيح من أدرك ركعة من صلاة الجماعة أدرك الجماعة.
روى أبو داود عن أبي هريرة أن النبي عليه الصلاة والسلام قال(إذا جئتم إلى الصلاة ونحن سجود فاسجدوا ولا تعدوها شيئاً ومن أدرك ركعة فقد أدرك الصلاة)صححه الألباني.

كتبه:
بدر بن محمد البدر.

@ ادراج لفظة كريم في حديث عائشة في دعاء ليلة القدر @

( إدراج لفظة-كريم-في حديث عائشة في دعاء ليلة القدر )

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده :
روى الترمذي (٣٥١٣): عن عبدالله بن بريدة عن عائشة أنها قالت:يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول؟قال:(قولي اللهم إنك
عفو كريم تحب العفو فاعف عني)
قال الترمذي:هذا حديث حسن صحيح.
– ورواه ابن السني في عمل اليوم والليلة(٧٦٨-ط-
دار البصيرة)عن عبدالله بن بريدة عن عائشة.بمثل لفظ الترمذي.

– وهذا الحديث وقع فيه خطأ من النساخ أو الطباعة وهو زيادة لفظة(كريم)فإن الأئمة الحفاظ رووا حديث عائشة بدون هذه الزيادة.

رواه ابن ماجه(٣٩١٨)من طريق عبدالله بن بريدة عن عائشة بلفظ( اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني)

وأحمد(٢٦٢٠٦)من طريق سليمان بن بريدة عن عائشة. بدونها.

والنسائي في السنن الكبرى(١٠٧١٣) من طريق سليمان بن بريدة عن عائشة.بدونها.

ورواه الطبراني في الدعاء(٩١٦) من طريق
ابن بريدة عن عائشة. بدونها.

والحاكم(١٩٨٥)من طريق سليمان بن بريدة عن عائشة. بدونها.
وقال:صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه

– وأورده الأئمة المتأخرون في مصنفاتهم بدون ذكر لهذه الزيادة مع عزوهم الحديث للترمذي

ذكره المجد ابن تيمية في المنتقى(١٧٧٢): بدونها
وعزاه للترمذي وأحمد وابن ماجه
وذكره النووي في الأذكار(٥٨٢):بدونها.
وعزاه للترمذي
وذكره ابن حجر في البلوغ(٦٦٣):بدونها.وعزاه للخمسة غير أبي داود
وذكره السيوطي في الجامع(٤٤٢٣):بدونها.وعزاه للترمذي

@- فائدتان:
– الأولى/ في سنن الترمذي الطبعة الهندية جاء حديث عائشة بلفظ( اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني) بدون زيادة(كريم)
قال العلامة المحدث الألباني في الصحيحة(٣٣٣٧):زيادة (كريم) لا أصل لها في الكتب المتقدمة وهي خطأ من النساخ أو الطابعين.

وجاء في كتاب ابن السني عمل اليوم والليلة الطبعة الهندية بلفظ(اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني) بدون زيادة(كريم).
قال العلامة المحدث الألباني في الصحيحة(٣٣٣٧):هذه الزيادة وقعت خطأ في نسخة ابن السني.

– الثانية/ صحح حديث عائشة طائفة من الأئمة منهم:
الترمذي والحاكم والألباني.
وضعفه بعض الأئمة منهم:
الدارقطني والوادعي
وسبب ضعفه أن عبدالله بن بريدة لم يسمع من عائشة؛ قاله الدارقطني في سننه والبيهقي في السنن الكبرى.
لكن عبدالله لم يتفرد به فقد تابعه أخوه سليمان
أخرجه أحمد والنسائي في الكبرى والحاكم.
وسليمان ثقة من الثالثة .

كتبه:
بدر بن محمد البدر.

@ أداب يوم الجمعة @

@-أداب يوم الجمعة-@

الحمد لله رب العالمين
هذه جملة من الأداب التي ينبغي أن يتحلى بها المسلم يوم الجمعة.

١-الإغتسال
وهو سنة مؤكدة على الصحيح لحديث سمرة في السنن وله شواهد وقيل واجب لظاهر أحاديث الأمر بالغسل.
وقال شيخ الإسلام:يجب الغسل على من كان به رائحة نتنة، ويستحب لمن ليس له رائحة، لحديث ابن عباس عند أبي داود
-جاء في فضل غسل الجمعة عن أبي قتادة مرفوعاً(من اغتسل يوم الجمعة لم يزل طاهراً حتى الجمعة الأخرى)رواه الطبراني في الأوسط وابن خزيمة في صحيحه وصححه ابن حبان والحاكم وحسنه الألباني في الترغيب والترهيب.
-ووقت الغسل عند إرادة الذهاب لصلاة الجمعة.
-ومن اغتسل للجمعة ثم أحدث يكفيه الوضوء ولا يعد الغسل، قاله مالك وغيره

٢-لبس أحسن الثياب
روى البخاري عن عمر أنه رأى حلة سيراء تباع عند المسجد فقال:يا رسول الله لو اشتريت هذه ليوم الجمعة وللوفود)
وروى ابن خزيمة في صحيحه باب:استحباب اتخاذ المرء في الجمعة ثياباً سوى ثوبي المهنة.
وساق بسنده عن عائشة أن النبي عليه الصلاة والسلام قال(ما على أحدكم إن وجد سعة أن يتخذ ثوبين لجمعته سوى ثوبي مهنته)

٣-قص الشارب وتقليم الأظافر
استحب الإمام أحمد قص الشارب وتقليم الأظافر يوم الجمعة لأنه زيادة في التنظيف
وكان عبدالله بن عمر رضي الله عنهما يفعله كل جمعة.رواه ابن وهب في موطئه

٤-السواك
يسن التسوك يوم الجمعة لقطع رائحة الفم.
وفيه حديث في صحيح مسلم
-والتسوك يكون باليد اليمنى لحديث عائشة(كان عليه الصلاة والسلام يعجبه التيمن في طهوره وتنعله وترجله وسواكه وفي شأنه كله) رواه أبو داود وصححه الألباني.قال لي العلامة اللحيدان: التسوك باليد باليمنى.
ومن تسوك باليد اليسرى لا حرج عليه وقد رأيت العلامة الفوزان يتسوك بيساره
قال ابن عثيمين:وله أن ينظف أسنانه بالفرشاة يوم الجمعة لأنه زيادة في التنظيف.

٥-الطيب
يستحب لمن حضر الجمعة أن يتطيب
لما جاء في صحيح مسلم(وأن يمس طيباً)
وفي رواية(ولو من طيب أهله)
-والأفضل في الطيب أن يكون عوداً أو بخوراً
ويجتنب العطورات التي فيها كحول للخلاف المشهور فيها.
-والطيب يكون للرأس واللحية
قال البخاري في صحيحة:باب الطيب للرأس واللحية
وساق بسنده حديث عائشة(كنت أرى وبيص الطيب في مفرق رأس النبي وفي لحيته) الوبيص أي اللمعان
وجاء في مراسيل أبي داود(كان النبي صلى الله عليه وسلم يطيب رأسه ولحيته) الحديث وإن كان مرسلاً إلا أنه يشهد له حديث عائشة.

٦-التبكير
يندب لمن حضر الجمعة أن يبكر
لحديث(من راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة…)الحديث.
وحديث(من بكر وابتكر)

٧-الدنو من الإمام
يستحب الدنو من الإمام لكي يسمع الخطبة جيداً
وفيه حديث رواه ابن ماجه

٨-الذهاب للجمعة ماشياً
وفيه حديث عند ابن ماجه
واستحب أهل العلم أن يذهب للجمعة ماشياً
-إلا إذا كان المسجد بعيداً فإنه يركب لكي لا تفوته الجمعة.

٩-الصلاة والذكر
يستحب لمن دخل المسجد أن يشتغل بالصلاة والذكر وقراءة القرآن والدعاء تحرياً لساعة الإجابة ولا يتكلم في أمور الدنيا،
-ويندب قراءة سورة الكهف
وفيه حديث في صحته خلاف والصحيح أنه ثابت صححه طائفة من الحفاظ منهم الألباني
-ويندب كثرة الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام
والأحاديث في هذا كثيرة مشهورة.
-ويستحب كثرة الذكر بعد الجمعة
لقوله تعالى(فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيراً..)

١٠-وإذا دخل المسجد يجلس في أقرب فرجة ولا يتخطى رقاب الناس
ولايحتبي ولا يشبك بين أصابعة حتي تنقضي الصلاة
ولا يعبث بشيئ يشغله عن الصلاة
ولا يشمت عاطساً ولا يرد سلاماً حال الخطبة
لأن هذا كله من اللغو المنهي عنه يوم الجمعة
ويروى في الحديث(ومن لغى لا جمعة له) فيه ضعف، وبه قال الأئمة.

والله أعلم

كتبه:
بدر بن محمد البدر العنزي

@ مزالق عبدالرحمن عبدالخالق @

( مزالق عبدالرحمن عبدالخالق )

الحمد لله رب العالمين
لاشك أن ضلالات عبدالخالق كثيرة جداً ولو تتبعت وأُحصت لاحتاج ذلك إلى مجلدات عظام.
ولكن حسبي أن أذكر بعض ضلالته ليعرفها من جهلها ويذكرها من نسيها.وهي:

١- يرى جواز المظاهرات.
وهذا أمر محدث أول ما ظهر ظهر من الخوارج.
ورد عليه الإمام ابن باز في الفتاوى(٨/٢٤٥) وأمره بالرجوع عن قوله وإعلان ذلك في الصحف ولم يرجع .

٢- يرى جواز انشاء الأحزاب والجماعات.
وقد نهانا الله تعالى ونهانا رسوله عليه الصلاة والسلام عن التفرق.
ورد عليه الإمام ابن باز في الفتاوى(٨/٢٤٤)
وأمره بالرجوع عن قوله وإعلان ذلك في الصحف ولم يرجع.

٣- اتهامه بعض علماء السعودية بالجهل.
ورد عليه الإمام ابن باز في الفتاوى(٨/٢٤٢)
وأمره بالرجوع عن قوله وإعلان ذلك في الصحف ولم يرجع.

٤- يرى جواز الخروج على الحاكم.
والشريعة الإسلامية أمرت بالسمع والطاعة في المنشط والمكره.ولم يرجع عن قوله.

٥- يرى بتوحيد الحاكمية في كتابه الصراط مقرراً لعقيدة سيد قطب في ذلك.
وأقسام التوحيد المجمع عليها عند أهل السنة والجماعة ثلاثة لا رابع لها: توحيد الأولوهية وتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات.
وهذه الثلاثة دل عليها الكتاب والسنة وأجمع عليها سلف الأمة .
قال العلامة الفوزان في شرح الطحاوية:من زاد على هذه الثلاثة فهو شيئ جاء به من عنده.

٦- ثنائه على جماعة الإخوان المسلمين وجماعة التبليغ وغيرهما من الجماعات والأحزاب المبتدعة.

-وغير ذلك من ضلالاته وانحرافاته التي تعجز الأسفار عن حملها.

@- توضيح
من المعلوم أن الأئمة قد يوثقون رجلاً ظهر لهم صلاحه ثم بعد ذلك يتبين لهم أنه ليس بثقة ويضعفوه، وهذا كثير في كتب الرجال.
منها على سبيل المثال لا الحصر:
عبدالكريم ابن أبي المخارق- ضعيف.
روى عنه الإمام مالك فلما تبين له ضعفه قال: غشني بكثرة عبادته وصلاته.
وعبدالخالق كان يظهر السلفية أمام
الإمام ابن باز ويظهر أمامه بمظهر السلفي الحريص على السلفية المدافع عنها
وهو في حقيقة الأمر يتصنع ذلك تصنعاً لأجل أخذ التزكية من علماء السلف كما صنع غيره من المنحرفين.
فلا ينخدع السلفيون بقول ذاك التراثي المنحرف الذي ضل عقله ومات قلبه المدعو/شمس الدين
بأن الإمام ابن باز زكى عبدالخالق.
الإمام ابن باز رحمه الله لما علم بضلالات عبدالخالق رد عليه كما هو في المجلد الثامن في الفتاوى ولم يقره على ضلاله وأمره بالتوبة وإعلان ذلك بالصحف وصبر عليه لعله يتوب إلى الله
ومات الإمام ابن باز رحمه الله وزاد شر هذا الرجل وكثر تخبطه،
فهو ليس بسلفي ولا يعرف السلفية وقد تكلم عليه وبيين حاله كبار علماء السلف منهم الألباني وربيع بن هادي وعبيد الجابري ومقبل الوادعي وغيرهم من العلماء.

@ الحديث المنقطع وطرق معرفته @

@- الحديث المنقطع وطُرُق معرفته -@

الحمد لله رب العالمين:
المنقطع : هو ما سقط من وسط إسناده راو أو أكثر بشرط عدم التتابع ، فإن تتابعا فهو المعضل.

وقال بعض الحفاظ :المنقطع هو كل ما لم يتصل سنده.
قال البيقوني:
(وكل ما لم يتصل بحال-إسناده منقطع الأوصال)
وهذا تعريف عام يشمل المعلق والمنقطع والمعضل والمرسل ؛ هذه كلها غير متصلة الأسانيد.
وقد يسمى المنقطع مرسلاً كما هو معروف عند المتقدمين : إطلاق الإرسال على المنقطع .
قال أبو داود في سننه: خالد بن دريك عن عائشة مرسل فإن خالداً لم يدرك عائشة
ولا مشاحة في الإصطلاح ، ما دام أن الحكم واحد وهو انقطاع السند .

@- طرق معرفة الانقطاع :
– يعرف الانقطاع بأربعة أشياء ذكرها أهل العلم وهي :

١- النظر في التواريخ أي تاريخ الراوي والمروي عنه .

٢- إقرار الراوي بأنه لم يسمع ممن حدث عنه.

٣- الوقوف على إسناد آخر للحديث فيه زيادة شخص أو أكثر بين راويين في الإسناد الأول .

٤- قول إمام من الأئمة أن هذا الإسناد منقطع .

@- فائدة:
كلما كثر الإنقطاع في السند اشتد ضعف الحديث، فإذا اشتد ضعف الحديث ترك وأصبح غير صالح للمتابعات والشواهد.

@- فائدة أخرى:
مظان معرفة الأسانيد المنقطعة،
كتاب المراسيل لابن أبي حاتم
كتاب جامع التحصيل للعلائي

كتبه
بدر بن محمد البدر

@ إثبات لفظة-الخلاء- في حديث أبي أيوب @

( إثبات لفظة-الخلاء- في حديث أبي أيوب )

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه وبعد:

جاء في شرح عمدة الأحكام للعلامة السعدي عند حديث أبي أيوب الأنصاري مرفوعاً ( إذا أتيتم الخلاء فلا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول ولا تستدبروها ولكن شرقوا وغربوا )

قال محقق الكتاب/ أنس بن عقيل في حاشية شرح السعدي على العمدة (ص ٥٧) : كذا قال الشارح – أي السعدي-( الخلاء ) بدل ( الغائط) ولم أجدها في أي نسخة من نسخ العمدة ولا في أي رواية من روايات الحديث ولكن موجودة في شرح ابن دقيق العيد (١/٥١) وقال : قوله ( إذا أتيت الخلاء ) . اهـ

كذا قال المحقق في الحاشية وهو كما قال فإن لفظ ( الخلاء ) ليس موجوداً في نسخ العمدة التي بين أيدينا وهي أربع مخطوطات كلها بلفظ (الغائط ) أو ( الغايط ) وليس فيها لفظ(الخلاء).

لكن قول المحقق: ولا في أي رواية من روايات الحديث .
هذا الكلام فيه نظر !!
لأنه جاء في مسند الامام أحمد بسند صحيح عن أبي أيوب مرفوعاً ( إذا أتى أحدكم الخلاء فلا يستقبل القبلة …) الحديث
رقم (٢٣٤٢٧- ط / دار الحديث )
وجاء أيضا في المسند بلفظ ( الغائط ) وهي الرواية المشهور في كتب الحديث.

على هذا تكون لفظة(الخلاء)جاءت في بعض طرق الحديث وجزم المحقق بعدم وجودها في أي رواية من روايات الحديث ليس بصحيح وهو استعجال منه.
لذلك ينبغي لمن يقوم بتحقيق الكتب أن لا يستعجل في نفي حديث بحجة أنه لم يجده في كتب الحديث التي بين يديه لأنه مهما بلغ من العلم ما بلغ لن يستطيع أن يحيط بكتب السنة،
والأولى له أن يقول:لم أجده بهذا اللفظ، أو نحوها
ولا يجزم بعدم وجود هذا اللفظ، لأنه قد يغيب عنه ويجده غيره.

كتبه:
بدر بن محمد البدر.

@ المبهم والمهمل @

@- المبهم والمهمل -@

الحمد لله رب العالمين
المبهم:هو من لم يذكر اسمه ولا نسبه في الحديث.

المهمل:هو من ذكر اسمه ولم يذكر نسبه في الحديث.

@- الإبهام نوعان :
١- إبهام في السند وهو نوعان:
أ- إبهام الصحابي ؛
كقول الراوي حدثني رجل من الصحابة ؛ وهذا لا يضر بلا خلاف لعدالة الصحابة رضي الله عنهم.
ب-إبهام غير الصحابي ؛
كقول الراوي: حدثني رجل عن أبي هريرة ؛ هذا يضر في صحة الحديث ولا يقبل حتى يعرف هذا المبهم ، فإن عرف وكان ثقة صح الحديث وإن كان ضعيفاً ضعف الحديث وإن لم يعرف ضعف الحديث.

– ثلاثة فوائد:
الأولى: الإبهام بصيغة التوثيق كقول الراوي:حدثني الثقة
هذا فيه نزاع بين العلماء والصواب عدم قبوله لأنه قد يكون ثقة عنده ضعيف عند غيره.نص عليه غير واحد من العلماء منهم السيوطي في تدريب الراوي.
الثانية: الإبهام بصيغة الجمع كقول الراوي: حدثني جماعة من الناس.
هذا فيه نزاع أيضاً وظاهر مذهب الإمام البخاري وطائفة من المحدثين أنه لا يضر ؛ وصححه المحدث الألباني بعض الأحاديث ابهم في سندها جماعة وذهب بعض العلماء إلى عدم قبوله منهم البيهقي.

الثالثة: الإبهام لا يسمى جهالة لوجود الفرق بين المبهم والمجهول، لأن المجهول معروف الإسم والنسب لكنه إما روى عنه واحد ولم يوثقه معتبر وهذا مجهول العين وإما روى عنه اثنان ولم يوثقه معتبر وهذا مجهول الحال.

٢- إبهام في المتن:
الإبهام في المتن لا يضر سواء كان في طبقة الصحابة أو دونهم.
كقول الراوي: قال رجل لأنس متى ارمي الجمرة.
لا يضر عدم معرفة هذا الرجل الذي سأل أنس بن مالك لأن ابهام المتن لا يتعلق به حكم من جهة التصحيح أو التضعيف

المهمل نوعان :
١-مهمل في السند
كقول الراوي حدثنا أحمد.
هذا يضر في صحة الحديث حتى يعرف من أحمد هذا.
٢- مهمل في المتن
كقول الراوي قال أحمد لأبي هريرة هذا لا يضر في صحة الحديث حتى لو لم يعرف أحمد هذا لأن إهمال الراوي في المتن لا يتعلق به حكم من جهة التصحيح أو التضعيف.

@- فائدة :
وضع العلماء بعض الضوابط لتمييز المهملات
كقولهم: إذا قال البخاري حدثني علي فهو علي ابن المديني. وإذا اطلق الحسن في طبقة التابعين فهو الحسن البصري وهكذا.

كتبه:
بدر بن محمد البدر.

@ أحكام السواك @

(( أحكام السواك ))

الحمد لله رب العالمين:
السواك يطلق على الفعل وعلى الآلة التي يستاك بها، وجمعه سوك بضم السين والواو
وتسمى الآلة أيضاً مسواك بكسر الميم.
والسواك مشتق من ساك الشيئ إذا دلكة.
-واصطلاحاً: هو استعمال عود في الأسنان لاذهاب التغير ونحوه.

– حكم السواك:
قال ابن قدامة في المغني(١/٩٠):أكثر أهل العلم يرون السواك سنة غير واجب ولا نعلم أحداً قال بوجوبه إلا إسحاق وداود.
-والسواك(مطهرة للفم مرضاة للرب) كما جاء في حديث عائشة رواه أهل السنن وصححه ابن خزيمة والنووي والألباني.
-وكان السلف يكثرون من التسوك (وكان ابن عمر لا يأكل إلا استاك)رواه ابن أبي شيبة ورجاله ثقات.
-ويسن التسوك في كل وقت من ليل أو نهار، ولا يكره للصائم بعد الزوال على الصحيح من قولي أهل العلم وهو قول الأكثر وبه قال شيخ الإسلام وابن القيم.
-ولم يصب السنة من استاك بغير عود.وأما حديث أنس (يجزئ من السواك الأصابع) رواه البيهقي وضعفه الألباني.

– صفة التسوك:
قال ابن قدامة في المغني(١/٩١):ويستاك على أسنانه ولسانه، قال أبو موسى (أتيت رسول الله عليه الصلاة والسلام فرأيته يستاك على لسانه) متفق عليه.
قال ابن حجر في الفتح(١/٤٦٩):ويشرع السواك على اللسان طولاً وأما الأسنان فالأحب فيها أن تكون عرضاً.
-ويستحب التسوك بعود لين ويجتنب الخشن
لكي لا يجرح لثته.
-ويبتدئ المتسوك بجانب فمه الأيمن، لأن النبي عليه الصلاة والسلام كان يعجبه التيمن في طهوره.رواه الشيخان عن عائشة.
– ويستاك بيده اليمنى على الصحيح من قولي أهل العلم.
قال لي العلامة اللحيدان: التسوك باليمين لحديث عائشة في الصحيحين أنه عليه الصلاة والسلام كان يعجبه التيمن في طهوره والتسوك طهور.
-وجاء التنصيص على التسوك باليمين في سنن أبي داود عن عائشة قالت(كان رسول الله عليه الصلاة والسلام يحب التيمن ما استطاع في شأنه كله في طهوره وترجله ونعله وسواكه)
صححه الألباني.

-غسل السواك:
عن عائشة قالت(كان نبي الله عليه الصلاة والسلام يستاك فيعطيني السواك لأغسله)رواه أبو داود وحسنه النووي والألباني.

– مواضع يتأكد فيها السواك:
١-عند الصلاة؛ لحديث أبي هريرة في الصحيحين(لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة)
٢-عند الوضوء؛ عن عائشة مرفوعاً(لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم مع الوضوء بالسواك )رواه ابن حبان وصححه الألباني.وله شاهد عن ابن عباس رواه الحاكم وصححه.وشاهد أخر عن أبي هريرة رواه ابن أبي شيبة ورجاله ثقات.
٣-عند دخول المنزل؛ لقول عائشة(كان عليه الصلاة والسلام إذا دخل- بيته- يبدأ بالسواك)رواه مسلم وغيره
-ذهب الحنابلة إلى استحباب السواك عند دخول المسجد قياساً على دخول البيت.
٤-عند قراءة القرآن؛ قال علي (إن أفواهكم طرق للقرآن فطيبوها بالسواك)رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
٥-لصلاة الجمعة؛ عن ابن عباس مرفوعاً(…فمن جاء إلى الجمعة فليغتسل وإن كان طيب فليمس منه وعليكم بالسواك)رواه ابن ماجه وحسنه الألباني.
٦-عند القيام من الليل؛ عن حذيفة (كان رسول الله إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك)متفق عليه
(وكان عليه الصلاة والسلام لا ينام إلا والسواك عند رأسه)صححه الألباني في الجامع
٧-عند اصفرار الأسنان وتغير رائحة الفم؛ لأن السواك (مطهرة ) كما جاء في الحديث والمطهرة هي كل إناء يتطهر به، وشبه السواك بها لأنه ينظف به.
وقال عليه الصلاة والسلام(السواك يطيب الفم)صححه الألباني في الجامع.

كتبه:
بدر بن محمد البدر.

@ الحديث المعلل عند ابن الصلاح @

(( الحديث المعلل عند ابن الصلاح ))

الحمد لله رب العالمين:
ابن الصلاح: هو الإمام الحافظ أبو عمرو عثمان بن عبدالرحمن الكردي. توفى(٦٤٣)
-تعريف العلة:
العلة لغة لها عدة معان ذكرها ابن فارس في مقاييس اللغة منها: الضعف والمرض.
وقال الرازي في مختار الصحاح :العلة المرض.

-والعلة اصطلاحاً:
عرفها ابن الصلاح في علوم الحديث: هي الحديث الذي اطلع فيه على علة تقدح في صحته مع أن الظاهر السلامة منها.

-ركنا العلة عند ابن الصلاح:
١-أن تكون خفية.
اشتراط الخفاء في العلة يدل عليه أقوال الأئمة الحفاظ في القرون المتقدمة .
قال ابن مهدي:لأن أعرف علة حديث هو عندي أحب إلي من أن أكتب عشرين حديثاً ليس عندي
وقال أيضاً:معرفة علل الحديث إلهام.
وذكر الترمذي في العلل الصغرى:إنه كان يسأل البخاري والدارمي وأبا زرعة عن علل الأحاديث.
وقال بعض الحفاظ:معرفتنا بهذا كهانة عند الجاهل.
وقال الحاكم في علوم الحديث:وإنما يعلل الحديث من أوجه ليس للجرح فيها مدخل.
-ظاهر كلام الأئمة أن العلة أمر خفي ليس بظاهر لأنه لو كان ظاهراً لما خفي على كثير من علماء الحديث لذلك لم يتكلم في هذا العلم إلا القليل من الأئمة الحفاظ، وأول من تكلم في علل الحديث هو الإمام شعبة بن الحجاج .

– إشكال والإجابة عليه:
– قد يشكل على البعض أن كتب العلل كالعلل لابن أبي حاتم والعلل للترمذي والعلل للدارقطني وغيرها يوجد فيها أحاديث معلة بعلة ظاهرة
كالإعلال بجرح الراوي أو الإنقطاع الظاهر.
– والجواب عن هذا الإشكال:
أن الأئمة قد يسمون الضعف الظاهر علة من باب التسمية اللغوية لا الاصطلاحية فإن العلة ضعف ومرض من حيث اللغة لا من حيث الاصطلاح.

أو يقال : إن الأئمة عبروا بالخفاء من باب الغالب والعبرة بالغالب فغالب العلل خفية لا ظاهرة.

٢-أن تكون قادحة
قال ابن حجر في النكت:وأما العلل غير القادحة فكثيرة منها أن يروي العدل الضابط عن تابعي عن صحابي حديثاً، فيرويه عدل ضابط غيره مساوٍ له في عدالته وضبطه وغير ذلك من الصفات العلية عن ذلك التابعي بعينه عن صحابي آخر؛
فإن مثل هذا يسمى علة عندهم لوجود الاختلاف على ذلك التابعي في شيخه، لكنها غير قادحة لجواز أن يكون التابعي سمعه من الصحابيين معاً.
ومثله الانتقال من ثقة لثقة في سند الحديث
: كحديث يعلى بن عبيد عن سفيان عن عمرو بن دينار عن ابن عمر مرفوعاً(البيعان بالخيار)
والصواب:عن سفيان عن عبدالله بن دينار عن ابن عمر. والخطأ من يعلى.
ومثل هذه العلة لا تؤثر لأن عبدالله وعمرو كلاهما ثقة.والانتقال من ثقة لثقة لا يقدح في صحة الحديث.

@- كيفية معرفة العلل:
تعرف العلة بجمع طرق الحديث والنظر في اختلافها.
قال أحمد:إذا لم يجمع طرق الحديث لم يفهم.
وقال ابن المديني:الباب إذا لم تجمع طرقه لم يتبين خطؤه.
وقال الخطيب في الكفاية:السبيل إلى معرفة علة الحديث الحديث أن يجمع طرقه وينظر في اختلاف رواته.

كتبه:
بدر بن محمد البدر.